ملفات خاصة

 

05

04

03

02

01

 
 
 
 
 
 
 
 

عصام زكريا..

تقدم «غمام» وتراجع «فاتن..» وغيبوبة «المداح»

وصلنا إلى نصف النهائى فى سباق الدراما الرمضانى دون مفاجآت أو تحولات تذكر. الأعمال المتقدمة لم تزل تحتفظ بصدارتها. كل مسلسل عرف جمهوره، وكل نوع من الجمهور عرف مسلسله.

الأعمال التى تراجعت لم تزل تجاهد لاستعادة اهتمام الجمهور، وعشرات الأعمال الضعيفة لم تزل تبحث يائسة عن مشاهد، لم يضعه صناع هذه الأعمال غالبًا فى حسبانهم وهم يكتبون ويصورون أعمالهم.

يعزز (جزيرة غمام) موقعه، حلقة بعد أخرى، كواحد من أفضل أعمال الموسم، حيث تتحرك وتتصاعد الدراما باستمرار نحو ذروة الصراع، بالرغم من أن إيقاع بعض الحلقات يتذبذب فى درجة سرعته وكم وسخونة أحداثه، وعلى سبيل المثال وصلت المواجهة بين حاكم الجزيرة واثنين من أبرز وأقوى رجالها إلى شفير الحرب، ومات ثلاث شخصيات مهمة فى حلقة واحدة، لتهدأ بعدها الأحداث والإيقاع بشكل حاد.

يحافظ (الاختيار 3) على مفاجأة جمهوره كل حلقة ببعض المعلومات  والتسريبات العجيبة، حتى يتساءل المرء أحيانًا: كيف تدار هذه البلد؟!

يتراجع (فاتن أمل حربى) قليلًا، حيث لا يوجد ما يكفى من الدراما لنسج خيط أو خط درامى متصاعد، ليبدأ فى الدوران حول نفسه، من جلسات المحكمة إلى جلسات الثرثرة، وسط طوفان من التمثيل المفتعل والموسيقى العاطفية غير المبررة.

من ناحية أخرى يواصل مسلسل (المداح 2) جذب قطاعات هائلة من الجمهور فى الأحياء الشعبية والمحافظات، التى تمثل الكتلة الأساسية من الجمهور المصرى، لا لسبب فنى يذكر، ولكن لأنه يلعب على تغذية الخرافات والمعتقدات الشعبية حول الجن والسحر والحسد وغيرها من الغيبيات التى تحكم وتكبل العقول.. كأنه ينقصنا مزيد من الغيبوبة.

أفضل عمل: جزيرة غمام

أفضل ممثل: طارق لطفى - رياض الخولي

أفضل ممثلة: مى عز الدين 

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.04.2022

 
 
 
 
 

ماجدة موريس..

بين الواقع والخيال

فى بداية حلقات (جزيرة غمام) يقول التيتر، على لسان المؤلف بالتأكيد، (واقع يصنعه الخيال) والحقيقة أننا بعد مرور أكثر من نصف الحلقات يتأكد لنا أن هذا الخيال استطاع قراءة الواقع بدقة وليس صناعته، فما رأيناه منذ المشهد الأول والحلقتين الأولى والثانية أعطانا خلفية عن جزء من مصر كنا نجهله، وجزيرة على البحر الأحمر عرفت عام ١٩١٤، وتغير اسمها من (جزيرة غمام) إلى (جزيرة عرفات) بعد سنوات طويلة، وزارها الرئيس «السادات» عام ١٩٧٧ وحضر مع أهلها (قعدة مصارحة)، لكن ذكاء وخبرة كاتبها «عبدالرحيم كمال» دفعه إلى البحث عن الأصل، ليصل إلى ما نحن فيه الآن، وحيث قدم أحوال الجزيرة فى بداياتها، لنرى الناس، والحاكم (الذى أمر بجلد رجل اقترح عليه اللجوء للدولة) فى الزمن الأول لها، وكيف اقتحمها الأغراب (الغجر) طامعين فى خيراتها، بحجج واهية ساقها زعيمهم «خلدون» الذى أحضر معه راقصة وأوصى أتباعه بإظهار محبتهم لأهلها على الوجوه فقط، وليس فى القلوب، علاقة الماضى بالحاضر الممتدة، والتى لا تنقطع، وإنما تتعقد بدلاً من أن تحل بفعل التطور ومتغيرات الزمن تبدو واضحة هنا، وفى مسلسلات أخرى نراها الآن فى مهرجان الدراما السنوى، ففى مسلسل (راجعين يا هوى) يتحول الماضى إلى سبب لصراع أسرى حاد لأسباب عديدة أهمها المطالبة بالإرث من قبل «بليغ أبو الهنا» العم العائد من غربة طويلة، وفى مسلسل (فاتن أمل حربى) يتحول الماضى القريب (مرحلة الزواج) إلى قصة صراع حاد بين زوجين سابقين، وفى مسلسل (ملف سرى) يتحول الماضى القريب للقاضى «يحيى» إلى سلسلة من المشاكل تحاصره.

وبالطبع فإن المسلسلات الوطنية تحمل هذه الفكرة لكم من منطلق آخر هو الدفاع عن الوطن من أعدائه التاريخيين والمعاصرين، والذين يغيرون أساليبهم من الماضى للحاضر وهو ما نراه عبر مسلسل (العائدون) تحديدًا، ومع ذلك كله فإن الخروج إلى عالم أفضل ما زال طموحًا نتمناه لهذه الأعمال، وفقًا لمسار أحداثها فى النصف شهر الباقى، وهو ما يجعل الانحياز لها، أو ضدها، واردًا من قبل المشاهدين.

أفضل مسلسل: جزيرة غمام - فاتن أمل حربي

أفضل ممثل: خالد النبوى - أحمد أمين

أفضل ممثلة: نيللى كريم - منة شلبى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.04.2022

 
 
 
 
 

مجدى الطيب..

«الكبير».. «الأب الروحى» للكوميديا الرمضانية!

أكثر الناس تفاؤلًا لم يكن  ليصدق النجاح الأسطورى الذى تحقق للجزء السادس من مسلسل (الكبير)؛ فإضافة إلى تألق النجم «أحمد مكى»، صاحب المعادلة الناجحة، بروحه الوثابة، وتبنيه النبيل  للمواهب الأجدر  بالتصعيد؛ مثلما فعل مع «رحمة أحمد، مربوحة»، «حاتم صلاح، نفادى»، «مصطفى غريب، العترة» والطفل «عبدالرحمن أحمد، التوأم جونى والعترة»، ومواكبته لأحدث الصيحات الفنية، والصرعات العالمية، وفوق هذا كله «شريط ذكريات طفولته» الثرية؛ من أغان مصرية وأجنبية، وبرامج إذاعية وتليفزيونية، وشخصيات فنية وإعلامية، يعرف كيف يستثمرها، ويوظفها، فى المسلسل، ليصنع منها «توليفة» ذات خصوصية، وهوية، لا تجدها فى أى أعمال فنية، سواء تليفزيونية أو سينمائية، يقفز، بقوة، اسم «سارة هجرس»، كاتبة الحلقات الجديدة، التى تحملت العبء، الذى كان يقع على كاهل «محمد عز الدين ومصطفى صقر»، مؤلفى الأجزاء السابقة، وحدهما، وأظهرت موهبة كبيرة، فى الكتابة، التى تجمع بين السخرية وخفة الظل، وأنها صاحبة أسلوب متفرد أضاف للجزء السادس طزاجة، على  صعيدى المواقف الدرامية والشخصيات الواقعية، حتى يمكن القول، من دون مبالغة، إن الجزء السادس من (الكبير أوى) هو الأكبر نجاحًا، وصداه الإيجابى فاق المتوقع، بعكس ما قيل من قبل، عن البريق، الذى سيختفى، والرونق، الذى سيضيع، مع غياب «دنيا سمير غانم»، التى كانت تجسد شخصية «هدية»، وهو الاختبار الذى أزعم أن «سارة» نجحت، بجدارة، فى اجتيازه؛ عندما أبدعت شخصية «مربوحة»، التى جسدتها «رحمة أحمد»، وربما أبدعت أيضًا شخصية «الكبيرة فحت»، التى جسدتها «سماء إبراهيم»، فخلقت أجواء من البهجة، والسعادة، فى البيوت، التى دخلها «الكبير»، وصار واحدًا من أفراد عائلاتها، ما جعله المنافس الأقوى فى سباق الأعمال الدرامية، و«الأب الروحى» للكوميديا الرمضانية.

أفضل مسلسل : جزيرة غَمام

أفضل ممثل : طارق لطفى

أفضل ممثلة : رحمة أحمد  

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.04.2022

 
 
 
 
 

علا الشافعى..

«بطلوع الروح»... بداية مبشرة والعبرة بالخواتيم

كيف سيكون رد فعلك عندما تستيقظ على واقع تجهله، ماذا تفعل عندما تتبدل حياتك 180 درجة، ما هو رد فعلك عندما تكتشف أن الإنسان الذى أحببته واخترته ووقفت إلى جانبه فى كل تفاصيل حياته، أصبح غريبًا، أو لنكن أكثر دقة كأنك لم تعرفه من قبل، ماذا تفعل لتحمى من تحب فى واقع تجهل تفاصيله؟

من تلك الأسئلة والفرضيات الدرامية، انطلق كاتب السيناريو «محمد هشام عبية»، ليصيغ خطوط مسلسله (بطلوع الروح)، فى استهلال مشوق، وإيقاع مشدود تغلب عليه الحيوية.

«روح» تجسدها «منة شلبى»، تلك المرأة التى تعيش حياة تبدو مستقرة، ولديها مستوى معيشى مليئ بالرفاهيات، محبة لزوجها، ولديها ابن يخطف العين والقلب، كل شىء فى تفاصيل حياتها يحمل بريقًا لافتًا، زوجها الذى يعمل فى مجال الإعلانات يجسده «محمد حاتم»، يأخذها فى رحلة إلى تركيا وتحديدًا ولاية «غازى عنتاب» التى تقع على الحدود التركية السورية احتفالا بعيد زواجهما، فى بداية الرحلة يبدو كل شىء طبيعيًا، ويستمر البريق الذى يغلف حياة تلك الأسرة الصغيرة، ولكن فجأة ينطفئ البريق وتستيقظ «روح» على واقع يصدمها صدمة عمرها وتقف أمامه عاجزة.. زوجها يخطف ابنها الوحيد «سيف» ليذهب مع صديق الجامعة «عمر» يجسده «أحمد السعدنى»، للانضمام إلى تنظيم «داعش» فى الرقة السورية، بعد أن أصبح يرى أن كل حياته حرام.. عمله فى الإعلانات.. حياته التى يعيشها، وعلى «روح» أن تختار ما بين حياتها، وابنها الوحيد المختطف والمريض بمرض نادر، لتجد نفسها تعيش واقعًا جديدًا تجهله.

كل تلك المعانى جسدتها «منة شلبى» بأداء متميز وإحساس عال وانفعالات محسوبة، وأدارت المخرجة «كاملة أبوذكرى» نجوم العمل بحرفية.. «محمد حاتم» فى أحسن حالاته، وكذلك «أحمد السعدنى».. وهناك الكثير من العناصر الفنية اللافتة: التصوير والديكور والموسيقى لـ«تامر كروان».

الحلقات الأولى مليئة بالتفاصيل الكاشفة لتركيبة الزوج، وصديق الجامعة وشكل العلاقة بينهم، البداية قوية ومبشرة وعلينا أن ننتظر باقى الحلقات

أحسن مسلسل: جزيرة غمام

أحسن ممثل: خالد النبوى _ أحمد أمين _ طارق لطفى

أحسن ممثلة: دينا الشربينى - منة شلبى

أحسن إخراج: حسين المنباوى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.04.2022

 
 
 
 
 

طارق مرسى..

مسلسلات المربع الذهبى.. و«المشوار» يواجه الهبوط

فى المربع الذهبى ينفرد « الاختيار3» بالمقدمة بفارق الأهداف، التى من الصعب الوصول إليها وينافسه «جزيرة غمام».. الأول يعزف ملحمة 30 يونيو «العبور الثاني» والقضاء على جذور الإرهاب، أما الثانى فيستعرض معالم ما بعد العبور الأول ونصر أكتوبر المجيد ومرحلة ما قبل اتفاقية السلام، وخلف أحداث كل منهما قائد عظيم، الرئيسان عبدالفتاح السيسى وأنور السادات. العملان يستعرضان قوة مصر الناعمة فى أجمل الصور وأحلى الأدوار وهم (ياسر جلال وأحمد السقا وأحمد عز وطارق لطفى ومى عز الدين ورياض الخولى ووفاء عامر).

ودخل «العائدون» لأمير كرارة وأمينة خليل المربع الذهبى ومعه القادم للشاشات «بطلوع الروح» لمنه شلبى وأحمد السعدنى والمسلسل ينافس من الدور الثانى وحقق معجزة الاقتراب من المربع رغم دخوله المنافسة متأخرًا.

أقول قولى هذا من واقع انحيازى للأعمال التى تحمل رسائل وطنية وتقوم بدور فى معركة الوعى وبالتالى تمنحنا دروسًا فى التربية الوطنية.. أما الأعمال التى تتصارع من أجل الوصول للمربع الذهبى وتتميز بثبات المستوى يتقدمها مسلسل «راجعين ياهوي» لخالد النبوى ومسلسل «وجوه» لحنان مطاوع.

فى المنطقة الدافئة «الكبير أوي» لأحمد مكى و«مكتوب عليا» لأكرم حسنى ويلعبان دورًا لتخفيف الأجواء ما بين الخيانة والأمراض والأزمات الاجتماعية فى سياق كوميدى راق وملتزم وخال من الإسفاف والاستخفاف، بينما وفى مفاجأة غير متوقعة نجا من الهبوط مسلسل « انحراف» وأحداثه كلها مأخوذة من أحداث حقيقية وصادمة وهو الحصان الأسود فى قائمة دراما رمضان، وبأداء استثنائى لبطلته روچينا ومخرجه الواعد رؤوف عبدالعزيز. بينما ما زال مسلسل «المشوار» لمحمد رمضان ودينا الشربينى يصارع الهبوط ويواصل نزيف النقاط منذ الأسبوع الأول لبدء المنافسة لخلو العمل من الرسالة والهدف.

أفضل مسلسل : الاختيار 3 - جزيرة غمام 

أفضل ممثل: خالد النبوى - طارق لطفى 

أفضل ممثلة: منه شلبى - حنان مطاوع

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.04.2022

 
 
 
 
 

نـاهـد صـلاح..

دراما نضالية

مرة أخرى تُرسخ الدراما الرمضانية لقضايا وطنية، تعكس شيئًا من ذاكرة مشحونة، وتسلط ضوءًا على مشهد تاريخى وجغرافى وإنسانى، يشمل تحوّلات متفرّقة فى السياسة والثقافة والأمن القومى. بهذا المعنى، تكتسب مسلسلات مثل (الاختيار، العائدون، بطلوع الروح)، أهمية انفعالية بالنسبة إلى المُشاهد.

يتمتع (الاختيار3) مثلًا بموضوع فنى ونضالى؛ إذ يصنع الشكل النهائى لمسلسل برع صانعوه فى التقطيع المتوازى بين الخط الدرامى ومثيله التوثيقى، بما يحسم النقاشات المفتوحة على مرحلة قاسية عشناها أثناء الحُكم الإخوانى، بينما يقدم (العائدون) إخراج «أحمد نادر جلال»، نموذجًا معاصرًا لدراما المخابرات والجاسوسية، العدو لم يعد الصهيونى المعلوم وحده؛ إنما ظهر المستتر الذى يهدد أمننا القومى، ولم تعد هذه النوعية من الدراما كنظيراتها سابقًا، يتجلى فيها البطل الواحد مثل «جمعة الشوان» أو «رأفت الهجان»، فالبطولة هنا ملحمية، كتلة أمام كتلة، فريق كبير من الممثلين يرسم حدود الحكاية، «أمير كرارة» ليس وحده، بل معه رفاقه من ممثلين تمكنوا من روح الشخصيات، كما فعل «هانى رمزى، محمد فراج، محمد ممدوح، محمد عادل والسورى أحمد الأحمد، والعراقى شمم الحسن» وغيرهم.

الحكاية قديمًا تعلق بها الجمهور، كما لو كانت تعيد الاعتبار لذاته الوطنية، والحكاية الحديثة يتصدى فيها رجال المخابرات المصرية لـ«داعش»، الإرهاب الذى يتربص بنا جميعًا.

(العائدون) من ملف المخابرات المصرية، أما (بطلوع الروح) إخراج «كاملة أبوذكرى»، فيقدم لونًا آخر، حكاية هؤلاء القساة الذين يسحقون شبابًا يصدقون حيلهم ويضيعونهم باسم الدين فى متاهات الأسئلة المعلقة، أما المسلسل فيضع المتفرج أمام حنين لما مضى قبل هذا الخراب الكبير، أو كما يغنى «مدحت صالح» فى تيتر (راجعين ياهوى)، اشتقنا لزمان.

أفضل مسلسل: راجعين يا هوى

أفضل ممثل: أحمد الأحمد

أفضل ممثلة: منة شلبى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.04.2022

 
 
 
 
 

صفاء الليثى..

المرجعيات وحدها لا تكفى

لم يعد الواقع المرجع الرئيسى للأعمال الدرامية، واستسهل المنتجون وخلفهم الكتّاب والمخرجون الرجوع إلى الأخذ بفورمات أعمال ثبت نجاحها، فلا وقت للبحث وإعداد مادة علمية ثم صياغتها فنيا، أهل المهنة يتحدثون عن «الريفرنس»، سيقول البعض إن الاقتباس موضوع قديم منذ بداية السينما فى مصر، وسينسون الدراما التليفزيونية التى تسيدت وقت وجود قناتين بالتليفزيون فقط، منذ (الرحايا) وحتى (ليالى الحلمية)، كانت دراما أصيلة بكل مبالغاتها وقصصها المكررة، حاليًا لا يمكن أن يمر الاقتباس دون أن يتعرف أغلب المشاهدين على المرجعية التى أخذ عنها ونحن لا نكتفى بالاقتباس عن مصدر واحد، ولا نكتفى بطرح فكرة واحدة وأن نغزل ما حولها، بل نقدم توليفة من عدة مرجعيات، فيلم ومسلسل، عدة أفلام ومسلسل، مثل موائد طعامنا العامرة لابد من طرح الكثير من الأصناف، والتوابل الحريفة، نجمع كل حوادث نشرات الأخبار، وكل الحكايات العنيفة ويصبح العمل مليئًا بالخيانات، والقتل.

رمضان 2022 كالأفلام الأمريكية، أفلام الحركة المليئة بالقتلى والدماء، قليل منها يتناول قضاياه بقدر ناجح من رسم الشخصيات ومن لمسات إنسانية من الواقع المعاش، حين رفض قاضى محكمة الأسرة فى (فاتن أمل حربي) الموافقة على إحالة قانون الأحوال الشخصية إلى المحكمة الدستورية سأله أستاذه لماذا رفضت، فقال لضعف المذكرة المقدمة من المحامى وأخذًا بالأحوط، المنتج كذلك يأخذ بالأحوط فيطلب الاقتباس الذى يتراوح بين الاقتباس المعُلن الصريح كما فى (سوتس)، وأجده اقتباسًا موفقًا وأنيقًا، أو الاقتباس المتخفى دون إعلان عن مصادره، التى يكتشفها أغلب المشاهدين حتى من غير المتخصصين

فى رمضان فقط أركز مع المسلسلات، أتعبتنى المتابعة ولم أجد عملًا مكتملًا أقبل عليه بلهفة من يرغب فى معرفة تطور الأحداث، واكتفيت بالاستمتاع بمتابعة القليل من الأعمال التى تحوى رسما جيدًا للشخصيات، نجح صنّاعها فى الاقتراب منها وعرض دوافعها النفسية، أهمها بالنسبة لى (المشوار)، وثانيها (راجعين يا هوى) مع اختلاف أسلوب كل منهما فنيًا

أفضل مسلسل: المشوار

أفضل ممثلة: دينا الشربينى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.04.2022

 
 
 
 
 

رامى عبدالرازق..

خلدون وعرفات أم العبد والشيطان

على شاطئ البحر يقف «خلدون» طرح البحر بجانب «نوارة»، (العايقة)، ليقول لها فى مشهد مسرحى أنه جاء بها إلى جزيرة غمام فقط من أجل «عرفات» وأن وجوده مرهون بفناء «عرفات» ووجود «عرفات» مرهون بانتهاء «خلدون»! هكذا بشكل مباشر وخطابى يعلن «خلدون» عن ماهيته أو يُسقط الكاتب عن شخصه الدرامى عباءة الرمز ويجعل منه نموذجًا صريحًا للشيطان فى صراعه الأزلى مع الإنسان الزاهد فى متاع الدنيا العارف بحب الله صاحب بسمة القلب وطِيب الروح! على الرغم من التماسك النسبى للبناء وحدة الحوار واتساقه بشكل رائع مع مخيلة اللغة لدى الشخصيات بما يتفق مع أبعادها الدرامية وبيئتها الزمنية، وعلى الرغم من طزاجة البيئة المكانية للأحداث (قرية صعيدية على شاطئ البحر يطلق عليها الخيال الشعبى مسمى جزيرة) وعلى الرغم من فكرة تشييد عالم بمفردات إنسانية ونفسية واجتماعية خاصة وعميقة، تحمل فى طياتها تأويلات شتى؛ على الرغم من كل هذا الألق والسطوع الفنى إلا أن «عبدالرحيم كمال» لم يستطع التخلص من الفكرة التى تسيطر عليه منذ سنوات والتى يمكن أن نطلق عليها أغنية العبد والشيطان.

لم يفلح «كمال» فى التخلص من سيطرة «ونوس/فاوست» رغم استدعائه لـ«كارمن وتاييس»، ومحاولته إعادة قراءة التاريخ الحديث الذى شكل الهوس الدينى والصراع على السلطة ملامح التشوهات القبيحة التى أصابت المجتمع بسببهم! هكذا فى مقابل مفردات سردية مثل الأحلام ولمحات الواقعية السحرية واللمسة الصوفية الرقيقة أو تلك الهبة المسيحانية التى تفوح من حضور شخصية «عرفات»، فى مقابل كل هذه العناصر الحكائية ذات النَفَس التراثى، يأتى مشهد «خلدون» و«العايقة» ليلوث نقاء الرمز ودلالاته الواسعة! ويحصره فى لونى الصراع الأزلى الضيق؛ الأبيض والأسود (لون ملابس خلدون وعرفات)،  يعيدنا إلى ثنائية الصلصال والنار، فى تكرار لتيمة هرسها قلم الكاتب نفسه من قبل، واعتصر منها لؤلؤها حتى أفرغت جوفها، ولم تعد تمنح سوى النمطية والاستهلاك الشعبوى الذى يشوش على ما يمكن أن يبوح به النص من دلالات أو يبطنه من أفكار ورموز وسياقات تستحق التأمل والاعتبار.  

أفضل مسلسل: مين قال

أفضل ممثل: رياض الخولى

أفضل ممثلة: دينا الشربينى

أفضل ممثل: أحمد صفوت (حتى لو كان ليس نجم العمل)

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.04.2022

 
 
 
 
 

رامى المتولى..

الكوميديا.. الحصان الأسود فى رمضان 2022

فى رمضان العام الماضى خرج الموسم بدون مسلسلات كوميدية، لم يكن هناك سوى مسلسل وحيد يعد تجربة شديدة الضعف لم تشبع الجمهور الذى يعتبر الأعمال الكوميدية جزءًا أساسيًا من خريطة الموسم، فى موسم رمضان 2022 الاهتمام بالكوميديا نتج عنه خروج عملين يتنافسان بشكل أساسى هما (مكتوب عليا) و(الكبير أوى 6) الأخير الذى يتزامن ميعاد عرضه مع برنامج المقالب الشهير الذى يقدمه «رامز جلال»، والذى بعد مرور أيام من بداية الموسم سحب مسلسل (الكبير أوى) البساط منه وتحولت وجهة الجمهور لمسلسل «أحمد مكى» وأبطاله الذى يرتبط بهم منذ وقت طويل.

عودة «أكرم حسنى» للشكل الذى يفضله والبارع فيه أضاف كثيرًا لهذا الموسم، بعد مسلسل ضعيف آخر هو (رجالة البيت)، وشاهدنا امتدادًا لنجاح مسلسله (الوصية)، خاصة مع التدقيق على وجود سيناريو للمسلسل وحسن اختيار معظم أبطال العمل، كلا العملين يثبتان بلا أى شك أهمية الاهتمام بما يقدم، وأهمية وجود السيناريو، بعد حالة «الاستسهال» التى كانت تعتمد على ضيوف الشرف الذين يظهرون فى حلقة أو اثنتين ومعًا يتركون العنان لخيالهم فى الارتجال الذى ينجح تارة ويفشل أكثر مما ينجح

أيضًا حالة الاهتمام بمسلسل (الكبير أوى 6) تؤكد أن مواجهة أى عمل فنى لا تكون بالمنع أو محاولة تقييده، بل بالاهتمام بصناعة عمل جيد، عندها ستتحول الأنظار للعملة الجيدة وتترك الأخرى، ويكفى القول أن هناك مسلسلًا كوميديًا للنجم «بيومى فؤاد» صاحب الموهبة الكبيرة لكنه مسلسل صٌنع بلا أى اهتمام، يعتمد على الارتجال بشكل مرسل ومجاملات الأصدقاء من الممثلين لبعضهم البعض من خلال ظهورهم كضيوف شرف، المسلسل يحمل عنوان (عودة الأب الضال) لم يسمع عنه أحد.

أفضل مسلسل: الكبير أوى 6

أفضل ممثل: أحمد مكي- أكرم حسنى

أفضل ممثلة: رحمة أحمد- آيتن عامر.

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.04.2022

 
 
 
 
 

محمد سيد عبدالرحيم..

الوقوع فى فخ الخطابية والسذاجة

ما زال بعض صناع المسلسلات يظنون أنهم يقفون على المنصة فيخطبون فى الناس وكأنهم سياسيون أو مفكرون ويتناسون أن مهنتهم هى صنع المسلسلات. لكل مهنته التى إذا أراد أن ينتقل منها إلى مهنة أخرى أن يتدرب ويتأهل ليستطيع أن يقوم بمهنته الجديدة بالجودة المطلوبة.

يأتى هذا بعد ما شاهدناه من مسلسلين، حيث يتناول الأول المشكلات التى تواجه المرأة فى المجتمع المصرى وهو مسلسل (فاتن أمل حربى)، بينما الثانى مشكلة التطرف الدينى وهو مسلسل (بطلوع الروح»). كلا المسلسلين يتناول قضايا مهمة وجادة للغاية، وهو ما يحسب بالتأكيد لصُنَّاع المسلسل، ولكن هل تشفع النوايا الحسنة؟!

نحن أمام أعمال درامية وعلى صناعها أن يتفهموا ذلك جيدًا. فالأعمال الدرامية ليست خطبًا؛ بل لها أصول يجب أن يعرفها الكاتب جيدًا وأيضًا لها تطورات أسلوبية وفنية معاصرة على الكاتب أن يتابعها ويختار منها ما يناسب عمله، ولكن هيمنة الخطابية فى المسلسل الأول وسذاجة الحوار فى كلا المسلسلين يحول القضية من قضية مهمة وجادة إلى عمل يستهزئ به الجميع حتى المناصرين لهذه القضايا نفسها وليس من يعادونها فقط!

تناول القضايا الجادة يتطلب دائمًا ميزانًا حساسًا قادرًا على أن يعبر عن الأفكار التى يراد بها أن تحرك سكون المجتمع، ولكنه أيضًا يتطلب رؤية فنية قادرة على جذب المشاهد وجعله يتوحد مع الشخصيات التى يشاهدها من أجل أن يتبنى قضاياها. هذا ما نحتاجه من هذه المسلسلات وأى أعمال فنية أخرى تريد أن تتناول مثل هذه القضايا الجادة والشائكة.

أحسن مسلسل: مين قال؟!

أحسن ممثل: آسر ياسين

أحسن ممثلة: يسرا  

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.04.2022

 
 
 
 
 

مصطفى عمار..

الست عايدة فهمى

لا يوجد فن أصعب من الوقوف على خشبة المسرح.. واستقبال تفاعلات الجمهور للشخصية التى يجسدها الممثل.. ولهذا سمى المسرح بـ«أبوالفنون» وأصعبها على الإطلاق.. لأن الثواب والعقاب فيه لحظى مع كل حرف ينطق به الممثل أمام جمهوره.

ومن عظمة الدراما المصرية أنها تعتمد بالأساس على وجوه عديدة من نجوم خشبة المسرح المصرى العظيم، وربما يكون هذا هو أحد أسرار نجاح وعظمة مسلسل (جزيرة غمام) الذى يضم مجموعة من ممثلى المسرح المصرى.

فبخلاف «رياض الخولى، طارق لطفى، محمد جمعة، أحمد أمين ومحمود البزاوى».. هناك الممثلة القديرة «عايدة فهمى» التى أبدعت فى دور «مليحة» عجوز الجزيرة الكفيفة.. التى ترى بقلبها أفضل من عشرات المبصرين بالجزيرة.. «عايدة فهمى» ليست جديدة على الدراما ومن يتابعها سيعرف أنها لا تزال متمسكة بالوقوف على خشبة المسرح للعب أدوار لم يعد لها مكان بالسينما أو الدراما التليفزيونية.. ولكنها فى أدائها لدور «مليحة» اصطحبت معها كل قدسية وهيبة المسرح.. لتضعهم أمام كاميرا المخرج المتميز «حسين المنباوى».. وتضيف للنص البديع الذى كتبه «عبدالرحيم كمال» جمالاً فوق جماله.. كل المشاهد التى ظهرت فيها «عايدة فهمى» دروس مكثفة فى فن التمثيل والأداء.. يصعب على أى ممثل أو ممثلة أن يتقنها  بهذه الدرجة.. فكيف لممثل أن يغمض عينيه طوال تجسيده لشخصية كفيف؟ ويستطيع أن يتوحد معها بهذا الشكل ويتفاعل مع زميله أثناء أداء مشاهده وهو لا يراه.. من أين أتت «عايدة فهمى» بكل هذا الإبداع فى مشهد وفاتها وهى تلفظ آخر كلمات لها بالنص.. لتغمض عينيها وتصمت بين يدى الشيخ «عرفات» فى مشهد لا يليق معه سوى أن تهتز صالة المسرح بالتصفيق الحار.. ممثل المسرح سيظل دائماً هو الحارس الأمين للفن المصرى.. ومنبع تفرده وتميزه.. وسبب رئيسى فى المكانة التى وصلت إليها السينما والدراما المصرية.. فكل الشكر والتقدير للمسرح المصرى العظيم وممثليه العظماء.

أفضل مسلسل: جزيرة غمام - راجعين يا هوى

أفضل ممثل: طارق لطفى -  خالد النبوى

أفضل ممثلة: مى عز الدين – نيللى كريم

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.04.2022

 
 
 
 
 

عبدالله غلوش..

من يستحق لقب «نمبر 1»؟

منذ بداية شهر رمضان المبارك ولحين قراءتك لتلك السطور، من المؤكد أنك لمحت «بوست» على صفحة فنان أو فنانة أو واحد من البيانات الصحفية التى تخرج بها علينا بعض القنوات وشركات الإنتاج المختلفة والتى تؤكد من خلالها أن المسلسل الفلانى هو الأفضل وأن النجم العلانى هو صاحب العمل الذى نجح فى تحقيق أعلى نسب مشاهدة.

والحقيقة التى لا تدع مجالاً للشك أن كل هذه البيانات غير رسمية وغير معتمدة ومعظمها «مضروبة» وهدفها الأساسى الترويج لبضاعة فاسدة أو مغازلة شركات الإعلانات، لأن الأيام والتجربة أثبتت أن العمل الناجح يفرض نفسه على الجميع ويجعل الناس هى من تتحدث عنه وتروج له بتعليقاتها فى الشوارع والمقاهى ومواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما قد تلمسه بوضوح هذا العام مع أكثر من عمل على رأسها مسلسلات (الاختيار 3، الكبير 6، جزيرة غمام، راجعين يا هوى) ومؤخرًا مسلسل (بطلوع الروح).

بإختصار نحن أمام  موسم درامى متميز، يشبع رغبات الجميع ويلبى احتياجاتهم فى المشاهدة، بين الأكشن والكوميدى والاجتماعى والوطنى والشعبى، وبالتالى من السهل أن تلحظ ببساطة أن أفراد الأسرة الواحدة مختلفة فيما بينها حول العمل المفضل، ولكل منهم مسلسل يراه الأجمل من وجهة نظره، وبالتالى رقم 1 أو الأعلى مشاهدة مسألة فى غاية الصعوبة هذا العام تحديدًا.

ولكن بعيدًا عن نسب المشاهدة من أبرز مزايا الموسم الدرامى الحالى أنه أعاد للأضواء نجومًا غابوا عن الشاشة لفترات طويلة وعلى رأسهم المدهشة «عايدة فهمى» فى مسلسل (جزيرة غمام) والكوميديان الرائع «إسماعيل فرغلى» فى (مكتوب عليا)، كذلك نجح الموسم الدرامى الحالى فى إعادة اكتشاف عدد كبير من النجوم وفى مقدمتهم الثنائى المتميز «ندى موسى» و«أحمد صفوت» فى مسلسل (المشوار)، والموهوبين «ميدو عادل» فى (العائدون) و«إسلام إبراهيم» فى (راجعين يا هوى)، كما استطاعت دراما رمضان 2022 فى تقديم عدد من الوجوه الجديدة التى سيكون لها مستقبل كبير مثل «رحمة أحمد ويوسف جبرائل وريهام الشنوانى».

أفضل مسلسل: جزيرة غمام

أفضل ممثل: أحمد أمين

أفضل ممثلة: منة شلبى  

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.04.2022

 
 
 
 
 

05

04

03

02

01

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004