حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

نسرين الإمام (الفلاحة) زوجة مسيو رمضان:

أخذت دروسا خصوصية من زوجة «البواب» من أجل «نعمة»

حوار : علي حلبي

تسير بخطي ثابتة نحو النجومية عمرها الفني قصير حيث عرفها الجمهور قبل (3) أعوام مع مسلسل (قلب ميت) في شخصية رئيسية أمام شريف منير وغادة عادل ثم فوجئنا بها بطلة لمسلسل (بره الدنيا) أمام شريف منير أيضا وهذا العام نراها في شخصية (نعمة) الفلاحة وزوجة محمد هنيدي في مسلسل (مسيو رمضان أبوالعلمين حمودة).. انها الفنانة الشابة نسرين الإمام التي تحدثت لصفحة «راديو وتليفزيون» في حوار تروي السطور التالية تفاصيله:

·         < كيف تم اختيارك لمسلسل مسيو رمضان؟

ـ رشحني المؤلف يوسف معاطي، وقامت شركة الانتاج بترتيب مقابلة مع الفنان محمد هنيدي، الذي أصابته الدهشة عندما رأني ارتدي الجلباب الفلاحي ولم يتمالك نفسه من الضحك، وقال بسم الله ما شاء الله «هي دي نعمة اللي أنا عايزها» وبالفعل حصلت علي الدور.

·         < وكيف أتقنت الملابس واللهجة الريفية؟

ـ الملابس لم أتدخل في اختيارها لأنني أثق في قدرات صديقتي الستايلست داليا يوسف، فهي أقدر مني علي اختيار الملابس، أما عن اللهجة فأنا فلاحة من الشرقية ولي علاقة وثيقة بالبلد ودائما ما تكون بيننا زيارات، وهذا ما يجعلني لست ببعيدة عن اللهجة الريفية، وحتي أتقنها أكثر وأكثر لجأت لخدمات البواب وزوجته فلمدة ساعة يوميا كنت استمع لحكايات البواب وزوجته، وفي نهاية المطاف سجلت قصة حياة زوجة البواب علي شريط كاسيت حتي أتعلم منها مخارج الحروف، أما عن حركة اليدين التي صاحبت الكلام فهي فكرتي حتي يشعر المشاهد بأن «نعمة» فلاحة.

·         < وماذا عن فكرة دخولك عالم الكوميديا؟

ـ العمل الكوميدي يختلف عن العمل الاجتماعي، لأن الكوميدي يعتمد علي نجم كبير مثل الفنان محمد هنيدي يمتاز بأسلوبه الكوميدي السهل والسلس وهو ما حول باقي أبطال العمل بتلقائية إلي كوميديانات فبعد بداية التصوير ومرور أكثر من يوم بدأت أشارك بافيهات بعيدة عن السيناريو وكانت تلاقي قبول المؤلف يوسف معاطي وبطل العمل محمد هنيدي والمخرج سامح عبدالعزيز، مثل «الرقصة» الفلاحي التي أديتها ولم تكن داخل النص.

·         < بعيدا عن اللهجة والكوميديا ماذا عن تركيبة نعمة؟

ـ ما ساعدني في تجسيد الشخصية ملامح وجهي، لأن الصفة البارزة في نعمة هي الطيبة والعفوية، ولكن الشخصية أجهدتني كثيرا لأنها تمر بها بأكثر من مرحلة والمرحلة الأصعب عندما تقرر نعمة السفر إلي القاهرة بعد سفر «حمودة» إلي فرنسا، وهي مفاجأة الحلقات وقلبت الأحداث رأسا علي عقب.

·         < وهل أثرت شخصية «نعمة» علي نسرين الإمام؟

ـ أثرت بشكل كبير جدا، لأني عشت الشخصية بكل تفاصيلها وفي احدي المرات كنت بصحبة أصدقائي في «وسط البلد» وبعفوية تحدثت باللهجة الفلاحي مع حركات يدي المصاحبة للكلام، وهو ما أثار ضحكات أصدقائي وكل من بالشارع.

·         < اعتدنا ان نراك في عمل واحد فقط كل عام؟

ـ أنا أحب التمثيل وأحب أن أتقن أدواري، فالتمثيل عندي هواية أحبها، وليس عملا أتقاضي عليه المال، لذلك أحب أن أقدم الدور الذي أرضي عنه فقط، كما أني لا أريد أن أثقل علي المشاهد فأريد ان يراني مرة واحدة في العام حتي لا يملني، وان حدث وقررت تقديم عملين في وقت واحد فسيكونا مختلفين كل الاختلاف.

·         < منذ أول ظهور لك وأنت بطلة.. ما تعليقك؟

ـ هذا توفيق من عند الله أولا، حيث بدايتي كانت مع الفنان القدير عمر الشريف في «حنان وحنين» بعدها وقفت أمام الفنان شريف منير في «قلب ميت و«بره الدنيا» وهذا العام أكمل خطواتي مع الفنان محمد هنيدي.

·         < بمناسبة الحديث عن الفنان شريف منير تردد انه كان يرفض مشاركتك في «بره الدنيا»؟

ـ بالفعل هو كان يرفض مشاركتي ولكن ليس كشخصي «كنسرين الإمام» ولكنه كان يرغب أن تشاركه العمل فنانة كبيرة حتي تتحمل معه مسئولية العمل، كما انه يخشي التكرار لأن مشاركته من قبل مسلسل «قلب ميت».. واستطعت أنا والمخرج مجدي أبوعميرة اقناعه بأنه فنان كبير ووضع اسمه علي افيش أي عمل كفيل لنجاحه..

·         < لماذا وقعت عقد احتكار مع احدي شركات الانتاج؟

ـ لأن هذه الشركة قادرة علي التعامل مع الفنانين، وصناعة نجوميتي.. فهي تتبناني وتقدمني في أدوار متميزة  ولا أفكر أن هناك عيوبا في هذا الاحتكار مثل عدم المشاركة في أعمال أخري سوي من انتاج الشركة.. وهو ما يعوضني عنه بالأدوار المتميزة التي تقدم إليّ.

·         < وما الصعوبات التي قابلتك أثناء التصوير؟

ـ أهم هذه الصعوبات الناموس لأن التصوير دائما ما يكون في مناطق ريفية وزراعية، وأيضا البرد فبداية التصوير كانت تصوير مشاهدي في مناطق مفتوحة وهو ما يعرضنا للبرد، أيضا غياب الأمن كان ضمن الصعوبات التي واجهت كل أسرة المسلسل لأن كثيرا ما كنا نتعرض لمضايقات أثناء التصوير في بعض الأماكن العامة والشوارع.

·         < هل تابعت أحداث الثورة؟

ـ أنا لا أحب السياسة كثيرا، وإنما الثورة حدث لا يمكن (تفويته)، ولذلك أنا عشتها بكل التفاصيل، وأتمني الاستقرار والرخاء لمصر الغالية، كما انني أحب أحمد شفيق وعمرو موسي وأتمني أن يفوز أحدهما بمنصب الرئاسة.

·         < من ينافسك من أبناء جيلك؟

ـ لا تعتبر منافسة بمعني الكلمة، ولكن هي تشجيع كل منا للآخر، وتربطني علاقة جيدة بآيتن عامر وعمرو يوسف وحسن الرداد، ودائما ما يشيد كل منا بأدوار الآخرين.

·         < وماذا تابعت نسرين من دراما رمضانية؟

ـ تابعت مسيو رمضان أبوالعلمين حمودة.. والريان ومواطن اكس، واضحك كثيرا علي «كيد النسا» ومكائد فيفي عبده لسمية الخشاب.

·         < وما أهم التعليقات علي أدائك في المسلسل؟

ـ كانت أهم التعليقات من المخرج مجدي أبوعميرة الذي اتصل بي تليفونيا وقال لي «أنت كده عملتي كل حاجة في الدراما وبقيت مية مية» وأيضا مكالمة من الفنانة الكبيرة كريمة مختار التي قالت لي «أنت أجمل وأجدع فلاحة شفتها في حياتي».

الأخبار المصرية في

17/08/2011

 

المشاكل مازالت تحاصر (نونة المأذونة)

دعوي قضائية ضد المؤلف تتهمه بالسطو علي الفکرة 

< تعرض مسلسل «نونة المأذونة» لمجموعة من المشكلات بدأت برفض البعض لفكرة ظهور حنان ترك ضمن أحداث العمل وهي ترتدي عمامة الأزهر مما اضطر المخرج منال الصيفي لحذف هذه المشاهد وأيضا اعتراض أمل عفيفي أول مأذونة في الواقع علي الطريقة التي قدمت بها حنان ترك الشخصية وتأكيدها علي مقاضاة المسلسل، كما تقدم المؤلف محيي الدين مرعي بدعوة قضائية ضد المسلسل بجانب شكوي للجنة الطواريء بنقابة المهن السينمائية مطالبا بحقوقه الأدبية والفكرية وتعويض مادي يصل إلي مليون جنيه من الشركة المنتجة للعمل، بجانب مطالبتهم باعتذار رسمي من المؤلف فتحي الجندي واضافة اسمه علي الشرائط «المستر» للمسلسل علي انه صاحب الفكرة الرئيسية للمسلسل الذي قدمها من خلال عمل درامي تم انتاجه عام 0002 وتم عرضه علي شاشة القناة الثالثة في التليفزيون المصري تحت اسم «المأذونة اسمه سعاد» بطولة سهام جلال وأحمد راتب وميمي جمال واخراج أحمد الشيخ وان الحلقات مسجلة بمكتبة التليفزيون، وقد أشادت الرقابة وقتها بجدية الفكرة ولذلك تقدمت بشكوي للنقابة وقامت باستدعاء مؤلف المسلسل الذي اكتشفنا انه غير نقابي بل يقوم بدفع رسوم للحصول علي تصريح لمزاولة المهنة.

علي جانب آخر أكد المؤلف عبدالمنعم شطا: أنا صاحب الفكرة الرئيسية للعمل ولقد قمت بكتابتها تحت عنوان «عزيزة المأذونة» وقمت بتسجيل الفكرة في الشهر العقاري عام 9002 وعرضتها علي الفنانة صابرين التي وافقت عليها وكنت أتناولها بشكل كوميدي إلا أني تعرضت إلي وعكة صحية منعتني من استكمال العمل، وأضاف: أنا لا أفكر في رفع أي دعوي قضائية فأنا أري ان مثل هذه الدعوات لا تجدي بجانب أن المؤلف فتحي الجندي قد اتصل بي هاتفيا واعتذر لي لعدم علمه بأني صاحب الفكرة الأساسي وقبلت اعتذاره.

وردا علي ذلك أكد المؤلف فتحي الجندي ان مهنة المأذونة موجودة في المجتمع ويمكن تناولها بأكثر من جانب وأكثر من شكل وان فكرة المسلسل تدور في ذهنه من سبع سنوات إلا أنه أقبل علي تقديمها هذا العام بعد عرض الفكرة علي الفنانة حنان ترك والمخرجة منال الصيفي الذي نالت اعجابهم بشدة مطالبينه باكمال الحلقات إلي (03) حلقة بدلا من (51)، كما أكد انه لا أخشي أي دعوات قضائية لأني صاحب الفكرة الرئيسية للعمل، كما اني قمت بتقديمها في سهرة تليفزيونية عام 3002 وقامت ببطولتها نشوي مصطفي مؤكدا ان الأعمال الناجحة هي التي تهاجم ولكن هذا لا يقلقه علي الاطلاق.

الأخبار المصرية في

17/08/2011

 

... و«الفتنة» ممنوعة بأمر من البرلمان العراقي

حسين السكاف 

السبت الماضي، قرّر البرلمان العراقي وضع جدول أعماله جانباً لمناقشة ملفّ «أكثر خطورة» وهو... مسلسل «الحسن والحسين ومعاوية». هكذا قرّر نواب العراق التصويت على طلب قدّمه مئة نائب عراقي يطالب بمنع بث المسلسل على الفضائيات العراقية، رغم أن محطة عراقية واحدة تعرضه هي «قناة بغداد». والمفاجأة كانت أن معظم النواب وافقوا على هذا الطلب من دون توضيح أسباب أو خلفيات هذا القرار، ومن دون أن تسمح رئاسة البرلمان لأي نائب بمناقشة مشروع القرار!

إذاً ترك البرلمان هموم العراقيين المعيشية والأمنية جانباً، وخصص إحدى جلساته لمناقشة قرار منع... مسلسل. وكان هذا الأخير قد نجح في تسجيل سابقة مهمة، وهي توحيد الآراء بين ديوان الوقف السني وديوان الوقف الشيعي في العراق، اللذين رفضا العمل بالإجماع بحجة «إثارة الحساسيات الطائفية في البلاد»... وكانت معظم المواقف الرافضة لعرض العمل قد اعترضت على الحقيقة التاريخية التي يدور حولها العمل، لا على ظهور الحسن والحسين. المسلسل الذي كان اسمه «الفتنة الكبرى» يسلط الضوء على أعظم فتنة ظهرت في التاريخ الإسلامي، وأدت إلى تقسيم المسلمين إلى ثلاث جهات رئيسية، هي السنّة والشيعة والخوارج.

وقال معتمد المرجع الديني علي السيستاني في كربلاء إنّ «المسلسل ينطوي على الكثير من التزييف والكذب والتحريف، كما أن النص كتبه أشخاص يختلفون مع عقيدة أتباع آل بيت النبي...»، أي إن المسلسل كتبته طائفة من دون الرجوع إلى رأي الطوائف الأخرى.

أما منتج العمل محمد العنزي، فقال إن فكرة المسلسل كانت «تصحيح وجهات النظر بشأن تلك الحقبة الحرجة، وكشف حقيقة الدور اليهودي الذي شق صف المسلمين وأشعل جذوة الفتنة... وإن الصحابة كانوا على وفاق دائم، لكنّ أيادي خفية هي التي حركت الفتنة...». إذاً مرة أخرى نسمع الحديث عن محاولة إظهار «حقيقة تاريخية» وسط تلاطم وتناقض كبيرين.

الغريب أن بعض أعضاء البرلمان العراقي أبدوا استغرابهم لعرض المسلسل، قائلين إنّه «يثير الفتنة الطائفية ويشوه الحقائق التاريخية». خاف إذاً نوابنا من إثارة عمل فني فتنة طائفية، فيما دماء العراقيين لا تزال تسيل على الطرقات منذ ثماني سنوات بسبب فتنة أبطالها حقيقيون، ويطربوننا يومياً بخطابات عن «الوحدة الوطنية».

سابقة تاريخية

سجّل «الحسن والحسين ومعاوية» سابقة «وحدوية» لم تشهدها المنطقة العربية قبلاً. إلى جانب رفض ديوان الوقف السني وديوان الوقف الشيعي في العراق للعمل، عبّر كل من «مجمع البحوث الإسلامية» في الأزهر في مصر، ودائرة الإفتاء الأردنية، وهيئة كبار العلماء في السعودية عن رفضهم لعرض هذا المسلسل المثير للجدل. وهو ما دفع البعض إلى القول إن عرض المسلسل سجّل حالة تمرد على الجهات التي احتكرت الرأي الديني والتاريخي لسنوات طويلة... وهي الجهات نفسها التي أصدرت أحكاماً بالموت والتكفير بحقّ فنانين ومثقفين في الأعوام الماضية.

الأخبار اللبنانية في

17/08/2011

 

«الحسن والحسين ومعاوية»... دراما فقهية؟

محمد الأمين 

منذ الإعلان عن مسلسل «الحسن والحسين ومعاوية» انطلق جدلٌ ديني كبير بشأنه. جدلٌ تأجّج أخيراً بين المراجع الدينية الإسلامية، والمؤسسات الفقهية الشيعية والسنية.

يروي العمل مرحلة مهمة من التاريخ الإسلامي، وهي الفترة التي تلت وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان، ثم تعاقب كل من علي بن أبي طالب، والحسن بن علي، ومعاوية على الحكم. وقد شهدت هذه المرحلة تحديداً حوادث مهمة في التاريخ الإسلامي مثل معركَتي الجمل، وصفين، وواقعة استشهاد الحسين بن علي، ثالث أئمة الشيعة في كربلاء.

ولعل جوهر الخلاف الفقهي بشأن العمل يتلخّص في رفض الشيعة الصورة الإيجابية التي يقدمها المسلسل عن شخصية معاوية بن أبي سفيان. وكان الإيرانيون سباقين في تشويه صورة معاوية في أحد أهم المسلسلات التاريخية التي أنتجوها، أي مسلسل «الإمام علي» من إخراج داوود مير باقري.

كذلك، فإنّ نقطة أساسية أخرى جعلت المسلسلات التاريخية تسهم بقوة في الحرب العقائدية السنية الشيعية. وهذه النقطة هي اعتماد المنظور المذهبي للتاريخ. مثلاً مسلسل «الحسن والحسين ومعاوية» يقدم شخصية عبد الله بن سبأ وفقاً للمصادر السنية. وهي المصادر التي تؤكد أنه شخصية حقيقية أسهمت في التأسيس العقائدي للمذهب الشيعي. وعبد الله بن سبأ يهودي من اليمن (بحسب المصادر السنية) أسلم في أواخر حكم عثمان، وأصبح من أصحاب علي بن أبي طالب، وانتقل إلى الحواضر الإسلامية، كما كان العقل المدبر للثورات ضد الأمويين. وحسب المنظور السني، فإنّ الكثير من أساسيات المذهب الشيعي تعود إلى المعتقد اليهودي بحكم الديانة الأولى التي كان يعتنقها بن سبأ.

أما عند الشيعة، فإن بن سبأ يبقى مجرد خرافة وشخصية مختلقة، استهدفت تشويه المرحلة التأسيسية لمذهبهم، وحاولت ربطها بالديانة اليهودية. باختصار، ترى بعض المراجع الشيعية الإيرانية أن الهدف من مسلسل «الحسن والحسين ومعاوية» نسف أساسيات مذهبهم. ويرى الإيرانيون أن هذا العمل الدرامي ما هو إلا رد فعل عربي سني على مسلسل «المختار الثقفي»، الذي عرضته قنوات إيرانية وعربية، وتناول تقريباً المرحلة نفسها التي يتناولها «الحسن والحسين ومعاوية». ولم تقتصر ردود الفعل المعترضة على إيران، بل إنّ شيعة العراق أيضاً طالبوا بوقف عرضه لأنه «يثير الحساسيات الطائفية في البلاد» (راجع الموضوع أدناه).

ورأى بعض النقاد والمعنيين بشؤون السينما والدراما، أن غياب وجهات نظر المخرجين والمنتجين لهذه المسلسلات التاريخية، يكشف هيمنة الفكر المذهبي على الوسط الفني. ويضيف هؤلاء إنه في وقت تخطو فيه السينما المستقلة نحو الاستقلالية والتحرر من هيمنة المؤسسات الرسمية والمذهبية، فإن الدراما لم تقطع بعد هذه المسافة. وهو ما يفسّر احتلال الفقهاء للواجهات الصحافية والإعلامية للحديث عن مسلسلات تلفزيونية، بلغة فقهية بحتة تحرّم ما تريد، وتحلل ما تريد.

الأخبار اللبنانية في

17/08/2011

 

«التلفزيون المغربي» لا يحب الفكاهة!

محمد الخضيري  

رغم عرضه في أوقات «ميتة»، إلا أن برنامج «لخبار يجيبوها التاليين» نجح في جذب المشاهدين. يتناول جمال بودومة في كل حلقة موضوعاً جديداً يمسّ حياة المواطنين بطريقة ساخرة

الرباط | لا شكّ في أن سخرية جمال بودومة في برنامجه «لخبار يجيبوها التاليين» تزعج «القناة الثانية» في «التلفزيون المغربي». البرنامج الكوميدي يقدّم في كل حلقة تحقيقات صحافية «من قلب الحدث». لكن طبعاً تُقدّم التحقيقات بأسلوب ساخر لإيصال رسالة معيّنة. مثلاً في الحلقة الأولى، تناول بودومة ـــــ متخرج في «المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي»، ومقدم الأخبار في قناة «فرانس 24» ـــــ موضوع الهجرة المغربية إلى فرنسا. إلا أنّه قدّم الفكرة بطريقة معاكسة. هكذا شاهدنا سيّدة فرنسية تحاول تقديم طلب هجرة إلى المغرب لتعمل في «حمّام بلدي». لكنّها تواجه تعنّتاً في السفارة المغربية في باريس. كذلك فإنّ الموظّفين هناك يعاملونها بطريقة فوقية مزعجة. إذاً، بهذه الطريقة الذكية، عالج بودومة ملف الهجرة المغربية إلى فرنسا من خلال تحقيق مفبرك، تحوّل فيه المغرب إلى حلم للفرنسيين.

وقد تكون هذه السخرية هي التي أزعجت إدارة «القناة الثانية»، فاختارت عرض البرنامج في رمضان مساء كل جمعة وسبت وأحد (يعرض بين الساعة التاسعة والعاشرة مساءً)، بدل بث ثلاثين حلقة. مصدر من داخل المحطة يقول لـ«الأخبار» إن «العقد الذي جمع القناة وشركة إنتاج البرنامج نصّ على تقديم ثلاثين حلقة خلال رمضان». لكن سرعان ما ألغي البرنامج نهائياً مع انطلاق رمضان، قبل أن تتراجع إدارة القناة وتبثه في نهاية الأسبوع.

وقد يكون التصور الجديد للبرنامج والاحترافية العالية في إنجاز التحقيقات الساخرة، قد جعلا بعض المشاهدين يعتقدون أنه برنامج حقيقي. هكذا انتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي التحقيق الذي تناول موضوع الهجرة. وظنّ هؤلاء أن التقرير هو مادة مدفوعة الأجر هدفها «الإساءة إلى فرنسا وثني المغاربة عن الهجرة إليها...». في المقابل، تناقل أكثر من ألفي شخص رابط الحلقة على فايسبوك، ونشرت عشرات التعليقات الإيجابية عنها.

الحلقات التي تلت حلقة الهجرة توغّلت في الكوميديا والاحتفاء بالتناقضات، ومنها حلقة... اللصوص. في وقت يعيش فيه المغرب على وقع حراك احتجاجي واسع، قدّم بودومة حلقة عن «تظاهرات واحتجاجات واسعة للصوص». وقال إنّ «الحركة النضالية للصوص المغرب الصغار دفعت بهم إلى الاحتجاج أمام البرلمان. والمطلب الأساسي الذي رفعوه هو المساواة بينهم وبين... اللصوص الكبار إلى جانب منحهم ظروف عمل طبيعية كما تمنح للصوص الكبار في الإدارات والوازارت».

البرنامج الكوميدي اعتمد في الحلقات التي بثت حتى الآن على الجمع بين الثقافة الشعبية، أي الأمثال، والحكم، وبعض العبارات الشعبية من جهة، وبين سخرية المواقف المتناقضة من جهة أخرى... وإذا كانت كل الإحصاءات تثبت أن مواطني المغرب من أكثر الشعوب التي لا تحبّ القراءة، فإن إحدى حلقات «لخبار يجيبوها التاليين» جعلت المغاربة شعباً محباً للمطالعة بل واقعاً في غرامها. هكذا، شاهدنا كيف يقرأ الطفل من 6 إلى 7 كتب في اليوم، ويدمن القراءة كل من عامل البناء، وسائق سيارة الأجرة. بل حتى النساء في الحمام يتحولن من النميمة إلى مناقشة الكتب. ورغم أن أغلب الممثلين في البرنامج من المواطنين العاديين، أو طلبة معهد المسرح، إلا أنهم استطاعوا تقديم أداء مقنع...

لكن يبدو أن عوامل النجاح التي اجتمعت في هذا البرنامج لم تقنع «القناة الثانية»، فحاولت «اغتياله» من خلال عرضه في أوقات لا تلقى نسبة مشاهدة عالية... فهل تنجح؟ أم أن مضمون البرنامج يكون أقوى من البرمجة، فيصل إلى أكبر عدد ممكن من المغاربة؟

الأخبار اللبنانية في

17/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)