أحب الرسم ورفضت أمه.. حلم بدراسة الفن ومطاردة الجمال والحق والخير
في كل ما يراه لكنه توقف أمام ديكتاتورية أم ربته وشقيت من أجله بعد وفاة
أبيه فاعتبرته ملكها، ولأنها جزء من مجتمع يمجد مهناً بعينها كالطب
والهندسة، فقد طالبته بأن يكون طبيبا لتفرح به هي والأقارب.
كان قد نجح بدرجات تؤهله لتحقيق حلمه لا حلمها، فعاد يذاكر الثانوية
العامة قبل أن يكتشف عبثية هذا القرار ويدخل كلية الفنون الجميلة من منطق
أنه سيتخرج منها مهندس ديكور.. أي شيء له علاقة بالهندسة.. كما تفضل أمه..
هذه الحدوتة هي البداية لفيلم (بالألوان الطبيعية) التي تأتي كمقدمة مهمة
ومنطقية لعلاقة البطل بهذه الدراسة التي يضع عليها المجتمع علامات
الاستفهام منذ سنوات طويلة00 وعلامات تعجب أيضا، فإذا كانت سنوات التطرف قد
أفرزت فكرا وناسا يحرمون الفن، وفنون النحت والرسم تحديدا من فكرة أنها
تحاكي فعل الخالق، فإن ثقافة المجتمع، غير المتطرف، كانت تعتبر دراسة الرسم
والنحت شيئاً لطيفا أوغير مجد إذا قارناه بدراسة الطب والهندسة والاقتصاد..
هذه الدراسات والمهن (المحترمة) اجتماعيا.. من الجانبين ظلم المجتمع الفنون
الجميلة، ومن هنا تحمل (يوسف) بطل الفيلم الأمرّين في رحلته للبحث عن ذاته،
تحمل ثقافة أمه (انتصار وثقافة زملائه المتطرفين الرافضين لدروس التشريح،
يوسف (كريم قاسم) هو نموذج للكثيرين من الشباب المصري الذي يجد نفسه في
مفترق الطرق في لحظة التحرر من قبضة الثانوية العامة.
جيل جديد
وفي رحلته هو وزملاؤه وزميلاته في الكلية يطرح علينا المؤلف هاني
فوزي، والمخرج أسامة فوزي صور ومواقف وأفكار هذا الجيل الجديد تجاه الحياة
والتاريخ والناس، تجاه مائة عام من دراسة الفنون منذ انشاء كلية الفنون
الجميلة عام 1908، وآلاف السنين قبلها من الفنون المتعاقبة في مصر، من
الفراعنة بفنونهم المبهرة للآن، إلي المراحل القبطية والمسلمة والتي تداخلت
معها فنون أخري كالرومانية والبيزنطية والعربية، وقع الطالب الشاب في
«مفرمة» حقيقية بين حبه للفن ورفض أمه لدراسته، وبين رغبته في التعلم
ومراوغة بعض اساتذته (لأن الفن لا يعلم) بحجة أن العلم هو قيد علي حرية
الطالب في التعبير، بين حماسه للدراسة وحماس الكبار ليكون مقلدا يفبرك
اللوحات (لوحاتهم) ويصنع ما يريده المشترون، (يوسف) ذهب إلي كل مكان باحثا
عن الحقيقة، حتي جلسات أحد الدعاة لم يتركها، وكان داعية مودرن يرتدي بذلة
أنيقة ويحدد له أن «الفن الملائم» هو فن الزخارف والمنمنمات لأنه الملائم
للدين والتراث، لكن هذا لم يقنعه وهو الذي يشعر بالجمال في كل صوره، البحر
والسماء وتركيبة الجسد والحدائق، فخاطب الله طالباً منه الهداية لنتذكر نحن
كمشاهدين أن مؤلف الفيلم هاني فوزي مؤلف (أرض الأحلام) و(بحب السيما)
و(الريس عمر حرب) وفكرة مخاطبة الخالق والاحساس بالذنب تلح عليه كثيرا، وقد
بدت أكثر وضوحا في فيلمه السابق مع نفس المخرج (بحب السيما) الذي كان بطله
الصغير يوسف يبحث عن أجوبة لاسئلته الكثيرة التي لم يجب عنها أبوه في توجه
بها إلي الله مباشرة، بينما كان الاب (محمود حميدة) نفسه يخاف من كل شيء ،
من ذنوبه ومن أفكاره وحتي من مشاعره ورغباته الإنسانية الطبيعية، هنا في
(بالألوان الطبيعية) يعاني البطل ذلك مخالفة أمه (الجنة تحت اقدام الأمهات)
وذنب مخالفة المجتمع، وفي رحلته بالكلية يكتشف أنه نوع من الذنب الجماعي
يعيشه هو وجيله، سواء إلهام (يسرا اللوزي) التي أحبها وأحبته وحين تقاربا
وخططا لمستقبلهما فوجئ بها يعتدي عليها ممن لعب بعقلها فتتحجب، ثم ترتدي
النقاب وتبتعد عنه وتختفي..
وحكاية الموديل
يستعرض الفيلم نماذج مختلفة ترتبط رحلتها برحلة البطل علي مدي سنوات
الكلية الخمس مثل (علي) الذي يرفع شعار الحرية الكاملة في علاقته بزميلته
هدي (فرح يوسف) وبالتالي يرفض تطوير علاقته بها للزواج بعد حملها، وحين
يكتشف أنه اخطأ ويسرع للقائها هي وطفلها يجدها قد رحلت إلي ألمانيا حيث
أصول أمها، أما (ابراهيم) فهو الطالب الذي فهمها بسرعة ولعب علي أوتار
الاساتذة المستغلين، يرسم ما يريدونه، ويساعد من يطلب منه ويزور ايضا ويضع
«بصمة» الاستاذ علي نفس «اللوحة» ليبعها لعشرة!، لم يترك المؤلف والمخرج
امرا في إطار الصورة التي قدماها لهذا العالم إلا وتعرضا له، لندرك أننا
لسنا أمام حالة يوسف وحده أو علي أو هدي أو إلهام وإنما أمام حالة جيل يبحث
عن هوية وعن قدوة وعن معلم وعن حرية تعبير وعن حياة دون سوء نية مسبق أمام
هذا الأمر أوذاك.. وفي إطار هذه الصورة لحياة استمرت خمس سنوات نكتشف نماذج
أخري بعضها يمر علي الهامش مثل الموديل الرجل الذي كان طالبا ذات يوم وفشل
ولكنه لم يترك المكان(سعيد صالح) وهو نموذج استعاض به الفيلم عن الموديل
المرأة الذي لم يعد موجودا منذ الغائه في نهاية السبعينيات علي يد عميد
متزمت (هذه معلومات نشرت في ملفات صحفية) وفي تعبيره عن هذا الجزء الناقص
يقدم الفيلم مشهدا مهما لمجموعة من الفتيات (الموديلز) يدخلن ويتحررن من
بعض ملابسهن ليصبح شرح الدكتور لتكوين الجسم الانسان ايسر من رسم السبورة
أو استخدام الطالبات أنفسهن.. خاصة حين تصبح الواحدة «فرجة» لغيرها كاشفة
عن فصام اجتماعي حقيقي، مشهد من المشاهد الموحية برؤية وفلسفة مختلفة حاول
صناعة غزله في إطار المتفق عليه سينمائيا فلم يستطيعوا لاختلاف لغة السرد،
سواء في السيناريو أو الصورة السينمائية، وحيث جمع الفيلم بين الفانتازيا
والطرافة وتسريع الايقاع فيما يخص علاقة يوسف بأمه في البداية، وفي تقديمه
شخصيات اساتذة الكلية كاشفا عن سر كل منهم، كذلك في لحظات الاندماج واكتشاف
ابطال الفيلم بعضهم البعض (مشهد الحفلة التنكرية) وهي مناطق جذابة
سينمائيا، ترتفع بالفيلم جماليا لكنها لا تخدمه دراميا، اضافة إلي تجاهل
أهمية ذلك الاستاذ المختلف وتدعيمه في مواجهة فريق من اعضاء التدريس
المهمومين بأنفسهم فقط (قام بدوره محمود اللوزي) لأن البحث عن النموذج
الجيد مهم فإذا وجد فإن الحفاوة به ضرورية، خاصة مع وجود معيدة انتهازية
بشعة (فريال يوسف) تلعب علي وتر الانوثة لتترقي وتعلو وهو ما يكتشفه (يوسف)
الذي كان قد أحبها لكنه أدرك أنها تساومه علي تعيينه معيدا مقابل انجاز
مشروعها للترقي وليدرك في لحظة أنه لم يعد محتاجا للعمل في هذا المناخ، ولا
لمساعدة (الاساتذة) وإنما للخروج إلي العالم، وتحقيق ذاته بالأسلوب الذي
يريده وتحقيق فرحته بالجمال كما يراه ويتذوقه في ابداعات الخالق الرحبة ..
اختلاف لغة السرد السينمائي وتعدد اساليبه مشروع في إطار طموح المؤلف
والمخرج لطرح عالم مليء بالحساسيات وتقديم صورة لشباب يعيش رحلة خاصة في
اطار منظومة حافلة بكل المحرمات هي منظومة التعليم في مصر، وما يحدث فيه..
ولكننا في النهاية أمام عمل مهم ورائع قادر علي أن يجد طريقة إلي المشاهد
بسهولة وجمال.
الأهالي المصرية في
13/01/2010
بالألوان الطبيعيـــة.. كلنا
كاذبون!
هكذا يسأل الله تعالي أن يدخل كلية
الفنون الجميلة لانه يكره الكيمياء, ومهندس لا يقل عن
طبيب. وبينما تلتاع
والدته باللتحاقة بكلية الفنون وانها كلية بها
وبها يواجه كريم موقف جديد عليه
تماما داخل الكلية.
.. ويفاجأ هو وزملاؤه بأساتذة الكلية
وطلباتهم الغريبة في رسم التشريح الجسماني
للاشخاص.. وبالصور العارية.
ويتناول الفيلم حياة البطل والبطلة يسرا اللوزي وزملائهم منذ السنة
الاولي حتي
التخرج.. عاما عاما.. ويرصد التغييرات التي تحدث لهؤلاء الطلاب.. كما
ينتقد
بشدة اسلوب اساتذة الكلية الذين لا يعلمون الطلاب شيئا.. والمعيدة التي
تترك
الطلبة يخوضون في سيرتها مع عميد الكلية حسن كامي الذي
لايستطيع اقامة علاقة مع
النساء.. وهذه المعيدة الوصولية تتعمد اتلاف كل مشاريع بطل الفيلم
الموهوب..
لكي ترغمه في النهاية أن يرسم لها رسالة الماجستير التي انقضي عليها عشر
سنوات ولم
تحصل عليها لانها في الاصل لاتصلح معيدة.. واساتذة الكلية
الذين يستخدمون
المعيدين كخدم.. وكذلك المعيدون بالتالي يفعلون نفس الشيء مع الطلاب.
وبين
المتدينين من المسلمين والاقباط والعلاقات الغرامية التي يقع فيها الطلاب
والطالبات
مما يدفع البطلة. الي الحجاب ثم النقاب. ومع مونتاج دينا فاروق..
واداء
الممثلة الجميلة انتصار في دور الام التي تطارد ابنها حتي في
غير المنزل.. ورجل
الدين الذي يسعي الي التأثير علي الشباب وديكور الاستاذ القدير صلاح مرعي
الذي إذا
وجد اسمه علي افيش فيلم, فهذا يعني انك ستشاهد عملا متقنا..واداء سعيد
صالح(
كموديل) للطلبة والبؤس الذي يعيشه.. والاساتذة الذين لا يهتمون بالطلبة
والاحوال الفنية أو النفسية التي يعيشون فيها.. وكاميرا طارق
التلمساني التي
نقلتنا لاجواء مضيئة.
وهذه الحيرة التي يقع فيها الانسان بين الصواب
والخطأ.. هل الدنيا لونها ابيض أم أسود.. ماهو الحلال
والحرام.. كيف نختار من
نحبهم.
بين كل هذه المشاعر التي لاتوجد فقط في كلية الفنون الجميلة.. بل في
كل كليات الجامعة عندما يلتحق بها الانسان ومازالت الطفولة تشكل وجدانه
وينمو عاما
بعد آخر ليصبح في النهاية قادرا علي الاختيار.. يقدم المخرج
مجموعة من الوجوه
الجديدة متميزة وتلقائية في الاداء وكأنهم محترفين.
أما بطلنا كريم قاسم فقد
اختار في شجاعة أن يتنازل عن الالتحاق بالكلية كمعيد لكي لا
يتنازل للمعيدة التي
تريد استغلال موهبته لتحصل علي الماجستير وتلوح له بالتعيين كمعيد.. وبين
زميله
الذي يتنازل لجميع الاساتذة لكي يكون معيدا وفي النهاية يعلن العميد انهم
لا
يحتاجون في هذه الدفعة معيدين مما يدفع الطالب أن ينتقم من
أساتذته.
ومع
موسيقي تامر كروان والفرقة التي استعان بها المخرج اسامة فوزي.. ومشاعر
الطلبة
الشباب الصغير.. الذي يحلم بالنجاح والعمل والحب.. منهم الانتهازي
ومنهم الذي
يسعي إلي المبادئ ومنهم بطلنا الذي رفض أن يعمل موظفا.. انه
فنان لابد أن يظل
محافظا علي هذه الموهبة.. ينتهي الفيلم وسط ضحكات الشباب والشابات في
قاعة العرض
علي الاشياء التي عايشناها جميعا في عالم الجامعة. أما أجمل ما في الفيلم
فهو
النقد القاسي احيانا لهؤلاء الشباب والاساتذة.. والذي نعرف انه حقيقي في
كثير من
الأحيان. لقد قدم المؤلف هاني فوزي قصة حظيت برعاية وزارة الثقافة
والمساهمة في
انتاجها.. لكي تصنع هذه القصة مواجهة بين اهمية الفن وهل هو حلال أم
حرام؟.
إن الله جميل يحب الجمال.. وإذا تأملنا كل المخلوقات من البشر
والنباتات والحيوانات والبحار ستجده سبحانه وتعالي اوجد الجمال في كل
شيء..
والاتقان في كل شيء.. فكيف يكون الفن حراما؟.
إن الاعمال السوقية.. والذين
يدعون انهم فنانون فيقدمون القبح هم الذين يجب أن نرفضهم.
لقد استطاع المخرج
اسامة فوزي أن يوجد من التناقض في المشاعر والتصرفات حالة للمتفرج تعيد
اليه
التوازن.. لكنه كشف كذب الجميع.
الأهرام اليومي في
13/01/2010
أشاد به النقاد ورفضه الأكاديميون
«بالألوان الطبيعية» صدام الحلال والحرام في الفن
القاهرة - دار الإعلام العربية
أثار فيلم »بالألوان الطبيعية« الذي يعرض حالياً في مصر جدلاً واسعاً
بين المهتمين بتلك الصناعة وغضباً عارماً في أوساط أساتذة وطلاب كلية
الفنون الجميلة لما تضمنه العمل من مشاهد وعبارات اعتبروها مسيئة ومجحفة في
حق الكلية.
تدور أحداث الفيلم حول فكرة الحلال والحرام من خلال مجموعة من الشباب
الذين يلتحقون بكلية الفنون الجميلة ولديهم أحلام واسعة يتمنون تحقيقها،
ولكنهم يصطدمون بالواقع، فهنالك في الكلية تيار متشدد يرى أن الفن حرام،
كما يواجهون صدمات أخرى في تعاملاتهم مع أساتذتهم الذين يهملون في حقوقهم
ولا يريدون إعطاءهم خبراتهم في الفن.الفيلم بطولة مجموعة من الفنانين
الشباب منهم (يسرا اللوزي والتونسية فريال يوسف وكريم قاسم وفرح يوسف ورمزي
ليز) وتأليف هاني فوزي وإخراج أسامه فوزي.
توقف النقاد أمام المخرج أسامة فوزي ومؤلف الفيلم هاني فوزي، وقالوا
بأنهما شكلا في الفترة الأخيرة ثنائيا فنيا ناجحا يسعى لمناقشه القضايا
المسكوت عنها، وعرض صورة لواقعنا بأسلوب فني معبر في إشارة لإنتاجهما فيلم
»بحب السيما« الذي أثار جدلاً واسعاً وصل إلى أعلى درجات المحاكم لطرحه
قضايا معقدة، خاصة فيما يتعلق بحياة المسيحيين المصريين. وأشاروا إلى
الخيال السينمائي الجامح للمخرج أسامة فوزي وطموحه نحو التجديد والتجريب،
حيث وجد الإطار الدرامي الذي يتفق مع هذا الطموح.. مشيدين باللقطات
المصاحبة لعناوين فيلم »بالألوان الطبيعية« .
وأشاروا إلى كونها تشبه مواد مختلطة تسبح على القماش لتمتزج مع
الأنسجة حتى تستقر وتأخذ وضعها الطبيعي في حرية وثبات.
صورة مأساوية
أسس المخرج من خلال هذه اللقطات بأسلوب تعبيري رحلة الشخصيات وسعيها
نحو التشكل والاستقرار من خلال الشخصية الرئيسية في الفيلم (كريم قاسم) حيث
بدأ الصدام بين طموحات وأحلام الشباب الموهوبين فنياً من جانب، وقيود
ورجعية وتقاليد الأسرة والمجتمع من جانب آخر، وبين جاهل لا يقدر قيمة هذه
الدراسة أو برجماتى ينشغل بكيفية ترجمتها إلى وظيفة ومصدر دخل له، ولكن
الأخطر من هذا وذاك هو أن ينظر لها كأمر منكر بل حرام.
مخرج العمل بحسب النقاد، قدم هذه المشاهد بأسلوب كوميدي ذي تأثير بالغ
بفضل معالجته الفنية الساخرة لصورة تقليدية مأساوية من واقع حياتنا، ولفتوا
إلى أن فيلم »بالألوان الطبيعية« لم يتوقف عند حدود إدانة مظاهر التطرف
الرجعية التي تسهم بقدر كبير في تخلف المجتمع، ولكنه يناقش الكثير من
العوامل التي تؤدي إلى هذا التخلف، بداية من منظومة الفساد والإهمال وحتى
اختلاط المفاهيم المجتمعية وسيطرة النزعة الشكلية والادعاء والتشبه بالغرب
وتفشى الأنانية والانفراد بالسلطة والصعود على أكتاف الصغار.
وأكدوا أن الفيلم في جنوحه للتعبيرية لا يتعرض للزمن بشكل واضح ويكتفي
بأن يشير وسط أحداثه إلى قرار إلغاء استمرار الموديلات العارية في كلية
الفنون الجميلة، ذلك القرار الذي ظل ساريا حتى الآن.
كما يكشف الفيلم عن تغلغل الفكر الرجعي داخل عقول من يدرسون الفن ولا
يلجأ إلى سرد وقائع حقيقية مثل قيام بعض الطلاب بتدمير تماثيل كانت تضمها
حديقة الكلية، ولكنه عبر عن عدم تأثير التيار الرجعي على الفن و المجتمع.
الفيلم أيضا نسي أو تناسى في بعض أجزائه أن مقدمته ونهايته تضعانه في
إطار دراما شخصية البطل بالدرجة الأولى الذي من الممكن أن يغيب عن بعض
المشاهد ولكن دون أن يؤثر ذلك على أحداث العمل، وأشادوا بالديكورات لصلاح
مرعى وبالإخراج الفني الذي تميز عموما بأسلوب جمالي ومعبر في الوقت ذاته عن
حالة التمزق وبهرجة الألوان، خاصة في مشاهد الاحتفالات واللقاءات المفتوحة
وورش العمل في ساحات الكلية.
الأكاديميون يهاجمون
وبالرغم مما جاء في تناول النقاد للفيلم فإنه كان نقدا فنيا بحتا دون
التعرض للتداعيات الأخرى التي أثارت جدلا واسعا، وما زالت، من أساتذة وطلاب
كلية الفنون، الذين اعترضوا على كثير من مشاهد الفيلم مثلما جاء على لسان
أحد طلاب الكلية بأن »الكلية دي جهنم وعميدها هو الشيطان وطلابها هم حطب
جهنم«، وهذا أدى إلى غضب عارم، ما دعا البعض من الشباب إلى عمل جروبات على
الفيس بوك تهاجم الفيلم، الذي وصفه الدكتور محمد مكاوي، عميد كلية الفنون
الجميلة، بأنه يمثل إساءة للكلية.
وقال إنه رفض تصوير الفيلم داخل مبنى كلية الفنون الجميلة لأنه يقوم
على الإساءة للكلية وطلبتها وأساتذتها الذين يجسدهم الفيلم في شخصيات ساخرة
وكأنهم مجانين أو مخابيل وليسوا طبيعيين.
البيان الإماراتية في
12/01/2010 |