لم نكن نحتفل بعيد الحب أو "الفلانتين داي" قبل خمس سنوات. لكن يبدو
أن الجيل الجديد من الشباب والفتيات أكثر انفتاحا علي العالم من خلال
الانترنت. فاذا بهم يشاركون شباب العالم الاحتفال بهذه المناسبة الجديدة
علي الأجندة المصرية. وتزينت "فاترينات" المحلات بالقلوب الحمراء والشرائط
الملونة والدببة لتضفي جوا من البهجة والسعادة علي أسواق القاهرة ويتبادل
الشباب الورود الحمراء والبيضاء كرمز لعاطفة الحب والبراءة. فهل شاركت
السينما المصرية في هذا الكرنفال السنوي؟.. السينما الغارقة في مشاكل
العشوائيات والكوميديا الغليظة. هل يجد الحب مكانا علي الشاشة المصرية
المثقلة بمشاهد الضرب والعنف والشتائم؟
من الطبيعي أن يتجه الشباب لمشاهدة الأفلام الأجنبية عند احتفاله بعيد
الحب. لأنه لا يمر عام إلا وتعرض دور السينما مجموعة من الأفلام العاطفية.
وقد تنبه بعض الموزعين وأصبحوا حريصين علي وجود هذه النوعية من الأفلام
خلال شهر فبراير من كل عام وبالتحديد قبل يوم 14 وهو الموعد السنوي
للفالنتين داي. ولكن هل تترك السينما المصرية الساحة لأفلام الحب الأجنبية؟
إهمال الفيلم العاطفي
* السيناريست تامر حبيب من أكثر كتاب جيله اهتماما بالمشاكل العاطفية.
وقد ظهر ذلك واضحا في أفلامه بداية من "سهر الليالي" و"العشق والهوي"
و"تيمور وشفيقة" حيث يقول: بالفعل أنا عندي اهتمام خاص بعاطفة الحب وهذا
بسبب قراءتي لروايات الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس ولعل ذلك من أهم أسباب
نجاح أفلامي . وقد أدركت حاجة السينما المصرية لموضوع الحب بعد أول أفلامي
"سهر الليالي" الذي كان الجميع يبحث عن سر إقبال الجمهور علي مشاهدته عام
2003. والسبب ببساطة أن صناع السينما في مصر أهملوا الحب أو اعتبروه نوعاً
من الترف وهذه من الأخطاء الكبري لأن السينما المصرية في الخمسينيات كانت
تقدم كل الأنواع. ولا أحد ينسي فيلم "بين الأطلال" لعماد حمدي وفاتن حمامة.
ولكن بالطبع ومع اختلاف العصر اختلف التعبير عن عاطفة الحب. واهتمام الشباب
بالحب والأفلام العاطفية لم يفتر بل بالعكس زاد كثيرا في السنوات الأخيرة.
والمفترض أن تعود السينما المصرية إلي الاهتمام بالحب مرة أخري. فهو ليس
موضة قديمة بل إن التعبير عن الحب يتطور مع الزمن وهذا يتضح في السينما
الأجنبية عندما تقارن بين فيلمي "ذهب مع الريح "عام 1939 وفيلم "تيتانيك"
عام .1997
الواقعية والحب
* شاركت الفنانة هند صبري في العديد من الأفلام العاطفية خلال العشر
سنوات الأخيرة نذكر منها "أحلي الأوقات" و"ملك وكتابة" و"لعبة الحب" حيث
تقول: "في وقت من الأوقات كانت الممثلات الشابات يهربن من الأدوار
العاطفية. ولكني كنت أقبل القيام بهذه الأدوار ولا أجد عيبا في ذلك. وليس
بالضرورة أن يكون الفيلم العاطفي واقعيا. كلنا مازلنا نذكر فيلم "امرأة
جميلة" لجوليا روبرتس وهو يتحدث عن علاقة حب تنشأ بين مليونير وفتاة ليل.
وفي السينما المصرية أصبحنا نعاني من فكرة الواقعية. ونسأل أنفسنا هل يحدث
في الحقيقة أن تحب طالبة أستاذها وتترك زميلها الشاب من أجله. والاجابة
طبعاً بالنفي. لذلك ينتهي الفيلم بعودة العلاقة مع زميلها الشاب كما في
فيلم "ملك وكتابة" وكأن عدم واقعية حب التلميذة للأستاذ الكبير يجعل من
الضروري أن تتحطم قصة حبهما حتي يصدقهم الجمهور!!. ولكن بشكل عام أفلام
الحب لها جاذبية خاصة عند الفتيات أكثر من الشباب. وللأسف الاهتمام بالفتاة
وأحاسيسها في السينما المصرية تراجع كثيرا أما سطوة الشاب أو رغبة المنتجين
في تقديم الكوميديا الصارخة باعتبار أن لها جماهيرية أكبر وهذه للأسف من
أسباب اهمال أفلام الحب وعدم الحرص علي تقديمها.
الإحساس الخاص
* الفنان خالد أبوالنجا من أكثر النجوم الشباب حرصا علي المشاركة في
الأفلام العاطفية مثل "لعبة الحب" و"شقة مصر الجديدة" حيث يقول: بعد نجاح
فيلم "سهر الليالي" وضعني المخرجون في خانة الأفلام التي تعتمد علي قصة حب
بين البطل والبطلة. خاصة انني لا أليق في أدوار العنف والاكشن وهذا جعلني
متخصصاً في هذه النوعية إلي حد ما . الفيلم العاطفي يعتمد علي كتابة راقية
مثل فيلم "شقة مصر الجديدة" الذي كتبته باحساس جميل وسام سليمان وأخرجه
محمد خان. الذي يكتشف في كل فيلم شيئاً جديداً في كل ممثل يعمل معه. لذلك
شاهدنا غادة عادل في هذا الفيلم ليست مثل كل الأفلام التي قامت ببطولتها.
وكذلك كان دوري متميزا خاصة أن القصة تعتمد علي المصادفة التي هي أساس الحب
دائما. الشاب يعثر علي حبه بالصدفة وكذلك الفتاة. وبعد عدد قليل من
اللقاءات يجد أنه قد تعلق بها ولا يستطيع الحياة بدونها وتتطور العلاقة الي
الحب الذي يشتاق إليه كل شاب وفتاة خاصة في المرحلة الجامعية.
* المخرج علي إدريس قدم فيلما عن الحب بعنوان "كلام في الحب" جمع فيه
بين اثنتين من النجمات يسرا وحنان ترك عن سيناريو لزينب عزيز حيث يقول: كان
تفكيري عند قراءة سيناريو هذا الفيلم هو الحديث عن الحب وكيف إنه لا يرتبط
في رأيي بسن الشباب فقط. بل كل الأعمار قادرة علي الحب طالما وجدت الطرف
الآخر المناسب الذي يبادله الحب والسعادة. وأعتقد أن فيلماً مثل هذا يناسب
الاحتفال بعيد الحب أو "الفلانتين داي" وأتوقع أن تعرضه قنوات التليفزيون
في هذا اليوم الذي أصبح عيدا للشباب. وكذلك عيدا للأزواج الذين يحرصون علي
التعبير عن حبهم لزوجاتهم. وأعتقد أن اهتمام السينما المصرية بالحب ليس
كافيا. أذكر فيلم "السلم والثعبان" و"من نظرة عين" و"تيمور وشفيقة" ولكن
هذه الأفلام قليلة جدا بالنسبة لأفلام الاكشن أو الكوميديا. وهي قليلة جدا
بالنسبة لأفلام زمان. يكفي أفلام عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وماجدة وفاتن
حمامة وعمر الشريف التي عاشت في ذاكرة كل الأجيال.
مهرجان سينما الحب
* الناقدة ناهد عز العرب كتبت عن الصدمة التي شعر بها العالم بعد وفاة
مؤلف رواية "قصة حب" إيريك سيجال الأسبوع الماضي وتقول: لكي ندرك أهمية
الحب علي شاشة السينما العالمية يكفي قراءة المقالات التي كتبت بعد وفاة
ايريك سيجال. رغم انه لم تشتهر له رواية إلا هذه التي قدمتها السينما
الأمريكية عام 1970 بعنوان "قصة حب" اخراج أرثر هيلر وبطولة ريان أونيل
وآلي ماكجرو. وهي قصة حب جيني وأوليفر التي قطعت قلوب الشباب في تلك
الأيام. والتي قدمتها السينما المصرية في فيلم "حبيبي دائما" لنور الشريف
وبوسي. والسينما العالمية لم تنقطع عن تقديم أفلام الحب ولكن كل عشرين سنة
عندما يتعلق الجمهور بفيلم يترك علامة مثل "قصة حب" و"رجل وامرأة" لكلود
ليلوش و"جاتسبي العظيم" لجاك كلايتون و"تيتانيك" لجيمس كاميرون. وفي بلجيكا
أقاموا مهرجان سينمائي خاص لأفلام الحب باسم "مهرجان سينما الحب" والعام
الماضي قدم مهرجان دمشق تظاهرة لسينما الحب تحت عنوان "قصائد الشجن" عرض
خلالها 8 أفلام عاطفية من تاريخ السينما العالمية. ولا توجد في السينما
العالمية العوائق التي تضعها الرقابة في السينما المصرية. ممكن تجد قصة حب
بين ثري وفتاة فقيرة. أو رجل يترك زوجته من أجل الحب. أوعاهرة تترك حياتها
اللاهية عندما تجد الحب الحقيقي. أو شاب يحب امرأة أكبر منه سنا. هذه
الحرية في التناول هي التي تعطي القوة و الجاذبية لدراما الفيلم العاطفي
الأجنبي. لذلك يقبل الجمهور علي مشاهدتها في جميع أنحاء العالم.
الجمهورية المصرية في
11/02/2010
الشاشة الصغيرة يقدمها : ضياء دندش
محمد عادل إمام.. الرومانسي الجديد ل " الأسبوع"
أخاف من الحسد.. نفسي أشتغل تليفزيون.. لاتشغلني البطولة
المطلقة
نعم.. استفدت من والدي كثيراً.. أحب أدوار الشر.. والزواج
له وقت
ينطبق المثل الشعبي "ابن الوز عوام" تماماً هنا علي الممثل الشاب محمد
عادل إمام ولايفرق بينه وبين والده إلا أنه خريج الجامعة الأمريكية قسم
مسرح وطويل القامة.. بينما والده عادل إمام خريج كلية الزراعة جامعة
القاهره وأقصر منه في الطول.. كما أن الابن انطلق بسرعة بعد ثلاثة أفلام
ومسلسل.. بينما الأب كافح كثيراً حتي حقق النجومية والبطولة المطلقة.
في البداية سألت محمد عادل إمام عن الجديد بعد أول بطولة مطلقة بفيلم
"البيه رومانسي".. فقال استعد لفيلم سينمائي جديد ولكن أعذرني وسامحني لن
أتكلم عنه الآن لانني عندما أتحدث عن أي موضوع يفشل ويتوقف تنفيذه وقد
لاحظت ذلك معي في أكثر من موقف.
·
لم اسمعك تتحدث عن التليفزيون؟
** قال محمد: نفسي أشتغل دراما تليفزيونية بجد ولكن للأسف لم يصلني
دور أو شخصية كويسة حتي الآن.
·
*هل تشترط البطولة المطلقة خاصة
بعد "البيه رومانسي"؟
** رد بسرعة: أبداً.. لا أفكر في البطولة المطلقة بالسينما أو
التليفزيون فهذا لايفرق معي تماماً رغم أن فيلم "البيه رومانسي" حقق نجاحاً
وإيرادات جيدة جداً كأول عمل كبير بالنسبة لي.
·
*رغم أنك خريج مسرح.. أين المسرح
من تفكيرك وخططك؟
** أجاب: لنكن صرحاء وواقعيين.. أين المسرح؟ فلا يوجد سوي الفنان عادل
إمام والفنان سمير غانم والفنان محمد صبحي علي فترات وذلك عكس زمان كنا نجد
15 فرقة مسرحية تعرض في نفس الوقت.. ولكن هذا ليس معناه أنني رافض للمسرح..
فأنا أرحب به في عمل يناسبني.
·
*بماذا أفادك والدك؟
** قال محمد: أنا الذي استفدت منه وتعلمت أشياء كثيرة منه وأهمها حب
العمل فهو إنسان يعيش لعمله وإسعاد الناس والتقاني باخلاص فيما يقدمه ولذلك
وصل إلي القمة.
·
*بعد "البيه رومانسي" هل ستتخصص
في تقديم الكوميديا الشبابية؟
** قال: ليس شرطاً.. فأنا أحب تقديم أي نوع من الأدوار والشخصيات .
·
معني ذلك أنك توافق علي تقديم
أدوار الشر؟
** نعم.. ولن أخاف من كراهية الناس لي.. فقد كان هذا يحدث زمان أما
الآن فالناس أصبحت تفهم جداً في السينما وأصبح دور الشر محبوباً والدليل
الفنان شريف منير في دور الضابط الإسرائيلي بفيلمه "أولاد العم".. فهنا
الأداء يفرق.
·
وما حكايتك مع الشائعات رغم أن
والدك لم يتعرض لها عند بدء ظهوره؟
** قال محمد ضاحكاً: لقد تعودت علي ذلك من كثرة ما تعرض والدي من
شائعات ولذلك لا أملك إلا الضحك مع كل شائعة.
·
وما موقفك من الزواج وأنا أعلم
رغبة والديك في تزويجك مبكراً؟
** قال محمد: ليس لدي مانع حول العثور علي بنت الحلال.. ولكن حالياً
أركز في العمل فقط رغم أن والدي ووالدتي لايكفان عن الكلام في ذلك الموضوع
ولكن كل شيء له أوان.
الجمهورية المصرية في
11/02/2010 |