فاتن حمامة والعصر الذهبي للسينما
المصرية كتاب جديد لشيخ الصحفيين الكاتب عبد النور خليل يتناول
قصة الفنانة القديرة
فاتن حمامة منذ بداية مشوارها
السينمائي.
ويروى الكتاب كيف أن فاتن حمامة شاركت وهي طفلة في السادسة في فيلم
يوم سعيد
مع المخرج الكبير محمد كريم وجراءتها في الكلام مع الفنان القدير محمد عبد
الوهاب
كلما تعددت مرات اعادته للمشاهد قائلة: إذا ما عملتش الشغل كويس حاخلي
بابا كريم
يغيرك كما تحدث عن حياة المخرج محمد كريم وزوجته وقصة كتابة
مذكراته التي كان من
المقرر نشرها بدار الهلال ولكن رئيس التحرير آنذاك تأخر فنشرها كريم
بالاذاعة
والتليفزيون وتوقفت فاتن عن العمل في السينما خوفا علي مستقبلها التعليمي
ثم موافقة
الوالد علي العودة بعد ان كبرت في فيلم رصاصة في القلب قصة
الاديب الكبير توفيق
الحكيم الذي اعاد كتابتها بعد نجاحها كمسرحية, حيث استهلك في الكتابة
عشرة اقلام
رصاص واستيكه كان يمسح بها بعض المقاطع التي لاتتناسب مع الدراما
السينمائية وكانت
الكتابة في الصباح في حديقة جروبي, حيث التقي محمد كريم بها
مع مديحة يسري وقدمها
وكانت عودة فاتن إيذانا ببداية الرحلة الطويلة التي قطعتها صعودا الي القمة
خلال
مائة فيلم وخلال اجتماع السينمائيين طلب يوسف بك وهبي من يصطحب مع اطفالا
أن يخرجهم
من الاجتماع وكان يقصد طفله, بجوار راقية ابراهيم التي صاحت
قائلة ليس هناك اطفال
ولكن الموجود بجواري هي الآنسة فاتن حمامة النجمة الشابة فاعتذر الاستاذ
ولكن فاتن
بكت ومن اجل ان يصالحها جعلها تمثل معه في فيلمين هما ملاك الرحمة الذي
مثلت فيه
دور ابنته من زوجته راقية ابراهيم التي عملت بعد ذلك في
السفارة الاسرائيلية بالامم
المتحدة وفيلم آخر مع كاميليا في اول افلامها حيث قامت بدور اختها الصغيرة
ثم تحدث
عبد النور عن لقائه الاول مع فنان القرن خلال النصف الاول من الخمسينيات
وزيارة
العلاقة عندما بدأ حلمي حليم الانتاج فيلمه الأول أيامنا
الحلوة كمنتج وقد ساعدته
فاتن وتحمست له أن يخرج الفيلم أيضا كما رحبت بكتاب عبدالنور خليل والذي
طبع منه
ثلاثين ألف نسخة بناء علي طلب الأستاذ علي أمين, وإن كان هناك بعض
الصحفيين الذين
طلبوا من فاتن عدم الموافقة علي نشر كتاب رجال في حياة فاتن, ولكنها
وافقت علي
نشر الكتاب كما تتذكر فاتن.. لثغة ودور زكي طليمات في حل تلك المشكلة
خلال وجود
فاتن بالمعهد, وإن كانت لانشغالها بالعمل جعلها بعد عام واحد
تترك المعهد, وكان
قد بدأ شخصيا يعطيها دروسا في الإلقاء ويلقنها مخارج الألفاظ, وفي
النهاية استطاع
أن يخلصها من الثقة وجعلها تنطق حرف الراء دون صعوبات, وتحدث عبدالنور عن
دور زكي
طليمات في إنشاء المعهد, وتثقيف الممثلين وفي عام(1959) أصبحت فاتن
حمامة رمزا
للسينما المصرية, ولم تكن مصادفة أن تقطع أي إذاعة في بلد عربي شقيق
برامجها
لتذيع منها نبأ زيارة أم كلثوم أو فاتن حمامة أو عبدالوهاب
لعاصمة هذه البلد, ولم
تكن مصادفة أن تصبح اللهجة العامية المصرية هي اللهجة التي تسحر الأذن
العربية
آنذاك وقد رسخت فاتن صورتها في العيون ووجدان المتفرج وأوجدت في ذهنه صورة
نموذجية
للأخت أو الزوجة التي تفرض عليها شهامته أن يحميها من أي شر يهددها, وأنه
يجب أن
يحميها ويدافع عنها لقد رسخت هذه الصورة منذ قدمها المخرج جمال
مدكور في فيلم عائشة
بنت الأسرة الفقيرة, كما تحدث المؤلف عن لقاء عمر الشريف وزواجه منها
ولقاء
عبدالنور مع فتحي إبراهيم, وطلب منه ترشيح ممثل مصري ليعمل مع دفيدلين
الذي حضر
للقاهرة وأخذه عبدالنور لمشاهدة فيلم في بيتنا رجل, وخلال المشاهدة رشح
عبدالنور
عمر الشريف ورشدي أباظة وحسن يوسف, حيث إن الثلاثة يتحدثون
لغات, ولكن دفيد
اختار عمر الشريف ليقوم بدور الشريف حسين, كما تحدث عن قصة بدلة اللواء
التي
ارتداها زكي طليمات ليقوم بدور محمد نجيب أول رئيس لمصر أمام فاتن في فيلم
الله
معنا وحكاية الصعيدي الذي أنشأ سينما في بلده تكلفت عشرين ألف
جنيه من أجل فاتن
وأطلق عليها اسم سينما فاتن, وكان ذلك قبل أن يطلق عبدالمجيد رضوان وزير
الثقافة
اسم فاتن علي دار بالقاهرة بأكثر من عشرين عاما, كما تحدث عن أحمد سالم
وموقف
مصطفي أمين من كتاب فاتن وقرار دار الهلال, كما تحدث عن ترشيح فاتن حمامة
أول
ممثلة مصرية تترشح لجائزة الأوسكار عن دور آمنة, وقد رشح
الفيلم ضمن الخمسة أفلام
أمام لجنة الاختيار وحصل علي شهادة بذلك بأنه أحد أهم خمسة أفلام عرضت في
تصفيات
الأوسكار, كما ذكر حكاية فيلمي الإنجليز واليوجسلافي وأسباب تصويرهما
ودفاعها عن
السينما والحفاظ عليها, وقصة العمل مع جون كونري ورفضها أن تكون من حريمه
وحكاية
فستان الفلاحة الفرعونية في كان, ولقاءها مع رائد الفضاء جا جارير
واستقبلا
الجمهور السوفيتي لها, حيث عرض أحد أفلامها في(2000) دار
عرض في روسيا وحكاية
صفقة الأب أحمد حمامة, ودرس التواضع والحق إن الكتاب رحلة يجب قراءتها.
الأهرام اليومي في
13/01/2010
محاولة لفهـم الإعـلام
البديـل
ضاقت لدينا دائرة وصف الإعلام البديل
لتطلق علي
كل صحيفة أو محطة إذاعية او تليفزيونية غير حكومية, في وقت اتسع الافق
الغربي ليشمل أشكالا إعلامية لا حدود لها,
ربما هذه هي خلاصة غير وافية لكتاب فهم الاعلام البديل الذي قدم
مؤلفوه أولجا
جوديس.
بارت كاميرت, نيكوكاربنتر, مداخل نظرية
أربعة وحالات تطبيقية لاذاعات وصحف
ومسارح ودراما ومواقع الكترونية ومدونات من العراق وأمريكا وبريطانيا
والبرازيل
وبلجيكا, عبر عشرة فصول و274 صفحة ختموها بتوصيتهم الخاصة
بإعطاء هذه الظاهرة
الاعلامية المزيد من التحليل نحو فهم المعني الشامل للاعلام البديل.
جوهر
الكتاب يكمن في الالتزام باضفاء الصبغة الديمقراطية علي علاقات السلطة
والقوة
الواقعة في قلب الاتصال, فوسائل الاعلام البديلة هي جزء لا يتجزأ من
الحياة
اليومية للأفراد, جزء عادي وسياسي في الوقت نفسه.
يناقش المؤلفون علاقة
الاعلام البديل بالاعلام المسيطر, ويقفون عند مفهوم هذا الشكل الجديد من
الاعلام
في علاقته بالمجتمع المدني وفي كونه وسيلة للتمثيل الذاتي بالمجتمعات
المحلية وكشكل
مهجن للاعلام المستقل يتحدي علاقات السلطة والرقابة الراسخة.
مداخل اربعة
ارتضاها المؤلفون لفهم الاعلام البديل, أولها هويته المستقلة كوسيلة في
خدمة
المجتمع وثانيها كونه بديلا عن الاعلام السائد التقليدي, وثالثها كونه
جزءا مهما
من المجتمع المدني, ورابعها كونه متجذرا في المجتمع ومتشعبا
في مؤسساته ومتعددا
في أشكاله وأساليبه من صحيفة مغرقة في المحلية إلي مدونة أو موقع الكتروني
أو محطة
إذاعية عبر الانترنت, أو إذاعة خاصة أو اعلام للشتات في المهجر, اعلام
تفاعلي
متعدد الاتجاهات يلتف حوله المتفقون والمختلفون بعيدا عن
السياق الرقابي
النمطي.
يقول المؤلفون في الكتاب الذي ترجمته باحتراف للعربية علا أحمد
إصلاح:' إننا نؤمن باهمية الاتصال' البديل' لحياتنا اليومية وسياستنا
الشخصية
والجماعية, وإحساسنا بالهوية والانتماء. ويأخذ هذا الاحساس بالانتماء
أشكالا
متنوعة منها المشاركة في أمور السياسة الأكثر رسمية وأيضا في
صغائر أامور الحياة
اليومية, مثل قدرة المرء علي إسماع صوته في سوق شعبية مفتوحة. اننا
نحيا الآن
أكثر من أي وقت مضي في عالم الخبرات الحياتية المنقولة لنا عبر وسائل
الاعلام..
عالم تنتشر وتتغلغل فيه محورية وسطوة وسائل الاعلام المهيمنة
وتكتسب فيه المجالات
البديلة المتنوعة للاتصال أهمية متزايدة لوصف وتمثيل الأفكار والأفعال
العامة
والخاصة.
فصول الكتاب تبحث بالتفصيل في علاقة الاعلام البديل بالاقليات
والحركات الاجتماعية والعرقية وتعرض تطبيقيا لاستخدام العراقيين والأمريكان
للمدونات بعد سقوط بغداد ودورها في نشر صور تعذيب نزلاء سجن
أبو غريب وبشكل يفوق ما
رآه العالم في وسائل الاعلام الرسمية.
يعرض المؤلفون في إطار شامل التداخل بين
السياسة والديمقراطية والتكنولوجيا والاعلام والمجتمع وجماعات
الشتات في المهجر في
مزيج بحثي متعمق يخجل أصحابه أن يعلنوا- بعد ما قدموه من جهد- نجاحهم
في فهم
الاعلام البديل مطالبين القراء والباحثين, مشاركتهم في محاولة فهم
واختراق ضبابية
وهلامية الحدود التي نصنعها أو نفتعلها بين الاعلام المسيطر
والاعلام
البديل.
الكتاب أصدرته مجموعة النيل للطبع والنشر والتوزيع.
الأهرام اليومي في
13/01/2010 |