احتدم الصراع بين عادل إمام والشيخ خالد الجندي بعد أن أعلن الشيخ
الحرب علي الزعيم بلا مقدمات وتطايرت آثار المعركة في الفضائيات وعلي صفحات
الجرائد..
جاءت دفاعات نجم الكوميديا هادئة متزنة وتحاور بالموعظة الحسنة
واستنكر أن يصدر مثل هذا الهجوم
غير المبرر من رجل دين له مكانته في المجتمع بينما فتح الشيخ ألسنة النار
واتهم النجم الكبير بأنه ليس زعيماً ولا فناناً عالمياً..
وأنه يسخر من رجال الدين ورموزه في كل أفلامه.
تفاصيل المعركة نرصدها بعد تطورها الخطير ووساطة نقيب
الممثلين لتهدئة الأجواء بين الشيخ والفنان.
كانت الأمور قد تصاعدت فجأة عندما علق الجندي علي خبر نشرته صحيفة مستقلة
ونسبت فيه إلي عادل إمام كلاماً عن تلقيه عرضاً
من الشيخ لبطولة فيلم إسلامي وأن الأخير عرض عليه شيكاً علي بياض.
بعدها ظهر الجندي في قناة »أزهري«وكان
يمكنه أن يكتفي بالتعليق علي الواقعة التي ثبت منذ اللحظة الأولي تضمنها
جانباً مشكوكا في حدوثه وهو كل ما يتعلق بالشيك، لكن الشيخ انطلق ليهاجم الفنان عادل إمام بكل
ضراوة مازجاً في أسلوبه بين النقد والسخرية دون أن يدري أنه يفتح الباب بذلك علي
مصراعيه أمام أفكار كانت قد خمدت نسبياً
خاصة بعد أن اتهم الشيخ الزعيم بأنه يقدم صورة المسلم الملتزم بشكل غير
لائق، ومساء أربعاء الأسبوع الماضي تصاعدت الأحداث من جديد حيث أجرت أربعة برامج علي التوالي اتصالات
هاتفية بعادل إمام أوضح فيها موقفه وهذه البرامج هي
»الحياة اليوم« و»الطبعة الأولي«
و»والقاهرة اليوم«
و»البيت بيتك«.
ردح وقذف
اتصلنا بالفنان الكبير عادل إمام فأكد لنا أنه لن يضيف جديداً
لما قاله في البرامج ، وكان الزعيم قد روي تفاصيل ما حدث قائلاً:
كنت في عمان حيث عقدت قناة »اللورد«
مؤتمراً صحفياً من أجل أكاديمية اللورد التي تحرص علي إقامتها القناة،
وكانت متواجدة النجمة ميرفت أمين ولبلبة والدكتور حسن عطية وعدد من
الصحفيين، ولم يذكر اسم خالد الجندي نهائياً
سواء بالسلب أو الإيجاب والموضوع كان في مؤتمر
صحفي عن الأكاديمية إلا أنني فوجئت بهجوم الشيخ خالد الجندي،
وعرفت أن هناك خبراً نشره حسن عبدالفتاح ورد فيه أنني قلت إن خالد الجندي عرض عليّ
»شيك« وهذا لم يحدث مطلقاً ولم نتطرق إلي هذا الموضوع،
وفوجئت بعدها بكلام في جريدة »الوفد«
نقلاً
عن قناة أزهري لا يمكن أن يقوله رجل دين ويمكن تصنيفه علي أنه »ردح« وسب
وقذف لي ولأفلامي، وعادة لا أرد علي هذه الأقاويل ولكن عندما يصدر هذا الكلام من رجل
دين فهو لا يصح وكان عليه أن يتأكد من مصادره.
للإنسانية كلها
وأكد عادل إمام أنه لا يوجد خلاف سابق مع الجندي،
وأضاف: ذات مرة كنت في برنامج »القاهرة اليوم«
وعمل الشيخ خالد مداخلة قال لي
»ياريت الأستاذ عادل يقوم بعمل فيلم عن المسلم الصحيح«.. فقلت له أنا فيلمي
عن المسلم واليهودي وللإنسانية كلها، وبعد ذلك تقابلت مع الشيخ خالد في
البرنامج نفسه وكان متخوفاً لكنني أخذته بالأحضان وقمت بالتقاط الصور معه
وسألته ألم يكن الرسول والصحابة يضحكون.
فقال لي ضاحكاً:
الرسول والصحابة كانوا يضحكون ومن بين
الصحابة كان هناك شخص »مهزار«
كان يقول للصحابة أن الأعداء اقتربوا فيقومون بالاستعداد إلا أنهم يكتشفون
أنه يضحك عليهم والرسول كان يحب الضحك.
ورداً
علي سؤال عن حدوث حوار مع خالد الجندي أجاب إمام:
أنا الذي تحدثت معه ولك أن تدرك الفرق،وقلت له كان ضرورياً أنك تكلمني
طبقاً للآية الكريمة »يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ
فتبينوا«
وعيب لما راجل دين يصدر عنه هذا الكلام لأنه هاجم فيلم
»الإرهابي« وكان أول خطوة ضد الإرهاب،
ولكن خالد سخر مني وقال إنني لست فناناً
عالمياً.
لم يكن هذا هو الاتصال الوحيد بين الفنان عادل امام والشيخ خالد
الجندي ففي مداخلته مع برنامج »الحياة اليوم«
أكد الزعيم انه سبق ان قام بالاتصال بالشيخ ليسأله في بعض التفاصيل قبل
تصوير فيلم »حسن ومرقص« تماما مثلما فعل عندما قام بزيارة البابا ليسأل عن
بعض التفاصيل الخاصة بشخصية الكاهن القبطي. سأله المذيع عن رد فعل الجندي
علي المكالمة فأجاب عادل ان الأول أكد انه مرهق. بعدها بلحظات كان الجندي
علي الهاتف في نفس البرنامج وخرج ليؤكد انه لم يرغب في الحديث حول
هذاالموضوع لانه كان ينبغي علي عادل امام ان يذهب الي شيخ الأزهر مثلما ذهب
الي البابا.
في برنامج »القاهرة اليوم«
التقط عمرو اديب مضمون اجابة الجندي السابقة وجعلها محورا لسؤال فاجاب عادل
علي الفور: »هو ماراثون؟ مادام رحت لده اروح لده؟ انا رجل مسلم والمؤلف
مسلم وعارفين ديننا كويس وكان هناك اشياء في الدين المسيحي مش عارفها وخايف
اغلط، منها اني المفروض اطلع كاهن في الكنيسة وقالوا انه لا يمكن يغير
ملابسه فقلت اروح اسأل البابا نفسه والحقيقة الراجل قابلني وجاوب«.
هجوم الجندي
وكان الشيخ خالد الجندي قد شن هجوماً
علي عادل إمام من خلال قناة »أزهري«
قائلاً: عادل إمام لا يمكن أن ينكر أحد تأثيره في العالم الإسلامي
بشكل عام والمصري بشكل خاص، ولكن المهزلة أن يقدم المسلم الذي من المفترض أنه ملتزم علي أنه يكفر
الناس والمجتمع،
وفي نفس الوقت مزدوج الشخصية وكاره للصلاة ويحب
النساء ويشرب الخمر وأيضاً يتمني أن يقوم بالزنا.
وبالتالي لا يوجد إرهابي أسوأ من ذلك،
وعلي النقيض الآخر يظهر الرجل المسيحي صادق ودائماً
السبحة لا تفارقه وملتزم هو وأسرته ولا يشاهد التليفزيون ولا المناظر الخارجة ودائماً
يقول الصدق وهذا موجود ولا أحد ينكر أن هناك شخصيات مسيحية ملتزمة وأنا
شخصياً لي أصدقاء مسيحيون وأحباء محترمين، وفي نفس الوقت فيهم متطرفون مثل كل البشر
البوذيون والهندوس والأفارقة، وعندما يتم الحوار في بلد مسلم بها قطبية
دينية ما بين المسلمين والمسيحيين لابد أن يكون الحوار متوازن،
وهذا كان محور حواري مع عادل إمام عندما قمت بعمل مداخلة معه في أحد
البرامج وكان ذلك أمامه لأنني لا أقول كلاماً
من خلف أحد،
لأن والدي قام بتربيتي علي ذلك وهو الحديث في الوجه مثل ولاد البلد لأنني
تربيت في حي الخليفة الشعبي.
وبمنتهي الصراحة قلت لعادل إمام أنا أحييك لأنك كفنان لا
غبار عليك ومتابع جيد لأعمالك،
ولكنك قدمت المسلم الإرهابي المتشرد وفي نفس الوقت
المسيحي العاقل المتقدم الطيب،
وامتداداً للرسالة كان ينبغي عليك تقديم المسيحي الشرير والمسلم الطيب
الهادئ »أبوسبحة« وبهذا نكون قد ضربناً مثلاً
بالنموذج الصالح للمسلم،
هذا ما قلته له ولا أدري إذا كان بعد ذلك قد أخذ بحديثي وقام بتقديم فيلم
»حسن ومرقص« لنموذجين صالحين من المسلمين والأقباط.
ولكن في المداخلة رد عليّ
عادل إمام قائلاً أنا فنان عالمي أقدم فني للمسيحي والمسلم ولا أدري ماذا
يقصد بكلمة عالمية لأنه لم يحصل علي جائزة عالمية علي حد علمي ولا أعرف إذا
كان هناك أحد ما قدم أفلاما قد حصل علي جائزة غير الجوائز التي يقومون
بتوزيعها علي بعضهم وهذه ليست القضية.
لكن التحرش الدائم بالدعاة لابد أن ينتهي والدعاة يسكتون عنه لكن أنا
لا أسكت، لأنني لا هلفوت ولا منسي (يلاحظ
أن الشيخ استخدم اسم فيلمين لعادل إمام وتلاعب بهما)
ولو أردت أن تناظرني فأنا جاهز،
ولو أردت أن تتحدث عن تاريخ الفن والثقافة وتسمعه من شيخ فأنا جاهز لأنني
متذوق له وحاصل علي المركز الثاني في الفنون التشكيلية.
أخبار النجوم المصرية في
17/12/2009 |