في اليوم الأول "أو الثاني" من الدورة العشرين لأيام قرطاج السينمائية, تلك
التي إنعقدت في تونس خلال الفترة من 1 إلى 9 أكتوبر, كنتُ أجلسُ مع الناقد
السينمائيّ التونسيّ "خميس الخياطيّ" في بهو فندق أفريقيا, نتحدثُ عن
السينما, والمهرجانات, ومُساهمته الأسبوعية في"فضائيّات, وأرضيّت", والتي
أحرصُ على قراءتها دائماً, وأجدها مختلفةً, ومُتميزةً عن باقي المُتابعات
التي تُنشر في نفس العمود, وهو مايُحسبُ إيجابياً على صحيفة “القدس
العربيّ” بإستقطابها لأقلام جادّة في كلّ مجالات الآداب, والفنون بشكلّ
عام, ويمنحها مكانتها المُتميّزة, وسمعتها الطيبة في العالم العربيّ,
والمهجر .
في تلك الجلسة, عرفتُ بأنّ "الخياطيّ" قد كتب تقريراً مُطوّلاً عن
المهرجان, وبالمُقابل, توقعتُ قراءة متابعات للعراقيّ "عدنان حسين أحمد",
وأخرى للصحفية اللبنانية "هدى إبراهيم" من خلال تغطياتها للوكالة الفرنسية
للأنباء "القسم العربي", ..وربما ـ أيضاًـ متابعةً ماً لأحد الصحفيين
التونسيين, ..
وكان ذلك بالنسبة لي أمراً طبيعياً, إعتيادياً, ومألوفاً,..ولكن, ما أدهشني
حقاً, أن يتجرأ "محمود أبو عبيد" الإعلاميّ الأردني الذيّ لم يكن حاضراً في
المهرجان بالكتابة عنه في تاريخ 11/10/2004, وأكثر من ذلك, إستيحاءاته,
وإنتحالاته لتقرير "خميس الخياطيّ" الذي نُشر في 1/10/2004, ونقله لأهمّ
محاوره, بما فيها الأخطاء المطبعية التي وردت فيه, وإعتمد في النصف الثاني
من مقالته على حوار نُشر في "جريدة الشعب" التونسية, "بدون ذكر إسم
المُحاور, أو تاريخ نشره", ويُنهيها بإستعارات لناقدّ مصريّ رحل عن عالمنا
في عام 1991 .
هل هي جرأةٌ, أم بلادة ؟
بالنسبة لحضوره, أو غيابه عن المهرجان, أزعمُ "حتى التأكد من ذلك" بأنه لم
يكن واحداً من الوفد الأردنيّ الذين أعرفهم, أو تعرّفتُ عليهم, ولو كان
حاضراً, لكنتُ ـ على الأقلّ ـ إلتقيتُ به عند الوصول, أو المُغادرة, أو في
ساعات الإفطار, أو الغداء, أو العشاء,.. أو في بهوّ الفندق, أو حتى في
المقهى المُجاور, ..أو في إحدى المقاهي المُنتشرة على طول شارع "الحبيب
بورقيبة", ولكن, ربما كان يضع على رأسه طاقية الإخفاء, ومع ذلك, أتركُ
إثبات ذلك لمن حضر من مواطنيهة: الناقديّن السينمائييّن "ناجح حسن",
و"عدنان مدانات", أو السينمائيّ "حازم البيطار",..
وبغضّ النظر عن حضوره, أو غيابه, فهل من المعقول أن يستوحي تقريره الأدبيّ
من متابعة تفصيلية نُشرت في صفحة كاملة قبل عشرة أيام, كتبها واحدٌ من نقاد
السينما المعروفين, ويُزيد عليها نقله لحوار من صحيفة أخرى, ويستشهد بأقوال
ناقدّ سينمائيّ مات في عام 1991 ؟ .
وكيف وافق "أمجد ناصر" على النشر, وأنا أعرفُ عنه قراءته, وتمحيصه لكلّ
مايصله من مقالات؟. ولماذا تغاضى "خميس الخياطيّ" حتى هذا اليوم عن هكذا
إنتحال؟
وللتدليل على كلّ ماذكرت, أقدمُ هنا بعض الفقرات التي جاءت في التقريريّن
"وبدون أيّ تنقيح شكليّ, أو لغويّّ", وأتركُ للجميع المُقارنة بينها, وسوف
أبدأ بالفقرة المنسوخة لـ"أبو عبيد", وأتبعها بالأصل لـ"الخياطيّ",
وتوضيحات مُقتضبة من طرفي, إن تطلّب الأمر ذلك .
حكايةُ الناسخ, والمنسوخ
بعد مقدمة "سينما نعم.. سينما لا.. ", هي بدورها مُستوحاة من عنوان كتابّ
للناقد السينمائيّ المصريّ "رؤوف توفيق", وبعد حديث عن العلاقة بين كرة
القدم, والتلفزيون, لا أزعم معرفة مصدرها, كتب الإعلاميّ الأردنيّ:
أبو عبيد: "ها قد وصلنا ملعب القبة بالمنزه وهو مخصص أصلا لكرة اليد فما
السبب لنقل حفل الافتتاح من سينما كوليزي منذ بداية المهرجان الي هنا؟
يقولون الاسباب ترفيهية لكن هل من البطولة ان نعيش ايام قرطاج السينمائية
وكرة اليد,.. ".
الخياطيّ: "لقد قررت "الهيئة المديرة للمهرجان" أن يكون الإفتتاح في ملعب
القبة بالمنزه, وهو المخصص أساسا لمباريات كرة اليد وكرة الطائرة في حين
كان الإفتتاح منذ أكثرمن ست وثلاثين سنة يقام في قاعة سينما الكوليزي,..ما
الذي حدث لأصحاب القرار الثقافي حتي يقلبوا الآية؟ هل لأسباب ترفيهية,.. ".
أبو عبيد: "اربعون عاما مرت ورحيق ذكريات ايام قرطاج السينمائية يعبق في
اجواء الملعب، سيطفيء اربعين شمعة,.... شمعة واحدة وضعت في قلب الليل وتحلق
حولها وزير الثقافة ورئيس المهرجان طارق بن عمار واشعلت الشمعة نادية عطية
وبجانبها حامل اختام المهرجان فتحي الخراط,.. ".
تعليق: بدأت "أيام قرطاج السينمائية" في عام 1966, وإحتفلت بدورتها العشرين
في عام 2004, إذاً, عمر المهرجان عشرون دورة, لأنه ينعقد مرةً كلّ سنتين
بالتناوب مع "أيام قرطاج المسرحية", فمن أين جاءت الأربعون شمعة؟, وحتى
الشمعة الوحيدة التي أطفأتها "ناديا عطية", وإلى جانبها “فتحى الخراط” الذي
لم أجده في تلك الإحتفالية, وأعرف بأنه إبتعد عن المهرجان قليلاً, ويهتمّ
حالياً بنشاط آخر في مدينة "الحمامات".
أبو عبيد: "واطفئت الشمعة واضاءت سماء المكان الالعاب النارية".
تعليق: بدوري, لم أشاهد شمعةً تُطفئ, ولا ألعاباً نارية, ولكن, تذمراً
علنياً من الحاضرين بسبب التأخير ساعة ونصف تقريباً عن الموعد المُحدّد في
بطاقة الدعوة, قيل بأنها إنتظاراً لإنتهاء نشرة الأخبار كي يُنقل الإحتفال
بعدها على الهواء مباشرةً .
أبو عبيد: "بينما كانت الممثلة التونسية هند صبري المقيمة في القاهرة،
والممثل التونسي رمزي الملوكي المقيم في هوليوود يستقبلان الضيوف وهم
يترجلون من السيارات الفارهة وخيوط الليزر تتراقص علي وقع خطواتهم".
الخياطي: "قيل كذلك أن الإفتتاح ستحييه خيوط الليزر التي ستتبع وصول النجوم
والنجمات ونزولهم/هن من السيارات مع استقبال من التونسية المقيمة بالقاهرة
الممثلة هند صبري والصحفي التونسي المقيم بهوليوود رمزي الملوكي".
تعليق: لم تكن "هند صبري", ولا "رمزي الملوكي" يستقبلان الضيوف وهم يترجلون
من السيارات الفارهة,.. ولكنهما تبادلا تقديم الحفلة فقط, و"الملوكي" ليس
ممثلاً, كما يذكر "أبو عبيد", ولكنه صحفيّ كما يذكر "الخياطيّ", وسوف تتكرر
أخطاء النقل في كلّ سطر من مقالة "أبو عبيد".
أبوعبيد: "لقد بحثت بين الوجوه الحاضرة عن مؤسس الايام طاهر شريعة. لا وجود
له، وعلي الشاذلي القليبي، لا وجود له وعن وعن، كأن المهرجان ولد هذه
اللحظة علي يد نادية عطية، اين علي الزعيم؟ اين.. اين.. لا صدي.. لا جواب،
حتي طارق بن عمار موجود بالاسم فقط".
الخياطي: "كان من المتوقع أن يكرم المهرجان أناسا (نساء ورجالا) من تونسيين
وعربا وأفارقة وغيرهم أعطوا لقرطاج وقتهم ومساندتهم وأفكارهم خاصة في
الأيام الصعاب، أيام التأسيس او تلك التي نشأت فيها فكرة إيقافه لحين...
إلا أن الإدارة الوزارية اختارت نسيانهم وكأن المهرجان ولد هذا
اليوم....1966 ولم يذكر من أداروه مثل المرحومين حمادي الصيد والطاهر قيقة
ولا السادة الطاهر الشريعة والمنصف بن عامر وعزالدين المدني وعلي الزعيم
وأحمد بهاء الدين عطية وعبد اللطيف بن عمار وغيرهم... قيل أن المهرجان
سيكرم مؤسسه السيد الشاذلي القليبي".
تعليق: أنظروا المفارقة الغريبة, عندما يكتبُ "أبو عبيد": "شمعة واحدة وضعت
في قلب الليل وتحلق حولها وزير الثقافة ورئيس المهرجان "طارق بن عمار",
وبعد سطور يكتب: "حتي طارق بن عمار موجود بالاسم فقط".
ولو كان "أبو عبيد" حاضراً فعلاً حفل الإفتتاح لشاهد "الطاهر الشريعة"
بجلابيّته التونسية, وبخطواته المُتثاقلة بسبب عمره المديد, يدخل أرض
الملعب, ويصعد على المنصّة لتكريمه .
أبو عبيد: "وكلما ذكر طارق ذكرت معه رندة شهال فلها في الافتتاح نصيب ولها
في المسابقة نصيب، لقد استهل المهرجان بفيلمها الطائرة الورقية، وسبق لها
عرض ثلاثة افلام في دورات سابقة ومنها هذه الدورة شاشات الرمال من نتاج
طارق بن عمار، والكل يعرف انه كان رئيس شرف في مهرجان الفن السابع بالمعهد
العربي في باريس لذا احضر معه الحاشية كلها حتي المقمط في السرير كما
يقولون".
الخياطي: "الفيلم الأول لمخرجة لها حتي اليوم ثلاثة أفلام روائية عرضت كلها
في دورات قرطاج وأولها فيلم "شاشات الرمل" من إنتاج طارق بن عمار".
تعليق: لقد عُرض فيلم "طيارة من ورق" للمخرجة اللبنانية "رندة شهال" في حفل
الإفتتاح, ولكن, لم يُعرض فيلمها "شاشات الرمال" في أيّ قسم من أقسام
المهرجان, وقد جاءت معلومته هذه من خطأ في فهم ماكتبه "الخياطيّ" عن الفيلم
.
من جهة أخرى, يكتبُ "أبو عبيد" بأنّ "طارق بن عمار" لم يكن حاضراً الإفتتاح,
وبعد قليل, يقول بأنه أحضر معه الحاشية كلّها, ..حتى المقمّط في السرير .
ومن ثمّ, ماهو العيب بأن يكون "طارق بن عمار" رئيساً شرفياً للدورة الأخيرة
لبينالي السينما العربية, وليس "مهرجان الفنّ السابع كما يذكر", وماهو
المقصود من تلك الإشارة ؟ وهل كان ذلك سبباً لأن يُحضر معه حاشيته, ومن هم؟
ومالضيّر في ذلك؟ .
ويبدو بأنه إعتمد في إستنكاره غياب "الطاهر الشريعة" على جملة وردت في
تقرير "الخياطيّ":....
"سنكرم المنصف بن عام,.. والسيد الطاهر الشريعة (الغائب عن المهرجان وهو
المؤسس له وحاميه) ".
علماً بأنّ "الخياطي" كتب تقريره بناءً على المؤتمر الصحفي, ولم يقصد
الغياب الجسديّ للشريعة عن حفل الإفتتاح .
أبو عبيد: "افتتاح للكبار وافتتاح للصغار والصغار لهم حفل خاص بهم هو فيلم
كرتون تحت عنوان تحيا قرطاج نتاج تونسي ـ الماني".
الخياطي: "إن كان إفتتاح الكبار لهذا المساء بقصر القبة سيكون بفيلم
اللبنانية رندة الشهال-الصباغ الطائرة الورقية,.. فإن الإفتتاح للصغار
ستكون غدا بعد الظهر في ذات المكان بالفيلم الكارتوني تحيا قرطاج وهو إنتاج
تونسي/أوروبي ومن صنع تونسي".
تعليق: بحثت في كل صفحات الكتالوغ الرسميّ للمهرجان عن الفيلم الكرتونيّ "تحيا
قرطاج" ولم أجده, لقد حصل "الخياطيّ" على هذه المعلومة من المؤتمر الصحفيّ
الذي حضره قبل 48 ساعة من بداية المهرجان, وفي تقريره, يشير إلى عدم تأكد
إدارة المهرجان من بعض المعلومات, ..ولو كان "أبو عبيد" حاضراً فترة
المهرجان, لما أشار أبداً إلى هذه المعلومة المُنتحلة, لأنها ببساطة,.. غير
موجودة .
أبو عبيد: "الكل هنا تساءل اين مدينة الثقافة؟ فالوزير الهرماسي في احاديثه
طوال العام كان يهلل لها ويقول: ايام قرطاج ستكون في مدينة الثقافة، ومدينة
الثقافة لا يري منها في شارع الحبيب سوي لوحات تشكيلية تغطي السياج الذي
يخفي اعمالها المتوقفة عن انظار المارة".
الخياطيّ: "في الدورة السابقة وعد وزير الثقافة الحالي السيد عبد الباقي
الهرماسي بأن دورة 2004 ستفتتح في مدينة الثقافة. أين المدينة؟ سنتان مرتا
ولا مدينة ثقافة إلا لوحات تشكيلية جميلة تغطي السياج الذي يخفة الأعمال
المتوقفة عن أنظار المارة".
تعليق: زيادةً على الإنتحال, أضاف “أبو عبيد” بأنّ مدينة الثقافة في شارع
“الحبيب بورقيبة”, هل من المعقول بناء مدينة للثقافة في وسط العاصمة, وفي
شارع يكتظّ بالمحلات, والمباني, وصالات السينما, والفنادق, والمقاهي,
والمطاعم,..؟
أبو عبيد: "لجنة التحكيم مع احترامنا الشديد لمحمد ملص وهو وجه معروف في
الايام لا وزنا سينمائيا لهم، حتي ولا شهرة".
الخياطيّ: "إن هيئة قرطاج لهذه الدورة خبطت خبطة عشواء حتي في اختيارها
أعضاء لجنة التحكيم الدولية. فلو نحينا جانبا السوري محمد ملص والإيرانية
تهمينة ميلاني والسينيغالي منصور سورا وادي الذي حصل علي الجائزة الذهبية
لدورة قرطاج السابقة، فإن الباقي ليس له الوزن السينمائي والشهرة الشعبية".
أبو عبيد: "في هذه الدورة نري,....., وحسن جلمون وعمر عسيلي المغرب ومعهما
الملائكة لا تحلق وهما وفيلم بحب السيما الذي دارت حوله عاصفة كونه صور
عائلة قبطية.. الخ".
الخياطي: "من المغرب يقدم المهرجان فيلما درب مولاي الشريف و فوق الدار
البيضاء، الملائكة لا تحلق وهما من إخراج حسن بن جلون وعمر عسيلي".
تعليق: يتضح هنا النقل, حتى بالخطأ المطبعيّ الذي ورد في تقرير "الخياطيّ"
لإسم المخرج المغربيّ "محمد عسلي", وزاد عليه "أبوعبيد" خطأً أكثر فداحةً,
عندما أخطأ بكتابة إسم المخرج "حسن بن جلون", وأوهم القارئ بأنّ فيلم
"الملائكة لاتُحلق فوق الدار البيضاء" هو من إخراج: حسن جلمون, وعمر عسيلي.
أبو عبيد: "..., وحسن جلمون وعمر عسيلي المغرب ومعهما الملائكة لا تحلق
وهما وفيلم بحب السيما الذي دارت حوله عاصفة كونه صور عائلة قبطية.. الخ".
تعليق: هل هذا كلام إعلاميّ يعرف مادته التي يكتب عنها, عندما يُوهم القارئ
بأنّ فيلم “بحب السيما” لمخرجه المصريّ “أسامة فوزي” دارت حوله عاصفة لأنه
صور عائلةً قبطية ؟...فقط, لأنه صوّر عائلةً قبطية ؟
ولكن أنظروا إلى كلمة "وهما" الخاصّة بالمخرجيّن "حسن بن جلون", و"محمد
عسلي", وكيف جاءت في سياق ماكتبه "أبو عبيد", حيث يوحي للقارئ بأن فيلميّ
المخرجيّن المغربيين, وفيلم "بحب السيما" دارت حولها عاصفة.. بينما كلمة
"وهما" في سياق تقرير "الخياطيّ" تشير إلى المخرجيّن المغربيين: "وهما من
إخراج حسن بن جلون وعمر عسيلي".
ولكن, ربما إعتقد "أبو عبيد" بأنّ عنوان الفيلم المغربيّ هو "الملائكة لا
تحلق وهما", أيّ وهماً, من الوهم, والأوهام, ولا يعرف العنوان الصحيح, وهو
"فوق الدار البيضاء, الملائكة لاتُحلق".
أبو عبيد: "...وعلي نصار من عرب 48 لقد شارك في دورة سابقة بفيلم درب
التبانات وسحب من المسابقة لان نتاجه اسرائيلي فكيف يشارك في هذه الدورة
تناقض عجيب، اسامة فوزي اصبح ماركة مسجلة في ايام قرطاج، وكذلك يوسف شاهين
وجون شمعون ومنصور سورا وغيرهم كثر,.. ".
تعليق: وأين العيب بأن تكون الأسماء المذكورة حاضرةً في الدورة الأخيرة,
علماً بأن المخرج اللبنانيّ "جان شمعون" قد شارك بفيلمه التسجيليّ "أرض
النساء" ولم يكن حاضراً,....
أبو عبيد: "كان من المفروض ان تكون هناك ندوة خاصة بالايام حول علاقة النقد
بالتطور وتجدد السينما العربية والافريقية لكنها الغيت فهم ليسوا بحاجة الي
نقد بعد".
الخياطيّ: "إضافة لذلك، كانت العادة وللمحافظة علي الجانب الفكري للمهرجان
الذي لم ينشأ لغرض استعراضي أن تقام ندوة فكرية في كل دورة حول موضوع من
المواضيع والإشكاليات التي تمس السينما العربية والإفريقية".
تعليق: على حدّ علمي, كانت الندوة الفكرية للدورة 19 حول النقد السينمائيّ,
وأستغرب من أين جاء "أبو عبيد" بفكرة ندوة "عن علاقة النقد بالتطور, وتجدد
السينما العربية والأفريقية,..؟
ولكن, يبدو بأنه يُصّفي حساباته مع المهرجان, لأنه لم يحصل على دعوة,
فإختلق حضوره, وبدأ ينتقد شرقاً وغرباً, ويميناً وشمالاً .
وبمراجعة دقيقة لتقرير "الخياطيّ", فهمتُ بأنّ "أبو عبيد" لاينقل فحسب, بل
يفهم خطأً مايقرأه, فقد فسّر ماجاء في تقرير "الخياطيّ" على هواه , حيث
يذكر "الخياطي": "إلا أن إلغاء الندوة الفكرية في هذه الدورة وعدم مساعدة
الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي حتي تنجز مائدتها المستديرة ...
", وإعتقد "أبو عبيد" بأنّ الندوة المُلغاة كانت عن النقد السينمائي,
ولايعرف بأنّه يوجد في تونس جمعيةٌ إسمها "الجمعية التونسية للنهوض بالنقد
السينمائي", وهي عضو في "الإتحاد الدولي للصحافة السينمائية ـ الفيبريسي".
أبو عبيد: "وسيتم تكريم من تحصلوا علي التأنيث الذهبي من الاجانب في دورته
الاولي".
تعليق: أعوذ بالله, كان من المُفترض القول: سوف يُكرّم المهرجان كلّ من
حصلوا على التانيت الذهبيّ من عربّ, وأفارقة خلال الدورات السابقة.
أبو عبيد: "سيكون هناك سوق للسينما وقسم للبانوراما وهي واجهة للمنتوج
الافريقي والعربي، من الافلام التونسية المشاركة الاوديسة لابراهيم باباي
وباب عزيز وهو وهي وباب العرش لناصر العجيمي وافلام اخري للوحيشي وحفر
كمون.
تعليق: ماهذا الهراء , باب عزيز, وهو وهي, وباب العرش كلها للناصر العجيمي؟
وأفلام أخرى للوحيشي وحفر كمون ؟
أفلامٌ لم تعرض أبداً "بابا عزيز" لـ"الناصر خمير", و"هو وهي" لـ"إلياس
بكار", و"باب العرش" لـ"مختار العجيمي", و"رقصة الريح" لـ"الطيب الوحيشي",
و"كلمة رجال" لـ"معزّ كمون".
وليحسب القارئ كم خطأً إرتكب "أبو عبيد" في سطر ونصف عند كتابته لأسماء
الأفلام, والمخرجين! , هذه تأتأةٌ إعلاميةٌ, وليست تقريراً محترماً عن
مهرجان.
أبو عبيد: "وسيتم تكريم يسرا والسينما المغربية والالمانية، .. ".
الخياطيّ: "أما التكريمات الرسمية ..، فهي للمصرية يسري,... التكريم الآخر
للسينما المغربية,.. السينما الألمانية تحظي هي الأخري بتكريم خاص,.. ".
أبو عبيد: "وسيكون في الايام محمد هنيدي عن فول الصين,.. "
تعليق: هل "سيكون في الايام محمد هنيدي عن فول الصين" جملةُ مفيدة؟ ولو كان
"أبو عبيد" حاضراً المهرجان فعلاً, لكتب : وقبل العرض التجاريّ لفيلم "فول
الصين العظيم", وافق الموزع على عرضه في حفلة خاصّة لضيوف المهرجانّ, حضرها
الممثل الكوميديّ "محمد هنيدي", تبعها بندوة مع بعض الإعلاميين, والصحفيين,
والقليل من الجمهور .
أبو عبيد: "235 فيلما رقم قياسي في دورة هذا العالم خلال تسعة ايام".
الخياطيّ: "مجمل الأفلام التي ستشاهدها الدورة هو 250 فيلما ستعرض في إحدي
عشرة قاعة سينما في تونس وضواحيها,.. ".
وهنا لا أعرف من أين جاء "أبو عبيد" برقم مُغاير عمّا ذكره "الخياطيّ" في
تقريره؟ ولو كان يمتلك كتالوغ المهرجان, لعرف بأنّ العدد الرسميّ للأفلام
التي عُرضت في الدورة الأخيرة قد بلغ 243 فيلماً طويلاً, وقصيراً, روائياً,
وتسجيلياً.
أبو عبيد: "شاشات عند نافورة السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) واخري علي
واجهات العمارات في شارع الحبيب".
الخياطيّ: "وعروض سينمائية علي نافورة ساحة السابع من نوفمبر (كانون) الأول
وأخري علي واجهات العمارات بشارع الحبيب بورقيبة".
تعليق: في أكثر من مرّة, يختصر "أبو عبيد" إسم شارع "الحبيب بورقيبة",
ويُطلق عليه شارع "الحبيب", إلى هذا الحدّ وصل التكاسل, والتهاون, والتسرّع
حتى في كتابة إسم أهمّ شوارع العاصمة, والذي يحمل إسم الرئيس التونسيّ
السابق "الحبيب بورقيبة"؟
الجزء الثاني
وحتى هذه الفقرة, ينتهي الإنتحال من تقرير الناقد السينمائيّ "خميس
الخياطيّ", ويُكمل "أبو عبيد" مقالته بنقل حوار من "جريدة الشعب" التونسية.
أبو عبيد: "في حوار عاصف مع الممثل مصطفي العدوائي يقول لجريدة الشعب".
تعليق: مع أنه نقل عن حوار مكتوب, ومنشور, إلاّ أنه لا يتورع عن الخطأ من
جديد في كتابة أسماء ممثلين, ومخرجين, بدايةً بصاحب الحوار نفسه, حيث
"مصطفى العدواني" أصبح "العدوائي", والممثل "فتحي الهداوي" أصبح "الهداري",
والمخرج التونسيّ "محمد الزرن" تحول إلى "الرزن".
وقد شغل ذلك الإنتحال 11 سطراً من مقالته, بعدها إنتقل إلى الحديث عن الوفد
المصريّ, وحجمه في المهرجان, ولا أدري إن كان ذلك تكملةً للحوار في "جريدة
الشعب", أم إنتحالاً من مصدر آخر؟ "لأنني لم أتمكن من الحصول على المصدر
الأصلي".
أبو عبيد: "ايام قرطاج السينمائية تخص الوفد المصري برعاية خاصة بين كل
الوفود وهو ما يجلب عادة انتباه النقاد واهل السينما عموما اذ ذهب احدهم
الي اعتبار المهرجان مصريا، كما ان اكبر عدد من الحضور من مخرجي وممثلي مصر
ووسائل الاعلام ومن المتطفلين علي السينما، ومع ذلك عندما يعودون يكتبون،
ماذا يكتبون، هذا نموذج مما كتبه صحافي مصري اسمه السلاموني,.... "
تعليق: أولاً, ألاّ تُعتبر نفسك مُتطفلاً على السينما يا "أبو عبيد"؟
ومن ثمّ, لن أعلّق على التذمر من حجم الوفد المصريّ, والرعاية الخاصّة من
قبل المهرجان, لأنني لستُ محامياً عنهم, وربما يتكفل أحدهم ممن حضر الدورة
العشرين, أو أيّ دورة سابقة, للردّ على هذا الكلام, ولكن ما أثارني حقاً,
وسوف يُثير "خميس الخياطيّ" نفسه, وربما يضحك لها "أمجد ناصر", هو ذكر
صحفيّ إسمه "السلاموني".
هل يقصد "أبو عبيد" الكاتب المسرحيّ المصريّ "محمد سلماوي" الذي يحضر عادةً
أيام قرطاج المسرحية, أم الناقد السينمائيّ "سامي السلاموني" الذي إنتقل
إلى رحمة الله في عام 1991؟
أما عن "سلاموني" آخر, فإنني أجزم, وبشكل قطعيّ, بأنه لم يكن من بين أعضاء
الوفد المصريّ من الصحفيين, والإعلاميين, والنقاد واحداً إسمه "السلاموني".
هل وصلت إهانة الصحافة, والنقد السينمائيّ إلى هذه الدرجة؟ وهل وصلت
الجرأة من إعلاميّ بأن ينقل تقريراً كتبه زميلٌ آخر متخصصّ, , يعرف أصول
مهنته, ونُشر قبل عشرة أيام في نفس الصحيفة, كتبه زميلٌ آخر متخصص, يعرف
أصول مهنته, وأكثر من ذلك, لم يكن هذا الإعلاميّ حاضراً التظاهرة التي يكتب
عنها, أو كان مُتخفيّاً طوال الوقت.
ماهو الغرض الحقيقيّ لفعل كهذا؟
مكافأة النشر, "أعرف بأنّ "القدس العربيّ" لا تُقدم مكافآت لغير مراسليها
المُعتمدين", تحقير الصحافة, والصحفيين, إهانة النقد السينمائيّ,
والسينمائيين, الكتابة عن المهرجان للحصول على دعوة للدورة القادمة, إيهام
القارئ بالحضور, غصّةٌ ضمنيةٌ من الغياب, والإنتقام بالكتابة عنه للعيش في
الوهمّ, مرضٌّ نفسيّ, عقدةٌ شخصية, غيرةٌ من النقاد المٌتخصصين الذين
حضروه ؟, ...
وعلى أيّ حال, ليست هي المرة الأولى التي أقرأ تقارير عن مهرجانات لم
يحضرها كتابها "أو ناقلوها", فقد أتحفنا البعض بمتابعات عن مهرجان كان,
وفينيسيا, وأفينيون,.. نقلاً عن الصحافة الفرنسية.
كما أقرأ مراراً متابعات منقولة من الملفات الصحفية للمهرجانات, أو نسخاً
ولصقاً من كتابات أخرى.
لن أستغرب, ولن أغضب بعد اليوم, فآخرالمفاجآت, كانت في تونس عندما حصلتُ
على العدد 101 بتاريخ أكتوبر 2003 من مجلة "الفنّ السابع" التونسية, حيث
وجدتُ فيها دراسةً كاملة لي عن فيلم "فاطمة" لمخرجه التونسيّ "خالد غربال",
ولكنها مُوقعةً بإسم "عمر مدني".
دراسة كنتُ قد نشرتها يوماً في "القدس العربيّ" "العدد 3997 بتاريخ 25 مارس
2002", ومن ثمّ في مجلة "السينما الجديدة" التي كانت تصدر عن "جمعية نقاد
السينما المصريين".
وللأمانة, لم تكن الدراسة المنشورة في "الفنّ السابع" مسروقةً, لا من هذه
الصحيفة, ولا من تلك المجلة, ولكن, أنا الذي أرسلتها بنفسي للنشر في المجلة
التونسية, ويبدو بأنها أعجبت "عمر مدني", فصادرها, ونسبها لنفسه, مع أنني
لست مجهولاً بالنسبة له.
واليوم, أترك "خميس الخياطيّ" يُقارن بين تقريره عن الدورة العشرين لأيام
قرطاج السينمائية, وماجاء في تُحفة "محمود أبو عبيد" عن المهرجان نفسه.
أما الصحافة السينمائية, أو النقد السينمائيّ, فأتركُ أمرهما للزمن, كي
يُغربل الحقيقيّ من المُزيف, والمحترف من المُتطفل.