لايمكن الشروع بسبر أغوار الاتجاهات الجديدة في النقد السينمائي والرهانا ت
المرتبطة بها ارتباطا عضويا وهي تقف " مترددة ووجلة " ، في مواجهة التطورات
التقنية
الهائلة التي شهدتها الصناعة السينمائية في العقدين الأخيرين ، وهما
العقدان اللذين
شهدا تلك " المزاوجة القسرية " بين السينما كفن ، والكومبيوتر الرقمي
بوصفه ذلك
الفضاء الذي سيتوقف العالم أمامه مطولا وهو في أوج رحلته
العوليسية الافتراضية اذا
ماصدقت رهانات بعض الفلاسفة من أننا نقف
بالفعل أمام نظام رمزي منعتق من الدلالات
ومحبوس فيها في نفس الوقت ، وهذا النظام هو من سيقوم بتحديد ورسم الواقع
الجديد
الذي نقف على عتباته في أحيان كثيرة من دون رغبة ظاهرية ، وفي أحيان أخرى
من دون أن
نتنبه إليه، لما يمكن أن يفعله بنا في لحظة الرحلة الافتراضية هذه .
وهذه
الفكرة باتت تقوى أكثر فأكثر مع ولادة الأنترنت الذي لانعرف مقاصده
النهائية حتى
الآن ، فتصغير الشاشة إلى بضع بوصات ينهي أيضا مشكلة طالما بدت مهمة لصانعي
السينما
أنفسهم ، ذلك أنه يرفع من شأن ثقافة المشاهد السينمائية ( المنزلية ) .
صارت سينما
تستطيع أن تذهب إليها وأنت عائد إلى المنزل بحسب فرانسوا تروفو ، وبات
بإمكاننا
مطالعة مناظرات عن تاريخ السينما مع ايضاحات غير مسبوقة عن آخر النتاجات
السينمائية
، التيمات السينمائية الحديثة ، بورتريهات ابداعية لفضاء متخيل الخ ... ،
وصار بوسع
الأنترنت أن يؤدي وظائف السينما والمكتبة
السينمائية والصحافة التقدية ، فهو أمّن
شبكة عملاقة ، وأضاف إليها أفلاما أنتجت خصيصا للعرض على شاشته ، وفي أماكن
كثيرة
حول العالم تحول – للمفارقة – إلى منتج مجهول للأفلام في بلدان كثيرة تعاني
من قلة
الانتاج السينمائي أو ندرته ، أو حتى من فرط في الانتاج يعاني من محكوميات
ثقيلة ،
وهو استطاع في شروط رأسمالية معينة أن يستعد للمنافسة وأن يقوى استعدادا
لمواجهة
شركات انتاج معروفة ، ونجح في اجتذاب ملايين المشاهدين الجدد نحو شاشة
صغيرة في وضع
منزلي مكيّف ، وهو لاشك ساهم في توليد حس اتصالي جديد لايشبه طقس المشاهدة
السينمائية في شيء ، ولم يعد مجديا بعد التوجه نحو صناعة أفلام للأنترنت
الفصل بين
تأثيرات هذه التقنية الجديدة على الانتاج السينمائي ، وعلى هذه النتائج
التي نشأت
عن هذه التأثيرات
.
الظاهرة بحد ذاتها تعاني في المقلب الآخر من نقص في تحديد ماهيتها قبل
الانطلاق في الحديث عن ديمقراطيتها وسريان تأثيراتها بين جمهور السينما ،
وبالتالي
لايمكن تعميم مصطلح نقدي جاهز بخصوصها الآن ، حتى يمكننا الشروع بمحاولة
فهمها أو
التوسع في زاوية الرؤيا نحو ظاهرة افتراضية ، فالخروج منها نحو العالم
الواقعي الذي
دأبت السينما التي نعرفها على محاكاته والتشبه به سيولد شعورا عارما
بانقلاب
المعادلة التي كانت قائمة حتى هذه اللحظة ، ذلك أن العالم نفسه يتحول إلى
مخزون
افتراضي للعين كما هو الحال مع تجربة فيلم ( أفاتار ) للمخرج جيمس كاميرون
، والذي
ربما يغير طقس المشاهدة ، وبالتأكيد سيخلق مع هذا الانقلاب الديمقراطي "
المتعسف "
مشاهدا جديدا مختلفا عن كل ماعرفناه من قبل . ومن المؤكد أن النظارة
الثلاثية
الأبعاد التي يتزود المشاهد بها لحظة دخول الصالة ستجعل منه
مشاهدا لايشبه نفسه بعد
استلامها . ولاريب ان محاولات تشريح الطقس
الجديد ستظل محدودة بالرغم من هذا الفتح
الهائل في الجدار المعرفي للحضارة الانسانية الذي لم يكن ممكنا المضي في
هذه الرحلة
العوليسية الافتراضية من دونه ، وهو الذي فرض طبيعة الشكل وطبيعة المحتوى
الافتراضيين للرحلة كلها ، ذلك ان متابعة الفيلم الثلاثي الأبعاد يولد
شعورا بصريا
مختلفا ، حيث يبدو معه أن كل شيء يسير معه بحسب نسق مثالي وأن الأخطاء التي
يمكن أن
تحدث في سقف هذا العالم الافتراضي غير موجودة لأن تجسيد الشخصيات بهذه
الأبعاد مسح
عنها امكانية حدوث مثل هذه الأخطاء . ولاشك أن فكرة تناول دمقراطية الحديث
عن
السينما ونزول النقد بمكوناته عن العرش سابق لآوانه ، فهذه الظاهرة
الافتراضية تعمم
على الحياة الثقافية والاجتماعية بنوع من العسف المنطقي ، وهي بذلك تسعى
عن وعي
وادراك نحو صياغة قوالب نصية غير تقليدية في سياق فهم مماثل لاعادة تمثيل
الواقع
الافتراضي أمامنا درجة نقل المشاهد ( الضال ) إلى عوالم افتراضية ، وكأنها
بذلك
تضمن التخلص من واقعية المشاهد نفسه عبر الانتقال به من الصالة المعتمة
بطقوسيتها
المحببة التي تنبض بها مئات القلوب البشرية الصغيرة إلى المجرة الرقمية
حاضنة
ملايين القلوب التي تنبض بايقاع واحد زال عنه الاختلاف ، وهذا يعني أن نقف
أمام
انقلاب غير مسبوق في المفاهيم والرؤى ، وهي ميزة عالم لم يعد يجنح كثيرا
إلى
التعددية والافاقة الذهنية ، ذلك أن نظارة الجديدة أو ماينوب عنها من
تقانات هائلة
غير متصورة لايمكن أن تضمن شروط سلامة ونقاء النقد السينمائي المرافق ، اذ
لايعود
مهما التفكيك والتركيب على غرار النقد المفاهيمي المعهود القريب بوظيفته من
الكاتب
السينمائي ، فتأمين السلعة الفيلمية يصبح هاجس الشراء والاستهلاك عند
المشاهد
الجديد ، وهو حالة مثالية متقدمة للشرط الرأسمالي المتطور . وهنا لاتلعب
المدونات
السينمائية دور الناقد الوسيط بين المشاهد وصانع الفيلم ، فالاثنان يصبحان
في مرمى
عالم جبري ، وتأثيره لايعود مرتبطا بالحياة الواقعية التي نعيشها ، وإن كان
يقف على
تخومه باستخدام رموزه ذاتها ، وبالتالي فإن النقد المرافق سيتجاوز أخلاقيات
الكتابة
من دون قصد ، لأن الطقس الرقمي الجديد سيفرض قوالب جديدة في الكتابة لم تكن
معروفة
وتصبح نظرية الأنساق الرقمية واعادة توزيعها على الفضاء الجديد بما يتماثل
مع
الحياة الاجتماعية والثقافية وكافة مرفقاتها وتحولاتها التي قد تنشأ عنها ،
ولذلك
فإنه من المشكوك به وجود نظرية جمالية خاصة في الأمداء المنظورة ذلك أن
التكيف مع
الواقع الافتراضي يقود بالضرورة إلى الانشغال المضني بمعرفة أوجه التشابه
والافتراق
ودرجات الاقتراب باعتبار أنه يغير من زاوية النظر إلى الواقع الحقيقي ويعيد
انتاجه
بحسب مقتضيات الخاصية الرقمية والآثار المترتبة عنها . ، ذلك فأن غوص
المشاهد
الجديد في الفضاء الرقمي لايعود يشبه غوص ذلك المشاهد الذي قال عنه أندريه
مالرو
يوما " صاحب رأس كبيرة في شاشة صغيرة " . هنا يتبدل الاحساس المادي بالعالم
، وهي
أحاسيس لاشك أنها تؤمن أو توفر الحصول على مشاعر جديدة لم يسبق
لأحد أن تعاطى بها ،
وهي بالتأكيد ستفرض نوع القول النقدي الذي
لايعود مهتما كثيرا بالمسائل الأخلاقوية
والجمالية ، وانما بالمسائل التقنية الصرفة ودرجة قياس المشاعر والانفعالات
الناشئة
عنها ، وأعتقد أن هذا ماسيميز الناقد الجديد في عمله ، وهو سيتخلى طائعا
عن شبكة
المعارف القديمة لحساب شبكة من المحددات والمثيرات الافتراضية التي لاتنفع
معها
الحسابات القديمة ، فنظرة نقدية إلى أي من الأفلام التي سبقت مرحلة (
أفاتار )
بالتأكيد لن تنفع معها النظرة الجديدة التي ولدت للتو مع الانعطافة الجذرية
في طقس
المشاهدة السينمائية ، فهنا عند العتبة ، وهذه التخوم ينتهي الطقس التقليدي
، لنقف
على حافة كرنفال افتراضي سيغير من وجهة المعرفة الانسانية في هذا الخصوص
وهو يخلق
شخوصه وعوالمه وأحواله النقدية التي نزعم أنها لن تكون متقلبة ومخلخلة
لأركان هذا
الطقس الجديد.وهنا بالضبط يقود هذا الالتباس في الحكم ، وفي هوية النقد
السينمائي
على حد سواء إلى التباس عضوي أشد بخصوص العلاقة مع النقد السينمائي والنقد
الصحفي ،
فنحن هنا كأننا نلج الواقع الافتراضي بسباحة متخيلة ونحن في أماكننا من دون
أدوات
معرفة مبشرة بقرب قياس درجات كثافة وتحولات الثقافة البصرية لأننا لم نكن
مساهمين
في هذا التحول الديمقراطي " التعسفي " ، بقدر ماكنا مساهمين في استهلاكه ،
وبسبب من
ابتعادنا واستبعادنا عن زوايا فهم هذا الالتباس الناشئ عن
معضلة الانفجار الرقمي
مازلنا لانجرؤ حتى اللحظة من القيام ببحوث
مؤطرة خاصة بالألة السينمائية التقليدية
بوصفها آلة كشف وتحديث ، فما بالنا بالآلة الرقمية بوصفها آلة محاكاة
الانسان
ومحاسبته على توغله خطأ في عالم افتراضي لايرحم لنعرف من حيث المبدأ مدى
تأثيره
الجاذب على الطقس السينمائي بدلالاته الرمزية وأبعاده الجمالية المتفوقة
ومدى صدقية
تأثيره على التيارات النقدية السينمائية هذا إذا ماسلمنا بوجودها فعليا ،
فهي شبه
ملغاة من القاموس السينمائي العربي ، وان كانت سبعينيات القرن الماضي قد
عرفت ملامح
نقدية توجت ببعض الأعمال النظرية التي لم تكن كافية لأسباب ليست مجهولة
تماما ذلك
أن هذه النظرات النقدية لم تقم على الكشف والتحليل والتأصيل للتيارات
النقدية وهي
ظهرت من دون محددات نظرية تسمح للحراك السينمائي بالنشوء والارتقاء ، فلم
نتنعم
بتيارات سينمائية ، ولم نعمد بالتالي إلى تأصيل المنهج النقدي الخاص بها .
ولهذا –
كخاتمة – يبدو لي بعد معاينة أولى لمجمل هذه الرهانات أنه من الممكن توليد
مطالعات نقدية جديدة وجادة بالرغم من غياب متأصل للثقافة السينمائية
المرجوة ذلك أن
تنمية المطالعات البصرية في الفضاء الرقمي لها رهاناتها الخاصة بها أيضا ،
وهي تسهم
بشكل أو بآخر في تنمية المهارات النقدية الجديدة من خلال تحسين قدراتهم على
فهم
العالم المحيط بهم ، فالصورة الرقمية على العكس من الصورة التقليدية هي
حاضن لنمط
رمزي مجهول من الاتصالات بين الناس ، وبين المرء نفسه بوصفه مستهلكا لهذه
الرموز
وعلى التماثل مع التجارب الانسانية المقبلة على أنساق رقمية غير منتهية ،
وهي بذلك
انما تفضي إلى نظريات تجريبية ليس سهلا الوصول إلى قيعانها بالشكل الذي
كانت تقوم
عليه النظريات النقدية التقليدية ، وحتى لانظل متشائمين من أن تتحول هذه
البلاغة
إلى رطانة رقمية عبر المدونات والأنترنت ، فإن أنساقا نقدية جديدة يمكنها
أن تسهم
بارتقاء النقد السينمائي ، ذلك أن الشكل والمضمون هنا لايعدان المشاهد بقرب
توصله
إلى استنتاجات حول المضامين الاجتماعية والجمالية والمعرفية لصور تتراقص
أمام عينيه
وسبق لها وتعرضت لمونتاج رقمي ، بحيث أنه لايملك ذكاء استباقيا يطور من
حاسة العين
الناقدة لديه ، ناهيك عن عدم المامه ومعرفته بأنواع وعلامات المونتاج نفسها
في سياق
الفيلم الرقمي الذي يخلق واقعا مكثفا ومضللا ولاينتمي على مكونات بصرية
ودلالية
معروفة ، وهنا بالضبط تسقط حصانة اللقب النقدي لأنها اتبعت قواعد في
الكتابة لن
تتعدى في أحسن الأحوال انطباعات وصفية في باطنها وفي ظاهرها مجرد تحولات
غامضة
لايمكن الاسترشاد بها في سياق أي عملية نقدية لاحقة يكون مصدرها الفيلم
الرقمي
الجديد وصانعه وناقده على حد سواء ، لأنه سيظل مطلوبا ادراك صياغة البلاغة
البصرية
في قوالب يمكن استعادتها من دون التفريط بها في الجو الرقمي الذي يمكن
استعادته على
الدوام من دون عناء
.
*
فجر يعقوب : مخرج وناقد سينمائي فلسطيني يعيش في دمشق والورقة القيت
في ندوة مهرجان تطوان السينمائي في دورته السادسة عشر وتم التصرف قليلا في
العنوان
لضرورات فنية.
الجزيرة الوثائقية في
13/04/2010
الفيلم الوثائقي يتفوق على الروائي في تطوان
تطوان (المغرب): أحمد
بوغابة
أجمع الحضور بمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر
الأبيض المتوسط في دورته 16، التي انتهت فعاليته يوم السبت 3 أبريل 2010،
على تميُز
الفيلم الوثائقي حيث كانت الأفلام المُدرجة ضمن المسابقة الرسمية في مستوى
عال من
الاحترافية دون تحيز إلى هذا الجنس السينمائي. كما نجحت هذه
الأفلام الوثائقية في
إثارة النقاش بين متتبعيها خاصة وأن إدارة المهرجان فسحت لها المجال بعرضها
في
القاعة الرسمية "سينما أبينيدا" إلى جانب الأفلام الروائية بعد أن كانت من
قبل، في
الدورات السابقة، مُهمشة وفي ظروف غير سليمة من الناحية التقنية. وبذلك
أصبحت لفقرة
الفيلم الوثائقي في الدورة 16 المكانة التي يستحقها كمنتوج فني
أيضا في هذه
التظاهرة المتوسطية التي احتفلت بذكراها الفضية، ربع قرن من الوجود في
الساحة
السينمائية المغربية.
وتميُز الأفلام الوثائقية قد صاحبه أيضا تميُزا في اختيار
أعضاء لجنة التحكيم في نظر مجموعة كبيرة من متتبعي المهرجان،
أكدته النتائج التي
أسفرت عنها والتي استحسنها الجمهور والمتخصصين على حد سواء (أُنظر النصوص
السابقة
التي تتضمن لائحة الأفلام وكذا أسماء لجنة التحكيم المنشورة بموقع الجزيرة
الوثائقية).
الأفلام الوثائقية الفائزة في هذه الدورة هي
كالتالي:
• الجائزة
الكبرى لمدينة تطوان ذهبت إلى الفيلم التونسي
"العيش هنا" للمخرج محمد زران
• الجائزة
الخاصة بلجنة التحكيم وهي جائزة قناة
الجزيرة الوثائقية حصل عليها الفيلم الفرنسي "عايدة" للمخرج
تيل رويسكين
• جائزة
قناة تي في 5 الفرنكوفونية كانت من نصيب الفيلم المصري "جيران" للمخرجة
تهاني
راشد
• ونوهت
لجنة التحكيم بالفيلم الإيطالي "الطريق الخطأ" للمخرج سالفو كوصيا
الذي منحته ميزة خاصة.
هذه الطفرة في تطور موقع الفيلم الوثائقي بمهرجان تطوان الدولي لسينما
البحر
الأبيض المتوسط، واكبته قناة الجزيرة الوثائقية بدعمها
للمهرجان مجسدا في عدد من
النقط المادية والمعنوية والإعلامية منها على سبيل المثال لا الحصر الجائزة
الخاصة
بلجنة التحكيم التي مولتها القناة وحضور مديرها العام شخصيا، السيد أحمد
محفوظ، في
لجنتها ومتابعته للمهرجان عن كثب لإحالة بعض الأفلام على قسم المشتريات بعد
أن كانت
الأفلام المعروضة في المهرجان ينتهي مشوارها بعد عرضها، وبذلك سيمنحها حياة
جديدة
للعرض على جمهور أوسع.
وكرمت القناة أيضا رئيس مؤسسة مهرجان تطوان السيد نبيل
بنعبد الله ومدير المهرجان السيد أحمد الحسني بتسليمهما درع قناة الجزيرة
الوثائقية
من يد مديرها شخصيا السيد أحمد محفوظ، وهذه سابقة في المهرجان وتأكيد من
لدن القناة
على دعم كل من يدعم الفيلم الوثائقي في الأقطار العربية.
كما كانت الجلسة
التقييمية التي جمعته بمدير المهرجان السيد أحمد الحسني خير دليل على هذا
التعاون
الإيجابي لصالح السينما بحيث تم تسطير بينهما آفاق العمل
لمستقبل أفضل مادامت
القناة وجدت مكانتها في هذه التظاهرة المغربية الكبيرة. وفي هذا اللقاء
الخاص بين
مديريْ القناة والمهرجان تم الاتفاق أيضا على التفكير في إعلان على تشكيل
لجنة
مشتركة في منتصف الصيف المقبل لدراسة مشاريع أفلام وثائقية
عربية التي سترد على
اللجنة لاختيار ثلاثة منها سيُعلن عنها في الدورة المقبلة للمهرجان والتي
ستلتزم
قناة الجزيرة الوثائقية بإنتاجها.
واستغلت قناة الجزيرة الوثائقية أيضا وجودها الإيجابي بتطوان لعقد لقاء على
هامش
المهرجان مع الأستاذ حميد العيدوني كرئيس لشعبة البحث
السينمائي والسمعي البصري
بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان لتفعيل إتفاق سابق بينهما يهدف لتخصيص
دراسات
الأفلام الوثائقية من خلال مجموعة من الأفلام المُنتجة من لدن القناة وعقد
ندوات
ولقاءات مباشرة مع بعض المخرجين والمنتجين المغاربة والعرب تكب
كلها في تبسيط الفعل
الوثائقي وذلك في إطار انفتاح قناة الجزيرة الوثائقية على المحيط الجامعي
الذي
يتضمن أقسام السينما.
مشاريع أخرى في طور التفكير والإعداد بالنسبة للسنة
المقبلة كمشروع تنظيم لقاءات مهنية طيلة أيام تهم الفيلم الوثائقي بالخزانة
السينمائية بطنجة.
كما أتاح الحضور الشخصي للسيد أحمد محفوظ في فعاليات المهرجان فرصة لعدد
كبير من
السينمائيين ومدراء المهرجانات، سواء في المغرب أو في أقطار
المحيطة بحوض المتوسط،
لمناقشته في مشاريعهم مما يؤكد الحضور الفعلي للقناة الوثائقية في المشهد
المرئي
العربي ومدى اهتمامهم بها. ونفس الاهتمام خصته به وسائل الإعلام بمختلف
تجلياتها من
خلال لقاءات صحفية لتقريب القارئ والمستمع والمشاهد أكثر إلى شاشة قناة
الجزيرة
الوثائقية التي نوه بها الكثيرون بصوت مرتفع.
أما نتائج مسابقة الأفلام الروائية، الطويلة والقصيرة، التي ترأس لجنتها
"بيير
هنري دولو" فلم يكن الإجماع حولها إذ تعددت الآراء في ما يخصها ومرت بعضها
في صمت
لكون هناك من اعتبر الفيلم الإيطالي الفائز بالجائزة الكبرى فيلما
تلفزيونيا عُرض
على الشاشة الكبيرة باعتباره ميلودراما تقليدية ينقصها الوعي الفني. وفي ما
يلي
نتائجها:
الأفلام الروائية الطويلة
• الجائزة
الكبرى لمدينة تطوان
للفيلم الإيطالي "إرفع راسك" للمخرج أليساندرو إنجيليني
• جائزة
محمد الركاب
الخاصة بلجنة التحكيم للفيلم التركي "10 إلى 11" للمخرجة بلين إيسمير
• جائزة
عز
الدين المدور للعمل الأول كانت من نصيب الفيلم الإسباني "أوري" للمخرج
ميغيل أنخيل خمينيس كولمنار
• جائزة
أحسن دور رجالي للممثل الإيطالي سيرجيو كستيلو عن دوره
في فيلم "إرفع رأسك"
• جائزة
أحسن دور نسائي للممثلة الإيطالية مارغاريتا باي عن
دورها في فيلم "الفضاء الأبيض"
الأفلام القصيرة
• الجائزة
الكبرى لمدينة
تطوان للفيلم التونسي "أن تحيى" للمخرج وليد الطايع
• جائزة
الابتكار للفيلم
اليوناني "الكلب" للمخرج نيكوس هارالمبابولوس
• جائزة
لجنة التحكيم الخاصة كانت
من نصيب الفيلم الإسباني "ميتروبوليس فيري" للمخرج خوان غوتي
أما جائزة الجمهور الخاصة بالفيلم الطويل فقد ذهبت إلى الفيلم المغربي
"المنسيون" للمخرج حسن بنجلون.
أفلام الأطفال
لا يتضمن المهرجان مسابقة خاصة بأفلام
الأطفال لكن تُخصص هذه التظاهرة ورشات سينمائية خاصة بالأطفال في مستويين
لأطفال
تتراوح أعمارهم ما بين 8 و15 سنوات بنسبة للفئة الأولى و15 إلى 18 بالنسبة
للفئة
الثانية. تحتوي هذه الورشات على التلقين النظري في الأيام
الأولى من المهرجان ثم
العمل على ترجمتها على الشاشة في المرحلة الثانية من خلال إنتاج أفلام
يؤطرها
متخصصون في السينما والتربية. وقد تم عرضها في حفل الاختتام قبل إعلان
الجوائز
استحسنها الحضور لعفويتها وصدقها وبساطتها وهي خطوة لترجمة
الهواية إلى فعل سينمائي
هاوي قد تمكن بعضهم من شق طريقه في فنون السينما.
الجزيرة الوثائقية في
13/04/2010 |