يمتلك النجم نور الشريف قدرة غريبة على إدهاش من يتابع مشواره الفني؛ ففي كل دور جديد لديه دائماً مفاجأة فنية جديدة، وقدرة خاصة على التنوع والابتكار. في كل مرة نلتقي به نجد لديه ما يثير الدهشة والتأمل لقدرته الفائقة على تغيير جلده الفني، فهو ينتقل برشاقة وذكاء بين كل عمل وآخر.

نور الشريف ليس مجرد فنان مثقف لكنه أشبه بضمير مجتمع يبحث دائماً عن الفضيلة، تراه مهموماً بقضايا وطنه، وعلى شاشة رمضان هذا العام يرتدي نور الشريف عباءة الصعيدي من خلال مسلسل (الرحايا حجر القلوب) الذي يعرض على قناة أبوظبي الأولى، (الحواس الخمس) التقاه فكان هذا الحوار:

·         لماذا كان هذا الغياب الطويل عن الأعمال الصعيدية، وما هي مسوغات العودة؟

طوال السنوات الماضية عرضت عليّ أعمال درامية تتناول حياة الصعيد؛ فلم أجد فيها أي جديد، وكلها تشبه بعضها البعض، حتى قدم لي المؤلف عبد الرحيم كمال معالجته لهذا المسلسل فأعجبني جداً.

وعندما انتهى من كتابة أول خمس حلقات وقعت عقد المسلسل لأنه يتحدث عن شخصيات واقعية وأحداثاً حقيقية عاشها المؤلف، وكنت أجد الشخصيات تتحرك على الورق، وكأنها من لحم ودم، بعيداً عن القضايا التقليدية المعروفة عن الصعيد، وكنت أتمنى تقديم دور صعيدي منذ فتره لأنني لم أقدمه سوى مرة واحدة منذ أكثر من عشرين سنة في مسلسل (مارد الجبل).

·         ما هي الملامح الرئيسية للشخصية التي تؤديها في (الرحايا)؟

تدور الأحداث حول شخصية محمد أبو دياب، رب العائلة الذي يتعامل مع أولاده ومطلقاته بطريقة خاصة، إضافة إلى أنه إنسان لا يمكن فهمه بسهولة؛ فشخصيته مركبة وتحمل تفاصيل إنسانية كثيرة، وشخصية محمد أبو دياب التي أقدمها في الأحداث يمكن أن تراها شخصية واقعية وأيضاً أسطورية.

·         تذكرنا شخصية محمد أبو دياب بشخصية الحاج متولي، هل هي محاولة لإحياء هذه الشخصية بنسختها الصعيدية؟

أولاً لا علاقة بين شخصية محمد أبو دياب وشخصية الحاج متولي سواء في التفاصيل أو الأحداث بصفة عامة، فما يربط بينهما أن كليهما تزوج من أربع نساء، ولكن الاختلاف أيضاً أن الحاج متولي كان رجلاً مزواجاً لحبه النساء ولتحقيق مصالحة بهذا الزواج، أما محمد أبو دياب فقد تزوج أكثر من مرة من أجل العزوة والأبناء.

·         هل تخشى منافسة جمال سليمان الذي يقدم الآن عمله الصعيدي الثاني، وقد نجح نجاحاً باهراً في عمله الأول (حدائق الشيطان)؟

بصراحة شديدة لابد أن نعترف أن هناك بعض المؤلفين يكتبون أعمالاً صعيدية تشبه بعض المسلسلات التى سبق تقديمها مع أنها ليست من صميم الحياة الصعيدية، ولكن (الرحايا) مأخوذ عن أحداث وشخصيات واقعية، وسيكون هذا سر اختلافه وتميزه، لذلك أرى أن مسلسلي مختلف عما هو سائد لذلك فهو خارج المنافسة أو المقارنة بأعمال أخرى. وبصفة عامة أنا أجتهد في عملي ولا تشغلني أي منافسة بوجود أعمال أخرى، ولا أنظر إلى ملعب غيري.

·         ألم تقلق من التعامل مع مؤلف ومخرج يعملان للمرة الأولى؟

لا يشغلني اسم المؤلف أو المخرج بقدر ما يشغلني العمل نفسه، ومدى قدرتهما على تقديمه بأفضل صورة، فالمخرج حسني صالح يقدم أول عمل له، إلا أنه يملك ثقافة كبيرة في الإخراج، وقد تعاقدت معه لإخراج فيلم من إنتاجي، ولو كان غير كفوء ما كنت سأغامر معه بأموالي.

·         ما الذي يميز المسلسل الصعيدي حتى يحافظ على جماهيريته مدة طويلة على الرغم من تشابه المضامين في بعض الأحيان؟

الصعيد لا يزال منطقة درامية عذراء على الرغم مما تم تناوله من أعمال لاسيما وأن أغلبها لم يقترب من الصعيد ويغوص في مشكلاته، وبالتالي جاءت المعالجات لقضاياه سطحية، وسر تميز المسلسل الصعيدي حتى يحافظ على جماهيريته مدة طويلة أنه شكل مختلف عن الدراما السائدة التي تتناول موضوعات بعضها تم طرحها من قبل، إضافة إلى أن الشخصية الصعيدية في حد ذاتها شخصية تجذب الأنظار دائماً، ومسلسل (الرحايا) عمل درامي يمزج بين الواقع والأسطورة، وهذا لا يتوافر إلا في بعض روايات نجيب محفوظ والأدب اللاتيني، وأنا من أشد المعجبين بهذا النوع من الأدب.

·         حدثنا عن عملك الآخر (ما تخافوش)، وما هي المقولات الرئيسية التي يطرحها؟

هذا المسلسل يناقش قضيتين غاية في الأهمية، الأولى الرغبة في إزالة الخوف من النفوس، لأنه قد يصل بالشخص إلى عالم مجهول ويدمره، فأحياناً يقتل الشخص ويسرق ويدمر نفسه وحياته بسبب الخوف؛ والقضية الثانية هي فضح الحركة الصهيونية أمام العالم كله لأن ما يفعله الصهاينة لا يمت للدين اليهودي بأي صلة، فكل الأديان تحرم قتل المدنيين والأطفال والنساء والخراب والدمار.

·         ألا تخشى من أن يثير المسلسل جدلاً كبيراً حولك؟

أنا متأكد من إثارته للجدل خاصة من جانب السفارة الإسرائيلية، وربما تعترض أيضا السفارة الأمريكية.

اليبان الإماراتية في

27/08/2009