حتى فترة قريبة كانت تثير الجدل من خلال أفلامها فقط، لكنها الآن
أصبحت تثير الجدل أكثر من خلال البرامج سواء التي تقدمها أو التي تحل ضيفة
عليها.. إنها المخرجة إيناس الدغيدي التي تكلمت عن تصريحها الصدمة في
برنامج طوني خليفة “لماذا” والاعترافات الجنسية التي غلبت على حوارها مع
ضيوف برنامجها “الجريئة”، وتكلمت أيضا عن فيلمها الأخير وضعف إيراداته وعدم
اعتمادها فيه على أي من النجوم المعروفين في حوارنا معها:
·
في برنامج “لماذا” الذي قدمه
طوني خليفة في رمضان أثارت تصريحاتك استياء الكثيرين خاصة عندما قلت عن
الحجاب “ربنا ما يكتبه عليّ” ألم تخشي مثل هذه التصريحات؟
لا أعرف لماذا اعتبر البعض كلامي أنه هجوم على الحجاب وأنا لم أقل
شيئا فيه هجوم على الحجاب وإنما كنت أتكلم عن نفسي بأنني لا أريد ارتداء
الحجاب وهذه حرية شخصية، خاصة أنني مقتنعة بأن الحجاب ليس فرضا لكن من
تتحجب هي حرة والبعض يبالغ في تفسير كلامي ويتصيد أي كلمة لي ليشنوا حملة
هجوم عليّ لكنني لا أخاف أحدا وأقول ما أقتنع به.
·
لكن ما تصفينه أنت بالصراحة
يعتبره البعض تحررا زائدا عن الحد وضد الدين لدرجة أن هناك من حرك دعاوى
قضائية ضدك بسبب أفلامك من ناحية وتصريحاتك المستفزة من ناحية أخرى؟
هل تعلم ما هو المستفز في تصريحاتي؟ أنني أعري المجتمع فللأسف هناك من
يتظاهرون بالتدين رغم أنهم ليسوا كذلك، إذ أصبح الكثيرون يتخذون من مظاهر
التدين ستارا لإخفاء حقيقتهم وكلامي يستفزهم ويغضبهم ولهذا يهاجمونني لكنني
لن أتراجع أبدا عن حريتي في أن أقول ما أكون مقتنعة به.
·
تعرضت لانتقادات كثيرة عندما
قدمت برنامج “السينما والناس” بدلاً من هالة سرحان ورغم ذلك كررت التجربة
في برنامج “الجريئة” ألم تخشي من انتقادك مرة أخرى؟
بصراحة بعد تجربتي على شاشة روتانا لم يكن في نيتي تقديم برنامج مرة
أخرى ليس بسبب الانتقادات وإنما لأنني لم أجد بداخلي حماسة لتكرار التجربة،
لكنني فوجئت بأسامة الشيخ يطلبني لتقديم برنامج على قناة “نايل سينما” وأكد
لي أن وزير الإعلام أنس الفقي تحمس لوجودي، وأمام حماسهما وافقت خاصة أن
البرنامج هذه المرة للتلفزيون المصري، وعندما بحثنا عن اسم للبرنامج اخترنا
الجريئة لأنه يعبر عن شخصيتي وأظن أن الحوارات التي أجريتها مع النجوم كانت
جريئة حتى إنهم اعترفوا اعترافات جريئة جدا لم يقولوها من قبل.
·
لكن معظم هذه الاعترافات كانت عن
قصص حب وتجارب جنسية هل هذه هي الجرأة بالنسبة لك؟
الجرأة هي أن تكون صريحا وصادقا مع نفسك أولا والناس ثانية وكل ضيوفي
كانوا في قمة الصراحة معي، وليس عيبا أبدا أن يعترفوا بقصص حب كانت في
حياتهم، والذين هاجموني على البرنامج معظمهم من الإعلاميين الذين لا
يستطيعون في برامجهم وحواراتهم أن يكونوا بنفس الجرأة.
·
هل صداقتك بضيوف برنامجك كانت
سبب تلك الجرأة في اعترافاتهم؟
ضيوف برنامجي لم يكونوا كلهم أصدقائي، فمعظمهم تربطني بهم علاقة زمالة
عادية، وقليلون فقط هم أصدقائي المقربون مثل يسرا وإلهام شاهين، لكن
الاعترافات الجريئة لضيوفي كان سببها أنهم تحدثوا بصدق معي وأنني أعرف عن
معظمهم أشياء كثيرة ساعدتني على تحضير أسئلة جريئة.
·
صرحت من قبل بأنك ستطلقين قناة
فضائية بعنوان “الجريئة” لماذا توقف المشروع؟
أنا بالطبع لن أكون صاحبة تلك القناة بمفردي فأنا لا أملك الإمكانات
المادية لإطلاقها، لكنني كنت سأشارك مجموعة من المستثمرين، وعندما بدأنا
نتخذ إجراءات إطلاقها ظهرت بعض العقبات ولهذا تأجل المشروع لكنه لا يزال
قائما.
·
ما الذي حمسك لتقديم فيلم “مجنون
أميرة”؟
الفيلم يتناول في الأساس فكرة التعايش بين الأديان، فهذه هي القضية
الرئيسية للعمل وهناك بجوارها قضايا أخرى مثل استغلال المرأة والتشدد من
جانب بعض الدعاة الجدد وغيرها، وأنا طرحت تلك القضايا من خلال قصة الأميرة
ديانا التي أحبها وأعتبرها ضحية كثيرين ممن كانوا حولها لأنها أعطتهم
الكثير بينما قاموا هم باستغلالها.
·
هل صحيح أن الرقابة أصرت على حذف
بعض المشاهد؟
بالفعل حدث صدام بيني وبين الرقابة بسبب إصرارهم على حذف بعض المشاهد
والتي أثرت في رسالة الفيلم في النهاية، وبالمناسبة لم تكن اعتراضات
الرقابة على المشاهد المثيرة مثلما يتوقع البعض دائما في أفلامي، لكنها
اعترضت على بعض المشاهد التي لها علاقة بالدين ومنها مشهد يجمع الأميرة
ديانا والدعاة الجدد، وعموما الصدام مع الرقابة ليس أمرا جديدا بالنسبة لي
وأنا أحاول أن أدافع عن أفلامي بأقصى ما يمكنني.
·
هل ترين أن أفلامك يتم التعامل
معها بحساسية رقابية أكثر من غيرها؟
هذا صحيح فهناك توقع من الرقباء بأن أفلامي تحديدا لابد أن يكون بها
ما يتطلب حذفه وعلي أبو شادي رئيس الرقابة داعبني مرة مؤكدا أن أفلامي تلقى
اهتماما أكبر من الرقباء، وهذا لا يضايقني لأنني لا أقدم أفلاما عادية
وإنما أقدم أفلاما جريئة، ومن الطبيعي أن يكون هناك تخوف من الرقباء لكن في
النهاية أنا أحاول كما قلت ألا يتأثر فيلمي بمقص الرقيب.
·
الدفع بمصطفى هريدي كبطل للمرة
الأولى هل هو غرور منك بالاعتماد على اسمك فقط كمخرجة دون وجود نجم معروف؟
ولماذا تسمونه غروراً فأنا دائماً أقدم نجوماً جدداً في أفلامي مثلا
هند صبري وأحمد عز كان أول وجود سينمائي حقيقي لهما في فيلمي “مذكرات
مراهقة”، أما مصطفى هريدي فأنا شعرت بأنه مناسب للدور بعد أن شاهدته في
مشاهد قليلة في فيلم “ليلة البيبي دول”، وفي النهاية أنا أعتمد على الفيلم
في حد ذاته وليس على أسماء النجوم الذين يعملون معي.
·
لكن ألا ترين اعتمادك على الفيلم
نفسه لم ينقذه من ضعف الإيرادات؟
أعترف بأن الفيلم لم يحقق الإيرادات التي كنت أتمناها لكن بالتأكيد
توقيت عرضه بعد تخمة الناس من أعمال رمضان وخوفهم أيضا من دخول السينما
بسبب إنفلونزا الخنازير كلها أسباب أثرت في الإيرادات.
·
لماذا رفضت غادة عادل بطولة
الفيلم وعلى أي أساس رشحت نورا رحال؟
أنا لا أعرف لماذا رفضت غادة فقد رشحتها بالفعل لأنها الأنسب شكلا
لدور ديانا لكنها لم ترد وأنا اعتبرت عدم ردها رفضاً ورشحت نورا رحال لأن
ملامحها تناسب الدور.
·
ترفعين دائما شعار التحرر، هل
ينطبق هذا على علاقتك بابنتك؟
بالتأكيد أنا أترك لابنتي مساحة كبيرة جدا من الحرية والثقة، لكنني في
الوقت نفسه أقوم بدوري كأم في متابعتها ونصيحتها وأتدخل في حياتها بحسم
أيضا إذا تطلب الأمر.
·
ما موقفك لو قررت ابنتك أن تصبح
ممثلة إغراء في السينما؟
أولا لا يوجد شيء اسمه ممثلة إغراء لكن هناك ممثلة عليها طالما اختارت
تلك المهنة أن تقدم ما تتطلبها منها الأدوار التي توافق عليها، فلا يوجد
شيء اسمه سأقدم دوراً لكن بشرط أن يحذف منه المخرج قبلة أو مشهد “مايوه” أو
قميص نوم، التي تفعل هذا تناقض نفسها وعليها أن تبحث عن مهنة أخرى ولو كانت
لدى ابنتي رغبة في أن تصبح ممثلة لم أكن لأمانع أبدا.
الخليج الإماراتية في
04/11/2009 |