سجلت الممثلة ماغي بوغصن حضوراً جيداً
ولافتاً في الدراما اللبنانية لكنه لم يرض طموحها بعد. حالياً هي في دور
كوميدي في
مسلسل 'متر ندى' حيث تجرب هذا النوع من التمثيل لأول مرة. وتنتظر عملاً
كوميدياً
خاصاً بها يتابع تحريك 'الشيطانة' التي بداخلها.
ماغي بوغصن التي كانت إنطلاقتها
الأساسية من الدراما السورية ملتزمة الآن بتنشئة أطفالها ولا تبتعد عنهم
لكنها تحن
لبيتها الذي علمها الكثير. عربياً مهدت بوغصن الطريق إلى مصر في رمضان
الماضي عبر
مسلسل 'ليالي' وتستعد لآخر سيعرض في رمضان للعام المقبل.
معها كان هذا
الحوار:
·
هل وجدت الطريق مفتوحاً لحضورك
الفني في لبنان بعد العودة من
سورية؟
وجدت الكثير من السهولة في الدخول الى عالم الدراما اللبنانية. وها أنا
أنتقل من عمل لآخر. والحمد لله مسرورة جداً لأني أنهي التصوير
وأعود إلى طفليّ
ومنزلي. صحيح سورية قريبة لكني بعد إنتهاء العمل كنت أعود إلى الفندق أو
إلى المنزل
وحيدة. ومع ذلك أضع في مكان عالٍ جداً كامل تجربتي السورية. وحضوري في
الدراما
السورية منحني فرصة لعب كافة الأدوار التي حلمت بها.
·
يردد النقاد أن الممثل
السوري هو أكثر إقناعاً من الممثل اللبناني. من خلال حضورك بالدراما
السورية
واللبنانية معاً هل تجدين الحكم في مكانه؟ وما هي أسبابه؟
تراكم الخبرة تجعل
الممثل الموهوب أكثر إقناعاً دون شك. كافة الممثلين السوريين تقريباً جنوا
خبرات
متراكمة أكثر بكثير من الممثل اللبناني. كافة البشر تتبلور
خبراتهم مع مزيد من
الممارسة. عندما أبحث عن ذاتي في التمثيل قبل 15 عاماً والآن أجد الفرق
شاسعاً. لقد
تحسنت بين البدايات والآن، كما لا زلت أحتاج للمزيد من الخبرة والتقدم. كما
أن
التمثيل مع الكبار والمخضرمين هو مدرسة بحد ذاته. كل ناقد
عندما يخضع ممثلاً
لبنانياً للمراقبة بين حاله الآن وما كانه قبل أربع سنوات سيراه دون شك في
مكان
مختلف. وسيراه متطوراً في أساليبه عن الماضي. وهذا التطور نلمسه كذلك في
الشكل
والآداء السلس والطبيعي.
·
شاركت بأكثر من عمل في لبنان. ما
هي التقنية الموجودة
في سورية والتي تفتقدينها في الدراما اللبنانية؟
أفتقد الكثير من الأمور، وأثني
على ما هو موجود. لدينا الكتاب والمخرجين والممثلين. واقع الدراما السورية
أنها
مدعومة من الدولة السورية. وثمة تسهيلات توضع بين يدي المنتج والمخرج معاً،
وهذا من
شأنه أن يمنح العاملين في هذا القطاع الكثير من الراحة. بالطبع هذا ما
أفتقده
قليلاً في لبنان. وبصراحة أكثر أقول بأن الأدوار التي أديتها
في سورية لم أصلها بعد
في لبنان. ومن يعرفني في الدراما السورية سيقول لي أنت تعودين للوراء في
لبنان. ومن
لا يعرفني سيثني على حضوري.
·
هل ما زلت بإنتظار قناعة
المخرجين والمنتجين
بقدراتك؟
صحيح. لقد وصلت لهذه المرحلة والحمدلله. وأنا حالياً بإنتظارعمل يتم
كتابته خصيصاً لي.
وهذا الدور الذي يُكتب لك هل سيضعك في مكان مختلف عن مسلسلات
'دكتور
هلا، عصر الحريم' وغيرها؟
رغم كوني أحببت حضوري في 'عصر الحريم' الذي
أديت فيه دور المغنية. فقد سبق وبدأت درب الفن من خلال الغناء. وقد نلت
الميدالية
الذهبية عن فئة السيدة فيروز في برنامج 'واحة الأولاد' على شاشة تلفزيون
لبنان. لكن
والديّ رفضا رفضاً قاطعاً أن أمتهن الغناء. دخلت معهد الفنون
لدراسة التمثيل وكلي
أمل بتوظيف صوتي من خلال المسلسلات. وفي سورية أديت دور المطربة في حوالى
الخمسة
مسلسلات وهو أمر يفرحني ويمتعني جداً. وقد سبق وإنتسبت للمعهد الموسيقي
الوطني
عندما كنت أتابع دراستي في المدرسة.
·
هل تحزنين لعدم دخولك عالم
الغناء؟
نعم
أحزن.أحب الغناء كثيراً. ما زلت حتى الآن أتخيل نفسي على المسرح أغني أو
أقدم فيديو
كليب. ولأني غنيت في المسلسلات فقد أشبعت رغبتي قليلاً.
·
لم يُطلب منك غناء 'تيتر' المسلسلات؟
بعد. فقلة يعرفون أن صوتي جميل.
·
ألا تحنين للعمل في سورية؟
وهل ترضين بحصر مشاهدك في أيام قليلة حتى لا تتركي طفليك؟
هكذا أرضى طبعاً لأني
في حنين دائم للعمل في سورية. لكن عندما يكون الدور كبيراً يستحيل حصره في
أيام
قليلة. إن كان الدور في 15 'لوكيشن' فهذا يعني 15 يوما تصوير.
الأطفال أولاً
وأقولها بإصرار وقناعة ومسؤولية.
·
ألا ترين معي أنك وصلت لمصر
بسرعة فأنت مطلوبة
مجدداً بعد حضورك في مسلسل 'ليالي'؟ الأبواب المفتوحة متعددة كيف تمّ ذلك؟
في
الحقيقة هي معرفة مسبقة مع المنتجين في شركة الصباح من خلال
عملي في الدراما
السورية، كما تابعوني مؤخراً في حضوري ضمن المسلسلات اللبنانية. وهكذا عُرض
عليّ
دور في مسلسل 'ليالي' أحببته جداً. كما أحببت حضوري مع الممثل القدير عمّار
شلق
والممثلة رولا شامية من لبنان. فرحت بالعمل الذي قمت به في
مصر، كذلك فرح الفريق
المصري بالنتيجة. ولهذا تلقيت عرضاً لعملين من شركة الصباح نفسها سيتم
تصويرهما
قريباً ليعرضا في شهر رمضان المقبل. والعملان هما واحد مصري والآخر سوري
لشركة
إنتاج الصباح.
·
حالياً أنت في مسلسل 'متر ندى'
في لبنان. هل جاء حضورك في المسلسل
اللبناني متدرجاً صعوداً؟ أم هو عادي؟
'ورود
ممزقة، متر ندى، عصر الحريم، دكتور
هلا، برج 13' وهي الأعمال التي شاركت في تمثيلها في لبنان حتى الآن، كل دور
فيها
يختلف في كاراكتيره عن الآخر كلياً. وكل دور في هذه المسلسلات كان تحدياً
بالنسبة
لي، ونجحت فيها جميعها. شعرت مؤخراً أن الجمهور اللبناني أحبني
جداً في 'الكوميك'
في مسلسل 'متر ندى'. رغبتي قديمة بالكومديا بعد عمل متواصل لسنوات في
التراجيديا.
لم أرض سابقاً بالكوميديا، مع أني أعرف
بوجود 'كوميديان' شيطانة في داخلي. في 'متر
ندى' أنا من صنع 'الكراكتير' وإنطلق به. وقد وجدته مقبولاً
جداً من الناس. وحالياً
بإنتظارعمل كوميدي خاص بي قريباً جداً.
·
'ورود
ممزقة وعصر الحريم' عرضا فضائياً.
هل تلقيت أصداءً عربية حولهما؟
بالطبع. وهذا ما لمسته عندما كنت في سفر في عدد
من الدول العربية. حيث وجدت الترحيب والسلام بناء على معرفة، وحوارات حول
المسلسلين. وجدت أن المشاهد العربي يتابع المسلسل اللبناني أكثر من
اللبناني نفسه
لرغبته في مشاهده من لبنان، ولحبه للهجة.
·
هل لدى ماغي مسموح وممنوع في
الدراما؟
دون شك هناك خطوط لا أقطع فوقها. هذا ليس وليد مرحلة الزواج، بل حتى من
قبلها. بمنظوري الخاص يمكنني إيصال أي دور بالشكل الذي لا يخدش
الحياء. أي دور يمكن
أن تشاهده العائلة بكامل أفرادها دون شعور بالحياء من مشهد ما.
·
هل تبدلين في
النص بما يخدم قناعاتك؟
أقرأ النص والمشهد الذي أشعر بإستحالة تصويره أناقشه مع
المخرج قبل بدء التصوير. وفي حال كان الإنتاج مصراً على المشهد الذي أرفضه
يسند
الدور لغيري. مشهد السرير ليس ضروري برأيي ولا في أي نص. أنا مع الأدوار
التي توحي
بالمشهد، حتى دور بائعة الهوى. لست ضد من يؤدي تلك المشاهد، لكني شخصياً
أرفضها،
وكما أحترم رأي الآخرين أتمنى أن يحترموا رأيي. كما أحترم
الرأي الذي يقول ليس هناك
من قيود وممنوعات في الفن. الآن وبشكل خاص أعتقد بأن زوجي يرفض بعض المشاهد
في
التمثيل.
ونحن لم نناقش الأمر لكني أشعر بأفكاره كما
يشعر بأفكاري وقناعاتي حتى قبل
الزواج. كما وأنه يعرف مسيرتي في التمثيل منذ البدايات.
·
هل تشعرين بأن الدراما
اللبنانية تحقق تقدماً؟
وبشكل رائع. نحن نتمتع بالمخرجين والممثلين. وعندما لم
يكن الإنتاج على ما يرام في لبنان أثبت العديد من الممثلين ذاتهم خارج
لبنان. ومن
أثبت وجوده في الخارج لا شيء يمنعه من تحقيق وجوده في لبنان.
·
وهل سيأتي اليوم
الذي نجد فيه أكثر من مسلسل لبناني ضمن خريطة رمضان؟
أراهن أن رمضان المقبل
سيشهد نقلة نوعية للمسلسل اللبناني.
·
هل بات بإمكان الممثل اللبناني
أن يعيش من
التمثيل دون سواه؟
صعب. لا بد للممثل من مهنة أخرى. الممثل يصرف الكثير على ذاته
ومن أجل صورته. كما أن الحياة مكلفة. الأعمال خلال دورة السنة
محدودة، وبالتالي عمل
الممثل محدود وكذلك دخله.
القدس العربي في
04/02/2010
ما زال البحث عن بطلة لمسلسل 'موعد مع
الوحوش':
خالد صالح: ظروف الحياة في مصر لا تتيح لنا
إنجاز ما نريد في
الوقت المناسب
القاهرة ـ 'القدس العربي' - من أحمد الشوكي
بدأ الفنان 'خالد
صالح' استعداده لموسم رمضان القادم الذي بدأ كل نجومه تصويرأعمالهم التي
سيتم عرضها
فيه، بمسلسل عنوانه 'موعد مع الوحوش' والذي يتم تصويره ما بين الأقصر
والإسكندرية
وتدور أحداثه حول رجل صعيدي يعيش حياة تعسة فيقرر أن ينتقل الى الإسكندرية
بحثا عن
حياة أفضل وهرباً من استبداد أحد أثرياء الأقصر.
وكان آخر مسلسل لخالد صالح هو 'تاجر
السعادة' الذي عرض في رمضان الماضي وتعبرأعماله عن 'هموم الناس وأحلامهم'
فهو
من القلائل الذين عرفتهم شاشات السينما والتليفزيون في مرحلة
عمرية متقدمة كأنه
تأخر ليكتمل نضوجه.
سألته:
·
لماذا تحتارون في اختيار بطلة
مسلسلك الرمضاني
الجديد 'موعد مع الوحوش'؟
إنها مسؤولية لا تتم بهذه السرعة، كما أن هناك نجمات
قد ارتبطن بأعمال مع آخرين، كما أنه من العادي بعد توقيع العقد معي بخصوص
المسلسل
ان نفكر في الخطوة التالية باختيار بطلات وابطال وعناصر العمل المشاركين.
·
لماذا
لم تبدأ أعمالك بالسينما مبكرا، رغم انخراطك في المسرح قبلها
بسنوات؟
إن الأعمال
التي أقدمها هي التي تفتح الطريق لما بعدها، وما حققته بمنظور ما أحلم به
قليل جدا،
وما قبله الناس مني أعتبره اللبنة الأولى في مشواري والقاعدة التي ارتكز
عليها
للتطور الفني وتحديد أعمالي المقبلة.
وهذا المنجز تحقق بداية من دور القاضي
والمشاهد القليلة التي ظهرت فيها في فيلم 'محامي خلع' عبورا الى الأدوار
الأكبر في
فيلم 'تيتو' و'الريس عمر' و'هي فوضى' و'ملاكي إسكندرية'، و'عمارة يعقوبيان'،
بالإضافة الى مسلسلاتي الأخيرة، وما يتعلق بالتأخير صراحة يرجع
الى أن ظروف الحياة
في مصر لا تتيح لك فرصة إنجاز الذي تريد تحقيقه في الوقت المناسب وكنت قد
بدأت
حياتي المسرحية في كلية الحقوق بجامعة القاهرة وبعد تخرجي اتجهت للعمل
بالتجارة حتى
تحقق لي الاستقرار العائلي بعد تزوجي، وكان من دوافعي تأمين
استقرار بيتي كوني حرمت
وأنا طفل عمره 7 سنوات من حنان الأم والأب فقبل عملي بالسينما قدمت 25
مسرحية على
مسرح 'الهناجر'.
·
بماذا تفسر الهجوم الشديد على
مسلسلك الماضي 'تاجر
السعادة'؟
لقد تعدى الأمر لدى البعض من كونه نقدا الى كونه شتيمة، وأنا لا أقبل
سوى النقد الموضوعي فهو الذي يفيد الفنان فقد اتهمت بتقليد بعض
حركات شخصية 'الكفيف'
التي قدمها الفنان 'محمود عبدالعزيز'، وهو ليس تقليدا، ولكن هناك عوامل
مشتركة بين الناس الذين حرمهم الله نعمة البصر مثل طريقة المشي
أو حركة الجلوس
وتقليب الرأس، فهذا ما اكتشفته من جلوسي مع بعض المكفوفين قبل بداية تصوير
العمل
وخصوصا ممن يعزف منهم على آلة 'العود'، على رغم أن شخصية 'مصباح' التي
قدمتها تختلف
عن شخصية حسني التي قدمها الفنان محمود عبدالعزيز، حيث كانت نظرات 'مصباح'
متجهة
للأمام باعتباره شخصية واثقة من نفسها في محاولة منه لإقناع
الناس بأنه يعلم الغيب،
أما الشيخ 'حسني' فكانت نظراته متجهة في اتجاهات متفرقة.
·
ما هي أعمالك
السينمائية القادمة؟
هناك فيلم جديد اسمه 'الولد' وهو من تأليف 'بلال فضل' ومن
إخراج 'حاتم علي' ويناقش أزمة الثقة بين الأجيال وبعضها، وهناك
عرض لفيلم آخر
بعنوان 'في عرض البحر'.
القدس العربي في
04/02/2010
المخرجون لا يحسدهم احد على مهنتهم:
أفلام سينمائية كثيرة في
إيران لكنها لا تعرض بالضرورة
طهران ـ من فرشيد مطهري
مخرجو السينما في إيران لا يمكن بكل
تأكيد أن يحسدهم أحد على مهنتهم.
إذ أنهم لو استطاعوا التغلب على كل العقبات
وحصلوا على تصريح من الجهات الحكومية المختصة لعمل أفلامهم فإن ذلك لا يعد
ضمانا
بأنه سيكون في مقدورهم عرضها في إيران.
وفي هذا الصدد يقول كامبوزيا باتروي وهو
مخرج وكاتب سيناريو إيراني شهير 'على المرء أن يمر برحلة طويلة عبر دهاليز
العديد
من الجهات الحكومية لكن في نهاية الامر وعندما يتم الانتهاء من الفيلم لا
يعرض بسبب
قد يكون في غاية التفاهة'.
هذا يعني أيضا أن الكثير من مخرجي السينما
الايرانيين يؤثرون إثبات أنفسهم خارج بلادهم.
وذلك ينطبق على المخرج رافي بيتس
الذي اختير أحدث أفلامه وهو فيلم 'شيكرشي' (الصياد) ضمن المسابقة الرئيسية
لمهرجان
برلين السينمائي الدولي المقرر افتتاحه الاسبوع المقبل.
وكان فيلم 'إنه الشتاء'
لهذا المخرج الايراني /42 عاما/ قد رشح في
عام 1996 للحصول على أرفع الجوائز في
مهرجان برلين وهي جائزة الدب الذهبي.
ولا يعد بيتس مخرجا شهيرا في إيران حيث
أنه يعيش أساسا في فرنسا لكنه في أوساط السينما يعد واحدا من أبرز المخرجين
في
البلاد في العصر الحديث.
لكن عند التفكير في مشروع فيلم لابد من أن توافق وزارة
الثقافة أولا على السيناريو ثم لابد أن يكون المنتج مستعدا للتعامل مع
العملية
المعقدة من أجل الحصول على تصريح بالانتاج وبعد الانتهاء من تصوير الفيلم
يلزم
تصريح آخر للسماح بعرضه للجمهور.
ويقول أحد نقاد السينما في طهران 'هناك كم
هائل لا حصر له من الافلام لمخرجين يحظون حتى بالشهرة على المستوى الدولي
يقومون
بإخراجها لكنها لاتعرض ويتراكم عليها التراب'.
وفي ظل هذه العراقيل يفضل منتجو
السينما استثمار أموالهم في أفلام تجارية لا تسبب لهم وجع الدماغ لدى
الجهات
الثقافية.
يذكر أنه في أعقاب الثورة الاسلامية في 1979 سرعان ما وجد مخرجو
السينما الايرانيون أنفسهم أمام عدد هائل من القيود الجديدة
المرتبطة بالدين.
فقد تعين على مخرجي السينما في ظل عدم السماح للنساء في إيران بملامسة رجل
غريب
حتى ولو بالمصافحة باليد أن يعيدوا تفكيرهم ويستبعدوا حتى
المشاهد العادية جدا مثل
أم تحضن ابنها. بل أن عرض مشهد لزوجين وهما يلمسان بعضهما تعبيرا عن الحب
أو حتى
مسك الايدي صار ولا يزال من المحرمات.
هذا الوضع دفع المخرج الايراني الراحل
علي حاتمي إلى أن يقول 'كيف يمكن للمرء إخراج فيلم درامي بدون مشاهد الحب'.
أيضا بسبب قواعد الزي الاسلامي التي تلزم المرأة بإرتداء عباءة طويلة وغطاء
للرأس لاخفاء تقاطيع الجسد والشعر فإن عرض مشهد للمرأة وهي
تذهب إلى النوم لابد أن
يكون متفقا مع قواعد الزي الاجبارية.
في ظل هذا الوضع توصل بعض مخرجي السينما
الشهيرين مثل أمير ناديري وعباس كياروستامي وبحرام بيزائي بعد سنوات من
التجربة أن
الحل الوحيد هو التحول إلى أفلام ذات موضوعات تتعلق بالاطفال في محاولة
لتفادي
الرقابة الخانقة للجهات الثقافية.
كما أن مشاهد العشق والغرام صاريعبرعنها
بالرمز مثل نظرات العينين والابتسامة ثم عرض صورة لزهرة تعبيرا عن مشاعر
الحبيبين.
بيد أنه رغم كل هذه القيود أثبتت الافلام الايرانية قدرتها تدريجيا على
المنافسة في المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى حيث حصدت
العديد من الجوائز.
وفي عهد الرئيس السابق محمد خاتمي طرأ تحسن على وضع مخرجي السينما
الايرانيين
بصورة مؤقتة وذلك إبان حقبة الاصلاح التي دامت ثماني سنوات حتى
عام 2005 عندما
انتهجت وزارة الثقافة سياسات أكثر ليبرالية تجاه صناع السينما والكتاب
والملحنين.
لكن بعد انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للبلاد في 2005 وجد العديد من كتاب
السيناريو والمنتجين والمخرجين أنفسهم محرومين من ممارسة
المهنة واضطروا إلى البحث
عن وسيلة اخرى للرزق.
وقال باتروي الذي لم يخرج أي فيلم منذ انتخاب أحمدي نجاد
'بسبب
المشاكل التي يواجهونها مع السلطات الثقافية يعتزم بعض صناع السينما عمل
أفلامهم دون تصريح وعرضها في الخارج فقط'.
وفي أعقاب الانتخابات الرئاسية
المتنازع عليها في حزيران /يونيو الماضي حيث جرت إعادة انتخاب أحمدي نجاد
تم وضع
العديد من المشتغلين بالسينما على القائمة السوداء للحكومة بسبب صلتهم
بالمعارضة.
في ظل هذا المناخ رفض الكثير من صناع السينما المشاهير حضور مهرجان فجر
السينمائي حتى كأعضاء في لجنة التحكيم احتجاجا على قمع أنصار
المعارضة. (د ب أ )
القدس العربي في
04/02/2010
السينما اليابانية تمضي بخطوات واسعة
طوكيو - من تيكهيكو كامباشي
يقول المخرج السينمائي كوجي
واكاماتسو ان معاملة وسائل الاعلام اليابانية لاحدث اعماله ' كاتربيلار ' ـ
الفراشة -
يعطيك فكرة عن كيفية مواجهة اليابان
لماضيها.
وقد أشادت كبريات الصحف ووسائل
الاعلام بفيلم المخرج الياباني المتميز يوجي يامادا ' أوتوتو' (عن ابيها)
كفيلم وقع
عليه الاختيار للعرض في ختام مهرجان برلين الدولي هذا العام.
بيد ان اهتماما
ضئيلا حظي به 'كاتربيلار' للمخرج واكاماتسو الذي اختير لدخول السباق على
جائزة الدب
الذهبي فى مهرجان برلين.
ويقول واكاماتسو ضاحكا ' حتى من خلال عدسة مكبرة كان
من الصعب جدا ان يجد هذا الفيلم ' كاتربيلار' طريقه الى وسائل الاعلام.
وأضاف
كان اهتماما إعلاميا كبيرا يوجه عادة للاعداد المتزايدة من الافلام التي
تمجد حربا.
وقال واكاماتسو لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) 'ليس هناك ما يسمى بحرب
عادلة.
كثير من الشبان اليابانيين الذين كانـــوا يهاجمون سفن الاعداء في مهام
انتحارية بطائراتهم لم يكن يريدوا أبدا ان يبدأوا حياتهم
بالموت'.
ويتذكر
واكاماتسو بشدة كيف انه وهو طالب في الابتدائية شاهد اربعة من أشقائه الخمس
يتوجهون
الى ميدان المعركة.
وينتقد واكاماتسو وزارة التعليم ووسائل الاعلام لافتقاد
الشعب الياباني فهم التاريخ.
ويقول 'غالبية اليابانيين اليوم لا يعرفون مآسي
الحرب. لقد نسوا كم الشبان الذين قتلوا أثناء الحرب العالمية الثانية وكم
من الناس
قضوا نحبهم في الهجمات بالقنابل الذرية على هيروشيما ونجازاكي'.
في فيلمه 'كاتربيلار' يعيش الليفتانت كيوزو كورو كاوا
(الذي لعب دوره شيما أوهنيشي) الذي عاش
في قرية زراعية ريفية وذهب الى الحرب وسط زفة اعلامية. وعاد من
الحرب مكرما
والنياشين تزين صدره لكن محروما من ذراعيه وساقيه التي فقدها في ميدان
القتال في
الصين.
استمرت زوجة الليفتتانت شيجيكو (التي لعبت دورها شينبو تيراجيما) بينما
كانت تعني 'بالجندي الاله' في تمجيد الامبراطور والامة حيث
لعبت دورالنموذج الحاكم
لهؤلاء الذين عاشوا في مجتمع مغلق وقت الحرب.بيد أنها بدأت بالتدريج في
مكافحة
الشعور بالفراغ.
يقول واكاماتسو 'اردت في هذا الفيلم ان اقول فيه ان غالبية
الضحايا في زمن الحرب هم من المدنيين الابرياء ولاسيما بين النساء والاطفال'.
في عام 1982 سافرواكاماتسو الي بيروت في لبنان حيث صدم وهو يشاهد جبال من
جثث
الموتى من النساء والاطفال بعد مذبحة الفلسطينيين في مخيم صبرا وشاتيلا.
وأضاف 'واستمرينا في مشاهدة الاعداد المتزايدة من
الضحايا من المدنيين في الحرب التي
قادتها امريكا في العراق وأفغانستان'.
بيد انه في اليابان فان المستقلين على
غرار واكاماتسو استمروا في الكفاح من أجل التوزيع. ومع ذلك فان بعضا من
افلامهم
حازت تقديرالنقاد.
وواكاماتسو المعروف بقدرته على صناعة فيلم في اطار ميزانية
محدودة يقول انه يشعر انه تحرر من القيود لانه لا يملك ميزانية
كبيرة في يده.
ويؤكد ' توافر ميزانية كبيرة لا يعني القدرة على صناعة فيلم جيد. احاول
دائما
ان انتج فيلما يؤثر في الناس اكثرمما يستطيع فيلم بميزانية
كبيرة أن يفعل'. ( د ب
أ)
القدس العربي في
04/02/2010 |