عرفت نادية الجندي علي المستوي الشخصي حين تزوجت من الفنان الكبير
عماد حمدي..
وذلك في بداية
زواجها أو في شهر العسل تقريبا..
كانا يسبحان معا في حمام سباحة
أحد النوادي.. وكان من الواضح
خاصة وهما بالمايوهات فارق السن الكبير بينهما..
فعماد يبدو كوالدها..
وأجريت بينهما أول حديث عن قصة
زواجهما.. لم أكن أتذكر نادية في أي
فيلم مثلته من قبل..
فقد كانت كل أدوارها علي مدي 13
عاما أدوارا هامشية..
لم أذكر منها في ذلك الوقت سوي دورها الصغير في »جميلة«
مع ماجدة ودورها في »صغيرة علي الحب«
مع سعاد حسني.. وقلت في نفسي ما الذي
يجعل فتاة صغيرة كهذه تتزوج برجل يكبرها بكثير حتي ولو كان
عماد حمدي؟
ولما حصل كساد للسينما المصرية
في بداية الستينات وأغلقت الاستديوهات..
هاجر نجوم السينما للعمل في لبنان ودمشق.
مثلت نادية أدوارا ليس لها أية قيمة مثل »الضياع«
و»أمواج«.. و»عالم الشهرة«.
لكن طموح نادية الجندي
كان أقوي من ذلك بكثير.. اقوي أيضا من الشهرة..
كان طموحا انثويا صارخا..
فقد أرادت أن تكون أقوي أمرأة علي الشاشة وفي الحياة أيضا..
فقد استطاعت أن تتحدي
كل شيء يقف في طريقها لتحقيق هذا الهدف..
وكانت هناك أيضا معارك بينها وبين بعض زميلاتها
نشرت علي صفحات الجرائد
والمجلات.. وأرادت أن تحطم كل عائق لتلك الرغبة.. أرادت أن تكون نجمة
شباك علي قدم المساواة
بينها وبين أهم نجوم الكوميديا عادل إمام..
وقد أطلق عليها في ذلك الوقت »المرأة الحديدية«
وتحقق لها ماأرادت
لتطلق علي نفسها »نجمة
الجماهير«.
< < <
حين تزوجت بالممثل الكبير النجم عماد حمدي..
أراد أن يحقق لزوجته الصغيرة طموحاتها..
أراد أن يعوضها ويحققها لها فأنتج لها
بأمواله فيلم »بمبة كشر«
الذي أخرجه حسن الإمام ونجح الفيلم نجاحا
جماهيريا كبيرا فقد أراد
حسن الإمام أن يصنع منها نجمة إغراء مثل هند رستم فأخرج منها كل مواهبها في
الرقص والاستعراض والغناء.. كما استغلت أنوثتها وقوة المرأة لتقف أمام
الرجال
من النجوم وتسرق منهم الأضواء.
قال لي عماد حمدي
في مذكراته إنه لم يأخذ مليما واحدا من عائد الشباك بالرغم مما حققه
الفيلم
من نجاح فقد كتب كل شيء باسمها.
في تلك المرحلة في السبعينات والثمانينات ظلت تقدم مثل هذه النوعية
من الأفلام ـ 18 فيلما تقريبا ـ بعد »بمبة كشر«
وكانت تلك
الأفلام هدفا للنقاد لمهاجمتها..
فقد أدخلت بجانب
كل ذلك اصطلاحات لم تطرأ من قبل علي الجمهور مثل »سلم لي ع البدنجان«..
لكنها صمدت أمام كل الهجوم لم تقل إنها مظلومة أو مضطهدة فقد كانت أقوي
من ذلك بكثير.. حتي جاء فيلم »5 باب« وشاركها عادل إمام ..
وكان عليه اقبال كبير من الجمهور..
لكن وزير الثقافة الأسبق في ذلك الوقت منع الفيلم بعد عرضه إرضاء للنقاد..
وأعتقد أنه لم ير الفيلم لأنه لم يكن لديه الخبرة بالسينما.. بالرغم من أن
الفيلم أجيز من الرقابة
لأنها لم تر ماقاله السيد الوزير..
وضرب
بعرض الحائط ماكلفه الفيلم أيامها بالملايين!
حادث مثل هذا
يصيب أي ممثل أو ممثلة بحالة
من الإحباط
ممكن أمامها أن يعتزل السينما ولكن نادية كانت
مُصرة علي أن تكمل المشوار.
< < <
حقيقة أنا معجبة
بنادية الجندي فهي امرأة مجتهدة دءوبة لا تكل ولا تمل.. كما تهتم
بنفسها ولياقتها البدنية صباح كل يوم..
كنت أراها وهي ترتدي »التراننج سوت« لتهرول من بيتها في الزمالك حتي
النادي..
وقد أرادت أن تقدم كل شيء طبقا
للفترة الزمنية التي عشناها ففي المرحلة الأخيرة لها في السينما والتي لم
نكن نتوقعها منها قدمت الفيلم السياسي
ذا الطابع القومي.. وكان أول فيلم من هذه
النوعية هو »ملف سامية شعراوي«..
وقدمت فيها شخصيات من الواقع مثل
عبدالحكيم عامر وأيام حكم عبدالناصر..
التي يمكن أن يطلق عليها
تاريخية..
كما قدمت فيلم
»الإرهاب« عام 1989.. وجسدت فيه ماسيحدث
مع بداية العمليات الإرهابية
والتفجيرات.. ولم يكن أحد يستطيع
أن يمس التيار الديني..
وقدمت أيضا »أمن دولة«.. كل هذه الأفلام
وغيرها..
المرأة فيها هي الشخصية
الرئيسية.. وانتقلت إلي أفلام الجاسوسية
مثل »شبكة الموت«
ومن أهم أفلام الجاسوسية
فيلم »مهمة
في تل أبيب« الذي يشبه مسلسل رأفت الهجان..
فالمرأة
فيه هي البطلة التي
أرادت
أن تضحي بنفسها من أجل الوطن..
ولا ننسي
مشهد الإعدام الذي لايمكن أن تمثله إلا ممثلة
متمكنة من نفسها لدرجة أبكتنا.
كما قامت
بدور »الراقصة حكمت فهمي«
التي كانت صديقة لرجال السلطة
مثل أنور السادات.. فكانت تعمل مع القوي الوطنية ضد الانجليز والألمان
لصالح
المخابرات المصرية.
< < <
لكن يبدو أن
نادية الجندي بعد كل ماقدمته
من الأفلام الوطنية والجاسوسية خضعت في المرحلة الأخيرة لطلبات
الجمهور وشباك التذاكر لتعود إلي
البداية في فيلم »بونو بونو«.
عزيزتي نادية الجندي:
يجب أن تحافظي علي تاريخك الفني الغزير لا
أن تقدمي
مثل هذه الأفلام التافهة.
حقيقة إن السينما الآن لم تعد
تعطي الفرصة للكبار أن يقوموا بأدوار رئيسية..
إلا إذا
أنتجوا لأنفسهم وتكاليف السينما الآن أصبحت مكلفة جدا. وأعتقد أن
التليفزيون قد نقل نجومنا الكبار الذين أحببناهم إلي بيوتنا.. وهذا ما
أكده المسلسل الذي قدمته من قبل في رمضان.
آخر ساعة المصرية في
19/01/2010 |