رضوان الكاشف، اسم طرح نفسه بجدارة في عالم السينما المصرية والعربية عبر
تقديم رؤيته المختلفة عن السينما التي ألفناها، توفي عام 2002، عن عمر لم
يتجاوز الخمسين، ومع أنه لم يقدم سوى ثلاثة أفلام روائية: «ليه يا بنفسج»
(1992)، «عرق البلح» (1999)، و«الساحر» ( 2002)، إلا أنه ترك بصمات مميزة
في مسار «سينما المؤلف» العربية، هذا التوجه السينمائي ذاته الذي يراهن على
المغايرة، بعيداً عن السينما التجارية الطاغية في مصر.
وبالإضافة إلي ما سبق ترك المخرج المتميز ابنته عائدة الكاشف التي سارت على
درب أبيها، في محاولة منها لإضافة عمر جديد لمشوار والدها السينمائي بعد
رحيله، فهي حالة استثنائية أخرى من عائلات تتناقل جينات الفن من جيل إلى
آخر وخصوصا في عالم الإخراج. عائدة الكاشف من مواليد 1988، تخرجت من المعهد
العالي للسينما بالقاهرة عام 2009، أخرجت الأفلام التالية «مش مبسوط»
وثائقي 2006، و«الدراويش» وثائقي 2006، عملت كمساعد مخرج في فيلم «همس
الجنون» إخراج مصطفى يوسف وكتدريب في الفلمين التاليين «عن العشق والهوى» و
«سنة أولى نصب» للمخرجة كاملة أبو ذكري. وفي مسابقة المهر العربية للأفلام
القصيرة التي أقيمت أخيرا ضمن الدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي، شاركت
عائدة بفيلم «النشوة في نوفمبر» عن قصة للأديب العالمي نجيب محفوظ، وهي
الرواية التي وجدت فيها ضالتها عند البحث عن فكرة لمشروع تخرجها، حيث نال
العمل الجائزة الثانية للفيلم القصير في مهرجان دبي كما حصل في نوفمبر
الماضي على جائزتي أفضل سيناريو وممثل في مهرجان القاهرة للإعلام العربي.
والمفاجأة في هذا الفيلم هو قيام النجم محمود عبد العزيز ببطولته، فهو يقول
إن ذلك ليس تحية ومحبة منه لرضوان الكاشف فحسب، بل أيضاً ثقة منه في موهبة
الابنة، حيث يراها مخرجة موهوبة مثل والدها، ويتوقع لها مستقبلاً رائعاً في
هذا المجال. ومن المعروف أن «الساحر» وهو آخر أفلام رضوان الكاشف كان من
بطولة محمود عبد العزيز، أما «النشوة في نوفمبر» فيؤدي فيه شخصية رجل في
خريف العمر، يعاني من الأمراض المعتادة لمرحلته العمرية، ويشعر بالضجر ولا
يعرف ماذا يفعل، يفكر في أن يمضي يوماً مع فتاة يشعر بحب تجاهها، ويتحقق له
ذلك فيستمتع بيومه، ثم يغمض عينيه مستسلماً للموت، مكتفياً راضياً. الفيلم
كقصة لنجيب محفوظ يكثف العمر في يوم، ويجسد السعادة في الحب، مؤكداً أن
حصولنا على الحب بمثابة حصولنا على كل شيء.
وقد استطاعت عائدة الكاشف بلورة تأملات محفوظ العميقة ونظرته الفلسفية بلغة
سينمائية جيدة، عبر تصوير وإضاءة وموسيقى وظفت درامياً بدقة في التعبير عن
الوقائع والمشاعر، إضافة إلى الأداء الممتع للنجم الكبير والممثلة الموهوبة
فرح يوسف.
«النشوة في نوفمبر» أثبت موهبة عائدة الكاشف، ولفت الانتباه إلي تلك
الموهبة التي لا تؤكدها البنوة أو الوراثة بل قيمة العمل الفنية
والإبداعية، وهذا ما دفع نجم بحجم وقيمة محمود عبد العزيز إلى رفضه أن
يتقاضى أجرا في الوقوف أمام الكاميرا ليمثل في فيلم من إخراج طالبه في قسم
الإخراج بالمعهد العالي للسينما وان يكون المسؤولين عن تنفيذ الفيلم من
تصوير وصوت وإنتاج وديكور هم زملائها من طلبه المعهد.
وعن دور محمود عبد العزيز تقول عائدة الكاشف أنها لم تجد من يستطيع تقديم
الشخصية في الفيلم غيره، لذلك ظلت لمده شهر تستجمع قواها لتمسك بسماعه
التليفون لتطلب منه أن يكون بطل أول أفلامها كما كان آخر أبطال فيلم والدها
المخرج الراحل.
صور الفيلم بكاميرا 35 مللي، ومدته 12 دقيقة، واستغرق تصويره 4 أيام، وهو
من سيناريو وإنتاج وإخراج عائدة الكاشف، وتصوير كريم عبد القوي، وموسيقى
أمير خلف، وبطولة فرح يوسف ومحمود عبد العزيز.
البيان الإماراتية في
04/02/2010
«ولاد العم» يثير غضب إسرائيل
محمد عبد الرحمن
ربح «ولاد العم» مرتين لدى عرض الفيلم لأول مرة في بعض الصالات الأميركية
خلال اليومين الماضيين. أولاً، يُعد عرض شريط مصري في الدور الأميركية
أمراً نادراً لا يتكرر في تاريخ السينما المصرية. وربما هذا ما يفسّر
السرية التي أحاطت برحلة المنتج هشام عبد الخالق وبطلي الفيلم كريم عبد
العزيز وشريف منير إلى نيوجرسي ومانهاتن. ولم تُبلّغ الصحافة المصرية
بالأمر إلا بعد السفر. أما الأمر الثاني والأهم فكان صمود الشريط أمام
تهديدات اللوبيات الإسرائيلية في بلاد العم سام. إذ أكد هشام عبد الخالق أن
مدراء الصالات الأميركية طلبوا ضمان سلامة أبطال الفيلم على نفقته الخاصة،
مؤكدين أنهم تلقوا اتصالات من جماعات يهودية معروفة تطلب فيها عدم عرض
الشريط بحجّة أنّه يسيء إلى المجتمع الإسرائيلي. وأكد عبد الخالق أن محمد
خشاب المنظم المصري للعروض الثلاثة التي أقيمت للفيلم، دفع مبلغاً إضافياً
لتأمين الصالات بعدما خاف أصحابها من وقوع اعتداءات من أنصار الدولة
العبرية، وأنّ بديل عدم الدفع كان إلغاء العروض. وهو ما رفضه الفريق
المصري، سواء القادم من القاهرة أو الموجود أساساً في أميركا. علماً بأنّه
نُسِّق عرض الفيلم هناك بالتعاون بين «المجموعة الفنية المتحدة» المنتجة
للشريط في مصر، وفرع «شبكة راديو وتلفزيون العرب» في أميركا، وشركة
Rich
Media.
ووفق مجموعة صور نُشرت على الإنترنت، فقد حظي الفيلم بإقبال كبير من العرب
المهاجرين، ليس فقط لأنه يتناول قضية شائكة، بل لندرة الأفلام العربية
الجديدة التي تعرض هناك. وما زال الشريط يحقق المزيد من الإيرادات في
القاهرة والعواصم العربية التي يعرض فيها حالياً. علماً بأنّه اقترب من
الوصول إلى حاجز العشرين مليون جنيه (أربعة ملايين دولار) في شباك التذاكر
المصري. ويأتي غضب بعض اليهود الأميركيين من «ولاد العم» ليمثّل خط دفاع
جديداً لصناع العمل الذين تعرّضوا لانتقادات بسبب الصورة الإيجابية التي
ظهرت عليها «إسرائيل» في الأحداث. وهي الصورة التي اعتبرها أصحاب الشريط
واقعيةً يجب نقلها بأمانة. لكنهم لفتوا في حوارات صحافية عديدة إلى أنّ
الهدف الأهم من العمل كان فضح التناقض الكبير في الشخصية الإسرائيلية التي
لا تستطيع إخفاء عنصريتها تجاه غير اليهود. وهو التناقض الذي أغضب بالتأكيد
اللوبي الإسرائيلي في أميركا من دون أن يصل هذا الغضب حدّ منع عرض الشريط
الذي عاد صناعه إلى القاهرة بسلام.
أسوار القمر
اعتذرت منى زكي عن عدم قدرتها على السفر إلى أميركا مع فريق عمل «ولاد
العم». علماً بأنّها تجسّد في الفيلم دور الزوجة المصرية التي تكتشف أن
زوجها هو عميل للموساد. وعزت الممثلة المصرية ذلك إلى انشغالها في تصوير
فيلم «أسوار القمر» مع المخرج طارق العريان. كما لم يستطع مخرج العمل شريف
عرفة ومؤلفه عمرو سمير عاطف السفر إلى أميركا بسبب ارتباطات فنية في مصر.
ويتناول «ولاد العم» قصّة جاسوس إسرائيلي (شريف منير ــــ الصورة) ينهي
مهمته في القاهرة ويعود إلى تل أبيب مع زوجته المصرية التي تكتشف فجأة
حقيقته وترفض الحياة في «إسرائيل»... إلى أن ينقذها رجل استخبارات مصري
ينجح في إعادتها مع أولادها إلى القاهرة.
الأخبار اللبنانية في
04/02/2010 |