لم تنقض بعد أيام قليلة على بَدء أيام شهر الصوم المبارك، وعلى الرغم من
هذا، فإن جيوش المشاهدين بدأت ترصد أهم الأعمال الدرامية كي تتابعها على
شاشات البث الفضائية العربية.
وقد علم (الحواس الخمس) أن نسبة الإقبال على المحطات العربية المشفرة مثل
(أوربت) و(إي آر تي) زادت خلال هذه الأيام الأول على عكس ما كان يحدث في
المواسم السابقة، ربما أراد الناس حصر مشاهدتها في محطة أو اثنتين بقصد
التخلص من التنقل الدائم بين المحطات مع الأخذ في الحسبان أن ما تعرضه
المحطات المشفرة لا يعرض على المحطات الفضائية الأخرى، إذ إن هذا شرط من
شروط العرض المشفر.يستطيع المرء أن يسجل ملاحظات الأسبوع الأول من خلال
شريط الأعمال العربية التي تعرض هنا وهناك، ومن الممكن أن يلاحظ منذ الأيام
الأولى أن تلفزيون أبوظبي يدخل هذا العام ساحة المنافسة بإنتاجات متنوعة في
حين لا يزال تلفزيون دبي يحتل موقع المقدمة في الكم والنوع للأعمال التي
اجتهد على تحضيرها على مدار عام.
وبإمكاننا القول إن شاشات (مؤسسة دبي للإعلام) حصلت على حصة الأسد كماً
ونوعاً من خلال مبدأ الشراكة في الإنتاج مع عدد من كبريات شركات الإنتاج
العربية المصرية والسورية. في حين ظل الإنتاج المحلي حصرياً على تلفزيون
(سما دبي) انطلاقاً من استراتيجية المؤسسة التي اتبعتها قبل ثلاث سنوات
بجعل سما دبي انطلاقة العمل الدرامي المحلي والممثل الإماراتي، بل حققت
المؤسسة هذا العام أفضل الإنتاجات المحلية، وقام تلفزيون (دبي) كما (سما
دبي) بعرض الأجندة اليومية للمسلسلات على يسار الشاشة من الأعلى على مدار
اليوم، مما يتيح المجال للمشاهدين أن يتابعوا خياراتهم بين تلك العروض كجزء
من حل تقني شامل لتجميل الشاشة خلال هذا الشهر.
وهي لمسة تؤكد حرص المحطة على تقديم أفضل التقنيات للمشاهد العربي، وهي
بلاشك لمسة تزيد من جماهيرية تلفزيون (دبي) الذي ينفرد بكونه التلفزيون
العربي الوحيد الذي يقدم 15 إنتاجاً رمضانياً لهذا العام.
وبنظرة تحليلية نسجل بعض الملاحظات على الأعمال الدرامية التي تقدم من خلال
خارطة البث الرمضاني. نبدأ مع مسلسل (خاص جداً)، حيث تعتمد يسرا، الشريكة
الاستراتيجية لتلفزيون دبي، على ملابس في مسلسلها بما لا يتناسب وعمرها، أو
طبيعة الدور الذي تقوم به، أي أن ما تظهر عليه لا ينتمي لمحور الشخصية
الإنساني أو الاجتماعي، في حين تأخر مسلسل (عمر شقا) بالإفصاح عما يمكن أن
يتضمنه، أو حول الجديد الذي يمكن أن تقدمه حياة الفهد.
ولعل حجم مشاهدة الأعمال المحلية على شاشة (سما دبي) يزداد يوماً بعد يوم،
واعتاد الإماراتيون خلال شهر رمضان أن تكون (سما دبي) النافذة التي يطلعون
من خلالها على أهم الإنتاجات الرمضانية الحالية من (هديل الليل) إلى
(الجيران) إلى (حنة ورنة) إلى شعبية كرتون، أو (خوصة بوصة)، العمل الذي
يسجل متعة لدى كثيرين ممن تابعوه حتى الآن، وغيرها من الأعمال الأخرى تجتهد
(سما دبي) لتقديم الإنتاج الرمضاني المحلي الأفضل، وحقاً لا يوجد من
ينافسها على تقديم أهم الإنتاجات الرمضانية المحلية هذا العام، وإن كان
المطلوب هو تحقيق سرعة في إيقاع مسلسل (الجيران) مثلاً الذي ينفذ بطريقة
يمكن أن نسميها طريقة المخرج مصطفى رشيد الذي يعتمد على البطء في إيقاع
العمل مع تقديم جماليات في الإضاءة، ربما لا تخدم مضامين المشاهد المكتوبة.
أما تلفزيون أبوظبي فيصر على الإعلان عن مسلسل (الهدامة) على أنه (منيرة)،
ويصر أيضاً على أن يقدم هيفاء حسين على أنها بطلة العمل على الرغم من أن
اسمها يتأخر في الظهور في شارة العمل للمرتبة الثالثة. ونلفت هنا إلى أن
محطات تلفزيونية خليجية تعرض العمل باسم وحيد هو (الهدامة)، ولكن تلفزيون
أبوظبي يرتأى أن يكون (منيرة)، كما يرتأى أن تكون سعاد العبد الله هي
الممثلة الخليجية، صاحبة الحظوة خليجياً في تقديم مسلسل في قصة كلاسيكية
تطرقت لها الشاشة العربية كثيراً من خلال عمل (أم البنات).
والذي يأتي في خضم منافسة تلفزيون دبي الذي يعرض مسلسل لحياة الفهد، وما
يدعو للعجب أن الإنتاج الحصري صفة تسبق معظم إنتاجات أبوظبي لهذا العام
وتحديداً (رجال الحسم)، العمل الذي يخرجه الفنان نجدت إسماعيل أنزور، وهذا
العمل تبثه الفضائية السورية، وربما محطات أخرى تقدمه أيضاً، مما ينفي عنه
صفة الحصرية، وهناك (الرحايا) من بطولة نور الشريف، وهذا العمل ثمة إشارات
إعلامية كثيرة إلى قيام المحطات المصرية ببثه في الوقت نفسه، وأنها هي
صاحبة العرض الحصري الأول له.
ولا تقدم إلهام شاهين في إطلالتها ما يدعم شراكتها مع تلفزيون أبوظبي لهذا
الموسم أيضاً، وحتى لا نظلم كل الأعمال التي انتقدناها نشير إلى أنها مبنية
على قراءة سريعة للحلقات الأولى، وقد يختلف الأمر بعد حين حينما تتوضح
الرؤيا ولكن ثمة من يقول إن الإشارات الأولى كفيلة بأن تعطي انطباعاً عاماً
وشاملاً عما يمكن أن نشاهده، ويقول الأشقاء المصريون «البيت بيبان من
عنوانه»!
الفنجان والصراع
بداية المسلسل البدوي (فنجان الدم) الذي تعرضه (إم بي سي) لا ينبئ بأن هناك
ما يمكن أن يوصف بالإنتاج الضخم، على الرغم من أن فيه ممثلين كبار بحجم
غسان مسعود وجمال سليمان، وحينما كان يقال في العام الماضي إن هذا العمل
سيطغى على مسلسل (صراع على الرمال) الذي قدمه المخرج الكبير حاتم علي، يبدو
أن الكلام ظل في فلك الشائعات فقط، إذ إن الفرق كبير لجهة الإخراج، وتكامل
عناصر العمل الفني عموماً، ولعل الإنتاج الكبير الذي قدم فيه (صراع على
الرمال) ينتصر له في منافسة غير واضحة حتى الآن مع (فنجان الدم)، ولكن
فلننتظر أكثر ونرى.
اليبان الإماراتية في
27/08/2009 |