لا أحب أفلام الأشباح والعفاريت والكائنات الخارقة والموتي الذين
يعودون إلي الحياة..
ولكني تحمست لمشاهدة فيلم The wolfman أو كما عرض
تجاريًا تحت اسم الرجل الذئب
لسببين:
الأول
هو الفضول والأمل بأن تكون هناك معالجة مختلفة لموضوع
التحول الإنساني إلي كائن آخر،
وهو تيمة قديمة وشديدة الثراء فكريا وبصريا،
إذا أُحسن تقديمها..
هكذا فعل الراحل فرانز كافكا
في قصته التي لاتنسي
المسخ حيث يستيقظ إنسان منبوذ ومُهمش ذات صباح فيجد نفسه صرصارًا عملاقًا،
وهكذا يتجسد مفهوم تحقير المجتمع للإنسان وإحساسه
بالدونية في شكل تحول مُفزع
ينتهي بسقوط الإنسان الصرصار في البالوعة.
وهكذا أيضًا فعل
يوچين يونسكو
بتحويل البشر سميكي الجلود إلي خراتيت
في مسرحيته الشهيرة..
ولدينا أيضًا تجربة كاتبنا المسرحي علي سالم في مسرحية
الكلاب وصلت المطار
عندما تحوّل تكالب الناس علي الثروة وصراعهم المستمر إلي صورة مفزعة تتجسد
في
شكل كلاب تنبح..
أما السبب الثاني لمشاهدة هذا الفيلم فهو
وجود اثنين من الممثلين
الذين أحب مشاهدتهما وهما أنتوني هوبكنز وبينيكيو ديل تورو..
ولا شك - أو
هكذا اعتقدت - أن لديهما ما يقدمانه عن عالم الرجال -
الذئاب!
المؤسف أن النتيجة لم تكن أبدًا بحجم التوقعات لا من حيث المعالجة ولا من
حيث أداء الممثلين.
نحن أمام فيلم تجاري لا يخلو من السذاجة وبعض الادعاء.
ورغم محاولة المخرج جو جونستون مع مدير التصوير ومؤلف الموسيقي التصويرية
والمونتير تقديم بناء بصري متماسك حيث الأجواء الضبابية ليلاً
ونهارًا، وحيث
اتقان المؤثرات والخدع، إلا أن ذلك من لزوميات هذه الأفلام أو من العلامات
المسجلة فيها، كأنك بالضبط تقدم فيلما كوميديا مليئًا بالضحكات
أو فيلم أكشن
حافلاً بالمطاردات، أما بخلاف ذلك فالثغرات واسعة،
والرؤية
غائبة، وبناء
الشخصيات عجيب وغريب، ومما يثير الضحك أنك تذهب إلي الفيلم لمشاهدة الرجل
الذئب
فتجد رجلين ذئبين في
بروجرام واحد، ويستكمل دائرة التفكك والضعف إعلان هدف
ومغزي الحكاية بشكل مباشر في المشاهد الأخيرة بعد أن عجزت الدراما عن توصيل
أي شيء
باستثناء الأشلاء المبتورة والأحشاء المنتزعة من البطون.
في كلمتين
الحكاية عن رجل يدعي چون تالبوت (أنتوني هوبكنز)
تصادف وجوده في الهند دون
أن نعرف لماذا وهناك عَضَّة طفل متوحش
يعيش في كهف بعيد فأصبح تالبوت
رجلاً
مذءوبًا، عاد الرجل إلي قرية
بلاكمور الإنجليزية حيث تزوج وأنجب ولدين هما
بن و»لورانس، ولكنه لم يستطع السيطرة علي الوحش بداخله فقتل زوجته بدون
مناسبة، ثم أودع ابنه
لورانس في إحدي المصحَّات أيضًا بدون مناسبة، وعندما
خرج الابن وأصبح رجلاً
يافعًا يؤدي دوره بينيكيو ديل تورو احترف الشاب
التمثيل، وانضم لفرقة مسرحية تقدم عروضها بين انجلترا ونيويورك. أما الابن
بن
فقد ارتبط بفتاة تدعي جوين كنليف، وأراد الزواج منها، ولكن الأب -
الذئب
حقد عليه -
أو هكذا فهمت،
فمزَّقه بعد أن تحوّل في ليلة اكتمل فيها القمر إلي
ذئب شرس، چون تالبوت
لن يكتفي بذلك ولكنه سيطيح في القرية فيمزق ثلاثة رجال
بينهم ابنه، وسيقتحم معسكرًا للغجر فيمزق الكثيرين،
بل أنه سيعض ابنه
لورانس الذي عاد أثر مقتل شقيقه بن، وهكذا يتحول لورانس أيضاً
إلي رجل
مذءوب بعد العضة، ولأن القرية جاءتها شوطة
فقد تولي مفتش اسكتلنديارد فرانسيس
كشف غموض هذه الوحوش التي لا تمارس تمزيق البشر إلا في أضواء بدر التمام،
سيشك
المفتش في الابن لورانس لتاريخه المرضي، وسيودعونه في المستشفي،
ولكنه سيمزق
قيوده بعد تحوله إلي ذئب، ورغم أن جوين خطيبة بن الراحل قد أظهرت نحوه عطفاً
واضحاً، إلا أنها تحاول إخفاء لورانس
في منزلها رغم علمها بأنه ووالده
جون
من المذءوبين، وبدلاً من أن تبلغ المفتش فرانسيس بأن الأب جون
أخطر من
الابن، فإنها لن تقول شيئاً علي الإطلاق، ورغم أننا نري البوليس وقد ألقي
القبض عليها، إلا أنها سرعان ما تظهر حرة طليقة في المشاهد التالية وصولاً
إلي
صراع الأب الذئب مع الابن الذئب ثم مقتل الأب وانتهاء بنجاح جوين
في مقتل
لورانس المتحول باستخدام رصاصة من الفضة، وهي الوسيلة الوحيدة للتخلص من هذه
الكائنات الغبية!
لا يوجد مبرر لأي شيء، ولا معني لهذه التحولات إلا
تكرار فكرة الوحش داخل الإنسان وهي بالمناسبة عنوان رواية للراحل
أميل زولا
ولكن الفكرة هنا سطحية بل ومشوشة أيضاً،
فالأب الذي تحول إلي ذئب بعد عضة الهند
سالفة الذكر قرر أن يحبس نفسه في الليالي التي يكتمل فيها البدر،
وجعل عليه
حارساً هندياً أحضره معه لكي يغلق عليه الأبواب، ولكن الأب قرر فجأة وبعد
25
سنة أن يطلق الوحش بداخله دون أي مبرر، بل إنه يبدو -
في مشهد أخير
ساذجًا -
سعيداً
بأن ابنه أيضاً يتحول إلي ذئب في ليالي القمر!
وهناك سيدة
عجوز من الغجر تدعي ماليفا تتحدث عن هذه التحولات باعتبارها قدراً مقدوراً،
وهناك أيضاً كلام عجيب عن فكرة الشر داخل
لورانس لمجرد أنه ممثل يلعب علي
المسرح أدوار هاملت و ماكبث و ريتشارد الثالث..
ماهذا العبط؟ الفكرة شديدة
الارتباك والتشوش ولكن اللقطات الأخيرة تحمل أخيراً
ما لم تفلح الدراما في قوله،
نسمع صوتاً - لعله صوت ماليفا الغجرية وهي تقول ليس الخطأ أن نقتل الوحش..
وانما الخطأ أن نقتل الرجل
.. ولكننا لا نعرف أبداً أين يبدأ وأين ينتهي كل
منهما..
وترجمة ذلك أنك لكي تقتل الشر داخل الإنسان لابد أن نقتل الإنسان
نفسه لأن الشر والإنسان ممتزجان تماماً،
والسذاجة هنا أن هناك حلاً أبسط من
ذلك بكثير وهو أن تمنع ظهور الشر داخلك، وهي الصيغة التي جربها الأب
جون
تالبوت بنجاح بحبس نفسه في حجرته لمدة ربع قرن في الليالي التي يكتمل فيها
البدر، ولكنه فجأة
قرر أن يطلق الوحش علي الناس لكي يصنع فيلماً يثير
الابتسام من فرط سذاجته وحتي يفتح بيوتاً
ويأكل الجميع العيش!
لو
كنت من زبائن أفلام الرجال الذين تحولوا إلي ذئاب لن تندهش من
أي شيء، ولن تتساءل
مثلي لماذا لا تظهر الحالة
إلا في ليلة اكتمل فيها القمر؟ أولا لماذا لا يموت
الرجل الذئب إلا برصاصة مصنوعة من الفضة؟ طبعاً لن أحدثك عن
هو بكنز و ديل
تورو اللذين أثار ضحكي عندما تحولا إلي ذئبين ينهش كل منهما الآخر بعد
مشاهد
مفتعلة تندرج تحت شعار
بخ.. عليك واحد كل ما استطيع قوله إن الناس قد تتحول
إلي ذئاب شرسة علي الشاشة
الكبيرة،
ولكنهم سيتحولون بالتأكيد إلي حمير لو
شاهدوا المزيد من هذه الأفلام العبيطة!
روز اليوسف اليومية في
14/03/2010
فيلم قصير يهاجم الـ«إيموز» فى مصر ويتمنى تصدى الحكومة
لهم
كتب
محسن حسنى
بميزانية لا تتعدى ١٥ ألف جنيه وممثلة سورية غير معروفة فى مصر، حاول
المخرج الشاب أحمد سعد مواجهة جماعة الإيموز التى بدأت تنتشر فى مصر، وذلك
من خلال فيلم روائى قصير يدينهم، وعنوانه «إيموز» كثانى تجربة سينمائية
قصيرة له بعد فيلم «تفاحة آدم» الذى قدمه العام الماضى ونال عنه جائزة أحسن
إخراج فى مهرجان ساقية الصاوى للفيلم القصير، وكذلك جائزة أحسن ممثل للطفل
هادى خفاجة خلال المهرجان نفسه.
أحمد سعد الذى يعمل مخرجاً مساعداً مع خالد يوسف استفزته جماعة الإيموز
الآخذة فى الانتشار فى مصر فقرر عمل فيلم روائى قصير يدين هذا الفكر الغريب
على مجتمعنا يقول أحمد: من أجل عمل هذا الفيلم كان لابد أولاً أن أحتك
بهؤلاء الشباب وقد اقتربت منهم وأوهمتهم بأننى أحب موسيقاهم وعاداتهم وأود
معرفة المزيد عنهم، وباقترابى منهم كونت عنهم فكرة واضحة وكتبت قصة فيلمى،
ثم قام كل من عاطف عبدالدايم وعمرو صلاح الدين بكتابة السيناريو والحوار
وبعد أن صورت جميع مشاهده قام المونتير الشاب هشام خضر بعملية مونتاج
الفيلم ونستعد حالياً للمشاركة به فى أكثر من مهرجان دولى.
ويضيف: صورت هذا الفيلم فى ٥ أيام، فى أكثر من لوكيشن معظمها كافيهات
وعيادات بمدينة ٦ أكتوبر، والحقيقة أننى لم أتحمل تكاليف الفيلم وحدى وإنما
شاركنى فى الإنتاج محمد عصام وهو أيضاً مدير تصوير الفيلم، وقد حاولنا
كفريق عمل توضيح الأسباب التى تدفع الشباب والفتيات للانضمام لهذه الجماعات
ومعظمها أسباب اجتماعية تؤدى لاضطراب نفسى لدى هؤلاء الشباب.
ويوضح: بطلة الفيلم «يارا» تعانى ظروفاً صعبة قبل أن تنضم لهذه الجماعة حيث
تفقد عذريتها خلال علاقة مع شخص مات ضميره، وحين تذهب للمنزل تجد أمها فى
أحضان شاب صغير فتقرر الانصياع لنصائح صديقتها بالانضمام للإيموز الذين
يعتقدون بفكرة التعذيب الجسدى حتى ينسيهم الألم النفسى، وبهذا تقع يارا
كفريسة جديدة لهذا الفكر المنحرف.
أشار المخرج إلى أنه يختتم فيلمه بمشهد لحلقة من برنامج تليفزيونى يستضيف
عالم دين مسلماً وآخر مسيحياً ومعهما كادر من الحزب الوطنى وكلهم يدينون
هذا الفكر المتطرف الذى يميل أتباعه لفكرة الانتحار وتناول الكحوليات
والمخدرات.
وقال أحمد سعد: أردت من هذه الخاتمة أن أوضح عدم ارتياح الحكومة أو رجال
الدين لهذا الفكر، وإن كنت أتمنى أن تتم محاربتهم فى الواقع بشكل مباشر كما
فعلت الحكومة من قبل مع عبدة الشيطان وقبض عليهم بيد من حديد، لكن للأسف
لاتزال جماعات الإيموز والميتال وغيرهما من جماعات التطرف الغربى تعيش
بيننا دون وقفة مباشرة من الحكومة.
الفيلم بطولة السورية رنا باشور وماجد الشريف ونجلاء البكرى وأحمد منصور
ومدته ٢٧ دقيقة ويناقش خلال أحداثه أكثر من قضية منها الشذوذ الجنسى لدى
الشباب والفتيات والتشتت الأسرى.
المصري اليوم في
14/03/2010 |