خاص بـ«سينماتك»

 

فيلم بسمة.. سردية حب نفسانية رومانسية عميقة

بقلم: خالد ربيع السيد/ خاص بـ«سينماتك»

 
 
 
 

الأبعاد التي ذهب إليها فيلم "بسمة" لكاتبته ومخرجته وبطلته "فاطمة البنوي" 2024م، لا تتقصد بشكل أساسي الغوص في المرض العقلي والنفسي المصاب به بطله "د.عدلي"، كما يبدو من النظرة الأولى لموضوعه وقصته، لكنها تذهب إلى تأثيرات ذلك على من حوله، وتكشف خفايا العلاقات العائلية؛ وحميمية رباط الصداقة بين الأبناء الأقارب، وشائج المؤازرة والحب الغائر في الوجدان بدرجة أولى؛ ومن ثم الخوف على الحبيب بغية استمرارا الحياة آمنةً وناجحة ومثمرة، في ذات الوقت يذهب بنا الفيلم إلى التفكير في الأخطاء التي نرتكبها أثناء إدارتنا لهذا الحب. تأثير الإخوة الأشقاء في تحريك دفة حياة بعضهم البعض، شيء من الإخوة الأعداء، شيء من عائلة "كرامازوف" ورؤية "دوستويفسكي". تسلط الأخ الكبير. كل ذلك في إطار حب أب لابنته وحب ابنة لعائلتها. فيلم إنساني رومانسي عميق في مضمونه وطرحه وتمثيله وأسلوب إخراجه.

سنتعايش مع عائلة بسمة؛ الشابة المتدفقة حيويةً وتفاؤلاً، لديها شغف في تخصص الهندسة البيئية وهي العائدة لقضاء إجازة العيد مع أهلها؛ بعد سنتين قضتهما في الدراسة لنيل درجة الدكتوراه في الولايات المتحدة، وعند وصولها مدينة جدة تتفاجأ بانفصال والدها عن والدتها قبل شهرين ولم يخبرها أحد بذلك. لم تستوعب في لحظاتها الأولى أن والدها الذي تحبه كثيراً قد زادت حالته سوءاً لدرجة أن العائلة نبذته وأصبح يعيش بمفرده. فلامت الجميع على عدم إخبارها.

بداية رشيقة

ينساب سرد الفيلم منذ الدقيقة الأولى في إيقاع وتوليف مونتاجي حيوي؛ لا يركن للبطء أو الرتابة في الانتقال بين المشاهد واللقطات. يخلق تحفيزاً مشوقاً على متابعة الأحداث بانسجام كامل. ومنها نتلمس تلقائية أداء الممثلين، لا سيما "فاطمة البنوي" التي كشفت عن قدرات أدائية متمكنة لم تظهر في أفلامها السابقة؛ وإن أثر على هذا الأداء صوتها المكتوم ومخارج الحروف والكلمات غير الواضحة أحياناً؛ وفي المقابل تألق الممثل الذي لم نعرفه من قبل (ياسر الساسي) في دور والد بسمة "د. عدلي" المأزوم بحالته المرضية النفسية والعقلية.

في هذه المشاهد الافتتاحية نتعرف بتلميحات ذكية أن "د. عدلي سيف الدين"؛ لطالما رفض أن يتناول علاجات تخفف من اضطراباته، وأدى ذلك الى تفاقم حالته ومعاملته القاسية والعصبية مع زوجته "الست منال" والدة بسمة، (الممثلة مي حكيم) ومنها أيضاً نستشعر أن أسرته، لا سيما هذه الزوجة المُحبة وشقيقه الأصغر "عادل" (الممثل عبدالله التركي) اللذان يبدوان أنهما جاهدا كثيراً في جعل "عدلي" يواظب على العلاج، ولكنهما يأسا منه وبالتالي زادت تصرفاته عصبيةً وغرائبية مما ترتب على اتخاذ قرار الانفصال وعزله في بيته القديم بمفرده.

هنا نقف مع حالة الحب والتعاطف هذه، التي تلبست الزوجة والشقيق، ونفهم أنها لم تستمر، أو استمرت بشكل خاطيء، وأن الحب دخل في حيز الكتمان، ثم الرفض، ثم الاقصاء الشعوري والجسدي، لأن شخصية د. عدلي وتصرفاته لم تعد محتملة.

صبرت الزوجة كثيراً وحاربت من أجل اتاحة الفرصة لابنتها للسفر واكمال تعليمها في التخصص الذي أحبته، ولكن الكيل فاض من عناد والدها. لم يكن لجد بسمة أية تدخلات أو حتى تلميح بأنه يدرك ما يدور حوله، ربما هفوة سيناريو، لكن تواجده في جمعة الأسرة الاحتفالية بالعيد يرينا التكاتف والتعاطف عند العائلة السعودية بما فيها من عادات وموروثات ومسلمات في احترام كبير العائلة والتفافها حوله.

ندخل الى حياض هذه العائلة، لكننا لا نتعاطف سوى مع الأبطال الرئيسيين، لأن شخوص الفيلم الآخرين لا نعرف من هم، سوى أنهم أقارب من ذات العائلة، وذلك بسبب عدم رسم الشخصيات وتوصيفها درامياً بشكل مجود. شخصيات ضبابية وغير فاعلة في الأحداث، لكنهم أدوا أدوارهم بكفاءة عالية.

بسمة وبابا وماما

والدة بسمة، " منال" ، سيدة محبة لابنتها؛ وتريد لها النجاح في حياتها؛ متمتعة بعقلية منفتحة وصبورة؛ لكنها أيضاً مُضحية بسعادتها وطمأنينة روحها. كتمت بداخلها معاناتها في الحياة مع زوج قاسي ومضطرب نفسياً، تنتابه حالات من الثورة والغضب وتتلبسه هلوسات وتخيلات وذهان وانفصام شخصاني.. هذه الحالات نقلها الفيلم بإيحائية أحياناً وبتجسيد لمّاح أحيان أخرى، يلمح الفيلم إلى عقدة الحل التي يعتقدها أبطال الفيل، في أن عدلي يرفض العلاج: (شايف.. شايف كيف الأدوية ما تعض؟)، نفطن هنا الى مدى حرفية الكتابة لبعض سياقات الفيلم.. وربما أخفافها في سياقات أخرى، لكن ظلت الأساليب الإخراجية والتحرير التوليفي الذي اتبعته المخرجة والمونتير "عماد ماهر" خلاقة وبليغة التأثير.

والد بسمة، "د. عدلي"، الشخصية المحورية الثانية في الفيلم بعد بسمة، لا نعلم ما أغوار ومسببات وتاريخ مرضه النفسي، حيث أن لكل مرض نفسي وعقلي مسببات تعود الى مرحلة الطفولة أو المراهقة، كما يقرر العالم النفساني سيغموند فرويد، فهل لديه وسواس قهري أم شيزوفرانيا أم أنه اكتئاب احادي القطب، أم بارانويا ... لا ندري. ونبقى في حالة تخمين عن نوع مرضه حتى ينتهي الفيلم.. هذا المريض يزعجه أن الناس لا تناديه بلقب دكتور فهل تكبلته عقدة النقيصة وفقدان المكانة؟ وهل غاب الشعور بالأمن الذاتي بداخله؟ وبالتالي جعله ذلك فضاً مع من لا يعرف مكانته ويناديه بلقب دكتور؟

مريض لا نعرف مرضه

هذا المريض أيضاً يغطي نوافذ بيته وزجاج الشرفات بورق الصحف ويسد فتحات المكيفات بمناديل التواليت خشية دخول الفيروسات والبكتيريا الى البيت وأيضاً خشية تجسس الناس أو حتى الأشجار عليه.. هل كان لدراسته وتخصصه في دراسة البكتيريا المجهرية سبب في مرضه؟. ربما، بحسب منطق الحبكة الفلمية التي أرادتها مؤلفة الفيلم. على أية حال لا تتضح ماهية مرضه، حتى عندما ذهب لزيارة الطبيب النفساني "د. حسن" (الممثل خالد يسلم) لم يوضح لنا ما مرضه.. وفي كل الأحوال، وتماهياً مع الحبكة لا يعنينا ذلك كمشاهدين؛ والمهم ما ترتب على مرضه؛ والمهم قصة بسمة.

في سياق لاحق في الفيلم وأثناء بوح د. عدلي لبسمة؛ نتبين أن شقيقه "عادل" كان مسيطراً على تسيير شئون العائلة.. لعل ذلك كان له أثر ما على شخصيته ونفسيته، لكن "عادل" نفسه يَقر بأن مرض أخيه لا يصيب سوى الأذكياء.

في مفهوم آخر؛ لا يجعلنا ذلك نتفق مع تعريف وتصنيف الفيلم بأنه دراما نفسية فقط، والأجدر وصفه بدراما نفسية إنسانية رومانسية، وهذا يثريه ولا ينقصه. ومن ناحية أخرى نجد أن المشاهد غير المتعمق يتقبل هذا النوع من الأفلام عندما تكون أمريكية؛ ولكن إذا تحققت سعودياً فإن المشاهدين والنقاد المزروعين في ترسانة الصحافة والنزوات غير الموضوعية تنتقدها وتقلل منها. هي عقدة الخواجة والاغراض الهشة والمدفوعة.. هذا شأن آخر.

 
 
 
 

أم محبة

إذن، الأم؛ الزوجة "منال" لم تشأ أن تنغص صفو الحياة على ابنتها. صبرت وجاهدت لمساعدة زوجها في أن يتلقى العلاج، وتشاجرت معه كثيراً لتجعله يوافق على سفر بسمة. هنا سنقف لنتأمل تمسك الأب وحبه لابنته للدرجة التي تجعله يرفض سفرها وتركه وهي التي أدخلت البسمة على حياته.

سنتأمل نقاش محموم (حوار رئيسي Main dialogue) دار بين بسمة ووالدتها. تقول بسمة لأمها:" الانسان كل حياته يدور على شريك يفرح ويتبهدل معاه، وانتي لقيتي شريكك. مو أساس البهدلة اللي قاعدة تتكلمي عنها وماهي عاجبتك، هو دا الدوا اللي انتي ماسكاه في يدك وتفكري طول الوقت انه حيحل كل مشاكلك ويرجعلك أيامك حقت زمان. صح؟ متى تقتنعي إنه دا الدواء ما يقدر ينقذ أحد؟ بالذات اللي نحبهم، نحن اللي بننقذ الناس يا ماما".

يتجلى من هذا الحوار فداحة أننا قد نخطئ في تشخيص أوجاعنا ومن ثم معرفة علاجاتها التي قد تكون بأيدينا لكننا من فرط الضغط الوقع علينا لا ندركها.

في مشهد عابر آخر، يقدم د. عدلي الشاي لبسمة بكأسين مميزين. عندما شاهدتهما بسمة بادرته قائلة: "ماما تركت معاك هدول؟ كانت تعشقهم". رد عليها قائلاً: انكسروا عليّا اثنين زي ما كسرت قلب أمك".. هنا ندرك أن د. عدلي يعرف ويعترف بما فعله بأم بسمة. هذا الاعتراف مهم في فهم شخصية د. علي وفي إدراك بأنه لا زال يحبها.

ثنايا الفيلم محملة بمعزوفات موسيقية تأثيرية تعبيرية آسرة صاغتها الكمبوزر "سعاد بشناق" بكثير من الحساسية الفنية الملائمة للسياق الدرامي الذي نشاهده.

وبأغنيات حالمة معبرة عن ملائكية بسمة على وجه الخصوص:

((♫ ذكرني إيش السبب وسيبني في حالي. تعبت من تقل الندم. سيبني في حالي ♪))

حب مخبأ يتحقق

مجريات الفيلم تكشف عن قصة حميمة بين بسمة و"مالك" (الممثل محمد فوزي). طريقة ظهور "مالك" في الفيلم؛ ومن ثم وقوفنا على عمق العلاقة بينهما صاغته المخرجة بتوليف انسيابي مليء بالأحاسيس الدافئة. لكن بسمة لا تريد أن تبني علاقة حب مع مالك فهي تراه صديقاً وأخاً منذ الطفولة ــ لا يتضح من هو مالك هذا وما حقيقة علاقته بالعائلة. إنه خطأ رسم وتوصيف الشخصيات ــ وعندما تأكدت من مصداقية حبه لها اقتنع عقلها وسلّمت مشاعرها بأنه الشخص الذي تثق فيه وتكمل معه الطريق.

 غير أننا لن ندرك معنى، أن تكون هي ستة ويكون هو ثمانية (؟؟؟). استخدام بعض المصطلحات المتعارف عليها عند مؤلف الفيلم وطاقمه ليس بالضرورة أن يدركه المشاهد؛ ومن ثم يكون بمثابة نقطة غامضة أمامه؛ وهذا يفقد الحبكة جزءاً من التعاطف معها.

ماستر سين يكشف خلفيات

يبدو أن حالة هياج انتابت د. عدلي.. في غياب بسمة عن البيت.. قذف بملابسها من النافذة وأحدث فوضى بالبيت وحطم الأشياء من حوله، وعندما عادت بسمة باغتها قائلاً: "الشجرة اللي قاعدة تراقبنا هو دا اللي يبغى يفضحني وأنا في أسوأ حالاتي.. عمك هادا فيروس معدي".. حوار مشحون بين بسمة وأبيها، تتجلى فيه مقدرة الاثنان الأدائية، لا سيما فاطمة البنوي التي أدت ذلك المشهد بتقمص واحساس عالي. يبوح د. عدلي عن معاناته بسبب غيابها عنه لمدة سنتين. كان يعاني فيها من فرط حنانه ومحبته لابنته. نعم هو بعدها عنه وشوقه إليها.

هي مشاعر الأب المحب لبسمة حياته، معاناته لم يدركها أحد ممن حوله، ولم تستوعب زوجته تمسكه ببقاء ابنته بقربه. يلوم بشدة قسوة الأم التي تركت ابنتها تتغرب بعيداً عن أهلها لمدة سنتين. نعم سنتين أضنت مشاعر الأب وأرهقت روحه وجعلته شخصاً لا يحتمل؛ فنبذوه وأقصوه في بيته وحيداً. يفسرها بأنها مؤامرة حاكها عادل ومنال. شوقه لابنته جعله مريضاً نفسياً، لكنه وحده دون غيره يعلم أنه ليس مريضاً وأنه ضحية لعدم تقدير وجوده ومشاعره، ولذلك امتنع عن تناول الأدوية. أخذ يبكي بحرقة. كانت لحظات تطهير. وكان يعبر عن حقيقة.

نظرة جانبية

فيلم "بسمة" ليس للفرجة السطحية، ولا للمتفرج الذي لا يتعمق في التفكير ليصل الى شفرات ثنايا القصة والعلاقات، بل أن هفواته ونقائصه جزء من متعته في التلقي.

هو فيلم يستقصي شيئاً من مكابدات الأهل والعائلة عندما تتغرب بناتهم للتعليم في الخارج. إشكاليات إنسانية بدأت مع برنامج الابتعاث الذي أقرته الحكومة؛ بفضل توجيه الراحل المغفور له الملك عبدالله بن عبد العزيز يرحمه الله، وأحدث الكثير في تنمية البلاد.

هو فيلم يلتفت الى هذه النواحي التي لم يلتفت إليها أحد من قبل، ولذلك كان إنتاجاً مقدراً لفاطمة البنوي والمنتج الواعي "محمد حفظي" والمنتجة المتمكنة ولاء باحفظ الله..

هو فيلم ناضج في أفكاره لكنه مربك في اكتمال تنفيذه الفني، افترض أن المتفرج سيستوعب حبكته البسيطة، لكنه عقدها بسبب عدم دراسة السيناريو بتمعن مكثف.

تظهر في الفيلم شخصيات لا يستوعب المشاهد دورها وما مكانتها الدرامية في السردية، تخفت الحوارات في عدة مشاهد، إذ استلزمت مراجعتها قبل تنفيذها وتصويرها.

كثير من الكلمات والجمل تنطق في الفيلم لم تكن واضحة؛ إما بسبب سرعة نطقها أو بسبب سوء نطقها وغموض مخارج الحروف عند بعض الممثلين، لكن مع هذا فإن أداء البنوي والساسي والتركي وحكيم وسندي كان من التجويد ما يحيل الى خلق تعاطف قوي مع الشخصيات التي أدوها.

فيلم رومانتيك كوميدي يركز على بسمة؛ فهي الشخصية الفاعلة وهي محركة الأحداث وبؤرة إلتفاف جميع شخوص الفيلم حولها؛ ولأن عنوانه باسمها: بسمة، فهو مبني عنها ليحكي قصتها؛ وهو لها في بناءه الأدبي والدرامي.

تمثيل واثق ومتقن للمثلة مي حكيم. بليغ للممثل عبدالله التركي. منسجم لطراد سندي ومحمد فوزي وسوزان أبوالخير. الأكمل لفاطمة البنوي، واللافت لياسر الساسي.

فيلم لطيف وجميل لا يرهق مشاهده بقدر ما يحرك تفكيره في حياته.

إيحاءات رمزية جديرة بالتأمل

ــ خرجت بسمة مع خالد وشهد وهم يرقصون تحول كل من حولهم الى دجاجات وخرفان (!!!).

ــ عندما تتأزم بسمة نفسياً تلتهب الحساسية في جسدها.. "فيه ناس عندهم حساسية من الفول السوداني.. أنا عندي حساسية من العائلة".

ــ بسمة تبرعت بشعرها المقصوص لمرضى السرطان بمركز جدائل الحب.

ــ لقطات جمالية لشاليهات البحر القديمة.

ــ لا تلوموني.. كنت ترافولتا. عملوني جيم كاري. هم اختاروا وأنا لازم أجاري!

ــ ذات لحظة شعرت بسمة بأن أبيها قد تماثل للشفاء.. مزقت أوراق الصحف والجرائد التي تغطي زجاج واجهة البيت وأخذت ترقص احتفالا بهذا الشفاء.

وجهة نظر عادل

"أبوكي محبوس في أفكار مو بيده انه يغيرها. أمك كانت حتطلب الطلاق؛ بس فكرت فيكي، استنتك لين ما اتخرجتي وشجعتك على المجال اللي تحبيه طول عمرك، لين شافتك ناجحة ومبسوطة.. لكن أبوكي ما قدر يكون معانا في لحظة من دي اللحظات.. لأنه مرضه منعه.." هكذا وضّح العم "عادل" الحقائق الغائبة عن بسمة، بأداء بليغ من عبدالله التركي. لعلها تغفر وتفهم ما صنعته والدتها لها.

ــ "كنت أحسّب أن الهندسة البيئية راح تساعدني على تغيير العالم من حولي؛ لكنها ساعدتني على تغيير نفسي في الحقيقة".

((♪ لو محبوس في الماضي كنت حكون في داك الزمن

ما حنام.. ما حنام حبنيلك عالم في المنام ♪

الدنيا حلوة زي الاحلام))

 

سينماتك في ـ  18 يونيو 2024

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004