تجربة بدأت قبل سنوات في فيلم
»أوقات فراغ« لكنها تحولت مؤخرا الي ظاهرة حيث ظهرت ثلاثة أعمال دفعة واحدة
تعتمد في بطولتها علي وجوه شابة، الافلام هي: »بالألوان الطبيعية«، »ولد وبنت«
،
»وعايشين اللحظة«، وهو الامر الذي طرح تساؤلات عديدة:
هل هي محاولة لصناعة نجوم جدد يفرضون أنفسهم علي الساحة ويكسرون حالة ملل
من الوجوه التقليدية؟ أم أنها خطة للتخلص من سيطرة النجوم،
أو محاولة من المنتجين لترشيد التكاليف وتوفير الملايين؟ في هذا الملف نطرح القضية علي المنتجين
والنقاد اضافة إلي أبطال هذه الأعمال..
التقينا أبطال أفلام الوجوه الجديدة
»ولد وبنت« و»عايشين اللحظة«
و»بالألوان الطبيعية«
وتحدثوا عن الانتاج وتفاصيل عقود الاحتكار والفرص الجديدة التي تفتح لهم
أبواب النجاح وعرضوا وجهات نظرهم في هذا الحوار..
بدأت يسرا اللوزي حديثها قائلة
»جمهور السينما هم الشباب«
وأري أن الجيل الجديد من الجمهور يفضل رؤية فنانين
شباب من نفس الجيل علي شاشة السينما لأن هذا يجعلهم يتواصلون مع الفيلم
الذي يشاهدونه لأنه بصراحة الأمر أصبح كوميديا جدا ان نجد ممثلا في
الأربعين من عمره يقدم دور شاب في العشري فأين المصداقية!
وعندما ظهر جيل جديد من الفنانين الشباب في العشرينات بدأ المنتجون
ينظرون لهم ويقدمونهم في الأفلام بل وأحيانا تكتب أفلام ليقوم ببطولتها
الشباب لأن الواقعية مطلوبة في السينما ويجب أن يكون الممثلون أقرب في
المرحلة العمرية للجيل الذي يعبرون عنه وحققت أفلام الشباب النجاح
الجماهيري والنقدي معا ليس لأن تكلفتها قليلة ولكن لأن الميزانية تكون
مقسمة بنوع من العدل ففي السابق كانت المشكلة الأساسية في أن النجوم يصرون
علي الحصول علي أجورهم الكبيرة المبالغ
فيها التي تستحوذ علي معظم ميزانية الفيلم
ويضطر المنتج والمخرج وقتها بالتضحية بأماكن تصوير أفضل أو السفر للخارج
لذلك تحمس لنا المنتجون للقيام بأدوار البطولة بهدف الهروب من المبالغة في
الأجور ومحاولة افراز مواهب جديدة يمكن الاعتماد عليها في المستقبل وأنا قد
شاهدت مؤخرا فيلم »ولد وبنت« وهو بطولة مجموعة من الشباب ومخرج شاب وأري
انها تجربة جيدة جدا.
يقول »كريم قاسم«
انتشار الأفلام التي يقوم ببطولتها الشباب يرجع لاننا نحتاج الي التغيير في
السينما لأن السينما للشباب فعن نفسي أفضل التعاون مع الشباب من جيلي لأن
وقتها الروح الشبابية هي التي تكون سائدة لأن عندما أتعاون مع فنان كبيرأجد
صعوبة في التفاعل معه.
كماأن السينما سلعة تجارية وحتي تحقق المكاسب يجب أن يكون فيها تطوير
وتجديد دماء وأري أن الشباب من الجمهور يكون أكثر سعادة وتفاعلا مع الأفلام
التي يقوم ببطولتها شباب من جيلهم لأنهم يرون أنفسهم في المواضيع التي
تقدمها أفلامهم وهذا ما حدث مع فيلم »أوقات فراغ«
فقد قال لي الكثير من الشباب اننا وجدنا أنفسنا في الفيلم.
وعن تجربة فيلمي »أوقات فراغ«
و»بالألوان الطبيعية«
فرصة أمام مغامرة بالنسبة إليه قال
»أوقات فراغ« في البداية كان فرصة لأن هذا أول دور أقدمه في السينما وكان
بطولة جماعية ثم تحولت الي مغامرة لأني كنت أشعر أن الفيلم لم يحقق النجاح
لأننا لم نكن معروفين عند الجمهور أما »بالألوان الطبيعية«
كان فرصة جيدة أن أشارك في فيلم للمخرج
»أسامة فوزي« لأن أفلامه دائما لها طابع خاص.
»أحمد داوود«
هو بطل فيلم
»ولد وبنت« الذي يقدم شخصية »سامح«
الشخصية الرئيسية في الفيلم يؤكد أن
البداية لم تكن سهلة أبدا وانه لم يصبح بطلا في يوم وليلة وانما جاء ذلك
بعد عقبات كبيرة تخطاها لانه يعشق التمثيل وقال داوود:
هذه تجربة جديدة والموضوع يستحق المغامرة خاصة اننا تعبنا كثيرا لمدة سنوات
حتي نحصل علي فرصة للتمثيل والحمد لله وفقني الله وعملت مع د.محمد العدل..
أما بالنسبة لي فهي فرصة كبيرة ولكن بالنسبة للمنتج هي مغامرة ولكنها
مغامرة محسوبة
وقالت مريم
حسن عن تجربة الوجوه الجديدة:
لم أقبل الدور فقط بسبب البطولة خاصة أنني أسعي وراء الشخصية
الثرية الجيدة ولذلك فأنا وقعت في حب شخصية شهد اذن فالموضوع ليس مجرد
تمثيل وفقط وكانت أي نجمة لتوافق علي تقديمه كما أن طبيعة الفيلم نفسه
تحتاج الي وجوه جديدة ولكن للأسف يحكمون باستهتار علي أفلام الوجوه الجديدة
لان معظم هذه الأفلام ليست مكتوبة جيدا والاخراج ضعيف وغير مصروف علي
الفيلم وبالتالي فإن مثل هذه الأفلام تشوه صورة أفلام الوجوه الجديدة وفي
النهاية كل النجوم سواء في التمثيل أو الاخراج أو الديكور أو المزيكا كانوا
في يوم من الأيام وجوه جديدة.
أما آية محمود حميدة فتقول:
لا توجد عندي واسطة لدخول عالم التمثيل والحمدلله أنا مازلت في بداية
مشواري ووالدي له عمله وأنا لي عملي الخاص وهو لم يكن ليساعدني اذا كنت
أعمل في مجال آخر ونحن متفقون منذ البداية علي أن كل فرد يخوض تجاربه بنفسه
دون تدخل من الوالد.. وعن أفلام الوجوه الجديدة تري آية أن السينما في حاجة
لدماء جديدة دائما.. وأن الفتاة لا تظل فتاة وانها تصبح جدة في يوم من
الأيام وهذا هو التطور الطبيعي في الحياة وكذلك في أدوار السينما.
ويقول رمزي لينر:
ما المانع أن يكون هناك أعمال تجمع بين
كبار النجوم والوجوه الشابة؟!..
فهذا الخليط يحقق نسبة من التنوع والاختلاف
في الأداء ويكون بالتالي الجمهور هو المستفيد..
وسواء حقق هؤلاء الشباب النجاح أم النجومية أم لا..
فيكفي وجودهم علي الشاشة ومحاولتهم -
وأنا بالطبع منهم -
في تحمل المسئولية الملقاه علي عاتقهم كأبطال حتي لو كانت تجربتهم الأولي
والأخيرة في التمثيل.
وهل نعتبر أن وجهة نظر المنتج في اختياركم كوجوه جديدة في أدوار
البطولة نوع من التوفير في التكاليف؟ سؤال أجاب عليه رمزي:
أكيد.. ولكن من ناحية أخري نستطيع القول انها »سنة الحياة«..
فكل جيل يأخذ وقته..
و»كده كده«
الجيل السابق سيأتي وقت ولن يشاركوا في
أعمال جديدة وكل منهم سيكون لسبب مختلف.
وتري »فرح يوسف«
أن انتشار الأفلام التي يقوم ببطولتها الشباب ظاهرة صحية ومفيدة جدا للوسط
الفني والانتاج والجمهور لأنها ستحدث تنوع وتجعل الجمهور يحكم علي الأعمال
بمعاييرها.
وأكثر المستفيدين من انتشار هذه الظاهرة هم المنتجون لأنهم أولا سوف
يتخلصون من الأجور الخيالية والمبالغ
فيها التي يفرضها النجوم وثانيا فرصة نخلق جيلا جيدا من الممكن أن يشهد
ميلاد ممثلين جدد لهم موهبة ويكونون نجوم في المستقبل.
أخبار النجوم المصرية في
25/02/2010
صناعة النجوم
خرجت محاولات انتاج أفلام الوجوه الجديدة
»بصفر« في عملية صناعة نجم أو نجمة ولم نخرج بنتيجة واضحة رغم احتلال أسماء
الوجوه الجديدة لأفيشات الأفلام مثل »ولد وبنت«
وبالألوان الطبيعية«
وربما يكون الحكم مازال مبكرا إلا أن معايير صناعة النجم لازالت غامضة في
السينما المصرية..
مراهنات المنتجين علي موجة الوجوه الجديدة
بدأت منذ تجربة »أوقات فراغ«..
ورغم نجاح بعض النماذج مثل آسر ياسين وعمرو
سعد إلا أن هؤلاء لم يحملوا بطولة الأفلام قبل اشتراكهم في
أعمال أخري بأدوار جانبية..
فهل رهانات المنتجين أصبحت فاشلة لانعدام
المنتج الفنان..
أم أن المشكلة في الممثلين أنفسهم أم أن هناك معايير جديدة
لصناعة النجم في السينما المصرية.. »أخبار النجوم«
تكشف التفاصيل في هذا التحقيق..
فرسان شباك التذاكر حاليا كانوا قد بدأوا منذ أواخر التسعينيات وهم
كريم عبدالعزيز وأحمد السقا وهنيدي وأحمد حلمي وهاني رمزي ومني زكي وغادة
عادل وحنان ترك وهند صبري..
وذلك بدءا من مسرحية ألابندا عام
٥٩٩١ وفيلم »اسماعيلية رايح جاي«
عام
٧٩٩١
اخراج كريم ضياء الدين و»صعيدي في الجامعة
الأمريكية«
عام
٨٩٩١
و»عبود علي الحدود«
و»همام في امستردام«
عام
٩٩٩١ »والناظر«
عام ٠٠٠٢ ومسرحية »حكيم عيون« ومسرحية »عفرتو« عام ١٠٠٢ وبعدها مسرحية »كده أوكي«
عام
٣٠٠٢ وانطلق هؤلاء الممثلون علي سلالم النجومية وتلاهم »أحمد
عز« و»منة شلبي« عام ٢٠٠٢.. إلا أن بقية الممثلين بعد ذلك لم تنجح أفلامهم
ولم يستطيعوا التربع علي عرش شباك التذاكر رغم موهبتهم مثل فتحي عبدالوهاب
وعمرو واكد وخالد أبوالنجا وباسم سمرة وأحمد عيد وأحمد رزق ومصطفي شعبان
وغيرهم..
يقول المنتج هاني جرجس فوزي:
عملية صناعة النجم موجودة حاليا ولكن هذا في اطار مقنن وبطيء جدا وترجع
عملية الإفلاس في صناعة النجوم في هذه الفترة إلي أن المناخ آنذاك أي في
أواخر التسعينيات كان مناسبا أكثر فالجمهور في تلك الفترة بدأ يتمرد علي
الجيل السابق وشعر باحتياجه الي وجوه جديدة ترفع عنه وطأة الوجوه القديمة
فمثلا عندما عرض فيلم »ليه خلتني أحبك«
كان الجمهور خاصة الشباب في اشتياق لهذه النوعية من الأفلام
فوجدوا من يشجعهم علي النجاح فالجمهور له عامل كبير في هذه المسألة ورغم أن
هناك محاولات بعد هذا الجيل لصناعة نجوم أخري مثل مصطفي شعبان وأحمد رزق
وأحمد عيد أري أن المشكلة في هذه الحالة تقع في الممثل نفسه فمصطفي شعبان
مثلا ممثل جيد ولكنه لا يملك كاريزماولكن أري أن هناك محاولات لصناعة نجوم
حاليا ولكنهم قد يكونوا قادرين علي شباك التذاكر بعد فترة طويلة مثل عمرو
واكد وعمرو سعد وآسر ياسين وباسم السمرة وهناك ممثلين أنصاف نجوم ونجحوا
زيادة عن اللزوم لأنه لم يكن موجود من يسد فراغ
هذه الأدوار، لذلك فالمناخ حاليا غير ملائم لأن الجمهور لم يشعر بالملل منهم بعد كما أن هؤلاء النجوم
بعضهم يملك نصف الموهبة فقط والبعض الآن يملك موهبة كاملة ولكن لا مكان له..
وهناك عامل آخر يرجع الي المنتجين وهو تركيزهم مع النجوم الذين نجحوا فقط
لان النجم المعروف المضمون حصان رابح بالنسبة له..
بالنسبة لي وعن تجربة شخصية لي حاولت أن
أضخ دماء جديدة ولكني اصطدمت بقرار أشرف زكي الذي يحد من دخول الممثل أي
عمل سينمائي أو النقابة دون أن يكون خريج أكاديمية الفنون فكل من كريم
عبدالعزيز ومني زكي وياسمين عبدالعزيزو غادة عادل ومنة شلبي وأحمد حلمي كلهم ليسوا خريجو
الأكاديمية ومع ذلك هم نجوم
ناجحون.. في رأيي الشخصي يجب أن يفتح مجال السينما والتمثيل للممثلين
والموهوب سيكون نجم في النهاية أما الدخلاء فسوف يسقطون سريعا وبذلك نكون
ساعدنا في صناعة نجوم جدد بالاضافة للنجوم الحاليين.
أما الناقد أحمد رأفت بهجت فلديه تفسير آخر:
صناعة النجم في مصر غير قائمة علي الاطلاق والاستثناءات في هذا الموضوع نادرة مثل جيل
السقا وكريم وحلمي وجيل محمود عبدالعزيز ومحمود ياسين ولكن صناعة النجم كما
توجد في هوليوود غير موجودة أبدا كلها في محاولات
فردية غير تابعة لمؤسسات..
في هوليوود هناك ستديوهات ومؤسسات تكتشف الممثل وتخلق مناخ خاص
له وتقوم بالإشراف عليه فالممثل هناك يكون نتاج
٤ أو ٥ سنوات من التحضير والتدريب حتي يظهر الي الجمهور..
والجيل المذكور كان نتاج لرغبة في ارهاصات جديدة لشخصية البطل وساعد وجود
هؤلاء الجدد في التليفزيون في سحبهم إلي الشاشة الفضية ولكن تظل هذه
الصناعة بشكل عشوائي ليس في اطار مؤسسي.. وهناك عوامل كثيرة تساعد علي خلق
نجم من الممثل كلها
غير موجودة وهي وجود وكيل للفنان الذي يقوم بتوجيهه وتقديمه بالشكل الأمثل
واختيار الأدوار له حتي لا يدخل في دوامة فنية أو مادية ولا أقصد هنا مدير
الأعمال..
بالاضافة الي انعدام دور النقابة والاكاديميات السينمائية التي تبرز
الممثل فمثلا أكاديمية العلوم والفنون للصور المتحركة التي تقدم جائزة
الأوسكار لا يقتصر دورها علي تقديم الجائزة فقط بل تصدر مجلدات للنجوم في
أشكال مختلفة حتي يراهم المنتجون ويقومون باختيار الممثل الأمثل للدور..
بالاضافة الي عدم وجود صحافة فنية واعية لتقديم النجوم للقاريء وابراز
ملامحه المختلفة الا في اطار فردي فلا يوجد استفتاءات مثلا مثل أحسن ٠١
ممثلين وأجمل ٠١ ممثلات وهكذا ما أقصده أن عنصر الالحاح علي الجمهور بوجود
ممثل معين جيد غير موجود.. وأذكر أن هناك برنامجاً باسم »ستديو الممثل«
في نيويورك يدعم الممثلين الجدد ويقوم باستضافة أشهر وألمع النجوم في
هوليوود وجمع هؤلاء بالممثلين الجدد في جلسات طويلة حتي يستفيدوا من
خبراتهم ويتلقوا أسئلة الجيل الجديد في أدق تفاصيل المهنة وطبعا هذا
التواصل بين الأجيال يكاد لا يكون موجودا.. ونحن في مصر ليس لدينا موهبة
تنجيم الممثل أو اعطاء النجم موهبة تمثيلية جيدة لان هناك أسماء ليست »متنجمة«
ولكن لديها موهبة أفضل من النجوم..
وللأسف السيناريوهات أصبحت تكتب للنجوم فقط..
فهناك شخصية نمطية تقليدية للبطل فأصبح ظهور ممثل جديد في نفس الشخصية لا
يعدو عن كونه تكرار لذلك تفشل الوجوه الجديدة في الصعود لان أدوار النجومية
محددة ومسكونة في الوقت نفسه.. وأنا أري أنه آسر ياسين في طريقه الي الصعود
وخالد الصاوي ولكن لا أجزم انهما سيصبحان أحصنة رابحة لشباك التذاكر وفي
النهاية صورة النجم يجب أن تتغير فهي ليست مقصورة فقط علي نموذج تامر حسني »اللي بيجري وبيطنط ويسبل«..
والحل هو الخروج من نمطية النجم الچان والنجم الكوميدي ومحاولة خلق شخصيات
جديدة تؤثر في وجدان المتفرج وبالتالي تثري شباك التذاكر مثل تجربة أحمد
حلمي.
أخبار النجوم المصرية في
25/02/2010
التجربة في ميزان النقاد
ما بين أزمة الانتاج والنظر للفيلم كسلعة تجارية وبين أحلام الشباب
وتوفير الفرص للموهوبين يختلف صناع السينما فيما بينهم حول الاهداف
والنتائج ولكن في كل الحالات يبقي الشباب هم الفائزون..
تقول الناقدة خيرية البشلاوي أنا معجبة جدا بهذه التجارب وأشجع أن
تكون هناك تجارب أكثر يقوم ببطولتها الوجوه الجديدة أو تكون بطولة عدد من
الفنانين الشباب فيجب اعطاء الفرصة للشباب سواء كانوا ممثلين أو كتاب
سيناريو أو مخرجين وأنا أري أن هناك تجارب واعدة جدا مثل فيلم
»ولد وبنت« فهو فيلم جيد ومخرجه يمتلك مقومات المخرج الواعد فقد اعتمد علي
الامكانيات الانتاجية التي يملكها وحركة كاميرته مميزة فيجب أن نخرج من
الاطار التقليدي لانه لا يمكن أن تستمر الحياة وصناعة السينما بنفس النجوم
ونفس النمط والقصص والشخصيات فلابد أن نغامر حتي لا نصل الي طريق مسدود أو
لدائرة مفرغة فيجب أن نقوم ببناء قاعدة جديدة قد تثمر
وجوها جديدة نجد فيهم الأمل في أن يصبحوا نجوما فالسينما
الامريكية سنويا تخرج وتعتمد علي العشرات من الوجوه الجديدة كأبطال الافلام
الذين يساعدوا علي تطوير الصناعة
فأي سينما في العالم تريد أن تستمر يجب أن يولد
فيها كل يوم وجوه شابة تحمل الراية بعد ذلك.
وأنا اتذكر النجاح الذي حققته تجربة فيلم
»أوقات فراغ« وأري أن التجارب الجديدة يجب اعطاءها الفرصة والوقت حتي تثبت
نفسها و أري أن أفلام الشباب والوجوه الجديدة افرزت مخرجين مميزين مثل »ابراهيم
البطوط«
و»شريف مندور«
ومؤخرا
»كريم العدل«.
»معظم تجارب هذه الافلام صفقة بين المنتجين والقنوات الفضائية وهكذا
وصف الناقد عصام زكريا بعض هذه التجاربة«.
حيث أوضح أن وجود هذا العدد الكبير من الفضائيات هو الذي دفع المنتجين
للاقبال علي انتاج بعض التجارب قليلة التكلفة لانها لا تحتوي علي نجوم
وقليلة الجودة لان الجودة العالية في هذه الصفقة تكون
غير مطلوبة وقال أن ذلك يعيدنا الي زمن أفلام المقاولات« وهذا يعتبر خطرا
كبيرا علي صناعة السينما..
لأن الهدف يكون أولا وأخيرا هو الربح دون
الجودة الفنية والمضمون.
ويعود بعد ذلك زكريا ليوضح ان هناك بعض التجارب التي لاقت نجاحا
تجاريا وفنيا وأهمها »أوقات فراغ«
وذلك لوجود مساحة من الواقعية داخل الفيلم ومضمونه الجاد، كما ذكر أيضا
فيلم »ورقة شفرة«
ووصفه بالفيلم المرح جيد الصنع
، ومعهم أضاف فيلم »بلد البنات«
وابدي استغرابه لعدم عرضه حتي الآن علي
الرغم من جودة مضمونه.
فبالرغم من سلبيات هذه التجارب إلا أن العنصر الايجابي الوحيد هو
اعطاء فرصة للنجوم الشباب وكتاب ومخرجين شباب للظهور ولكن للأسف داخل شركات
الانتاج لا يوجد أي نظام يخدم هؤلاء الشباب ويطور منهم..
فنحن نفتقد فكرة صناعة النجم والتي كانت السبب قديما في تقديم العديد من
الشباب الذين ساروا نجوما كبار بعد ذلك.
وأيضا في بعض الاحيان يكون هناك عشوائية ملحوظة في اختيار الممثلين
الشباب والمواضيع فتخرج الافلام باهتة ومبتذلة ولا تترك أي بصمة تذكر.
وأنا لا استطيع أن ألوم الشباب الذين اقبلوا علي تقديم مثل هذه
التجارب لانها فرصة جيدة بالفعل لهم للظهور ولكن أنصحهم بالاختيار الجيد
للأدوار التي يقدموها.
وأيضا انصح المنتجين ببذل مجهود ولو قليل في اختيار الشباب لان بعض
هؤلاء الشباب ليس لديهم القبول والموهبة الكافية التي تجعله يتحمل مسئولية
فيلم كامل.
تجربة مهمة
يري الناقد رؤوف توفيق انها تجربة مهمة جدا لأن
مجموعة الفنانين الشباب الذين ظهروا هم الذين سيتحملون مسئولية السينما
المصرية في المرحلة القادمة وأري أن هذه الافلام كتبت ميلاد سينما جديدة
ونحن كنقاد مطمئنين لاننا وجدنا جيلا جديدا سيحافظ علي استمرار السينما
وانا معجب جدا بظهور هذه المجموعة من الفنانين الشباب لانهم سيساعدون في
التخلص من تابوهات نجوم السينما الذين تربعوا علي عرش السينما لسنوات دون
احداث أي تغيير التجارب الجديدة التي اعجبتني فيلم »بالالوان الطبيعية«
بالرغم ان مخرجه أسامة فوزي ليس جديدا الا انه اعتمد علي فنانين شباب
يملكون موهبة تمثيلية كبيرة واجاد توظيفها واسند لهم دور البطولة في فيلم
من الافلام المهمة في الفترة الاخيرة والفيلم الثاني هو »ولد وبنت«
فهي تجربة جيدة جدا وساعدت علي ميلاد فنانين شباب سيكون لهم شأن في
المستقبل مثل مريم حسن وأحمد داود وآية حميدة والمخرج الواعد كريم العدل
ولكننا الآن لازلنا في مرحلة الترحيب بهؤلاء الشباب وننتظر تجاربهم القادمة
وكلنا أمل في انها ستكون أفضل من تجاربهم الاولي فكريم قاسم مثلا كانت
تجربته الاولي »أوقات فراغ« وبعدها »الماجيك« وتوجها بدور رائع في »بالالوان الطبيعية«.
الربح مضمون
وجاء رأي الناقد محمود قاسم أكثر تفاؤلا من عصام
زكريا حيث بدأ كلامه قائلا نقول لكل تجربة جديدة أهلا.. واتمني من النقاد
أن يكون هناك رأفة بالتجارب الاولي سواء للمخرجين أو الممثلين الشباب لأن
هؤلاء الشباب بعضهم موهوب جدا وله مستقبل كبير.ومنهم الفترة الماضية مجموعة
كبيرة حققت نجاحا مثل آسر ياسين ويسرا اللوزي وغيرهم.
ويضيف مؤكدا أن السينمات في العالم كلها معتمدة علي الشباب وأغلب
الانتاج فيها يكون للشباب ويتم انتاج افلام تناسب مواضيعهم وتتحدث عنهم.
ولكن الوضع في مصر مختلف شركات الانتاج بعضها يتعامل مع أفلام الشباب
كمشروع مضمون الربح..
حيث التكاليف القليلة والاسترخاص والاستسهال في
اختيار الموضوع ، فالفيلم لا يمثل أي مغامرة للمنتج لأن الفيلم يكون محجوز مكانه في
الفضائيات قبل انتاجه..
وهنا يتم خلق جيل ثان من أفلام المقاولات.
ويضيف مؤكدا أن العقل المدبر
غائب عن صناعة السينما..
تجارب قليلة التي وجدنا فيها مغامرة من المنتج في تقديم موضوع
جيد وممثلين شباب موهوبين فعلا..
ولكن للأسف هذه التجارب قليلة ولم تكتمل
ربما لخوف المنتج للمغامرة من جديد فالمنتج الواعي يكون دائما هو حلقة
الوصل بين الجمهور والعمل فيجب أن يكون لديه نظرة واعية ورؤية حقيقية
للشباب ومشاكلهم وكيفية تقديم هذه المشاكل وعمل »كاستنج«
جيد لممثلين موهوبين يري فيهم نجوم للمستقبل.
وهناك عنصر سلبي آخر ذكره قاسم وهو مدي تأثير مثل هذه الافلام علي
المخرجين الكبار،
والذين يمكثون سنوات طويلة لا يجدون منتجا يغامر
بتقديم أفلامهم، وذلك يجعل كفة الانتاج تميل دائما الي أفلام ضعيفة الانتاج
والجودة لانها أقل مغامرة وربحها مضمون.
كما عاد قاسم مؤكدا علي العنصر الايجابي الوحيد للتجربة من وجهة نظره
وهي تجديد دم السينما بظهور وجوه جديدة وكتاب ومخرجين شباب،
بعضهم له مستقبل باهر ولكن يجب الاهتمام بهم وتقديمهم بشكل جيد وعدم
استخدامهم كسلع هدفها الربح المادي فقط.
السيناريو أولا
بينما يقول محمد العدل منتج فيلم
» ولد وبنت« هناك عوامل عديدة تجعل المنتج يقدم وجوها جديدة أولا فنيا
السيناريو ثانيا تجاريا وهو تقليل النفقات ولكن عندما يتحول المشروع الي
اتاحة الفرصة لسيناريو جيد وتنفيذه بحرفية إذن فهذا ليس له دخل بالتجارة..
والسيناريو فرض احتياجه في وجوه لم يرها الجمهور
من قبل وبالتالي فإن الفرق بين مصاريف فيلم
»ولد وبنت« ومصاريف أي فيلم آخر هو فرق أجور النجوم فقط وبالرغم من ذلك فإن
هذا الفرق يوضع في الدعاية للنجوم الجديدة والمشكلة التي تواجهني أنا كمحمد
العدل بعد قيامي بهذه التجربة أن هناك أفلاما أخري مبتذلة تقدم تحت اسم
أفلام وجوه جديدة.. وهذه الافلام تشوه الأفلام الجيدة والانطباع السييء يعم
بقية الافلام من نفس النوع وهذا خطأ.. والمشكلة أن أفلام الوجوه الجديدة
تقدم بغير اهتمام..
ولكن قدمت سيناريو جيدا جدا باهتمام كبير لذلك فالمغامرة هنا محسوبة.
سألناه اذا كانت السينما الآن في ظل
كبوة الانتاج تحتاج هذا النوع من الأفلام فقال طبعا السينما تحتاج
المغامرات المحسوبة وتحتاج أيضا أن يكف الآخرون عن مغامراتهم غير الطيبة النوايا لانها تضر السينما وتضر
التجارب الأخري.
وقد بذلت مجهودا كبيرا في البروفات واستهلكت خاما أكثر ووقت أكثر
وهذه
كلها سمات التجربة الأولي وأنا ضليع في مثل هذه التجارب فقد
قدمت علي ادريس لأول مرة وهالة خليل وكريم العدل
.
ولكن عبء الجمهور كبير ولن يتقبل هذه الوجوه بسهولة..
يرد العدل: أكيد أنا اعتمد علي الفيلم الجيد والدعاية الجيدة وأن يخرج
الجمهور سعيد من الفيلم فيخبر الآخرين بذلك وهكذا ولكن للأسف ما يقلل
الفرصة دائما هي الافلام الاخري المسلوقة في أسبوع أو أسبوعين.
أخبار النجوم المصرية في
25/02/2010 |