حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

الدراما الرمضانية تحتفي بعلاقة المسلمين بالأقباط.. والسينما تنافس

كتب عمرو عاشور

رغم أن رمضان هذا العام يحوي أول موسم مسلسلات تعرض بعد ثورة 25 يناير التي توحد فيه المصريين جميعًا بكافة الطوائف لخلع نظام الحكم، إلا أن ذلك التوحد بين كافة المصريين لم يستثني الدراما من التطرف والحديث عن علاقة المسلمين والمسيحيين في المجتمع.

إذ يضم هذا الموسم الرمضاني عدد من المسلسلات التي تناقش علاقة المسلمين بالأقباط في أطر عدة تختلف ما بين العلاقة الطيبة والمشكلات الاجتماعية التي قد تعكر هذه العلاقة بعض الشيء.

أول الأعمال الدرامية التي ترصد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين كان مسلسل "دوران شبرا" بطولة دلال عبد العزيز، عفاف شعيب، هيثم أحمد زكي، هاني عادل، أحمد عزمي، وملك قورة وتأليف عمرو الدالي، وتتناول حلقاته علاقة المسلمين والمسيحيين بحي شبرا ، وأظهرت الحلقات الأولي حميمية العلاقة ووحدة الصف بينهما وتسامح كل طرف مع الآخر، في حين تناول السينارست احمد ابوزيد تلك العلاقة في مسلسله "آدم" من خلال طابع الإثارة والتشويق الذي تتسم به الحلقات ليمثل الطرف المسيحي "نانسي " مي عز الدين" وباقي عائلتها الارستقراطية، بينما يمثل الطرف المسلم "آدم " تامر حسني" وباقي عائلته البسيطة التي تعيش في حي شعبي، دون أن تفرق الأحداث بين "الحاج" و"المقدس"، كما يتناول مسلسل "وادي الملوك" بين طياته العلاقة بين المسلمين والأقباط في القرن الـ19 وذلك من خلال شخصية "مارجريت" وهي راهبة تعيش في أحد الأديرة بالصعيد وتجسد دورها الفنانة مي نور الشريف، وتربطها علاقة صداقة بإحدي السيدات المسلمات.

علي جانب آخر تنتظر دور العرض السينمائية فيلمين في الأشهر القليلة القادمة هما "الخروج من القاهرة" تأليف واخراج هشام عيسوي وتم رفضه من الكنيسة بسبب تناوله معلومات خاطئة عن المسيحيين ويسلط الفيلم الضوء علي حبيبين تعاكسهما الأقدار بسبب المفاهيم الاجتماعية و الثقافية المتوارثة حيث يتناول الفيلم علاقة محرمة بين شاب مسلم وفتاة مسيحية من خلال "أمل إسكندر" التي تجسد دورها "كوكي" شقيقة "روبي" وهي فتاة قبطية في الثامنة عشرة من عمرها وتعيش في منطقة "بشتيل" بالقاهرة وتحب شاباً مسلم اسمه "طارق" ويجسد دوره "محمد رمضان" الذي يقرر أن يغادر مصر إلي إيطاليا، وحين تخبره أنها حامل منه، يخيرها بين إما أن تغادر البلاد معه، أو تجهض حملها، لكنها ترفض الخيارين رغم حبها الشديد له، وبعد ذلك تنهار حياة "أمل" و تجد نفسها في عالم تسوده الجريمة والرذيلة .

وينتظر الجمهور أيضا فيلم "هابي فلانتين" من إخراج منال الصيفي، وهو من الأفلام المفروضة أيضا من الكنيسة المصرية بسبب تطرق الفيلم لبعض تفاصيل الدين المسيحي، وتدور أحداثه حول راهبة مسيحية يقتل زوجها يوم عيد الحب لذلك تقرر أن تصبح راهبة، كما يتطرق الفيلم لتفاصيل دقيقة في الدين المسيحي وما يدور في الكنيسة المصرية، وتقوم ببطولته إلهام شاهين التي قدمت في نفس السياق فيلم "واحد صفر" .

كما تنظر الرقابة حاليا فيلم آخر بعنوان "الغماية" للناشط الشيعي "محمد الدريني" ويتناول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بشكل حساس، إذ تدور أحداثه حول قصة شاب مسيحي اسمه "كرم" وهو من الشباب الملتزم دينيا وتقوم باختطافه مجموعة دينية متشددة ويتناول الفيلم قصة الالتزام الديني داخل البيت المسيحي .

ولأن المشكلة والجدال المثار تركز أكثر في السينما بينما انصبت الدراما علي الجانب التقليدي المعتاد، توجهنا بالحديث إلي هشام عيسوي مخرج ومؤلف فيلم "الخروج من القاهرة" الذي قال لنا : قصة الفيلم تدور حول شاب مسلم يقع في غرام فتاة قبطية، وأري أنه لا يوجد هناك أي فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، ولكنها مشاكل مثل أي مشكلات تحدث في العالم أجمع، فمثلاً هناك مشاكل بين البيض والسود في أمريكا والمسلمين والمسيحيين في أوروبا، وبصراحة شديدة لا أري الأقباط يعانون من أي مشكلات داخل مصر والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين علي أتم وجه ولن تفسدها السينما، وتابع قائلاً : أقوم في الفيلم بإظهار المشكلة بموضوعية تامة للوصول إلي حلول منهجية، إذ إن دور السينما هو التقريب بين وجهات النظر ونقل المشكلات بموضوعية ودقة.

أما منال الصيفي مخرجة فيلم "هابي فلانتين" فتري أن السينما لا بد وأن تقدم أهدافاً واضحة ورسالة لتوضيح العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وتابعت: أناقش في فيلمي تلك العلاقة بمفهوم إيجابي لأن الدين ليس به تهريج ولا مجال للخطأ فيه، وأري أنه لا توجد أي مشكلات بين المسلمين والمسيحيين لأننا جميعاً نعيش في وطن واحد، همنا واحد، وفرحنا وحزننا واحد ، أما الأفلام التي تناقش هذه العلاقة بصورة خاطئة فإنها تقدم رسالة سلبية وتسعي إلي خلق المشكلات وإحداث بلبلة في المجتمع، وأعتقد أن هذا أسلوب استفزازي ينم علي عدم احترام القوانين والعادات الموروثة لدينا.

وعن فكرة أن هناك أعمالاً كثيرة خلال الفترة المقبلة تناقش نفس القضية تقول الصيفي : أعتقد أن هذا حدث بمحض الصدفة وليس هوجة مثلما يقال ، وأري أيضاً أن تلك الفكرة متشعبة ويجب مناقشتها في أكثر من عمل ، ولأن عملاً واحدًا لن يكفي لطرح كل جوانبها ، وفي كل الأحوال يجب أن تقدم تلك الأعمال بمهنية وحرفية عالية حتي لا تكون سبباً في عمل بلبلة وإشعال فتيل الفتنة الطائفية في المجتمع.

روز اليوسف اليومية في

19/08/2011

 

انفراج أزمة مسلسل «خاتم سليمان» بعد التهديد بوقف عرضه

كتب ايه رفعت - نسرين علاء الدين 

اشتعلت مؤخرا أزمة في بلاتوهات مسلسل «خاتم سليمان» الذي لم يتم الانتهاء من تصويره حتي الآن، بعد قرار المخرج أحمد عبدالحميد الانسحاب من تصوير المسلسل بسبب عدم حصوله هو وباقي فريق العمل علي ما تبقي من مستحقاتهم المالية حتي الآن رغم أنهم طالبوا بها أكثر من مرة وتلقوا وعودا كثيرة بحل المشكلة في أسرع وقت دون أن تشهد أرض الواقع أي تغيير مما دفع المخرج أحمد عبدالحميد بالتقدم بشكوي للنقابة للحصول علي حقوقه هو وباقي فريق العمل وهدد بإيقاف المسلسل عند الحلقة السادسة عشرة إلا أن مسعد فودة نقيب السينمائيين طالب أحمد عبدالحميد بالصبر ومحاولة حل القضية دويا وعمل المفاوضات اللازمة مع الشركة المنتجة، إلا أن عبدالحميد أكد أنه لو استمر التفاوض والملاوعة أكثر من ذلك فلن ينتظر كثيرا وسينسحب بشكل نهائي.

من جانبه قال المؤلف محمد الحناوي: نشب الخلاف ليلة الاثنين الماضي عندما ثار المخرج أحمد عبدالحميد بسبب عدم حصوله وباقي فريق العمل علي مستحقاتهم المالية المتأخرة من شركة بركة المنتجة للمسلسل.. ليتقدم بعدها عبدالحميد بشكوي لنقابة السينمائيين وتم حل القضية مع حلول الساعة الثانية بعد منتصف الليل وعاد بعدها عبدالحميد للاستوديو لاستكمال التصوير».

وأكدت الفنانة فريال يوسف أنها وباقي فريق العمل من الفنانين المشاركين بالمسلسل لا يريدون الحديث عن أزماته وأنها لا تعلم أي شيء عن إيقاف التصوير وأضافت: «أعتقد أن الأزمة كلها بدأت بعد انتهاء التصوير مساء أمس الأول وذهبنا للتصوير في اليوم التالي بشكل طبيعي، كما أن خط سير العمل يعمل علي ما يرام ولم نشعر بهذه الأزمة التي تم حلها في اليوم التالي وأؤكد أن إيقاف التصوير مجرد شائعات فأنا نفسي لم أتلق أي اتصال من المخرج أو أحد العاملين يقولون فيه إن مواعيد التصوير قد تأجلت».

بينما أشار مسعد فودة نقيب السينمائيين إلي أن الأزمة أحيلت له مساء الاثنين من قبل المخرج أحمد عبدالحميد وتم بالفعل حل المشكلة التي بدت ضخمة إلا أن المنتج الفني للمسلسل عصام التوني قام بصرف الشيكات لكل العاملين في المسلسل وبعدها استأنف المخرج أحمد عبدالحميد عمله بالفعل حيث قام بعمل مونتاج الحلقة الجديد وأعطي أوردر لفريق عمل المسلسل بموعد استئناف التصوير من جديد بعد توقف التصوير ليلة واحدة.

وأضاف مسعد فودة: إن المنتج محمد بركة لا يزال مختفيا تماماً عن الصورة، لكن اختفاءه لم يعد مشكلة بعد أن حصل العاملون علي مستحقاتهم وتابع فودة: إن أزمة المسلسل سببها الأساسي هو تأخر التصوير حتي الآن والخطر يكمن في أن فريق العمل يقوم بتصوير الحلقة التي يتم عرضها في نفس اليوم مما يضعهم في مأزق، وأن وقوع أي مشكلة تهدد بوقف عرض المسلسل ككل رغم النجاح الكبير الذي حققه العمل حتي الآن.

روز اليوسف اليومية في

19/08/2011

 

6 مسلسلات تتخطي الـ30 حلقة

كتب سهير عبد الحميد 

علي الرغم من اكتفاء صناع معظم الأعمال الرمضانية بعرض ثلاثين حلقة فقط من المسلسلات إلا أن هناك عدداً من الأعمال سيستمر عرضه إلي ما بعد عيد الفطر من هذه المسلسلات «رجل لهذا الزمان» الذي يتناول السيرة الذاتية للعالم المصري مصطفي مشرفة ويقوم ببطولته أحمد شاكر وهنا شيحة ومنال سلامة وياسر فرج وتخرجه انعام محمد علي ويبلغ عدد حلقاته 34 حلقة وقد انتهت المخرجة من تصويره ومونتاجه بالكامل العام الماضي.

ونفس الحال بالنسبة للجزء الثالث من مسلسل «الدالي» الذي أنتجه محمد فوزي وتم تأجيله من العام الماضي وتبلغ عدد حلقاته 31 حلقة ويقوم ببطولته نور الشريف وسوسن بدر ووفاء عامر وحسن الرداد ودينا فؤاد وأيتن عامر وهو من تأليف وليد يوسف وإخراج يوسف شرف الدين.

كذلك مسلسل «أنا القدس» المؤجل أيضاً من العام الماضي وعدد حلقاته 31 حلقة ويقوم ببطولته فاروق الفيشاوي وعبير صبري وعابد فهد وسعيد صالح وتاج حيدر ويخرجه باسل الخطيب. أيضاً هناك مسلسل «آدم» لتامر حسني ومي عز الدين ودرة وإخراج محمد سامي فالبرغم من ضيق وقت التصوير إلا أن مخرجه أصر علي استكمال أحداثه حتي الحلقة 31 .

كما يستمر مسلسل «في حضرة الغياب» في ثالث أيام عيد الفطر والذي يعرض السيرة الذاتية للشاعر الفلسطيني محمود درويش ويقوم ببطولته فراس ابراهيم وسولاف فواخرجي وميرنا المهندس كذلك المسلسل المثير للجدل «الحسن والحسين» أما مسلسل «وادي الملوك» التي تقوم ببطولته سمية الخشاب وصابرين ومسلسل «الريان» لخالد صالح فقد اضطر صناع هذه الأعمال بالاكتفاء بثلاثين حلقة فقط علي الرغم من أن السيناريو الأصلي لها يتعدي 35 حلقة نظراً لعدم القدرة علي تصوير الحلقات المتبقية في ظل ضيق الوقت.

روز اليوسف اليومية في

18/08/2011

 

الممثل السعودي قال إنه تلقى عرضا لتقديم أعماله بعيدا عن التلفزيون السعودي

فايز المالكي: «قول في الثمانيات» عمل سيئ والمفترض عرضه في فترة الأطفال

جدة: عبد الله مخارش


في الوقت الذي يهاجم فيه النقاد والمتابعون السعوديون ما يقدم من تهريج وإسفاف، في أكثر الأعمال السعودية الكوميدية، وهبوط كبير في مستوى المادة الكوميدية، وما يراه البعض استخفافا بعقول الناس، فإن سبب تلك الأعمال الهزيلة التي تقدم حاليا يعود إلى عدم اهتمام المختصين في القنوات الفضائية بجودة تلك الأعمال، وإنما ملايين تدفع دون حسيب أو رقيب، في أعمال لا تناقش واقع المجتمع السعودي ولا همومه، بل بالعكس تشوه صورة المجتمع السعودي.

ويختلف حال المتابعين بين مؤيد ومعارض، والمفاجئ في الأمر، أن كفة الإشادات والإطراءات انتقلت إلى الممثل السعودي، فايز المالكي، الذي يقدم «سكتم بكتم» في جزئه الثاني، حيث قدم حلقات من واقع المجتمع الخليجي والسعودي خاصة. وأسهم في انتقال أكثر المتابعين إلى عمله على الرغم من أنه يعرض في نفس وقت عرض «طاش 18» وهو وقت الذروة. ولكن حديث المجالس في رمضان كان لا يخلو من ذكر ما يقدم من فكاهة. ويؤكد فايز المالكي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه وجد صدى كبيرا عند المتابعين لعمله، وأن ذلك النجاح يعود لبحثه، طيلة الفترة الماضية، عن قصص تكون قريبة للواقع، بحث في داخل هموم مجتمعنا: «لم أقدم شيئا من الخيال، بل حرصت على تقديم ما يدور في الواقع، وقدمناه بصورة كوميدية هادفة، بعيدا عن التهريج أو التجريح». وعن ما يقدم من أعمال كوميدية في الوقت الحالي وما تتعرض له تلك الأعمال من هجوم لاذع، قال: «فعلا هناك أعمال سيئة، بعيدة كل البعد عن الكوميديا السعودية والخليجية».

وعن مسلسل «فينك» ومسلسل «قول في الثمانيات»، قال المالكي: «بصراحة لو مسلسل (فينك) الذي أخرجه فيصل يماني، عرض في قنوات فضائية أخرى لكان لاقى اهتماما أكبر، وبالنسبة لمسلسل (قول في الثمانيات)، فهو عمل سيئ وغير مفيد، والمفترض عرضه في فترة تقديم برامج الأطفال، وبصراحة المفروض ميزانية تعميده لا تتعدى 600 ألف ريال سعودي وليس تسعة ملايين». ويضيف في الوقت نفسه: «نحن جاءتنا إشادات كبيرة من الجماهير، وأيضا من مسؤولين، وعلى الرغم من ذلك جاءت مكافأتنا بخصم (دقائق) كثيرة من العمل، وهناك من لاحظ وجود مشاهد محذوفة من العمل». ويمضى فايز المالكي في حديثه: «وجدت إشادة كبيرة من وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبد العزيز خوجه، قال لي إن التلفزيون السعودي كان صامتا وأنت أعدته». وسألنا المالكي عن وجود عروض أخرى للانتقال من التلفزيون السعودي إلى قنوات فضائية، فأكد قائلا: «يا عزيزي.. العروض موجودة وتقريبا اخترت القناة الفضائية التي سأنتقل إليها قريبا وسأعلن عنها قريبا». ومسلسل «سكتم بكتم» يعرض يوميا خلال شهر رمضان، ومن بطولته وبطولة فخرية الخميس، ويشارك فيه أيضا علي المدفع وفهد العمر، وعرضت في الأيام الماضية عدة حلقات حازت على إعجاب الحضور، منها «نعتز بخدمتكم»، وانتقد فيها الخطوط الجوية السعودية، وأيضا حلقة «الابتعاث» وحلقة «البلاك بيري».

الشرق الأوسط في

19/08/2011

 

صراع الأصل والصورة في دراما رمضان

مسلسلات السيرة الذاتية شر لا بد منه

القاهرة: طارق الشناوي 

كانت وصية «هند رستم» لابنتها الوحيدة «بسنت»: «لا تسمحوا لأحد بأن يقدم حياتي في عمل فني».. كانت «هند» قد شاهدت المسلسلات التي تناولت حياة فنانين من معاصريها، وهي شاهدة إثبات على جانب من الوقائع، إلا أنها لم تعثر عليها، فاختلطت الحقائق بالأكاذيب، ولهذا أوصت ابنتها بألا يعبث أحد بتاريخها!! من عايشوا الزمن الذي تجري فيه أحداث عدد من مسلسلات السير الذاتية وكانوا فاعلين أو حتى قريبين من شخوصه وأحداثه كانت لديهم دائما انتقادات، إلا أن المثير هو أن الجمهور أيضا كثيرا ما يعتريه التحفظ وأحيانا الغضب من هذه المسلسلات، على الرغم من حرصه على أن يشاهدها!! الذي يثير الدهشة في مسلسلات السيرة الذاتية هو التباين الشديد بين الأصل والصورة.. الشخصيات الفنية والسياسية لدى كل منا، سواء عرفنا هذا الفنان أو السياسي عن قرب أم لا، صورة ما تنطبع عنها في أذهاننا حتى لو خالفت الحقيقة، إلا أنها يظل لها في أحيان كثيرة طعم الحقيقة!! مع كل فشل تحققه مسلسلات السيرة الذاتية نعتقد أنها النهاية لهذا النوع الدرامي، ثم نكتشف في رمضان التالي أن الباب لم يغلق بعد، وأن هناك المزيد من الأعمال الفنية في الطريق إلينا!!.. هذا العام زادت الجرعة، وأيضا ارتفع معدل الاعتراضات، حتى تلك التي تقاضى أصحاب السيرة الحقيقيون أجرا للموافقة عليها، إلا أنهم لم يركنوا للصمت وكان لديهم أيضا اعتراضهم.. صباح «الشحرورة»، وأحمد الريان «الريان»، ومحمود درويش «في حضرة الغياب»، والمسلسل الوحيد الذي أفلت من الغضب هو «رجل لهذا الزمان» الذي يقدم حياة عالم الذرة المصري «د.علي مصطفى مشرفة»، وذلك لأنه يتناول الجوانب الإيجابية فقط لتلك الشخصية على المستويين العلمي والشخصي، كما أن هناك مسافة زمنية أكثر من ربع قرن تفصلنا عن حياة «مشرفة».. والغريب أن الغضب امتد إلى مسلسل «نونة المأذونة» الذي لا يقدم حياة مأذونة بعينها إلا أن هذا لم يمنع أن أول مأذونة في مصر اعتبرت المسلسل يشوه حياتها رغم أنه لا يتناول من بعيد أو قريب حياتها!! المسلسلات الثلاثة «الشحرورة» و«الريان» و«في حضرة الغياب» سوف نرى العديد منها يشغل مساحة أمام القضاء بحجة تعمد التشويه.. كانت بداية شلالات الغضب بعد الحلقة الأولى من مسلسل «في حضرة الغياب» الذي يتناول حياة الشاعر الكبير «محمود درويش»، من تأليف الكاتب السوري المعروف «حسن يوسف» وإخراج «نجدت أنزور».. أيضا «سولاف فواخرجي» تشارك «فراس إبراهيم» البطولة. «محمود درويش» مر على رحيله ثلاث سنوات، وهو مع «نزار قباني» و«عبد الرحمن الأبنودي» يشكل كل منهم لدى الناس حضورا خاصا، فهم بين الشعراء القلائل في عالمنا العربي الذين حققوا شعبية جماهيرية بهذا السحر الخاص، ليس فقط سحر الشاعر، ولكن سحر الشخصية بقدرتها على أن تخرج بعيدا عن دفتي ديوان الشعر لتلتقي مباشرة بالجماهير في علاقة حميمة.

«فراس إبراهيم»، بطل ومنتج الحلقات، فوجئ بأن مساحة الغضب تتجاوز مجرد احتجاج المؤسسة الثقافية الفلسطينية التي تحمل اسم درويش لتمتد إلى المشاهدين العرب من خلال المطالبة بمقاطعة المسلسل.. الكاتب «حسن يوسف» كان يقدم حالة متوازية على مستوى البناء الدرامي، حيث إنه يعيد قراءة أشعار «محمود درويش» التي تمتزج مع سيرته الذاتية لتنسج حكاية وطن، لأن «محمود درويش» ولد قبل النكبة بنحو عشر سنوات وكان على المستوى الشخصي فاعلا في المواقف السياسية طوال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.. كاتب السيناريو كان يعود للقصيدة باحثا عن اللمحة، وكان يقدم القصائد بصوت «فراس»، والناس تحفظ قصائد درويش بصوته، ولهذا زادت مشاعر الغضب كلما ازدادت مساحات التباين بين الأصل والحقيقة!! ولم يسلم مسلسل «الشحرورة» من غضب مشترك من الجمهور وأيضا «صباح»، التي قالت إن المسلسل يشوه تاريخها، على الرغم من أن الكاتب «أيمن الشندويلي» سجل معها تفاصيل حياتها على شريط كاسيت، إلا أنها اتهمته بأنه تعمد ألا يلتزم بالأحداث التي روتها له، على الرغم من أنه قال «لو التزمت دراميا بما روته لي (صباح) لشوهت تاريخها»!! كانت الحادثة التي أثارت غضبها هي مقتل أمها على يد شقيقها، على الرغم من أن الكاتب لم يوضح هل لأنها قد ضبطت في وضع غير أخلاقي أم أنه مجرد شك، خاصة أن المخرج «أحمد شفيق» قدم لنا الأم دائما في صورة المرأة المخلصة، ولهذا كانت مفاجأة أن نصدق خيانتها. كذلك اعترضت «صباح» على صورة والدها الذي قدم في المسلسل باعتباره رمزا للجشع.. بالتأكيد أن «صباح» كثيرا ما تناولت في أحاديثها التلفزيونية العديد من التفاصيل الخاصة والحساسة في حياتها، فهي مثلا لا تشعر بأي حرج وهي تذكر كم المرات التي خانت فيها أزواجها، والناس يحفظون من خلال البرامج التلفزيونية العديد من تلك الوقائع، فهي صاحبة هذا التصريح وهو أنها خانت كل أزواجها.. ورغم ذلك لم تكتف «صباح» بإعلان الغضب، لكنها انضمت إلى أسرة «فيروز» في احتجاجها عندما تحايل المسلسل على قصة الزواج الذي لم يكتمل بين «عاصي رحباني» و«صباح»، حيث أطلق عليهما المسلسل «صاصي» و«نيروز» ورغم ذلك اعترضت «فيروز» وتضامنت معها «صباح»!! الحقيقة أن الصدمة لم يشعر بها المشاهدون بسبب الأحداث، لكن لأن صورة «صباح» في شبابها لا تزال قابعة في خيالنا.. نحن نرى «صباح» في كل الأوقات من خلال الفضائيات التي تعيد دائما أفلامها، ونرى هذا الوجه المضيء الذي يشع حضورا وجاذبية.. «صباح» محفورة في ذاكراتنا، وصورتها في الشباب لا يمكن أن تغادرنا لأن الأفلام رسخت هذه الملامح. كان أول خطأ وقع فيه المخرج أنه منح الدور إلى «كارول سماحة»، وهي لا يمكن أن تقترب شكليا أو نفسيا مع الصبوحة، ولهذا خسر المخرج ضربة البداية، على الرغم من أنه سبق له في مسلسل «ليالي»، الذي تناول بأسلوب غير مباشر حياة المطربة الراحلة «سوزان تميم»، أن أسند الدور إلى «زينة» وهى بالمناسبة لا تشبه «سوزان» أيضا، لكن الفارق أن «سوزان» على عكس «صباح» ليست لها في الذاكرة صورة ثابتة، فهي من الممكن أن تتم إعادة تشكيلها مرة أخرى برؤية مختلفة، وحتى لا نظلم المخرج فأنا أقول إنه قد أجاد ضبط إيقاع الحلقات، لكن لا يزال الخطأ الرئيسي له يكمن في اختيار «كارول سماحة»!! مسلسل آخر وهو «الريان» المأخوذ عن حياة «أحمد الريان»، وكان «الريان» قد تقاضى مقابلا ماديا، ورغم ذلك حرص فريق العمل على التأكيد أن العمل الفني من نسج الخيال ولا يمت بصلة قربى لأي شخصيات بعينها، لكن الحقيقة التي نعرفها جميعا هي أن هذا هو «الريان» وتلك هي عائلته وهؤلاء هن زوجاته.. «خالد صالح» استطاع أن يشع في جنبات الشخصية التي يؤديها قدرا من الدفء، ليدفع الجمهور لكي يحب «الريان»، حيث قدم الشخصية بدرجة عالية من الحميمية، كما أنه أصبغ عليها المفردات الخاصة به وأخذها إلى عالم «خالد صالح». «الريان» بالطبع ليست له صورة محفورة لدى المشاهدين باستثناء اللحية، لكن الناس رسموا له صورة للإنسان الفهلوي القادر على بيع الوهم، وبالفعل هو صدر للناس في مصر أنه يستطيع أن يزيد مدخراتهم بنسب غير مسبوقة وصدقوه.. المعروف أن آلافا من الأسر المصرية فقدت بسببه تحويشة عمرها، ورغم ذلك فإن «أحمد الريان» هو الغضبان من المسلسل الذي تتابعه بشغف الجماهير!! المسلسل الذي أفلت من تلك المشاعر هو «رجل لهذا الزمان» الذي يتناول حياة عالم الذرة «د.علي مصطفى مشرفة».. لا يوجد أي أرشيف مصور لمشرفة باستثناء تلك الصورة الفوتوغرافية التي نسجت على منوالها «إنعام محمد علي» شخصية «مشرفة» التي أداها «أحمد شاكر»، الذي سبق له أن أدى قبل ثلاث سنوات دور «فريد الأطرش» في مسلسل «أسمهان».. الشخصية لها جاذبيتها ومصداقيتها، لكن النص الدرامي لجأ إلى أسلوب السرد التقليدي، ولم يستطع الكاتب «محمد السيد عيد» أن يقفز فوق أسوار الطريقة المباشرة في السرد، وأصبحنا أمام مسلسل مهم لكنه يفتقد الجاذبية.

كما أنني لم أستطع أن أستسيغ الأسباب التي أدت بالمخرجة إلى تقديم الحوار بهذا الأسلوب، فعندما تتحدث بعض الشخصيات الأجنبية نستمع إلى كلمة بالإنجليزية والباقي بالعربية، فصار الأمر يؤدي إلى الضحك في الدراما.. من الممكن أن تلجأ إلى اللغة الافتراضية، أي أن تنطق الشخصيات حتى الأجنبية اللغة العربية والناس يتسامحون معها لأنهم يتعاملون مع هذا القانون مثلما يشاهدون فيلما أميركيا تجري كل أحداثه في فرنسا وشخوصه فرنسيون، لكن الشخصيات تتحدث اللغة الإنجليزية بلكنة أميركية ويتقبل الناس ذلك!! كان من المفترض لولا أحداث الثورة أن نشاهد أيضا حياة «تحية كاريوكا» و«بليغ حمدي» و«رشدي أباظة» و«محمد عبد الوهاب»، وهم أربعة من العمالقة عاشوا في مرحلة زمنية متقاربة مع «صباح»، أي أن المشاهد كان سيجد نفسه يتابع الشخصية الواحدة في اليوم مرتين وربما ثلاثة، لأنك مثلا سترى «عبد الوهاب» في مسلسل «عبد الوهاب» وترى «عبد الوهاب» آخر في المسلسل الذي يتناول حياة «صباح» وترى «عبد الوهاب» ثالثا في المسلسل الذي يتناول حياة «تحية كاريوكا» مثلما حدث هذا التداخل مع مسلسلي «العندليب» و«السندريلا»، اللذين عرضا قبل ثلاثة أعوام، وكانت النتيجة هي حالة التشتت التي عاشها الجمهور، لكن الله سلم هذا العام وتعثرت باقي المشروعات التي تناولت شخصيات فنية باستثناء «الشحرورة»!! مسلسلات السيرة الذاتية في كل عام هي التي تحتل المساحة الأهم على الخريطة الرمضانية، ورغم ذلك فإنها أيضا هي صاحبة النصيب الأكبر من الانتقادات، وكأنها شر لا بد منه.. صارت عادة رمضانية لا نستطيع الاستغناء عنها، وفي الوقت نفسه لا نتوقف عن إعلان الغضب.. كأن نردد أغنية عبد الوهاب «أحبه مهما أشوف منه»!!

الشرق الأوسط في

19/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)