قبل خمس سنوات كانت انطلاقتها الفنية بعد انتهاء دراستها في المعهد العالي
للفنون المسرحية بدمشق ومن خلال العمل التلفزيوني المعروف «التغريبة
الفلسطينية»، وخلال سنوات قليلة تمكنت الفنانة السورية الشابة ريم زينو من
التألق عبر أعمال كثيرة اجتماعية معاصرة وتاريخية، ومنها «أشواك ناعمة»
و«رجال ونساء» و«أهل الغرام» و«على طول الأيام» و«عصر الجنون» و«أعيدوا
صباحي» و«باب المقام» و«الظاهر بيبرس» وغيرها من الأعمال.
وكانت المحطة الأهم في حياتها الفنية القصيرة هي بطولتها للفيلم السينمائي
«ليالي الضجر» مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد والذي حقق جوائز هامة في
مهرجانات كثيرة، وكذلك في الفيلم «قلوب صغيرة» للمخرجة منال صالحية الذي
حقق جائزة «ايمي أورلد»، وفي فيلم «الليل الطويل» الذي حقق جائزة في
إيطاليا وفي أفلام أخرى.
وتستعد زينو حاليا الذي يرى فيها الكثير من متابعي الدراما السورية
استمرارية شباب هذه الدراما ويطلقون عليها لقب الغزالة السمراء الرقيقة،
تستعد لتصوير دورها في المسلسل البدوي الجديد «أبواب الغيم» وهو من أشعار
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وإخراج حاتم علي، وتجسد ريم فيه شخصية الفتاة
البدوية الجميلة العاشقة «مثايل» والباحثة عن الحب الحقيقي، كما تستعد
لتصوير فيلم سينمائي مصري أواخر العام الحالي.
وفي الحوار التالي تتحدث الفنانة ريم زينو لـ«الشرق الأوسط» من دمشق عن
الكثير من القضايا الفنية، فإلى نص الحوار:
·
يلاحظ قلة أعمالك التلفزيونية في
السنتين الأخيرتين فما هي الأسباب؟
- هذا صحيح والسبب أنني في العام قبل الماضي اعتذرت عن المشاركة في أعمال
تلفزيونية كثيرة وضحيت بموسم تلفزيوني كامل لأتفرغ للفيلم السينمائي (ليالي
الضجر) فأنا عاشقة بلا حدود للسينما وفي العام الماضي كنت حاملا وتفرغت
للعناية بوليدتي (جنا) فأنا متزوجة من المخرج السوري جمال سلوم.
·
لماذا لم نرك في أعمال البيئة
الشامية وهل حصلت على الفرص التي تستحقينها؟
- لم يعرض علي ولا أدري الأسباب رغم أنني شاركت في عمل من البيئة الحلبية
ويبدو أن المخرجين يرون أنني مناسبة أكثر للأعمال الاجتماعية المعاصرة،
وأنا من مشاهدي أعمال البيئة الشامية وتسعدني متابعتها وأتمنى أن نرى في
الجزء الخامس من «باب الحارة» تطورا جديدا ومنحى آخر في طرح مواضيع العمل
ونجاح هذه الأعمال جاء من رغبة الناس للعودة للبساطة والأصالة وأن يعود
الجيران يحبون بعضهم وتبقى اللهفة موجودة بينهم والغيرية والكرم وأن يبقى
الجار للجار والعائلة مترابطة مع بعضها البعض كما تقدمها هذه الأعمال
فالناس اشتاقت لهذا الجو القديم مع وجودها في عصر التكنولوجيا والسرعة حيث
لا أحد يسأل عن أحد والزيارات قليلة بين الجيران إن لم تكن معدومة في بعض
الحارات ولذلك يتذكر المشاهدون تلك الأيام بكثير من اللهفة والاشتياق وتعيد
لهم ذاكرتهم القديمة التي أحبوها من خلال قصص الجدات وحكاياتهم الجميلة
ويتساءلون كيف كنا وكيف أصبحنا في العصر الحديث، وبالنسبة لي فبرأيي أنني
لم أحصل بعد على الفرص التي أحلم بها وأشعر دائما أنني أبحث عن الأجمل
والأفضل وأن لدي الكثير لأقدمه في مجال الدراما السورية.
·
ما هي أحلامك في تجسيد شخصية ما
أو دور مما لم يعرض عليك بعد؟
- أحلامي كثيرة ومرحلية، فعندما كنت طالبة في المعهد كنت أحلم أن أقدم على
المسرح شخصية الليدي ماكبث أما فيما بعد فكنت أشعر أن سعاد حسني قريبة جدا
مني ولكن بشكل عام أشعر أنني أستطيع تقديم أي دور وتجسيد أي شخصية من خلال
موهبتي وحرفيتي الفنية.
·
هل عرض عليك العمل خارج سورية؟
وما هو رأيك بتجربة الفنانين السوريين مع الدراما المصرية؟
- نعم، فعندما شاركت في العام الماضي بمهرجان دبي السينمائي عرض علي تصوير
فيلم مصري مع المخرج خيري بشارة وفي آخر العام الحالي 2010 وأنتظر هذا
الفيلم، أما تجربة الفنانين السوريين فأنا أعتز بها ولست في موقع يجعلني
أقيّم تجربة فنانين مميزين وكبار ولكن أستطيع أن أعطي رأيي في هذا المجال
فنجاحهم هو نجاح لكل الفنانين السوريين وهم يقدمون أعمالا هامة وترفع الرأس
خاصة أنهم في مصر التي هي بلد الفنون ومركزها، ولكن ما يزعجني أحيانا أن
الدراما المصرية أخذت هؤلاء النجوم وأتمنى أن لا ينسوا درامانا وأن يكونوا
موجودين فعلا في عمل سوري في الموسم الواحد كما ذكروا في أكثر من مناسبة
وباعتقادي أنهم لن ينسوا وسيظلون أوفياء للدراما السورية التي شهرتهم
وأعطتهم الفرص الكثيرة.
·
هل شاركت في الدراما المدبلجة
وما رأيك فيها؟
- لم أشارك في الدراما التركية المدبلجة ولكن حاليا أشارك في دبلجة أفلام
أجنبية مع شركة «ساما»، وأنا أعتبر الدراما المدبلجة موجة وستنتهي، مثلما
حصل مع الدراما المكسيكية قبل سنوات وذهبت كموجة وهذا ما سيحصل مع الدراما
التركية ولكن يبقى ظهورها على الشاشات العربية أمرا مقبولا من باب التجديد
والتنويع ومن حق الناس أن ترى وتقيم فليس عندي أي اعتراض أو مشكلة مع هذه
الدراما المدبلجة، ومن يقول إنها أثرت على الدراما السورية والممثل السوري
تبقى هذه قناعته أما بالنسبة لي فلا أتفق مع هذا الرأي، فسوق الدراما واسعة
ومن يرد طرح منتجه الدرامي فليقدمه، فما المانع ما دام هناك جمهور متابع
ومقيم والبقاء للأقوى؟!..
·
هل تشاهدين أعمالك بعد عرضها
وتنتقدين نفسك؟
- طبعا فأنا متابعة قوية لأعمالي وأنا ناقدة حادة لنفسي حيث أشاهد دوري
و(ألطم) على خدّي عندما أرى في موقف ما من أدائي أنني قصرت أو أن أدائي كان
يجب أن يكون أفضل.
·
كيف تنظرين لتجربتك السينمائية؟
- أعتبرها تجربة مميزة رغم عمرها القصير وقلة الإنتاج السينمائي لدينا
والكم الموجود لدينا فانطلاقتي في السينما منذ أول فيلم قصير مع المخرج
أيهم عرسان بعنوان «خلف الوجوه» وتتالت بعدها مشاركاتي في أفلام كثيرة وهذا
أمر جيد بالنسبة لتجربتي الفنية القصيرة وكنت أحلم أن أشارك بمشهد في فيلم
سينمائي يمر ملوحا فكنت سأقبل به، فكيف وأنا بعمري الشاب أتيحت لي فرصة
بطولة فيلم سينمائي طويل ومع مخرج مهم مثل عبد اللطيف عبد الحميد، حيث شكل
لي انعطافة مهمة في حياتي الفنية وجعلني أرتاح نوعا ما، وسعيدة بهذه
الفرصة.
·
هل عرض عليك تقديم برامج
تلفزيونية كبعض الفنانين أو تقديم إعلانات وتصوير فيديو كليب؟
- لا لم يعرض علي ويمكن أن أجرب فيها وبعد ذلك أحكم على نفسي إن كنت موفقة
في هذه التجربة فسأستمر أو سأتركها في حال لاحظت أنها لا تناسبني، وأنا من
الأشخاص الذين يحبون التجريب ولكن لا أعتقد أنني سأجد نفسي في تقديم
البرامج التلفزيونية ولن أشارك أيضا في إعلانات أو فيديو كليب فأنا أعشق
التمثيل وتفكيري كله في هذا الاتجاه ولذلك لا أفكر في تقديم برامج.
·
هل يمكن أن تشاركي في عمل إذا
كان الدور المعروض عليك فيه إثارة؟
- لا بالتأكيد، والسبب هنا ليست في الفكرة بل في التعاطي معها حيث لا يوجد
أحد يتعاطى مع فكرة الدور المثير ليخدم العمل وحتى ولو وجد الدور الذي يخدم
النص التلفزيوني فهي ليست مناسبة لا من ناحية تقاليدنا وعاداتنا الاجتماعية
ولن ينظر المجتمع بشكل صحيح لهذه الأدوار ولن يتقبل أن ممثلة تقدم هذه
الأدوار المثيرة ولا أرى أنه يوجد عمل تلفزيوني ما لا يمكن أن يسير من دون
وجود لقطات مثيرة مثلا، أما في السينما فالأمر مختلف ويمكن أن يحصل والسبب
أن التلفزيون موجود في كل بيت بينما في الفيلم السينمائي فالمتفرج سيذهب
للصالة ليشاهد العمل السينمائي فالوضع هنا مختلف نوعا ما، وفي رأيي أن
تجربة بعض الممثلات في تقديم مثل هذه الأدوار تبقى تجربة وترى أنها كممثلة
ومن باب خياراتها أنه لا مانع لديها من تقديم هذا الدور إن كان جيدا أم لا
وبمكانه أو في غير محله.
·
يقال إن صوتك جميل، فهل هذا
صحيح؟
- صحيح، ولكني أغني في المنزل فقط وإذا طلب مني أن أغني في مسلسل تلفزيوني
لحاجة الشخصية التي سأجسدها للغناء فسأغنّي حتما ولكن بشرط أن ينال صوتي
إعجاب القائمين على المسلسل؟!..
·
ما مواصفات المخرج الذي ترتاحين
للعمل معه؟
- في رأيي هنا أن كل مخرج له مواصفات معينة ونحلم دائما بالكمال ولكن هذا
غير موجود ونرى أنه لدى كل مخرج نواح جيدة وحتى إذا شاهدت أمرا لم يعجبني
في مخرج ما فقد أقبل التعامل معه من باب أنه قد تتغير قناعاتي في هذا
الاتجاه وبشكل عام يعجبني المخرج الذي يعمل مع الممثل والذي يدعمه ويشاهده
عنصرا رئيسا في الكادر وليس شكلا وصورة فقط وأنه هو من يساهم في نجاح
المخرج وقد يفشله ولذلك يعجبني المخرج الذي يريح الممثل ويدعمه ويعطيه
الفرصة ليعبر عن رأيه في الدور والعمل وللأسف هناك مخرجون لا يتعاملون مع
الممثل من هذا المنطلق بينما هناك مخرجون يعنيهم الممثل كثيرا مثل حاتم علي
ورشا شربتجي ولديهم الممثل مهم جدا في عملهم.
·
كيف تنظرين لتجربة زميلاتك
الفنانات من غير خريجات المعهد واللواتي حققن نجومية في الدراما السورية؟
- برأيي أن ساحة الدراما واسعة وتتسع للجميع ومن يرد العمل فأهلا وسهلا،
ولكن من يظهر ويستمر هو الموهوب والمجتهد فليست الدراسة هي الأساس هنا فقد
يكون هناك ممثلات لم تتح لهم فرصة الدراسة الأكاديمية فلماذا لا يوظفن
موهبتهن في التمثيل وستتاح لهن الفرصة لإثباتها ويبقى البقاء للممثل
المجتهد والناجح والموهوب.
الشرق الأوسط في
07/05/2010 |