شكّلت
أحداث الحادي عشر من سبتمبر منعطفاً في تاريخ أمريكا الحديث، التي استهلّت
الألفيّة الثالثة بتلك الأحداث، وهي التي كانت تظنّ أنّها المتحكّمة
الوحيدة بمقاليد الأمور في العالم الذي يشهد سيادة وقيادة القطب الأوحد.
ألقت تلك الأحداث بظلالها على مختلف مناحي الحياة، تلقّت السينما تلك
التداعيات وبدأت بإنتاج أفلام تتصدّى لبعض النتائج التي ترتّبت عليها،
والتي خلّفتها في بنية المجتمع الأمريكيّ.
يعدّ فيلم «العبور« «2009» تأليف وإخراج وين كرامر المولود في جنوب
إفريقيا 1965م، بطولة «هاريسون فورد» «ماكس» و«أشلي جاد» «دينيس» إضافة إلى
كوكبة من الممثّلين، من أواخر الأفلام التي طرحت جانباً من الشرخ الذي
يعيشه المجتمع الأمريكيّ، المنقسم على نفسه، المتبلبل بين القوانين
الموضوعة، والوقائع التي استوجبت قوانين استثنائيّة طارئة، حيث يؤدّي فورد
دور ضابط في الشرطة المحلّيّة في مدينة لوس أنجلس، يطارِد اللاجئين غير
الشرعيّين في الولاية، تمهيداً لتسفيرهم/ ترحيلهم، إلى أوطانهم التي جاؤوا
أو هربوا منها إلى نعيم أمريكا المخادع، الذي انقلب عليهم جحيماً لا يرحم،
حيث يداهم مع العشرات من العناصر مواقع مشتبهة بأنّها تقوم بتشغيل الأجانب،
لتحتجزهم، وتلصق بهم الكرت الأحمر الذي يخرجون بموجبه من أمريكا، التي تضنّ
عليهم بالكرت الأخضر، «الإقامة ثمّ الجنسيّة»، وهو في عملياته المتكرّرة،
يكون رؤوفاً بالمعتقلين، يتعاطف معهم، يحاول أن يساعد البعض منهم بما يمكن،
يطبّق القانون بحسب مهمّته ومهنته، لكنّه يتمتّع بروح رحيمة، لا ينسى
ضحاياه، بل يحاول حلّ بعض مشاكلهم العالقة..
تتشابك الأحداث والوقائع، يسير الفيلم على عدّة محاور، تتصاعد الخطوط
التي تتقاطع فيما بينها، يظلّ الرابط بينها، قسم شرطة اللاجئين، بقبوله
ورفضه وامتحاناته التي لا تنتهي. تكون هناك المسلمة البنغلادشيّة «تسليما»
التي تؤدّي دورها الممثلة سعودية الأصل سمر بيشيل، حيث تكتب موضوعاً في
التعبير بحسب ما يُطلَب منها في الصفّ، فتجهر برأيها في منفّذي أحداث
سبتمبر بأنّه توجّب الاستماع إليهم وأنّهم قد أسمعوا صوتهم بفعلتهم. عبّرت
بذلك عمّا كانت تؤمن به من وجوب الحوار، ووجوب التحلّي بشروطه: حسن
الإصغاء، وحسن التعبير، لكنّها أصبحت عرضة للاستهجان والاستنكار من قبل
الطلاّب الذين بدؤوا بإدانتها، وتخوينها، والمناداة بطردها، بعدها تعتَقل،
تهميداً لإعادة تأهيلها، ثمّ ترحيلها بشكلٍ قسريّ، رغم تمتّع أخويها
بالجنسيّة، ورغم إقامتها التي لم تحمِها من الترحيل. هناك أيضاً الفتاة
الأستراليّة التي تقع في فخّ ضابطٍ في الشرطة، يتحايل عليها بوعده لها
تأمين أوراق الإقامة لها، يبتزّها جنسيّاً، ثمّ يُفتضَح أمرهما، ترحَّل
الفتاة، ويعتقل الضابط «كول» الذي يؤدّي دوره الممثّل راي ليوتا. بالمقابل
تكون «دينيس» زوجة الضابط محامية تضع أيقونة القارة السمراء في عنقها،
تدافع عن حقوق الأقلّيات واللاجئين، تطالب بحرّيّتهم في التعبير عن آرائهم
وأفكارهم، لكنّها لا تنجح في كلّ ما تقوم به، لأنّ عاصفة الواقع تكون أقوى
من مساعيها الحميدة. ثمّ هناك المكسيكيّة التي تتوسّل «ماكس» أن يساعد
ابنها قبل أن يتشرّد، ثمّ تُطرَد، فيما ابنها وأهلها يبقون، فتعاود
محاولاتها في الدخول بطرق غير شرعيّة، تنتهي بها إلى الموت على الحدود،
لتتعفّن جثّتها في الصحراء، من دون أن تتمكّن من بلوغ نعيم أمريكا المنشود.
كما يكون هناك الفتى الصينيّ الذي يرضخ لتهديد بعض الشباب الطائشين من
العرق نفسه، يجبرونه ويجيّرونه معهم في عمليات السطو المسلّح التي كانوا
يقومون بها، ما دفع الفتى إلى الحقد على أمريكا وعدم الرغبة في الحصول على
الجنسيّة الأمريكيّة التي رأى فيها الإجرام والشرّ كلّه، ينتهي به المطاف
إلى مقتل أفراد العصابة الأربعة على يد ضابط الشرطة المسلم «حميد»، الذي
وعده بعدم الكشف عنه أو ملاحقته، إذا ما أفرج عن الامرأة التي كان يهدّد
بقتلها، ثمّ يتأمرك الفتى الصينيّ أخيراً، ليعيش كأيّ مواطن أمريكيّ
متناسياً جريمته التي أُقحِم فيها.. ثمّ يكون «حميد»؛ الضابط المسلم نفسه،
ضحيّة وظيفته وإيمانه بقوانين البلاد التي يستميت في المدافعة عنها،
والتزامه بالأعراف والتقاليد التي تربّى عليها كمسلم، والتي لا تبيح الزنا،
ولا تمنح الحرّيّة للمرأة في ممارسة ذلك، حيث يكون دائم النصح لأخته
المتأمركة كلّيّا، المتزوّجة من مسلمٍ، والتي تخون زوجها مع عشيقها، يقوم
زوجها بالانتقام لشرفه المهدور، يعلم أخاها بذلك، يتوه الأخ بين الواجب
والواقع، يقرّر أن يغطّي على صهره، لكنّ «ماكس» يتتبّع الخيوط، التي يواجهه
بها، فيقرّ الضابط لصديقه بالمجريات التي دفعت الصهر إلى ارتكاب جريمته..
بعد شقّ النفس، يتحصّل البعض على الكرت الأخضر، ويقسمون بالتزامهم
بقوانين البلاد وقيمها، كما يكون الكرت الأحمر نصيب آخرين، يتمّ ترحيلهم
إلى بلدانهم.. تفتّت على إثرها عوائل، يرحّل قسم من أبنائها، يُبقى على
آخرين، في ازدواجيّة سلبيّة، وضيق أفقٍ، وعدم تقبّل لحرّيّة التعبير التي
تنادي بها.. يكون طريق العبور إلى الكرت الأخضر محفوفاً بالكثير من
العراقيل التي توضَع في طريق اللاجئين، وتشدَّد على المسلمين بشكل مضاعف،
يبلغ التضييق ذروته، في محاولة لدفعهم إلى الهرب، وترك البلد الذي هربوا
إليه والعودة إلى البلد الذي هربوا منه..
يطرح الفيلم فكرة التعايش بين الأديان والقوميّات التي تشكّل نسيج
أمريكا الاجتماعيّ، والذي يشكّل نقطة قوّتها وضعفها في آن، حيث تكون مرشّحة
للانفجار إذا لم يُحسَن التعامل معها، أو إذا أسيء استخدامها.. يكون هناك
تركيز لأكثر من مرّة على مشهد علويّ للطرقات والشوارع والجسور التي تتقاطع
فيما بينها، وتوصل بين الضفاف والتخوم، كأنّها في عرضها لشبكة الطرق، ترمي
إلى عرض الشبكة الاجتماعيّة حيث هناك طرق كثيرة يمكن الاعتماد عليها لدعم
وتقوية تعايش الهويّات، كما يمكن تجسير الهوى فيما بينها، بأن تكون كلّها
تحت سقف قانون يحمي الجميع، يكون الخيمة التي لابدّ من الالتزام بها،
ومحاسبة مَن ينتقصون منها أو يسيئون إليها بتصرّفاتهم وسلوكيّاتهم غير
المسؤولة..
يكون المشهد قبل الأخير اقتراحاً لبداية جديدة، يتطهّر معها المجرمون
ممّا ارتكبوه من جرائم، بحقّ أنفسهم أو ذويهم، يعتَقل القاتل، في حين
يستكمل الباقون إنشاد النشيد الوطنيّ في حفلة الحصول على الجنسيّة، والقسم
الذي يؤدّونه أثناءها حول الالتزام بقيم الولايات المتّحدة
الأمريكيّة..
ينتهي الفيلم كما يبدأ بمشهد اقتحام ومداهمة أحد المصانع لملاحقة
المخالفين، يبدو «ماكس» متمهّلاً في عمله، على عكس اندفاعته في البداية،
كأنّه يعد من القصص التي كان الشاهد الشهيد عليها..
فيلم «العبور»، من خلال تغلغله في تفاصيل مهمَلة، يرصد معاناة
المهاجرين الذين يؤدي بهم حلمهم إلى الفردوس الأمريكيّ، يدين الإجرام الذي
يرتَكب بشكل متواصل بحقّ اللاجئين، حيث وسواس التحصّل على الكرت الأخضر
يعمي البصائر، كما يعطي صورة عن جانب من التعصّب الذي يجتاح تفكير شرائح
عديدة من الشعب الأمريكيّ، حيث تدفع بالمرء أحياناً إلى إنكار ذاته،
والتبرّؤ من هويّته أو دينه، في محاولة إرضائيّة منه، كي لا يبقى موضع شكّ
وشبهة، أو مجرماً قيد الاعتقال لا لشيء سوى لانتمائه الأوّل، أو لدينه الذي
لم يختره، حتّى وإن كان منضوياً في سلك رسميّ يستنكر مثل هذا التفكير..
الإتحاد العراقية في
28/02/2010
فيلم “اسأل الغبار”..
ثـــورة
تمـــزج الحقـــد
والحـــب
فلاح
كامل العزاوي
هناك
حكايا كثيرة تنسج حول مدينة لوس انجلس الامريكية بوصفها مدينة الاحلام
المهمشة وحوادث تصادم السيارات الرهيبة... ومن بين تلك الحكايات موضوع
فيلمنا اسأل الغبار فهو سيرة ذاتية بقلم جون فانت والذي انتج وعرض في العام
2006.. تدور احداث الفيلم حول سنوات جوع الكاتب في المدينة حيث كان يعيش
ببضع بنسات وبرتقالات وطموح مشاكس!!
ولد الكاتب فانت في مدينة دينفر ثم انتقل الى مدينة لوس انجلس حيث كتب
قصصا وروايات وافلاما معظمها كان في طي النسيان غير ان (تشارليز بوكوسيكي)
عده قدسيا وقام في السبعينيات من القرن الماضي بانتشاله من العتمة الى
دائرة الضوء، وليس بوكويسكي هو الوحيد الذي ساعد فانت فهناك السيناريست
والمخرج روبرت تاون الذي حول رواية فانت الرائعة الى ترنيمة لمدينة وناس
يهربون براثنها الزائفة.. وكما الحال مع فانت معلم تاون الكثير عن لوس
انجلس وهوليوود وايضا ومنذ السبعينيات وهو يقوم بمحاولات كثيرة في هوليوود
مع نتائج مختلفة والان حمل في داخله الرغبة باخراج (اسأل الغبار) الى ضوء
تلك الرواية النابعة من قلب مؤلفها الشاب الذي ينبض بالمشاعر والطموح مع
الكثير من المرارة!!
نشرت الرواية اول مرة عام 1939 عندما كان الكاتب فانت في عمر الثلاثين
وهي تتحدث عن الايام العجاف المليئة بالغربة التي مر بها وجسدها عبر شخصية
ارتو بانديتي الشاب المتحمس المليء عزة وفخرا والذي أدى دوره باقتناع
مفاجئ الممثل كولين فاريل.. يظهر ارتو كشاب في العشرين يملؤه الامل والثورة
على نفسه والعالم مع توق شديد للشهرة والنساء وشيء آخر يأكله غير البرتقال
الذي سبب له النزيف في لثته..
وعلى حائط غرفته علق صورة معلمه الاب الروحي في الادب الامريكي (مينكين)
وبجانبها عبارة يخاطب بها المدينة كأي عاشق نهم قائلا: (لوس انجلوس امنحيني
شيئا منك) ومع تجاهل المدينة لتقربه امتلأ (ارتو) بثورة اكبر عمقت كرهه
وحبه في ان واحد..
كتبت الرواية (حسب مجلة انترنمينت) عندما كان فانت لا يزال يناضل
وبذلك تستشعر في كل سطر فيها بإلحاح النضال ولكن الفيلم لم يحمل شيئا من
هذا الالحاح وهذا معروف فليس بالضرورة ان تكون الرواية مطابقة للفيلم وقد
يكون من جانبها ولكن في هذا الفيلم لم يكن الحدث من جانب الرواية بتاتا..
يرتبط الكاتب بعلاقة حب مع النادلة المكسيكية كاميلا (ادت الدور سلمى حايك)
وتستهلك علاقتهما من الفيلم اكثر بكثير مما تفعل الرواية، وربما يعود ذلك
الى حقيقة صعوبة ان تنقل للشاشة تلك الصفحات الكثيرة في الرواية التي تحمل
افكار ارتو وملاحظاته واحلامه واستطراداته ولكن هذه العلاقة تلعب دورا مهما
في الرواية.. فكاميلا ليست مجرد امرأة جميلة اشبعت خيال المؤلف والكاتب
ارتو بل انها المكان الذي شعر عنده بنفسه وانتمائه ويمكن القول ان فيلم
اسأل الغبار هو خلاصة لكل الرغبات تجاه المدينة والنساء والشباب.
وبعد ان يدورا حول بعضهما كنمرين جائعين ويتبادلان التناغمات العرقية
والنظرات الطويلة يهرب ارتو وكاميلا الى الشاطئ حيث الملجأ المؤقت وعندما
يقوم ارتو بحجز غرفة في الفندق تخبره المسؤولة انهم لا يؤجرون لمكسيكيين
فقبل ان تلصق لوس انجلوس ابتسامتها على وجهها كانت مكانا يوميا للعنصرية..
عنصرية اشعلت ارتو الذي رفضته من حوله بسبب دمائه الايطالية وبسبب الشعر
الداكن للامرأة الواقفة بجانبه.. وهذا الحقد دفع ارتو للمضي قدما تماما كما
كان يفعل معه الاهل والبرتقال وقد قدم فاريل الشخصية بكثير من الفرية
والسرقة ورغم ان طاقة ارتو (شخصية الفيلم الداخلية) بدت ابطأ قياسا لحالها
على صفحات الرواية الا ان تاون ــ الكاتب قد احتفظ بنكهة تلك الفترة
الزمنية في الحوار بشكل رائع.
ولكن مع انتهاء فانت من كتابة (اسأل الغبار الرواية) كان قد بدأ العمل
في هوليوود التي ساعدته على التخلص من فقره وان كان على حساب امور شخصية..
لذلك يمكن ان نقول ان الكاتب تاون كاتب سيناريو الفيلم قد اختار هذه
الرواية بالذات ليستدعي هوليود القديمة التي كانت ارض الاحلام ولوس انجلس
المفقودة..
الكاتب للرواية فانت يمتلك موهبة جذابة في كتاباته ولكن ما يلفت النظر
هنا هو روعة الكتابة الثانية التي قام بها السيناريست تاون فتحدث بشكل
متناغم ورائع عن فترة من التجاهل والمتناقضات الصعبة هذا الفيلم هو الرابع
الذي عمل فيه تاون كمخرج اذ امضى معظم حياته ككاتب سيناريو يمنح الاشخاص
كلمات جميلة ليقودها امام الشاشة ولكن من المؤكد ان هو هذه المرة بحاجة
كبيرة لان يروي هذه القصة لنفسه وللناس.
الإتحاد العراقية في
28/02/2010
45
فيلمـــا تسـجيليـــا فـــي أيـــام سـينمـــا
الواقـــــع
دمشق
ـ الاتحاد ـ ابراهيم حاج عبدي
تنطلق
في الثالث من شهر آذار/ مارس القادم الدورة الثالثة لأيام سينما الواقع
التي تنظمها شركة (بروآكشن فيلم) برعاية المؤسسة العامة للسينما، في كل من
دمشق وحمص وطرطوس، وستتضمن هذه الدورة عروضاً لخمسة وأربعين فيلماً من أهم
الإبداعات التسجيلية من حول العالم، تنقسم إلى تظاهرات .
هي المختارات الرسمية التي تتنافس على جائزة الجمهور، وترافقها
تظاهرات جانبية تحت عناوين متنوعة هي: (الطبقة العاملة تذهب إلى الجنة)، و
(رجال ونساء) إضافة إلى تظاهرة (روائع المهرجانات) التي تقدم عدداً من
الأفلام الحائزة على جوائز أهم المهرجانات العالمية خلال العامين
المنصرمين، وتظاهرة (أصوات من سورية) التي تقدمها أيام سينما الواقع للمرة
الأولى هذا العام والتي ستتضمن أفلاماً لتسجيليين سوريين تختارها لجنة
انتقاء مستقلة، ومن ثم تمنح لجنة تحكيم دولية أحدها جائزة أفضل فيلم تسجيلي
سوري، المقدمة بالتعاون مع شركة «صورة» للإنتاج الفني التي يديرها المخرج
حاتم علي، كما يمتاز برنامج الدورة الثالثة بحضور بارز لأفلام كل من
بولونيا وتشيلي ولبنان.
وسيحل المخرجان الأمريكيان د.ا. بينيبيكر وكريس هيغدس ضيفين على أيام
سينما الواقع، وستقدم بعض أعظم أفلامهما التي تعد من روائع السينما
التسجيلية التاريخية.
ويعد بينيبيكر أحد مؤسسي السينما المباشرة (Direct
Cinema)،
من أشهر أفلامه «لا تنظر إلى الخلف» مع بوب ديلان وجوان بايز، الفيلم الذي
حقق أرقاماً قياسية في شباك التذاكر الأمريكي عند إطلاقه، و فيلم «مونتري
بوب» مع جانيس جوبلين وجيمي هندريكس، وفيلم «غرفة الحرب» الذي رصد كواليس
حملة بيل كلينتون الانتخابية عام 1993، والعديد سواها.
ومن الضيوف أيضا المخرج التشيلي الكبير باتريسيو غوسمان صاحب ثلاثية
«حرب تشيلي» التي تعد أهم ابداع تسجيلي من أمريكا اللاتينية، و صاحب «قضية
بينوشيه» و«تشيلي، ذاكرة مستعصية» و«سلفادور الليندي». ويعد غوسمان أحد
أكبر التسجيليين في عالمنا اليوم. سيكون باتريسيو غوسمان حاضراً في عروض
أفلامه وسيشارك كذلك في النشاطات التخصصية.
جائزة الجمهور:
وتتنافس عليها أفلام المختارات الرسمية في التظاهرة وتقوم على تصويت
يجريه الجمهور عقب عرض كل فيلم من هذه الأفلام. قيمة هذه الجائزة 3000
دولار، إضافة إلى مجسم تذكاري من تصميم وتقديم الفنان مصطفى علي. يذكر أن
جائزة الجمهور ذهبت في الدورة الأولى 2008 للفيلم الصربي (شوتكا: كتاب
للأرقام القياسية) للمخرج الصربي الكساندر مانيش، وحازت جائزة الدورة
الثانية 2009 المخرجة الأمريكية من أصل سوري جاكي ريم سلوم عن فيلم (هيب
هوب المقلاع).
“زيدان، بورتريه من القرن الحادي والعشرين”، وهو فيلم عن نجم كرة
القدم زين الدين زيدان، وسيعرض الفيلم احتفاء بكأس العالم القادم وسيكون
العرض الأول في العالم العربي، فزيدان أصبح رمزاً بالنسبة لكثيرين لأنه
فرنسي من أصل جزائري نشأ في الأحياء الفقيرة بمرسيليا جنوب فرنسا، ومن ثم
وصل إلى قمة هرم الشهرة العالمية بمهارات لعب استثنائية، وكذلك بأخلاق
رياضية ندر مثيلها. هذا الفيلم يقدم زين الدين زيدان كما لم يقدم من قبل.
هو ليس فيلماً من مقابلات مع النجم أو من شهادات فيه أو في قيمته، بل هو
احتفاءٌ سينمائي جريء بزيدان وبكرة القدم نفسها. مخرجان شابان، فرنسي
وبريطاني، يبنيان فيلماً من نصوص قصيرة تقدم رؤية زيدان لنفسه ولكرة القدم
وللعالم، من خلال تصويره طوال مباراة شهيرة بعدد قياسي من الكاميرات
السينمائية بإدارة مدير التصوير الشهير داريوش خونجي.
الفرص البديلة:
أما النشاطات التخصصية لهذا العام فتأتي تحت عنوان «الفرص البديلة»
للإنتاج والتوزيع التسجيلي في العالم العربي، وذلك عبر برنامج تبادل الذي
يدعو المختصين من منتجين وموزعين وممثلي محطات تلفزيونية وصناديق دعم
ومهرجانات، للمشاركة في مجموعة من النشاطات التشبيكية. كما يفسح هذا
البرنامج المجال أمام التسجيليين الشباب للتعريف بمشاريعهم والتشبيك مع
منتجين محتملين لها.
ومن الأفلام “كان ياما كان” للتونسي هشام بن عمار، وهو العرض الدولي
الأول، و( 1958 ) للمخرج اللبناني غسان سلهب، و(اثنا عشر لبنانياً غاضباً )
لزينة دكاش من لبنان الفيلم الحائز على جائزة المهر الذهبي وجائزة الجمهور
في مهرجان دبي السينمائي 2009، ومن الأفلام المشاركة أيضا “رجال المدينة”
للمخرج البريطاني مارك آيزاكس، العرض العربي - الآسيوي الأول، وسيعرض في
تظاهرة «الطبقة العاملة تذهب إلى الجنة».
الإتحاد العراقية في
28/02/2010 |