في حصاد الإنتاج الدرامي السوري للموسم الرمضاني 2009، لن تتغير أسماء
المسلسلات كثيراً حين يتعلق الحديث بدراما البيئة الشامية الجديدة، فما
سنتابعه هذا العام هو مجرد أجزاء جديدة من مسلسلات سبق وتابعنا أجزاءها
الأولى حتى لو تغيرت أسماء الأجزاء التالية، كما حصل مع مسلسل (بيت جدي)
الذي صار اسم الجزء الثاني منه (الشام العدية).
هكذا سيتكرر سيناريو العام الفائت في مسلسلات البيئة الشامية، فتحضر أربعة
مسلسلات هي الجزء الرابع من مسلسل (باب الحارة)، الجزء الثاني من مسلسل
(الحصرم الشامي)، والجزء الثاني من مسلسل (بيت جدي) والجزء الثاني من
(أولاد القيمرية)، أما المسلسل الخامس، أي الجزء الثاني من (أهل الراية)،
فهو الحاضر- المؤجل، حيث أعلنت الشركة المنتجة له (شركة سوريا الدولية
للإنتاج الفني) تأجيل تصويره وربما عرضه، إلى ما بعد الشهر الفضيل. سيناريو
قديم - جديد الحديث عن الأجزاء الجديدة من مسلسلات قديمة يفترض أن يعدنا
على الأقل بأحداث جديدة، وهو الأمر الذي يتحدث عنه صناع تلك المسلسلات، لكن
الحكم النهائي على جديد المضمون يبقى رهن عرض تلك الأعمال.
مخرج مسلسل (باب الحارة) بسام الملا اعترف أن أحداث الجزء الثالث من مسلسله
في العام الفائت لم يأتِ جديده بالكثير، لذلك هو يعد جمهور مسلسله بجزء
رابع ساخن ومثير، ومنذ الحلقة الأولى، وذلك وفق ما كشف في مؤتمر صحافي عقده
أثناء تصوير المسلسل، أما الجزء الثاني من مسلسل (بيت جدي) فيبدو أن تغيير
الاسم جاء متناغماً مع تغيير الأحداث. والتي ستستكمل في جزء منها حكاية
الجزء الأول، ولكنها ستضيف إليها حكايات أخرى وبطبيعة الحال شخصيات جديدة
أخرى أهمها شخصية أبو حجاز، التي يؤديها الفنان سامر المصري، أما مسلسل
الحصرم الشامي فيبدو الأكثر اتزاناً لجهة تناوله الأحداث وتسلسلها،
واستقرار فريقه الفني، وبالتالي لا جديد يذكر على المسلسل هذا العام غير
أحداثه الجديدة.
أحداث ساخنة
في التفاصيل، ما رشح عن معلومات عن الجزء الرابع أن أحداثاً ساخنة تشهدها
حارة الضبع أساسها المشهد الأخير الذي انتهى به الجزء الثالث من المسلسل
حين قرر رجال الحارة مواجهة الفرنسيين، ففتحوا باب الحارة مشرعين بنادقهم
صوب الجنود الفرنسيين، ويبدو أن هذه المواجهة ستكلف أهل الحارة مواجهات عدة
مع الفرنسيين لن ينجو منها حتى النساء.
في الجزء الرابع من العمل سيغيب الفنان سامر المصري عن تأدية شخصية العقيد
(أبو شهاب)، دون أن يعني ذلك غياب شخصية العقيد عن هذا الجزء، فالعقيد الذي
تردد أنه سيظهر في قرابة عشرين مشهداً في العمل سيكون حاضراً وفق حل إخراجي
يظهر لنا شخصيته دون وجهه، وبالتالي فقد استعان المخرج الملا بمدير إنتاجه
سامر الطويل ليؤدي شخصية العقيد أبو شهاب نظراً إلى التشابه الجسماني بينه
وبين الفنان المصري، وبذلك نحن على موعد مع (أبو شهاب)، ولكن بطريقة لا
يظهر وجهه واضحاً.
اختيار هذا الحل الإخراجي من شأنه أن يدفعنا للاعتقاد بأنه لا يمكن حتى
الساعة الجزم بخروج نهائي للفنان سامر المصري من ضمن فريق مسلسل (باب
الحارة)، ولعل الأيام القادمة التي ستسبق تصوير الجزء الخامس من المسلسل
تحمل نوعاً من المصالحة بين المخرج الملا والفنان المصري تؤدي إلى عودة هذا
الأخير إلى فريق العمل، وعندها بلا شك سيكون الجميع رابحين بما فيهم
الجمهور الذي أحب العقيد أبو شهاب بأداء الفنان سامر المصري.
في الجزء الرابع من (باب الحارة) ستغيب شخصية إشكالية هي شخصية أبو غالب،
ولكن المسلسل سيقدم معادلاً موضوعياً بديلاً عنها من خلال شخصية (النمس)
التي يؤديها الفنان مصطفى الخاني، حيث سيشتري النمس الخارج من السجن
حديثاً، بيت أبو غالب الذي هجر بدوره الحارة، ويؤكد الفنان الخاني ل(الحواس
الخمس) أن النمس شخصية ذكية وطريفة تحب المقالب.
وقد اجتمعت فيها مجموعة من التناقضات الإنسانية التي قد توجد في كل شخص
فينا، لذلك أحياناً يوصلك خبثه حد كرهه، وفي أحياناً أخرى تحبه. ومن الوجوه
الجديدة في المسلسل سنتابع الفنان فايز قزق، والفنانة منى واصف، إضافة إلى
مجموعة العمل الرئيسية التي من المفترض أن تحتل بينها شخصية معتز المساحة
الأكثر تأثيراً في أحداث الحارة، ولاسيما مع غياب العقيد (أبو شهاب) عنها.
الأكثر استقراراً
الجزء الجديد الثالث من مسلسل الحصرم الشامي الذي كتبه السيناريست فؤاد
حميرة عن (حوادث دمشق التاريخية) للبديري الحلاق، ويخرجه سيف الدين سبيعي
سيرتبط مع الجزء الثاني لناحية الفترة الزمنية، وبالتالي هو سيتابع
بالشخصيات نفسها، ومن نقطة انتهاء الأحداث فيه حيث شهدنا انتكاسة في بيت
الأغا، وفي الجزء الثالث سيستعرض المسلسل مرحلة حكم إبراهيم باشا في بلاد
الشام وإنجازاته الإصلاحية فيها.
يشارك في الجزء الجديد الذي سيعرض بشكل حصري ومشفر على شاشة أوربت نخبة من
نجوم الجزأين السابقين للمسلسل منهم: عباس النوري، فارس الحلو، خالد تاجا،
نادين، حسن عويتي، ضحى الدبس، نضال سيجري ، أيمن رضا ، قصي خولي ، قيس
الشيخ نجيب، نادين، نسرين الحكيم، لمى إبراهيم، ناهد حلبي، عامر علي،
وآخرون.
الشام العدية
بالنسبة لمسلسل (الشام العدية) فهو لا يختلف عن الجزء الأول (بيت جدي)
لناحية تناول تفاصيل الحياة الاجتماعية، ولكن يكثر فيه خطوط وقصص جديدة
ومهمة منها سياسة ومنها اجتماعية، وانطلاقاً مما انتهت إليه أحداث الجزء
الأول يبدأ (الشام العدية).
اليبان الإماراتية في
27/08/2009 |