بوفاة المخرج السينمائي الفرنسي جان ماري موريس شيرر المعروف بـ«إيريك
رومير»، أحد مؤسِّسي الموجة الجديدة في السينما الفرنسية 1920 - 2010،
خسرنا واحداً من أكثر المخرجين الذين كانت سينماهم هي بمثابة فحص للشعور-
الشعور بالحب- ومن ثمَّ إعادة ترتيب لهذا الشعور/المشاعر؛ فلا يُهدر دمه
بين الإحساس، وبين المزاج العام الذي كان يسلبنا حقَّنا في الحياة.
وكما السرد الروائي - السارد؛ كان رومير يقوم بتسريد/ بسرد سينمائي للكثير
من قصص الحب، فيدخل العواطف بعد فحصه الشعور، ويمسكها هكذا وينشر آلامها
وأحزانها حتى تفرح. ولعلَّه أيضاً من أكثر السينمائيين العالميين الذين
احتفلوا بالحب، بنقل فعل الحب من التوحُّش الذي فيه الفطرة إلى الأنسنة
التي فيها عقلنة، تعقيل لهذا الفعل المشاغب المشاكس الذي يخرج عبر مسامات
جلدنا، ومن أطراف وأجزاء جسدنا، وهو يصرخ، بل ويقتل لو اعترضه أحد: أنا
أحب. هي فلسفته، فلسفة إيريك رومير السينمائية بفعل الحب، فأخرجه من البيوت
والمتاحف، وحرَّره من العادات والتقاليد الحرام منها والحلال، وبعثه ليُرسل
صراعه، يرسل فعله إن كان من صدفةٍ أو قدرٍ، فينتشر في فضاء السينما، هو كان
يؤلِّف، كان يروي أفلامه، من داعمي سينما المؤلِّف. قدَّم إيريك رومير
للسينما حوالي 25 فيلماً، كما ترأَّس تحرير مجلة «دفاتر السينما» من العام
1957 وحتى العام 1963، وكان أوَّل أفلامه «علامة الأسد» الذي أخرجه العام
1959، ثمَّ أتبعه بـ «خبازة مونصو 1962، مشوار سوزان 1963، ذات النزوات
الكثيرة 1967، ليلتي في بيت مود 1969، ركبة كلير 1969، الجنس ما بعد الزوال
1972، زوجة الطيار 1981، الزواج السعيد 1982، بولين على الشاطئ 1983، ليالي
اكتمال القمر 1984، الشعاع الأخضر 1986، صديقة صديقتي 1987». ثمَّ أنجز
أفلاماً متنوِّعة عن الثورة الفرنسية، وعن العلاقة مع بريطانيا، وفيلماً عن
الحرب العالمية الثانية، وكان آخر أفلامه «حب أستري» العام 2007. إيريك
رومير بدأ حياته روائياً فنشر العام 1946 روايته «إليزابيث»، لكنَّها عينه
التي تريد ترى أبطالها يتحرَّكون أمامها وفق فلسفتها وبأحاسيسها النفسية
واللونية فانصرف إلى السينما، وصار يعرفنا لحظة أن نحب كيف نفكِّر وكيف
نشعر، فيصوِّر حركة ممثليه، سواءً كان المكان داخلياً أو خارجياً، وكأنَّنا
في مسرح، فالصراع (طازج) واللحظة السينمائية هي مشهد مسرحي مثلما هي لقطة
سينمائية، فنرى تقديسه لجسد الممثل فلا يمس أحد كبرياءه.
إيريك رومير كان يرينا نبالة الروح مع شيء من سخرية فيها نقد لاذع للرذيلة.
لأنَّه كان في قرارة نفسه، وهو أحد مؤسِّسي السينما الجديدة، يريد أن يصنع
فعلاً تعبيرياً حقيقياً من صوت وصورة، وليس أشباحاً، وبذلك وإن كان بدأ
حياته كما ذكرنا روائياً - فإنَّه في السينما لم يقدِّم تنازلات لأبطاله.
بل أخلص لمشروعه: الحب/ الارتباط العاطفي الذي بين كائنين، سواء كان الحب
شهوانياً أو غير شهواني، لأنَّه وفي كل أفلامه الـ(25) كان يدافع عن توحُّد
الإنسان بأحلامه ولاسيما أنَّ الحب هو تلاحم روحي- وكان يقف عند هذه- ومن
ثمَّ هو تلاحم جسدي طالما يقدِّم السعادة للإنسان. ولقد برهن إيريك رومير
كثيراً على ذلك؛ فحياة أبطاله- ربَّما تشبه حياته حياتهم أو كما كان
يتخيَّل- تقوم على الإنجاز الفردي، فكان يصوِّر النزاعات التقليدية بين
مصلحتهم الخاصة، وتلك العامة ذلك بين الحب الذي كان هو هاجسهم وبين الواجب
- إنَّما لكونها في فيلم وهو الروائي كان يختزلها.
ففي فيلمه «مشوار سوزان»، أو«ليلتي في بيت مود» وهو الفيلم الذي صنع له
شهرته ومجده السينمائي، كنَّا نرى نداءات تحذيرية ضد استهلاك الحب، ضد شعور
الإثم والقلق والجنس. لأنَّه كان يريدنا أن نعيشه؛ نعيش الحب ليس لكونه
جوعاً أو أنَّ عندنا جوعا إليه- فالنشوة تمضي، لكن بشرط ألا يفسد إحساسنا
في الحب والذي قد يولِّد الفشل وربَّما الموت، فتسقط مشاريعنا الشخصية
مثلما تحترق معها الأحلام.
أوان الكويتية في
26/01/2010
«كتاب إيلي» .. رحلة لإنقاذ العالم أم لدماره؟
فيلم يقدم رؤية تنبؤية بعالم المستقبل
ريتشارد كورليس إعداد - محمد جمول
تختلف طبيعة الأدوار التي قام بها الممثل الأميركي دنزل واشنطن، باختلاف
المهن التي يحتاج إليها المجتمع. فقد أدى أدوارا كان فيها ملاكا ومعلما
ملهِما، ومسلما أسود، وطبيبا وعسكريا وشرطيا..وفي فيلم «رجل العصابات
الأميركي»، نراه يتصرف كحاكم لعالم هارليم السفلي. وفي هذه الأعمال كلها
يتمتع بالقدرة على جعل الميلودراما أمرا محتملا وواردا لمجرد أن الذي
يقدمها دنزل واشنطن. ودائما يستطيع من خلال حضوره على الشاشة بث الإحساس
بطغيان القوة كسمة طبيعية في شخصه، وحضور الغضب كإحساس متولد من الداخل.
ولذلك لا يعتمد على الصراخ، ولا يحتاج إليه. فلا حاجة إلى رفع الصوت ما
دامت نظرة صارمة من ذاك الوجه الوسيم الوقور تكفي لإسكات الخصم أيا كان.
تلك هي مكونات الكاريزما السينمائية: ثقة بالنفس تبرز ذاتها بمجرد وجودها.
شيء يمتاز به الأبطال والآلهة فقط.
دنزل واشنطن(55 عاما)، يتمتع بهالة من القداسة، إن لم يكن بمكانة الآلهة
القديمة. وهذه المكانة يعززها دوره في فيلم كتاب إيلي «The Book Eli»،
إضافة إلى حضوره السحري على الشاشة على مدى 25 عاما، ما جعله في مكانة لا
يرتقي إليها إلا القلة من النجوم. وخلالها حصل على جائزتي أوسكار لأفضل
ممثل في يوم التدريب «Training Day»،
وجائزة أفضل ممثل مساعد في فيلم «مجد»
Glory.
ومع أن حظه كان كبيرا في الأعمال التي تعتبر «ضربة» نجاح، كان ميدانه
الأوسع في نوع خاص يسمى ميلودراما الكبار الناضجة. وهذا ربما يكون له علاقة
بكونه شخصية ذات مشاعر هادئة، لا رجل أحداث عاصفة.
في فيلم «كتاب إيلي»، تبرز هذه الصفة من خلال الدور الذي يقدمه في مركّب
تجتمع فيه قدرة الممثل الأميركي جون وين على تجسيد الصمت المعبر، وعناد
محاربي الساموراي اليابانيين كما نلاحظها في «يويمبو»، وسلسلة أفلام
المحاربين العميان لأكيرا كيروساوا. وهي أعمال أفادت واستفادت من هوليوود
في خلق فكرة الشخصية الرجولية المتفردة والقادرة على تجاوز المألوف
والممكن. إن هذا العمل السينمائي الجديد يستخرج قدرات واشنطن الكامنة،
ويحول المواهب الموجودة لديه إلى سلاح، ويمنحه الفرصة كي يشق طريقه متحديا
كل العقبات في سعيه لخدمة الحق. يخوض البطل في هذا العمل السينمائي غمار
حرب من نوع خاص، بعدما بات العالم في حالة يرثى لها، إثر وميض هائل مرعب
(ربما يكون انفجار قنبلة هائلة أو غضبا من الله) يجعل الحضارة على سطح
الأرض في حالة من الموت، أو أقرب شيء إليه. وسط هذه الحالة الناتجة عن
الانفجار الذي يملأ السماء، تصبح الأراضي الأميركية مليئة بالأشجار الميتة
والأنقاض والجثث. الصورة العامة للأرض ككل توحي بأن العالم متروك لمواجهة
لحظات الموت. ووسط هذه الحالة تصبح السيطرة لقطّاع الطرق الذين يهاجمون
المسافرين بحثا عن الماء والطعام والملابس. وفي حين تتداعى كل أنظمة
المجتمع بما فيها الزراعية والصناعية، تبقى سوق الخوف هي الوحيدة المزدهرة.
ويصبح البقاء للأقوى أو الأكثر نقاء، كما هي حالة إيلي، الرجل الخير الذي
يمتلك نسخة وحيدة متبقية من كتاب مقدس، وعليه أن يحافظ عليها ولو كلفه ذلك
حياته.
عبر رحلته لإنقاذ الكتاب النادر، يتعرف إيلي على تفاصيل الحياة المخيفة،
ويعيشها عبر التعاطف مع القطط والجرذان ومواجهة العصابات حينا بسيفه،
وأحيانا بتحاشيها، على الرغم من ضرورة التدخل لإنقاذ بعض الضحايا. لكن
المهمة الملقاة على عاتقه تفرض عليه أن «يستمر في رحلته». فعلى الرغم من
أنه سوبرمان مزود بسيف وبندقية وقبضة لا ترحم، يظل البقاء صعبا في هذا
العالم المعادي، إلا على من يبقي سيفه مسلولا، وعلى من يمتلك المواصفات
التي يمتلكها دنزل واشنطن.
فيلم «كتاب إيلي» ليس أول الأعمال التي يقدم فيها الأخوان ألن وألبرت هيوز
(مخرجا الفيلم) رؤيتهما التنبؤية بعالم المستقبل المخيف. فقد سبق لهما أن
أخرجا أعمالا من هذا النوع، مثل «الرؤساء الموتى» الذي يصور آثار الحرب
الفيتنامية على الولايات المتحدة، وفيلم «من الجحيم». وكلها أعمال تقدم
عالما محكوما باليأس وغياب القانون. ضمن هذه الأجواء تنتهي رحلة إيلي مع
كتابه إلى معسكر كارنيغي وعصابته. ولأن كارنيغي واحد من القلة القادرة على
القراءة في عالم مليء بالأمية، فإنه يريد الحصول على الكتاب الذي يحمله
إيلي، لأنه يؤمن أن ما يحويه هذا الكتاب المقدس أكثر نفعا من استخدام العنف
والخوف والأسلحة في إخضاع البشر. يقول غارنيغي لنفسه «سيفعلون ما أطلبه
منهم بالضبط إذا كانت الكلمات من الكتاب المقدس». وسط صراع شرس يجند فيه
كارنيغي كل رجال عصابته للتغلب على إيلي، نجد الأخير قادرا على المواجهة
والانتصار، مستفيدا من قوة شخصه، وحدة نظراته في تجريد الخصم من سلاحه.
وتلك هي اللحظة التي تساعده فيها هالته المقدسة على تحقيق ما يريد، وهو
يتابع عملية التفقد الشخصي للدمار الذي أحدثته البشرية على الأرض. وهنا
ينبغي الإشارة إلى أن اسم إيلي
Eli، قد يكون المعادل لاسم «إيل» الذي يعني الإله في اللغات السامية. فقد
أخبرنا إيلي أنه سمع بعد الانفجار الكبير، الذي أحدث الكارثة على الأرض،
صوتا يأمره أن يحمل الكتاب المقدس ويتجه غربا. وبالتالي يمكن أن يرمز إلى
بريغام يونغ الذي يقود الطائفة المارمونية إلى أوتاه، أو يمكن أن يكون زعيم
أية طائفة دينية وجد أتباعا له في كاليفورنيا. كما يمكن أن يكون أحد
الجهاديين الذين يستخدمون الكتاب المقدس كمبرر أخلاقي للقضاء على الكفار.
عن مجلة «تايم» الأميركية
أوان الكويتية في
26/01/2010
سحر الأفلام الموسيقية
منى كريم
في الحلقة السابقة، احتلت أفلام منتصف القرن الأميركية القائمة، لتقدم
هوليوود الذهبية برومانسيتها الجذابة للجمهور، ولكن في هذه الحلقة فإننا
ننطلق بفيلم فرنسي، ونمر على أعمال أميركية لنعرج بعمل بريطاني موسيقي
مثير. هذه الحلقة تتميز بالموسيقية في غالبها، وتبدو جميع الأعمال المذكورة
مؤثرة في كسر رقم قياسي ما، أو إطلاق موجة جديدة في الفن السابع.
في بداية هذه الحلقة، تعود الأفلام الفرنسية من خلال عمل «أتلانتي» الذي
خرج العام 1934، من إخراج جان فيغو، وتمثيل جان داستي وديتا بارلو وميشيل
سيمون، وتم اعتباره من قبل الكثير من النقاد من أفضل الأفلام السينمائية
على الإطلاق. وتتحدث قصة الفيلم عن رجل يدعى جان تزوج حديثاً من فتاة أحبها
على الرغم من أنه يعرفه معرفة بسيطة، ومن ثم تمضي الفتاة معه في طريق طويل
إلى باريس، حيث تكشف الرحلة عن غيرته من الآخرين حين يقتربون منها. وتجيء
أهمية الفيلم في كونه من الأفلام التي أسست لما يسمى بالموجة الفرنسية
الجديدة، كما يطلق آخرون عليه «الشعرية الواقعية»، كما أثر العمل على
الكثير من المخرجين، ومنهم اليوغسلافي أمير كوستريكا.
الفيلم الثاني هو الأميركي الموسيقي «ناشفيل» باسم المدينة الرئيسية في
ولاية تينيسي، من إخراج روبرت آلتمان ليكون من أفضل الأفلام التي قدمها،
حيث تم اعتباره عملاً من الأعمال التي تمثل الروح الأميركية وإبداعها.
ويركز الفيلم على المبدعين في مجال موسيقى الريف والموسيقى الروحانية في
مدينة ناشفيل، من خلال 24 شخصية، متوزعين على قطع موسيقية مختلفة وخيوط
سردية عدة، لنجد أن جميع الشخصيات تتصارع على حجز مسرح يريد سياسي أن يخطفه
ليلقي خطابه الأخير للترشح. وحصد هذا الفيلم الكثير من الجوائز، أهمها
الأوسكار لأفضل فيلم، بالإضافة إلى الترشح لجوائز أخرى من مهرجانات عالمية
مختلفة. كما وجد النقاد في هذا العمل خطاً جديداً في الأفلام الموسيقية،
ليدخل العمل قائمة أفضل 100 فيلم أميركي، وتحصد أغانيه حتى الآن النجاح
المستمر.
واحتل الفيلم الأميركي الكوميدي «حصل ذات ليلة» من العام 1934 والذي أخرجه
فرانك كابرا المرتبة الـ58. وتحكي القصة محاولة فتاة (كلوديت كولبرت)
الخروج من وصاية أبيها عليها فتهرب وتلتقي في طريقها صحافيا قام بدوره
كلارك غابل، وهي قصة مأخوذة من كتاب «حافلة الليل» لصموئيل هوبكنز آدامز
الذي اقترح تغيير العنوان من أجل الفيلم. ويعتبر العمل آخر أفلام الكوميديا
الرومانسية قبل القانون الذي فرض في العام 1934 أيضاً. وكان الفيلم الأول
في حصده خمس جوائز أوسكار، هي أفضل فيلم وإخراج وممثل وممثلة ونص، وهو رقم
قياسي لم يكسر إلا في العام 1975 مع فيلم «ذا كوكو نست»، كما تضمن في قائمة
مكتبة الكونغرس للأفلام، وتم إعادة تقديمه على شكل عرض موسيقى كوميدي في
العام 1956.
ولن ننسى عبقرية الفيلم الموسيقي البريطاني «أوليفر» الذي كتبه ولحنه
ليونيل بارت، حيث استوحى القصة من رواية «أوليفر توست» لتشارلز ديكنز،
وقدمها كارول ريد بفيلم سينمائي يحتوي على أعمال موسيقية مميزة لبارت، وسبق
أن قدمت على مسارح عدة، ومنها برودواي، ما ساهم في انتشار الفيلم الذي مثله
مارك ليستر ورون مودي وشاني واليس وآخرون، ليتحدثوا عن حياة الأطفال
المشردين في لندن. وبذلك حصد الفيلم عدة جوائز منها ست في مهرجان الأوسكار،
إلا أن البعض انتقد منح الفيلم جائزة أفضل فيلم.
ويظهر العملاق روبرت دي نيرو مرة أخرى، وهذه المرة بفيلم كان السبب وراء
تفجير طاقاته كممثل، وهو «سائق التاكسي» الذي أخرجه مارتن سكورسيز العام
1976، وصوره في مدينة نيويورك مباشرة بعد الحرب الفيتنامية، ليترشح العمل
لأربع جوائز أوسكار، منها أفضل فيلم، كما فاز بجائزة السعفة الذهبية في
مهرجان كان السينمائي. وحصد الفيلم أهمية كبيرة تعدت النقاد والجوائز،
فأسلوب دي نيرو في تصوير الشخصية البطل كانت صادمة، حيث قام بارتجال
مونولوج أمام المرآة اعتبر من أفضل 10 مونولوجات في تاريخ السينما، وكان
مؤثراً بالمعنى الذكوري على الكثيرين، منهم قاتل رونالد ريغان الذي اعترف
بهوسه بالفيلم.
أوان الكويتية في
26/01/2010
«روتردام» للفيلم العربي يفتتح دورته العاشرة من القاهرة
القاهرة - د ب أ
يقيم مهرجان الفيلم العربي في روتردام بهولندا احتفالية كبرى خلال دورته
القادمة بمناسبة مرور عشر سنوات على افتتاحه، تضم الكثير من الفعاليات
بينها حفل كبير في العاصمة المصرية القاهرة.
وقال خالد شوكات مؤسس ورئيس المهرجان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن
أولى الفعاليات احتفالية ضخمة في القاهرة يدعى إليها نجوم السينما المصرية
والعربية الذين شاركوا في الدورات الماضية قبل ثلاثة أسابيع من انعقاد
الدورة العاشرة في روتردام التي تعقد في الفترة من 23 إلى 27 يونيو القادم.
وأضاف شوكات أن الدورة العاشرة تمثل انطلاقة جديدة للمهرجان شكلا ومضمونا
وأفكارا وفرصة للإعلان عن الأهداف والرهانات التي ستحدد مسار المهرجان خلال
السنوات القادمة، ووسائله لتحقيق الاستمرارية التي لاتزال تشكل أبرز
التحديات المطروحة عليه.
وأوضح أن المهرجان جهز للدورة العاشرة خمسة برامج، إضافة إلى برامج خاصة
ثابتة كتكريم نخبة من السينمائيين العرب على مجمل أعمالهم، وسوق الفيلم
الذي انطلق في الدورة الماضية بهدف تحقيق حلقة للتواصل الدائم بين المنتجين
والموزعين والمخرجين العرب وصناديق الدعم والإنتاج والتوزيع الأوروبية.
وأشار إلى أن البرامج الخاصة بالدورة المقبلة ستناقش إشكاليات شديدة الصلة
بالسينما العربية، حيث أطلق على الأول عنوان «قوارب الأمل» لسينما الهجرة،
والثاني «قوة النساء» لسينما المرأة، والبرنامج الثالث «سينما الشباك»
لأفلام الحركة المصرية، والرابع «نحو الجنوب» للسينما الغربية المعنية
بالثقافة العربية، أما البرنامج الخامس فهو «تحية للسينما التركية» ويعمل
على تعريف جمهور المهرجان بجديد السينما في تركيا.
ويواصل المهرجان في دورته العاشرة اهتمامه بالقضية الفلسطينية حيث يخصص حفل
الختام للاحتفال بالقدس عاصمة أبدية للثقافة العربية من خلال عرض موسيقي
ومسرحي راقص مستلهم من التراث الفلسطيني، ودعوة عدد من الفنانين
الفلسطينيين المعروفين في الداخل ومن الشتات بجانب توزيع الجوائز على
مستحقيها.
وقال شوكات إن المهرجان لن يعرف تغييرا في المفاصل الكبرى للتظاهرة، حيث
ستتواصل مسابقاته على شكلها المعروف في انتظار البدء في تطبيق نظام جديد من
العام المقبل يلغي الفصل بين الروائي والوثائقي تكريسا لمبدأ أن السينما لا
تتجزأ وأن الفيلم الوثائقي يجب ألا يعامل كعمل سينمائي من الدرجة الثانية.
أوان الكويتية في
26/01/2010 |