يشير وجه لبلبة دائماً
إلي البراءة والطفولة، لكن مرض والدتها صنع في قلبها حزناً وألماً
لا يفارقها.. وعندما اختارت أن تقف بجانب جيل الشباب رأت أنها بهذه الطريقة
ترد الجميل لمن قدمها من الرواد العمالقة في السينما وعلي المسرح، وفي هذا
الحوار تكشف عن تفاصيل كثيرة في حياتها الخاصة والسر وراء دخولها المطبخ
وطابور القطط الذي يتبعها كما تحكي عن فيلمها الأخير »البيه رومانسي«
ومشوارها الفني..
·
بدأنا معها من فيلم
»البيه رومانسي«..
ماذا عن قصة ترشيحك له؟
-
اتصل بي المنتج محمد السبكي وكنت قد تعاقدت معه منذ سنة ونصف
تقريباً في نفس وقت فيلم »حسن ومرقص«
وكان لديه سيناريو جميل جداً
غير »البيه
رومانسي« ويبدو أنه تعطل إنتاجياً وحاولت أن أرد العربون له ولكنه رفض وقال ربما نتقابل في عمل آخر،
وفعلاً فوجئت به بعد هذه المدة يحضر لي سيناريو »البيه رومانسي«
وأخبرني أن البطل هو محمد إمام، فسعدت جداً بذلك لأنني أحبه
وهو تقريباً »أتربي وكبر وسطنا«
واعتبره ابني تماماً..
ثم قرأت السيناريو ووجدت أن الشخصية لأستاذة في الجامعة وهي جديدة
عليّ..وانجذبت للدور لكونه مختلفاً
عما قدمته من قبل وفكرته جميلة،
فالأستاذة الجامعية تقوم بمحاولة تقويم سلوك ابنها الذي رباه زوجها بشكل
خاطئ عقب انفصالهما وهي تحاول إصلاح أخلاقيات الابن في إطار كوميدي لايت،
وكما يحدث في بعض الأفلام تم إدخال عدد من العناصر من أغنيات وأشياء أخري
فاختلف الفيلم قليلاً عما قرأت علي الورق.
·
ألم تسألي عن السبب في ذلك؟
-
سألت المنتج بالفعل لكنه أجاب بأنه يفضل التنوع داخل أفلامه
بالأغاني وإضافة المشاهد، فقلت فلنجرب.
·
الكثيرون لا يعرفون أنك أول من
تنبأ لمحمد إمام بأنه سيكون ممثلاً وهو مازال طفل رضيع..
أليس كذلك؟
-
هذا حقيقي فقد كنت أشارك مع والده الفنان عادل إمام في مهرجان
أسوان، وكانت أول مرة أري فيها محمد وكان في سيارة أطفال مع السيدة هالة
زوجة الزعيم، وحدث شيء غريب وقتها فأنا ومحمد تبادلنا بعض النظرات
بتعبيرات مختلفة،
وفي هذه اللحظات انتابني شعور
غريب وقلت لها:
هذا الطفل هو الذي سيكون ممثلاً
بين أبنائك. فاندهشت جداً وإلي الآن دائماً ما تسألني كيف عرفت ذلك،
ولكنه مجرد إحساس داخلي فقد وجدت فيه عينين معبرتين جداً ومن أول ما التقت عينانا وهو طفل رضيع وأنا أشعر
أن هناك حب متبادل بيننا.
·
وبماذا شعرت عندما وقف أمامك بعد
كل هذه السنوات أمام الكاميرا؟
-
أجابت ضاحكة:
نسيت نفسي فقد كان كل تركيزي منصباً
عليه وأنا أتمني أن يقدم أفضل ما عنده، وبصراحة ودون تحيز محمد يتمتع بموهبة جميلة
وإحساس عالي وقدم الشخصية بشكل جيد،
وأذكر أنه عندما طلبتني غادة عادل لأسجل معها حلقة من برنامج »أنا واللي بحبه«
اخترت محمد إمام وفوجئت هي
باختياري ولكن بعد التصوير أحببت الحلقة جداً
حتي أنها عرضتها في نهاية الحلقات من أجل تشويق الجمهور.
·
لكن بصراحة ألم تشعري بالقلق من
المشاركة في الفيلم خاصة أنه أول بطولة لإمام ويعتبر من بدايات المؤلف هيثم
وحيد السينمائية أيضاً؟
-
صمتت قليلاً ثم قالت:
أنا قلقة طوال الوقت وهذا شعوري دائماً مع كل عمل أدخله ولكن أريد أن أقول إن النجاح ليس
مضموناً دائماً
فأحياناً
نقدم موضوعات »جامدة جداً« ولكنها تعرض في وقت غير مناسب أو لا تحظي بالدعاية الكافية أو حتي التوزيع الجيد وتنزل
في عدد قليل من دور العرض السينمائي إلا عندما يعاد عرضه في القنوات
الفضائية وقتها يحقق نجاحاً
كبيراً..
فهناك عناصر عديدة تساعد علي نجاح الفيلم.
·
هذه العناصر-
في رأيك- هل تحققت مع »البيه رومانسي«؟
-
أعتقد ذلك لأنه نزل في وقت مناسب وكانت الدعاية كافية.
·
وهل لديك أية ملاحظات علي
الفيلم؟
-
نعم كانت لي ملاحظات علي السيناريو وعلي بعض الأدوار وأخبرت
بها المنتج، فبحكم خبرتي الطويلة كانت لديّ
بعض النقاط التي تناقشت معه فيها، وقام بالفعل بتعديلها وتصويرها لكنه قال إنه من
المحتمل أن يحذفها في المونتاج ولكني وجدتها في النسخة النهائية،
عموماً كل واحد حر في
فيلمه، لكنه بالتأكيد الآن تأكد من صحة ملاحظاتي
وأهميتها.
·
هل تحرصين علي النزول بنفسك
لمعرفة ردود أفعال الجمهور في السينما؟
-
أجابت بسرعة:
أخاف جداً
حتي لو حقق العرض الخاص نجاحاً
مع الناس،
وأخاف ان اتفرج علي نفسي،
فأنا أشاهد أعمالي ولكن
»واحدة.. واحدة« اسأل كثيراً وأعرف آراء المحيطين بي ثم بعد فترة أشاهدها.
·
أنت نجمة كبيرة..
فلماذا كل هذا الخوف؟
-
الشاشة موضوع ثاني..
وهذا ما كنت أقوله دائماً للمنتج محمد السبكي والمخرج أحمد البدري..
فالشاشة لها حسابات أخري..
فعندما تمثل هناك بعض التفاصيل التي تضحكنا،
ولكن عندما تعرض ربما الجمهور لا يضحك منها وقد تعجبه جزئية لم تكن تخطر
علي بالنا.. فعندما أقدم دوراً كوميدياً ليس من المفترض أن أقوم بحركات مفتعلة وإنما
أقدمه بشكل بسيط.
·
سبق ان اديت دور أم محمد أمام في
» حسن ومرقص« لكن الاداء في »البية رومانسي«
كان مختلفاً
، كيف حققت ذلك؟
وبالنسبة
لدور الأم فكان مختلفاً كثيراً
بين الفيلمين،
ولكن مشاعري تجاه محمد منذ طفولته أنه ابني، وفي »البيه
الرومانسي« كنت أتابع كل تفاصيل دوره حتي نظرة عينيه لأنني أحبه جداً.
·
حالة الحب هذه..
كيف انعكست في الكواليس؟
-
ابتسمت وقالت للصدفة في
»حسن ومرقص« كانت غرفتي تفصل بين عادل إمام ومحمد،
وفي هذا الفيلم أيضاً
غرفتي بجوار محمد، وحتي عندما انتقلنا لتصوير خارجي كان
»الكرڤان« الخاص بي بجواره!
وبمجرد وصوله إلي اللوكيشن يدخل ليسلم عليّ
ويضحكني بقفشاته اللذيذة ثم نبدأ الاستعداد للتصوير، وفعلاً قضينا وقتا
ممتعا جداً، ولم أفكر في العمل بقدر تفكيري في هذه الأوقات الجميلة.
·
من الملاحظ
دائماً أنك تتحدثين عن الأوقات الجميلة أثناء التصوير أكثر من العمل نفسه؟
ــ هذا حقيقي..
فأنا لا أستطيع أن أعمل بدون مشاعر جميلة..
فلابد أن أحب العمل الذي أدخله وأشعر مع فريق العمل بروح حلوة فهذا ينعكس
علي الشاشة ويشعر به الجمهور، وفي هذا الفيلم تحديداً
كانت فرصتي كبيرة عندما علمت أن محمد إمام هو البطل، وبشكل عام أنا أحب شغلي وإلا لما كنت استمر فيه
طيلة هذه السنوات..
فأحياناً
عندما أشاهد فيلماً شاركت فيه وأنا طفلة لا أصدق نفسي وأتعجب من مرور كل هذه السنوات
سريعاً
وكيف »اتسرق الوقت« لأن شغلتنا تسرق..
تسرق من أي حاجة!
·
هل
يحتاج الفن من الممثل أن يقدم
تضحيات
كبيرة؟
-
في وقتنا كلما أعطيت الفن كلما أخذت منه أكثر..
ولكن الجيل الحالي الذي ظهر منذ حوالي
٥١
سنة استطاع أن يكوِّن أسرة وينجب وأيضاً
يقدم الكثير في عمله بالفن.
·
عملت مع معظم شباب النجوم..
فهل لديك ملاحظات عليهم وهل اختلف تفكيرهم عن أفكار جيلك؟
-
أجابت ضاحكة كلهم عملت معهم تقريباً..
ومن لم أعمل معهم أيضاً هم أصدقائي وأحبهم جداً
مثل منة شلبي ومني زكي وهند صبري وأحمد حلمي وأحمد السقا، ودائماً
ما تجدين أن الاتجاه الفني يجمع ويوحد المشاعر والأحاسيس.. فالفنان الذي
يحب شغله ويخلص له يعجبني وأنا متحمسة لجيل الشباب وأفكارهم وهناك ألفة
جميلة بيننا.
·
هناك جملة جاءت علي لسانك في
»البيه رومانسي«
وهي أن الجيل القديم يجب أن يحتضن الجديد؟
-
ضاحكة:
مع الاختلاف طبعاً..
ولكن هذا أمر طبيعي فعندما كنت صغيرة شاركت مع عمالقة ووقفوا بجانبنا.. فما
المانع من أن نساعد الجيل الجديد الآن إذا جاءت لنا الفرصة المناسبة.
·
نعود قليلاً
إلي الوراء ونتحدث عن فيلم »يوم ما اتقابلنا«
فهو حالة خاصة لأن من النادر ما نقدم أعمالاً تتناول المرحلة العمرية المتوسطة بمشاكلها
وظروفها..
ورغم ذلك لم يأخذ حقه.
فلماذا؟
-
كما ذكرت هناك عوامل تساعد علي نجاح الفيلم..
»يوم ما اتقابلنا«
لم تصنع له دعاية أصلاً،
ولا أي أفيش في الشارع..
وما حدث هو أن المخرج إسماعيل مراد عندما انتهي من الفيلم ذهب
للموزع الذي أعطاه مواعيد عرض غير مناسبة وبالتالي اضطر المخرج للتأجيل أكثر من
مرة، وفجأة وجدته يتصل بي ويخبرني أن الفيلم سينزل بعد أربعة أيام فقط!!
وكان ذلك بسبب أن الموزع أخبره أنه إذا لم ينزل في هذا التوقيت سيتم تأجيله
للعام القادم، لذلك من المهم جداً توقيت العرض والدعاية وغيرها من العوامل المهمة،
ولكنه فيلم جميل كتبته زينب عزيز وتغريد العصفوري بإحساس عالي جداً، وأنا
علمت قبل نزول الفيلم بأنه لن يأخذ حظه،
·
بشكل ضمني..
هل قررت أن تكوني فنانة سينمائية فقط؟
-
بالنسبة للمسرح أو التليفزيون إذا وجدت عملاً
قوياً وجديداً فبالتأكيد سأقدمه، فالمسرح-
كما يقول الفنان نورالشريف-
يحتاج إليه الممثل بين فترة وأخري لأنه يؤكد علي أدواته.. أما التليفزيون
فكل عام يأتيني أكثر من عمل ولكني لا أشعر به، ولكن هذا العام ربما أشارك
في مسلسل ضخم مع نجم كبير، ولكني لم أقرأ السيناريو بعد،
وهم »كلموني«
عليه، وإذا وجدته جيداً فأرجو الله أن يعطيني القدرة علي تقديمة
.
·
هل رجوعك للدراما التليفزيونية
مقترن بشروط خاصة؟
-
ليس لديّ شروط
غير أن يكون العمل مكتوباً بشكل جيد، ويكون المخرج متمكن،
ودوري جيد والكاست كله قوي..
فالمهم أن نقدم موضوعاً
يمس الناس ليجذبهم لمتابعته لأنك تدخلين بيوت الناس لمدة ثلاثين حلقة، فإذا
لم تعجبي الجمهور فبضغطة واحدة علي الريموت يغير القناة، وإذا أعجب بك
سينتظرك ويتابع الأحداث التي تقدم كل يوم.
·
متي سنراك شريرة علي الشاشة؟
-
الشخصية التي قدمتها في فيلم
»ضد الحكومة« مع الراحل أحمد زكي كان بها بعض الشر، ولكنها تراجعت مع نهاية الفيلم وأصبحت طيبة..
طبعاً أحب أن أقدم الشر لأني بطبعي أحب التغيير.
·
هل لملامحك البريئة دور في أن
يحصرك المخرجون في أدوار الطيبة؟
-
أنا شخصياً عندما أجدني محصورة في دور ما أنتظر إلي أن يأتي
دور مختلف، وأعتقد أن المسألة ليس لها علاقة بالبراءة بدليل أن معظم النصابين
لطفاء ووجوههم لا توحي بالشر أبداً،
وأنا ممكن أعمل أي دور ولكن بشرط أن أحبه ولو حتي بدون ماكياج نهائياً.
·
أنت بطبعك متمردة؟
-
في شغلي فقط، ولكن في حياتي أبداً
حتي مكياجي في الطبيعة ثابت،
وشعري منذ فترة مستقرة علي شكله القصير..
فأنا لا أغير في شكلي.
·
معني ذلك أنك ترفضين النيولوك؟
-
أبداً لكني أعمل النيولوك
»اللي ما يخضش« الناس.. فإذا كان هناك دور يتطلب أن يكون لون شعري أصفر
مثلاً فسأغيره ولكن بعد انتهاء العمل سأعيده للونه الطبيعي.
·
أي أن ذلك يخضع لمتطلبات الشخصية
التي تقدمينها..
ولكن ماذا عن حياتك الخاصة؟
-
في حياتي الخاصة
غير متمردة إطلاقاً بالعكس دائماً خائفة وخجولة، وبداخلي الطفولة والخجل متوازيان وأحياناً
أرغب في التخلص منهما لكني لا أستطيع..
وقد أشعر بأنني أريد أن أكون جريئة مثلما
في شغلي أقوم بتغيير جلدي واختيار أدوار مختلفة.
وتضيف بابتسامة شقية:
أحياناً
الأشياء التي لا أستطيع أن أفعلها في الحقيقة »أخرجها«
في التمثيل، مثلاً نظرة معينة »أجرب نفسي فيها«
لأني مثلاً طول عمري
»لو حد بص لي عيني ..تنزل لتحت«..
وبالنسبة للفن يجب أن تكوني جريئة لتستطيعي
أن تتوحدي مع الشخصية وتتفاعلي معها..
فمهنتنا هي تجسيد الشخصيات المختلفة، ولكن أحياناً
تجدين بعضها قريب من شخصيتك الحقيقية.
·
وهل حدث هذا معك ووجدت
»نونيا« في أي عمل قمت بتقديمه؟
-
اخواتي قالوا إن »نوال«
في فيلم »خللي بالك من جيرانك«
قريبة مني جداً،
ولكن بصراحة أنا لم أشعر بذلك، وإنما...
صمتت قليلاً وكأنها تعيد أمام عينيها شريط طويل من الأعمال
وقالت:
افتكر أنني شعرت بنفسي عندما
غنيت للأطفال، لم أجد نفسي »نونيا«
في الأفلام أو الأعمال، وإنما في
٨٢
أغنية للطفل،
والمسرحية التي قدمتها أيضاً
للصغار باسم
»علي بابا.. كهرمانة.. شكراً«، وأوبريت تعليم الأطفال الحروف الأبجدية الذي
قدمه المخرج الراحل فهمي عبدالحميد وعبدالسلام أمين، وللأسف عرض بالخارج وليس في مصر..
ومن الأغنيات التي أشعر أنها قريبة مني »بابا حبيبي«
و»حصالتي ليها كرش«
و»واحد اتنين قطة وبطة«
و»لما كنت صغنونة كان عندي قلم رصاص«..
كل ده أنا،
وحتي عندما غنيت »دقي يا مزيكا«.
·
ما السر في أن أقرب أعمالك
لشخصيتك هي الخاصة بالأطفال؟
-
يمكن لأني شعرت أنها
»متفصلة عليّ« من الموسيقار عمار الشريعي والشاعر شوقي حجاب فقد قدما لي
أعمالاً جميلة جداً للأطفال، ولديّ أيضاً أغنية وطنية من أجمل ما قدم ولحن
عمار الشريعي وهي »أغلي
وطن« ونفسي أغنيها »دلوقتي«.
·
وما المانع في أن تعودي للغناء
مرة أخري؟
-
أنا لم أتركه وغنيت في
»يوم ما اتقابلنا«
و»وش إجرام«
والأخير لم أغني صحيح كـ»لبلبة«
ولكن كـ»أم طه«
فكان صوتي وأدائي،
وهي كانت أغنية دمها خفيف، وأحياناً أشعر أنني أريد أن أغني
غنوة وطنية لبلدي ولكني لا أجد أجمل من »أغلي وطن«
التي قدمتها منذ حوالي
٨
أو
٠١
سنوات.
·
لماذا لم تفكري اذن حتي الآن في
تقديم أغاني منفردة أو حتي ألبوم؟
-
إذا وجدت كلمات وألحان جيدة فسأقدمها،
ولكن الساحة الغنائية ممتلئة الآن بأصوات كثيرة،
لذلك أغني في إطار فيلم أو عمل درامي، وبالمناسبة أغني كثيراً
في المنزل لوالدتي.
·
ما أحب الأغنيات التي تفضلين
»الدندنة« بها؟
-
الأعمال الخاصة بفضل شاكر وشيرين وعمرو دياب..
فأنا أغني ما يدخل قلبي.
·
هل هناك أغنية تمنيت أن تغنيها
أنت؟
-
أجابت علي الفور: »مصر
هي أمي« التي غناها الراحل فؤاد المهندس، وبعده
غنتها الصديقة الجميلة عفاف راضي-
التي علي اتصال دائم معي حتي الآن-
بإحساس جميل ومؤثر جداً..
فكلمات الأغنية للجميل الراحل عبدالوهاب محمد وبرغم بساطة الكلام إلا أنه
عميق.
·
ما أخبار الحب عند
»نونيا«؟
-
ولا حاجة!
·
لكن ترددت أخبار عن قصة حب
مؤخراً؟
-
كانت إشاعة وهي حلوة،
لكن كيف وأنا ليل نهار مع والدتي وأعيش اليوم بيومه ولا أعرف ماذا سيحدث
غداً، فأنا في وقت صعب بسبب مرض والدتي طوال السنوات الماضية وحتي الآن،
زمان كنت أعتقد أن الفشل هو أصعب شيء في الحياة ولكن تفكيري الآن اختلف..
الأصعب هو الكبر مع المرض لأن الإنسان يكون ضعيف مثل الطفل ويحتاج لرعاية
خاصة.
·
أنت بذلك تقومين بتبادل الأدوار
معها لتكوني أنت الأم؟
-
هذا حقيقي ومن زمان،
ومن ناحية أخري أري الحب في عيون الناس والجمهور،
وحتي إذا لمحت نظرة حب شخصية »أعمل نفسي مش واخدة بالي«
واهرب .
·
ولماذا تهربين من الحب؟
-
ابتسمت بخجل وقالت:
أنا رومانسية ولكن عندي الأهم وهو أمي، فأحياناً يعرض عليّ
عمل لا يجذبني فأرفضه وأفضل أن أظل بجوار أمي لأرعاها.
·
ولكنك بطبعك إنسانة مجتهدة..
فلماذا لا تحاولين الجمع بين رعايتها وحياتك الخاصة؟
-
قد لا تتصورين حجم الأشياء التي اجمع بينها،
فأنا رجل البيت وأرعي شئون أمي وأدير أعمالي كفنانة.. فأنا بالمناسبة ليس
لي سكرتيراً أو مساعداً،
وزمان لم يكن هناك أصلاً هذه الأشياء، والغريب أن شباب الفنانين الآن لديهم مديرو أعمال!!
وبصراحة هذا مريح بالنسبة للفنانين حتي يتيح لهم التفكير في أعمالهم فقط،
ولكني تعودت الاعتماد علي نفسي.
·
ألم تفكري مؤخراً
في الاستعانة بسكرتير للتخفيف عنك قليلاً؟
-
أجابت بحزم:
أنا اللي اقرأ حاجاتي،
وأنظم أموري بنفسي..
حتي أنني لا أستشير أحد وهذا ما يحدث لي طيلة عمري،
فإحساسي »هو اللي يمشيني«
وقراري من قلبي.
·
وماذا عن
»نونيا« التي لا يعرفها أحد؟
-
أحب القطط جداً..
وهناك حكاية لا يعرفها أحد وهي أنني كل يوم أنزل بمنتهي الاحترام والوقار
من العمارة التي أسكن فيها وأحمل كيس به شيء »ملفوف«
بورق سوليفان، وبمجرد أن أنعطف جانب العمارة إلي الجراچ يأتي طابور من
القطط يسير خلفي وكأنهم يعرفون أنه طعامهم، وحتي القطط الموجودة في العمارة أقدم لها الطعام دون أن يعلم أحد من
الجيران، وهذا ليس في القاهرة فقط ولكن أيضاً
عندما أسافر للفيلا الخاصة بي في مارينا، فهناك تأتي القطط
إلي حديقتي في ميعاد محدد أقدم لهم الطعام فيه،
فأنا أحبهم وخبيرة بهم جداً وكان لديّ ٦
قطط سيامي ولكن أمي لا تحب وجودهم في البيت
لأني أرتبط بهم وأحزن عليهم جداً.
·
وهل لديك هوايات أخري؟
-
حالياً أنا في
KG2
مطبخ،
فبدأت منذ حوالي أربعة أشهر أتعلم وأدخل المطبخ رغم أنني طوال عمري لا أعرف
عنه شيئاً.
·
وكيف حدث هذا التغيير؟
-
والدتي مثل أي أم وجدتها تقول لي ذات مرة بعفوية:
»مش مكسوفة انك وصلتي للي انتي فيه وانتي مبتعرفيش تطبخي!!« ففكرت ووجدت
كلامها صحيحاً »نبقي ستات ازاي كده..
لازم نكون ستات بجد« وبدأت أسأل بالتليفون أقاربي وأصدقائي وحاولت أيضاً
أبتكر.. وصدقيني باقضي وقت جميل وممتع في المطبخ لأن بعد تناول الطعام أسمع
كلمة »تسلم إيدك« فأشعر أنني حققت شيء وهذا لطيف.
وأضافت ضاحكة:
قريباً جداً سأكون طباخة ماهرة لأني أصبحت مجتهدة في تعلم الطبيخ.
·
دخول المطبخ في البداية يعقبه
كوارث من تحطيم الأشياء لحرق الطعام..
فماذا حدث معك؟
-
كثيراً ما تسقط أشياء علي الأرض،
وأحياناً يكون الطعام ناقص بعض الملح أو يحتاج »تسوية«
أكثر.. وآخر أكلة عملتها كانت »القلقاس«
فلم أتخيل أنني أستطيع عمله في يوم من
الأيام لأنه صعب جداً، ولكني عرفت طريقة تحضيره وابتكرت فيه أيضاً..
صحيح انه لم يكن مظبوط
٠٠١٪ لكنني حاولت فيه،
ولسه هاعمل الحمام المحشي والمحشيات والرقاق، ولكني لا أعتقد أني لن اتعلم الأخير لأني أصلاً
نباتية ولا أتناول اللحم أو الدجاج.
·
هل لأن الطعام
النباتي صحي اكثر؟
-
لا..
إنما أخذت قراري من
٨١ سنة بأن أكون نباتية دون أسباب لأني منذ طفولتي لا أحب تناول اللحوم أو
الدجاج حتي اني كنت أعطيهم في الخفاء للقطط والكلاب لأتخلص منهم، ولكني
أعتقد أن الأكل النباتي يحافظ علي الجسم، كما أني بطبعي لا أحب الأكل كثيراً،
وقد أتناوله وأنا واقفة.
·
وهل ذلك سر الرشاقة؟
-
السر في الرياضة،
ولكن للأسف لا أواظب عليها منذ عدة أشهر بسبب ظروف والدتي الصحية، والرياضة
في رأيي مثل الإدمان يجب المواظبة عليها بصفة دائمة سواء »مشي« أو تمارين
خفيفة، وهي تعيد الجسم لطبيعته الهدوء والرضا النفسي سواء رجل أو امرأة.
أخبار النجوم المصرية في
17/12/2009 |