ما أن يهل شهر ديسمبر..
حتي تتسابق الأفلام الأمريكية وتتزاحم علي موعد لعرضها قبل حلول العام
الجديد.. وذلك تهيئة لدخولها مسابقة الأوسكار الشهيرة التي تشترط اشتراك
الأفلام التي عرضت في الفترة الواقعة بين أول يناير وآخر ديسمبر.
بدأت تهل روائح الأفلام الأمريكية الجيدة..
أو التي يعتقد أصحابها انها قابلة لأن تفوز بالجوائز المشتهاة.. وبدأت
الاشاعات تتناثر حولها.
والتخمينات الكثيرة بمن سيفوز ومن سيخرج من
السباق مع الايمان المطلق بأن مجرد الترشيح لهذه الجائزة الكبري في أي فرع
من فروعها..
يضمن للفيلم بعد ذلك نجاحا تجاريا معقولا وتوزيعا عالميا مؤكد.
أول هذه الأفلام وربما أشهرها هو فيلم
(٩) المأخوذ عن فيلم فيليني الشهير (٥،٨)
والذي أعده الأمريكيون بشكل دراما موسيقية
قدمت بنجاح علي مسارح برودواي إبان حياة المخرج الايطالي الراحل..
ولكن مرض الأخير منعه مع الأسف من مشاهدتها.
وها هي المسرحية تجد طريقها للسينما كعادة كافة المسرحيات الناجحة..
وعن طريق المخرج روبا مارشال..
الذي فاز فيلمه السابق
(شيكاغو) المأخوذ هو أيضا عن مسرحية موسيقية شهيرة..
بأكثر من جائزة أوسكار قبل أعوام.
(٩)
الي جانب كونه يقوم علي نص مدهش كتبه وأخرجه فيليني عن حيرة
مخرج سينمائي حول اعداد فيلمه الأخير..
واحساسه بأنه وصل الي نهاية الطريق..
وعودته الي ذكريات طفولته وعلاقته بأسرته وبزوجته وبعشيقاته
الكثيرات..
يستلهمها موضوع ثري..
يقدمه للسينما ويعيد له توازنه وثقته بنفسه.
ولقد سعت روبا مارشال بذكاء الي الاستعانة بمجموعة من كبار النجوم في
العالم وأغلبهم سبق له أن حصل علي جوائز الأوسكار ليلعبوا الأدوار الرئيسية
دانيل دي لويس، ماريون كوتيارد (التي لعبت دور اديث بياف ونالت من أجله
جوائز كبري، وصوفيا لورين التي ستلعب دور أم داني دي لويس وقنبلة السينما
الاسبانية بينلوبي كروز..
الي جانب نيكول كيدمان وجودي دنش،
أسماء يكفي الواحد منها ليشكل صدمة فنية حقيقية..
فماذا سيفعلون جميعا عندما سيجتمعون في هذه التحفة الفيلبينية التي لا
تنسي«.
فيلم آخر طال انتظاره..
ويستكمل ما يشبه المعجزة بالنسبة لمخرجه
الكبير هو (invictus)
الذي يروي صفحة من حياة الثائر الافريقي الشهير نيلسون مانديلا عندما كان
يقضي عقوبة سجنه الطويل وعلاقته بحارسه آنذاك..
ويلعب مورجان فريمان دور الزعيم الافريقي ومات
داسون دور الحارس..
أما مخرج الفيلم فهو كلينت ايستوود..
الذي لا يكف عن ادهاشنا كل عام بتحفة سينمائية كبيرة تجعلنا عاجزين عن
التقاط أنفاسنا.. رغم تجاوزه سن الثمانين..
انها العبقرية السينمائية التي لا يمكن للزمن أن يقف حائلا
بينها وبين التدفق..
كما كان الحال مع لويس لونيل وجون هوستون ويوسف
شاهين اللذين لم يبتعدا عن الكاميرا حتي آخر لحظة من عمرهم المديد.الفيلم
الجديد..
طال انتظاره.. وهو يشكل اضافة جديدة للأبعاد السياسية والاجتماعية التي
يحرص (ايستوود) علي التعبير عنها في كل أفلامه الأخيرة.
الحدث السينمائي الثالث المثير للانتباه..
هو فيلم بيتر جاكسون الأخير
Lovely Bones
الذي تلعب بطولته سوزان ساراندون وراشيل وفير الي جانب مارك واهلبرج،
جاكسون الذي لم يقدم أي فيلم سينمائي منذ ثلاثيته الشهيرة (ملك الخواتم)
يعود هذه المرة..
الي عالم روحي وسحري
غامض.. حيث يروي قصة فتاة شابة قتلت في ظروف قاسية ولازالت تلقي نظرة علي
العالم الذي فارقته وعلي أسرتها ورفاقها حتي بعد موتها..
وان تراقب مسيرة
(قاتلها) من الأبدية التي رحلت اليها..
كاتمة في أعماقها الرغبة في الانتقام منه.
فيلم عجيب يدور في أجواء عجيبة..
حرص جاكسون علي أن يقدمها كعادته من خلال كاميرا متوثبة ورؤية سينمائية
ناضجة.
الرجل الوحيد..
هو عنوان الفيلم الجديد الذي يقدمه توم
تورد..
وتعود فيه الرائعة جوليانا مور الي الشاشة آملة هذه المرة بنيل
الأوسكار الذي تحلم به..
الي جانب كولين فيرت..
الذي يلعب دور بروفيسور انجليزي يواجه وحدته القاسية في مدينة لوس أنجلوس
التي لا ترحم بعد وفاة زوجته الحبيبة المفاجيء.
فيلم يعيدنا الي الأفلام العاطفية النفسية التي برعت هوليوود في
تقديمها في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
وكما ستعود جوليانا مور الي الشاشة سيعود فتي الشاشة الأول في السينما
الانجليزية هوج جرانت بعد غياب استمر عامين أو أكثر..
بفيلم تشويقي مثير بعنوان (هل سمعت بأخبار عائلة مورجان)
من اخراج مارك لورنس.
ويروي قصة زوجين يلعب دوريهما
(جرانت وسارة جسيكا باركر)
شهدا دون قصد منهما..
أحداث جريمة مروعة.. وحاولا بعد ذلك الهرب من وجه القتلة الذين يبحثون
عنهما لكي يتخلصا منهما مثل الادلاء بشهادتهما.
وبالطبع هناك فيلم جيمس كاميرون
(مخرج تيتانيك) الذي يعود بفيلم (افاتار)
والذي تقدمه الشركة من خلال نظام الـ(3D)
ليروي.. قصة من الخيال العلمي المثير سيزيدها هذا النظام الجديد.. اثارة
وتشويقا وابهارا و(افاتار)
هو الفيلم الأمريكي الوحيد من هذه السلسلة
الرائعة من الأفلام المرشحة للأوسكار..
الذي سيتسني لنا رؤيته في القاهرة..
لأن عرضه العالمي..
جاء متوافقا مع عرضه المصري.
وطبعا هناك رؤية جديدة لشخصية
شارلوك هولمز يقدمها هذه المرة جود لو في دور الدكتور واطسن الي جانب جورج
داوني الذي سيلعب دور المخبر الانجليزي الشهير..
وهذه رابع أو خامس مرة يظهر فيها شارلوك
هولمز علي الشاشة..
وكانت المرة الأخيرة في فيلم جديد أخرجه جيلي
وايلدز وأشار فيه بشكل مثير الي العلاقة المثلية التي كانت تربط هولمز
بمساعده الوسيم..
تري ماذا سيفعل الفيلم الجديد بهذا الثنائي الشهير.
فيلم آخر مأخوذ عن
السينما الايطالية هو فيلم (كل شيء تمام)
الذي أخرجه قبل أعوام
ج.تورناتوري وعرضه في مهرجان كان..
وهو يروي قصة أب من صقلية يذهب لرؤية أولاده
المهاجرين الي المدينة الفقيرة التي التهمت أحلامهم كلها.
ولكنهم يكذبون علي أبيهم ويزعمون أن كل شيء تمام ليعود سعيدا الي موطنه
الأصلي.. حاملا حلما زائفا لم يتحقق.
الفيلم الايطالي حقق نجاحا كبيرا لمخرج
(سينما بارادفيرو) ووضعه في المرتبة الأولي بين المخرجين الايطاليين
الكبار..
هذه المرة يلعب (روبرت
دي نيرو) الدور الذي لعبه مارشيلو ماستروياني في الفيلم الايطالي ولعله من
المدهش أن يكون الفيلمان الايطاليان اللذان اقتبستهما السينما الأمريكية..
(٩) و(كل شيء تمام)
من تمثيل هذا العبقري الايطالي الراحل ولعل المقارنة بين أداء
ماستروياني ودونيرو ستكون العامل الأول في اجتذاب الجمهور لمشاهدة هذه
الميلودراما الرقيقة الناعمة..
التي لا تدري كيف ستحيكها الخيوط الأمريكية
الثقيلة، جين شريدان المخرج الانجليزي هو الذي سيدافع هذا العام عن مستوي
سينما بلاده من خلال فيلم (الأشقاء)
الذي يروي عودة أحد الجنود السجناء من أفغانستان ليجد أن أخاه قد استولي
علي كل أملاكه.. ووضع زوجته الشابة وتلعب دورها الرائعة (ناتالي بورتمان)
تحت سيطرته..
اطلالة انجليزية خالصة..
علي مشكلة أمريكية معقدة تؤرق خيال وضمير المواطن الأمريكي..
كما سبق وأرقته وأضنته مشكلة الفيتنام.
ولا يمكن أن يمضي سباق الأوسكار السنوي دون أن تدلي النجمة الكبيرة
(ميريل ستريب) بدلوها في المسابقة..
وهي هذه المرة تعود بفيلم أخرجه مخرج ماهر رشح أكثر من مرة
لجوائز الأوسكار هو (وس اندرسن)
وتجتمع فيه ميريل ستريب هذه المرة مع جورج كلوني وليل موراي في كوميديا
ريفية.. لها طابع رمزي وتهويمات سياسية حول مزارعين يحاولان استمالة ذئب
اعتاد الاعتداء علي فراخهم الآمنة!!
كما نري..
أفلام..
وأفلام.. وأفلام.. وجائزة كبيرة مشتهاة يسعي اليها الجميع..
وجمهور سينمائي متعطش لروائع سينما حقة..
تبعده عن الأفلام التافهة التي طغت علي شاشاتنا وعقولنا في الفترة
الأخيرة.. وما علينا إلا الانتظار والترقب.
أخبار النجوم المصرية في
17/12/2009 |