* اكوا فريادي ماري هو اسم الفيلم الحاصل علي الجائزة الذهبية لمهرجان
روتردام السينمائي الدولي في دورته رقم 39 والتي أعلنت نتائجها مساء الأحد
الماضي 7 فبراير في القاعة الكبري بمسرح الأقصر أحد أهم معالم المدينة..
الفيلم الذهبي يعني اسمه "ماء بارد في البحر" اخراج باز فابريجيو من
كوستاريكا وانتاج هذا العام 2010 وشاركت في انتاجه أربع دول أخري غير بلد
المخرج هي فرنسا واسبانيا والمكسيك وهولندا بالإضافة لحصوله علي دعم من
المهرجان نفسه من خلال صندوق هوبرت بالي وقد حصل المخرج علي هذه الفرص بعد
فيلمه الأول القصير "كويلوس" الذي حقق نجاحا كبيرا حين عرض منذ سنوات قليلة
مما جعله يبدأ في اعقابه مشروع فيلمه الروائي الطويل الأول هذا ويجمع نقود
الدعم له من كل مكان مؤكدا علي أحوال أجيال من السينمائيين الجدد في العالم
الآن والذين يحلمون بإنتاج أعمال مستقلة تعبر بالضرورة عن أفكار قد تختلف
مع توجهات المنتيجين والمؤسسات الكبري وقد تتفق معها وليصبح المعيار هو مدي
حرية صانع الفيلم في تقديم رؤيته الخالصة وهو ما يميز افلام الجوائز
الثلاثة في هذا المهرجان. "ماء بارد في البحر" الذي صور علي ساحل الاطلنطي
الرحب ليقدم المفارقة بين اتساع المحيط وضيق حياة السكان المحليين الفقراء
الذين لا يجدون غير الساحل برماله وكائناته ملاذا لهم.
وفيلم جائزة لجنة التحكيم
Alamas
وترجمتها "في البحر" للمخرج بيدرو جونزاليس روبيو والذي يدور حول معركة
الصيادين في المكسيك مع البحر وثوراته وكائناته في ساحل شينكورو ليصبح
الجميع في حالة تآخ أمام سطوة ونفوذ عالم الماء بكل ما فيه. الفيلم هو
الثاني لمخرجه بعد فيلمه أول عام 2005 بعنوان "الثور الأسود" وقد حصل علي
دعم اسباني وإيطالي بجانب منتجيه أما فيلم الجائزة الفضية فهو من تايلاند
بعنوان "تاريخ العالم" سيناريو واخراج انوشا سويشا كونبونج وهو فيلمها
الطويل الأول ايضا وقد حصل علي دعم صندوق بالي وتمزج فيه المخرجة بين
الماضي والحاضر لتتساءل هل من الممكن أن نعيش في أوضاع نظنها سوف تبقي إلي
الأبد بدون أدراك قوانين الحياة وحركتها من الماضي إلي المستقبل؟ وذلك من
خلال ذاكرة شاب أصيب في حادثة أقعدته في الفراش لكنها أخرجت الذاكرة من
عقالها ليتذكر كل الأشياء التي مرت به بدون أن يفهما جيدا أو يدرك تأثيرها
في حياته ومنها سلطة الأب وتأثير الأم وغيرها من الدوائر التي تشكل حياة
الإنسان منذ مولده والملاحظ هنا ان الافلام القادمة من أمريكا الجنوبية
وآسيا تتفوق عدديا ضمن افلام المسابقة الرسمية لهذا المهرجان الكبير وتحصد
الجوائز وهذه ليست المرة الأولي ولكنه أمر موجود منذ سنوات ربما لانحياز
مهرجان روتردام إلي الأفلام المستقلة وإلي الأجيال الجديدة من صناع السينما
ولأن صناديق الدعم في المهرجان تقدم دعمها لهذه النوعية وتلك الأجيال فإنها
تشعر بقيمة ما تقدمه في حين حصول تلك الافلام علي الجوائز من خلال لجان
التحكيم وقد رأست لجنة تحكيم الفيلم الطويل المخرجة الألمانية أورسولا
انتونياك وضمت جان بالبيار الممثلة الفرنسية والناقد السنغافوري فيليبشياما
والمخرج المكسيكي أمانه اسكالات والكاتب الأوغندي اوكولوسام وربما يؤكد هذا
التنوع اختيارات اللجنة لأفلام غير تقليدية بها مساحات ابداع تجمع بين
الروائي والتسجيلي من خلال رصد ملامح الحيوان في عوالم ومجتمعات غير مألوفة
وتجمع بين البداءة والحداثة في نسيج متناغم أخاذ.
مع خالص العزاء
* وقد حصلت الصين علي ذهبية مسابقة الأفلام القصيرة للمهرجان عن فيلم
المخرج لينج ليانج "مع خالص العزاء" الذي يطرح قصة إنسانية حدثت في بدايات
القرن الماضي عن مناخ الحرب الذي يزيد الأحزان وهو ما تدخل بطلة الفيلم في
حال جنون لفقدانها ابنتيها في حادث اضافة لسوء أحوال الناس حولها بعد الحرب
وحيث لم تهدأ المرأة إلا مع الجميع بفضل فريق للسيرك جاء إلي القرية ليقدم
عرضا ساحرا استطاع اخراج الناس من احزانهم ليروا في الحياة بصيصا من الأمل
وحصل فيلم المخرج ماتي ديوب من السنغال انتاج فرنسي علي الجائزة الفضية
وعنوانه "الأطلنطي" ويطرح في لغة شاعرية جاذبية البحر وخطره الداهم حين
يكون مصدرا للجمال والإلهام وحين يتحول إلي مقبرة للحالمين بالهرب إلي
اقطار الهجرة. هذا الكيان الساحر المراوغ باتساعه وعمقه ووقوفه حلما يراود
الملايين في بلوغ شاطئه الآخر ينهيه المخرج بشعاع ضوئي رفيع صادر من منزل
بسيط معبرا عن الانحياز للبقاء بعيدا عن اغوار الاطلنطي وقد ذهبت جائزة
لجنة التحكيم للفيلم الأمريكي "الثانية صباح الاربعاء" اخراج لويس كلاهر
الذي يقدم فيلما ذا لغة بصرية عالية تذكرنا بالأشياء الصغيرة التي يصنعها
الإنسان بيديه ويبدع فيها ومازال مثل المنسوجات واللوحات المصنوعة من
الخيوط ومن القماش اليدوي.
وداعا أيها الجيران
* "وداعيا ايها الجيران".. اسم الفيلم الذي حصل علي جوائز مسابقة
الأفلام القصيرة التي عرضت علي الانترنت في مسابقة جديدة يدعمها المهرجان
بعنوان
online short films
وهو اخراج روبرت جان فوس من هولندا وقد أصبحت هذه الجائزة ضمن جوائز
المهرجان ابتداء من هذا العام وينظمها بالتعاون مع مؤسسة الإذاعة
والتليفزيون الألماني
NPS وحيث دعا المخرجون والمخرجات لارسال افلامهم عبر الإنترنت ولمدة سبعة
أشهر من العام الماضي تم اختيار أفضل فيلم عرض بين افلام كل شهر ثم عرضت
الافلام الفائزة علي لجنة التحكيم الدولية لتختار من بينها الفيلم الفائز
ويحصل مخرجه علي جائزة ألف يورو.. وأيضا أعلنت جائزة الفيلم الأوروبي
القصير عن عام 2010 والتي يختارها اعضاء اكاديمية السينما الأوروبية 2000
عضو وتوزع في احتفال مهرجان الفيلم الأوروبي في سبتمبر القادم وقد حصلت علي
الجائزة المخرجة بريجيت ستيرموس من الدنمارك عن فيلمها "خارج الحب" الذي
يطرح قضية الاختلاف بين الناس مؤكدا أهمية احترام الإنسان لقيم الآخر
وكيانه وافكاره وابطال الفيلم من أولاد الشوارع الذين وجدوا انفسهم مشردين
بعد حرب كوسوفو وحيث يحكي كل منهم قصته وذكرياته المؤلمة حول حياته الأولي
قبل أن تدب الخلافات بين الأسر والجيران بفعل السياسة فيصبحون اعداء بعد
سنوات من العشرة والمحبة.
من الجدير بالذكر ان افلام المهرجان جاءت من بين 91 دولة وان 49 فيلما
منها عرضت للمرة الأولي في العالم و26 فيلما عرضت دوليا لأول مرة و29 عرضت
أوروبيا لأول مرة وكلها افلام راوئية طويلة أما الأفلام القصيرة التي عرضت
في المهرجان للمرة الأولي فيقترب عددها من المائتي فيلم بجانب عروض التكريم
والاسترجاع والبرامج المبتكرة والتي سوف اتحدث عنها في الأسبوع القادم.
magdamaurice1@yahoo.com
الجمهورية المصرية في
11/02/2010 |