»هي دي مصر ياعبلة«
من أشهر الجمل التي قيلت في السينما..
وهي التي قالها محمود ياسين ضابط المخابرات المصري لمديحة كامل عميلة
المخابرات الاسرائيلية في فيلم »الصعود الي الهاوية«.
هذه الجملة قيلت منذ أكثر من ثلاثين عاما..
لكن ماذا حدث لمصر اليوم؟.. »فعزبة آدم«
هي مجتمع مصغر للمجتمع المصري سواء صرح
كاتب السيناريو والمخرج بذلك أو بغير ذلك.
لقد تناول الفيلم كل السلبيات التي يعيشها المصريون..
منها العشوائيات-
ومجتمع الغلابة والأغنياء..
الغلابة الذين يعتمدون علي قوتهم يوما بيوم..
والبنات اللاتي لايمتلكن شيئا سوي أجسادهن
فيعملن كعاهرات..
أيضا الفقراء الذين يحقدون علي الأغنياء ويضعون همومهم في
تعاطي الحشيش ويتحولون الي لصوص وقطاع طرق ومجرمين،
والأغنياء الذين أثروا من تجارة المخدرات..
وضابط فاسد المفروض انه جاء لينظف المكان
من كل هذه الموبقات لكنه يغرق فيها..
أيضا المتطرفون الارهابيون.
كل هذه الأشياء تتجمع في »عزبة آدم«..
لكن فات عليه أن يضيف شيئا الي هذا المجتمع القاسي وهو الاتجار بالأعضاء
البشرية. لتكتمل التوليفة والفيلم من أفلام الأكشن الدرامي تأليف محمد
سليمان واخراج محمود كامل.
بطل الفيلم فتحي عبدالوهاب أو
»حامد« يمثل الشيطان بعينه فحين تخلو العزبة الي النوم تظل خمارة العزبة
مفتوحة تضم البلطجية والمجرمين من الفقراء الذين يغرقون همومهم في تعاطي
الحشيش.. ويقول زعيمهم (حامد) الذي يحقد علي الأغنياء »ان البودرة مزاج الناس المريشة«
كما يطلق علي الفقراء »كلهم ولاد كلب«
لانهم جبناء لايدافعون عن حقوقهم..
ويتحول حامد وزميلاه الي مجرمين وقطاع طرق..
يسرقون أموال الصيادين الغلابة ومنهم واحد
من اصدقائهم »مصطفي«
ابن شيخ الصيادين الذين يعملون تحت رئاسة
أحدهم.
ومصطفي »أحمد
عزمي« ابن شيخ الصيادين جابر »محمود ياسين«
وهو شاب بار بأهله.. يريد ان يحقق رغبة والدة في التعليم والحصول علي شهادة
ليترك هذا المكان ويبدأ حياته في مكان نظيف..
لكن »حامد«
يجر الي عملية يرفضها في البداية لكن يقبلها عندما يعرف ان حبيبته »دنيا
سمير غانم« تحتاج الي المال لاجراء عملية لأبيها المريض..
ويوافق علي ان يقوم بدور
»الناضورجي« لقتل الرجل الجشع كبير الصيادين الذي يشغلهم ويأخذ فلوسهم.
يلقي الضابط القبض علي القتلة الذي يموت احدهم في المطاردة مع البوليس..
اما »حامد« فقد وعده الضابط الفاسد انه اذا اعترف بمن كان معه فانه سيطلق
سراحه.. ليتقاسم معهم الغنائم..
يعترف حامد ان مصطفي ابن شيخ الصيادين
(الرجل الطيب) بانه كان معهم..
ويلقون القبض عليه
غدرا ويلقون به في السجن بينما يطرد الأب الطيب من عزبة آدم ليبدأ حياته
التي لم يتبق منها الكثير من جديد في مكان اخر ليتخلص منه.
وفي السجن يتعرف مصطفي علي المتطرفين الذين ظنهم متدينين..
ويحاولون تجنيده..
يتأثر الشاب بآرائهم وتتغير شخصيته بأراتهم وفيما تذهب حبيبته
لزيارته في السجن تجد انه قد تغير من ناحيتها..
ويرتدي الجلباب الأبيض والطرحة البيضاء مثلهم ليدربوه في معسكرهم بالصحراء
علي استعمال وسائل القتل..
في نفس الوقت يتزوج »حامد«
بدنيا سمير غانم رغما عنها ورغم علمه بأن مصطفي يحبها وتحبه ويعرف ايضا
انها عاهرة.. وتحاول هي ان تتخلص من حياتها بعد ان تركها مصطفي وتزوجت
بانسان تكرهه وتنجب منه طفلا ويقتل الطفل بغير قصد تسكب علي نفسها الجاز
وحين تشعل الكبريت ينطفيء منها.
ويكتشف مصطفي انهم ارهابيون قتلة وهم الذين قتلوا السياح..
وتتصاعد الأحداث ويلقي كل منهم جزاءه من فوق..
من السماء.
يبدأ الفيلم بداية قوية في النصف الأول لكنه تفرع بعد ذلك الي كثير من
قضايا الفساد والاتجار في المخدرات والكسب
غير المشروع والدعارة والارهاب..
لذلك جاء الجزء الثاني مترهلا لانه تناول كل هذه القضايا فلم يستطع
المخرج ان يحبكها دراميا..
ويتشتت الفيلم ويتشتت معه المشاهد ايضا
مشاهد القتل والمطاردات والمعارك بالرصاص والدماء تكررت في الكثير من
المشاهد لدرجة تصيب المشاهد بالملل..
فالفيلم عبارة عن خلطة من فيلم
»الجزيرة« لأحمد السقا، و»ابراهيم الأبيض«
لمحمود عبدالعزيز،
و»الامبراطور« لاحمد زكي«.. كما ان مشاهد القبض علي العاهرات وفضحهم امام
أهل العزبة ليس جديدا فقد شاهدناه في الكثير من الأفلام، وأشياء اخري غير منطقية مثل الأب الذي
ظل طوال الفيلم مريضا ملازم الفراش..
ثم اراد المخرج فجأة ان يتخلص منه ولأن
الفيلم مليء بالدماء والقتل فقد اراد المخرج وكاتب السيناريو ان يضيفا
مشهدا للفرفشة والاغراء..
ذلك فيما نزلت ايناس النجار تستحم بملابسها في
البحر وخرجت لتفسر كل قطعة من جسدها..
وهو مشهد لم يضف شيئا للفيلم.
كان يمكن للفيلم ان يحقق بعض النجاح لكن كاتب السيناريو والمخرج وضعا
في أول عمل لهما كل القضايا..
وان كان قد تناول قضية واحدة لتحقق له بعض
النجاح.
اما بالنسبة للتمثيل فقد قدم كل الممثلين دوره بمقدرة رغم عيوب
السيناريو.
>فتحي عبدالوهاب
بطل الفيلم اثبت انه يؤدي كل الأدوار لكل الأنماط.
وفي هذا الفيلم يجسد دور
»الشيطان« بدهائه ومكره ونظرات عينيه وتعبيرات وجهه.
واري ان فتحي عبدالوهاب سيكون نجم هذا
العام بعد مشاهدتي لفيلمه »عصافير النيل«
الذي فاز فيه بجائزة احسن ممثل في مهرجان القاهرة.
>احمد عزمي الذي تنبأت له منذ بداياته انه سيصبح احد نجوم
السينما وتحقق ذلك..
أدي دور الشاب البار بأهله الذي يريد ان يحقق حلم
ابيه..
وذلك بتعبيرات وجهه ونظرات عينيه البريئة الذكية..
لكن القدر كان ضده..
>محمود ياسين رغم دوره الصغير..
فالكبير كبير.. ولايزال عنده الكثير من العطاء.
>دنيا سمير غانم
بلا شك ارشحها لتكون نجمة هذا العام فهي تتقدم بسرعة كبيرة..
ولم تكرر نفسها.. ونجحت في تقديم ادوار مختلفة.
أخبار النجوم المصرية في
17/12/2009
آيام زمان آجر "ثومة" في ١٩٣٦.. نارنار ثلاثون
جنيها للست وخمسة ونصف لعقيلة راتب عن الليلة
موفق بيومي
كاميرا فوتوغرافيا تسجل لقطات العمر وجهاز تسجيل يحفظ أنباء ما مضي
ويتحفظ علي ذكر ما كان..
لا تنتهي طرائفها ولا ينفد رصيدها من
المفاجآت.. إنها أوراق العظماء.
تبقي الأوراق ملجأنا الذي نهرع إليه مختبئين ومخبئين كل ما لدينا من
مشاعر الرضا والسخط..
الإحباط والأمل..
الصد والهجر.. الإقبال والإدبار..
الهبوط والصعود..
حتي حسابات الربح والخسارة والداخل والمنصرف تدونها الأوراق للجميع ..
فقراء وأغنياء حرافيش وحكام مجهولون ونجوم..
هؤلاء النجوم الذين تنفرد أوراقهم بأن تفاصيلها وأسرارها لا تقف أهميتها
عند حدود أصحابها وحائزيها فقط، بل تمتد هذه الأهمية والتشويق والإثارة لتطول الجميع والذين يسعون
ويسعدون بأسرار وطرائف و...
أخبار النجوم.
لدينا اليوم وثيقتين نادرتين يرجع تاريخهما إلي عام
٦٣٩١ ويخصان كل من الآنسة »أم كلثوم«
والرائعة الراحلة عقيلة راتب..
أوراقنا جاهزة للبوح بما فيها من طرائف وأسرار تذاع وتنشر مذكرة إيانا
بأيام زمان فاستعدوا للقراءة ..
حديقة الأزبكية
تتناول وثيقتا اليوم جانباً
من المعاملات المالية للكوكبين الراحلين وتحديداً
ما يخص قيمة أجورهما عن حفلات خاصة تعاقدا عليها مع أطراف مختلفة. الوثيقة
الأولي والتي تطالعون صورتها منشورة بجوار هذه السطور تخص السيدة أم كلثوم
التي كانت وقت تحريرها (٦٣٩١)
قد قاربت احتلال القمة بمفردها وتنحية
»الست منيرة« جانباً، ويقول النص »استلمت شيكاً بمبلغ عشرون جنيهاً مصرياً
من قاسم فرحات عضو اتحاد كلية الطب وذلك من أصل المبلغ
المتفق عليه وقدره ثلاثون جنيهاً لإحياء حفلة الكلية علي مسرح حديقة الأزبكية مساء الأحد
٢١ أبريل سنة ٦٣٩١.. أم كلثوم إبراهيم«.
من المؤكد أن المبلغ الإجمالي لقيمة التعاقد-
وهو ثلاثون جنيهاً-
قد يثير دهشة البعض ممن لا يدركون القيمة الشرائية له حينذاك
ومقدرته علي تسوية الأعاجيب والدليل علي ذلك أن كبار ومشاهير المطربين
وقتها كانوا يتقاضون أقل من نصف هذا المبلغ في الأفراح والحفلات الخاصة،
أما المتوسطين منهم فكان بعضهم يشعر بالكثير من السعادة والامتنان لو تقاضي
خمسة جنيهات-
مثلاً-
عن ليلة كاملة يؤدي فيها أكثر من عشرة
أدوار وطقاطيق مختلفة..
كيف لا يرضي والجنيهات الخمسة وقتها كانت كفيلة
وكافية لإعاشة أسرة متوسطة العدد لمدة شهر كامل بشكل قد لا يكون فيه ترف
ولكنه في نفس الوقت ليس فيه حرمان!
أدام الله الأفراح
تدور الوثيقة الثانية والخاصة بالفنانة الكبيرة
عقيلة راتب في ذات الإطار المتعلق بالمعاملات المالية وأجور العمل الفني في
ذلك الحين، والجديد فيها أنها تكشف لمعظم أبناء الأجيال الجديدة ما يجهلونه
حول أن الممثلة الكبيرة قد بدأت حياتها الفنية-
شأنها شأن عشرات
غيرها من كبار النجوم- كمونولوجست علي الرغم من أنها ابنة واحدة من كبريات
الأسر المصرية ثم احترفت العمل المسرحي بعد ذلك دون أن تتخلي عن أداء
المونولوجات والأغنيات التي لم تهجرها سوي في أعقاب انشغالها بالسينما
وتفرغها لها ويقول النص »تسلمت أنا الست عقيلة هانم راتب مبلغ ثلاثة جنيهات هي مقدم حسابي البالغ
إجماليه خمسة جنيهات ونصف الجنيه من حضرة صاحب العزة محمد فتح الله بك
السكري وذلك مقابل الاشتراك في إحياء فرح حضرة نجله شكري أفندي السكري
بسراي العائلة العام بالعباسية الشرقية وذلك مساء الثامن عشر من سبتمبر من
العام الجاري وليكون معلوماً أن هذا المبلغ مقصور علي أجر حضرة الست عقيلة بمفردها دون شريك ولا يشتمل علي أجر
الأفراد المساعدين المصاحبين لحضرتها من مرددين وآلاتيه والذين تعهد عزته
بحسابهم مباشرة طبقاً للكونتراتو الملحق وهذا إيصال مني بالاستلام وأتعهد
بالوفاء والحضور في الموعد المتفق عليه.
أدام الله الأفراح.
عقيلة هانم راتب
٧٢/٨/٦٣٩١«.
انتهي النص الجميل البديع الذي يكشف عن زمن رائق ودنيا هنيئة تركتنا
للمصاعب والغلاء ومطربين ومطربات كل ما يشغلهم
»تبطيل السجاير« أو حب.. الحمير!!
أخبار النجوم المصرية في
17/12/2009 |