بداياته
بدأ شادي عبد السلام حياته الفنية مصمماً للديكور وعمل مساعداً للمهندس
الفني رمسيس واصف عام 1957 م. ثم عمل مساعداً للإخراج في عدة أفلام كان
أغلبها لمخرجين أجانب.
شارك شادي في الفيلم البولندي "الفرعون" من إخراج كافليرو فيتش.. وهي نقطة
البداية الحقيقية في مشواره. وقد شارك في إعداد ديكورات الفيلم وأزيائه
واكسسواراته.
عمل أيضا كمساعد مخرج في فيلم "وإسلاماه" إخراج أندرو مارتون..
والفيلم الإيطالي "الحضارة" للمخرج "روبرتوروسللين"..
والفيلم الأمريكي "كليوباترا" للمخرج "جوزيف مانكوفيتش".
افلامه
الفيلم الرائع المأخوذ عن إحدى البرديات الفرعونية القديمة والمعروفة باسم
"شكوى الفلاح الفصيح". وقد فاز فيلم "الفلاح الفصيح" بجائزة السيدالك في
فينسيا في نفس العام.
قدم للسينما المصرية عدداً من الأفلام القصيرة الهامة ومنها:
1.
"الفلاح الفصيح" 1970م (الفيلم الرائع المأخوذ عن إحدى البرديات
الفرعونية القديمة والمعروفة باسم "شكوى الفلاح الفصيح". وقد فاز
الفيلم بجائزة السيداك في فينسيا في نفس العام)
2.
"جيوش الشمس" 1974 م.
3.
"كرسي توت عنخ آمون الذهبي".
4.
"الأهرامات وما قبلها" 1984 م.
5.
"رع مسيس الثاني" 1986 م.
6.
"المومياء.. يوم أن تحصى السنين" 1970 م.
فيلمه "المومياء... يوم ان تحصى السنين"
وفيلم "المومياء... يوم ان تحصى السنين" الذي أخرجه شادي عام 1974 يعتبر من
أهم الأفلام العربية التي قدمت في تاريخ السينما وهو يعالج قضية الهوية
والحفاظ على التراث الحضاري لمصر فقد كان شادي يرى أن الحضارة المصرية
القديمة هي عبارة عن تجربة إنسانية وفكرية عميقة تستحق أن تدرس وتستلهم
لتكون مصدر لنهضة وتقدم مصر. وقد استهل شادي فيلمه المومياء بهذه الكلمات :
"يا من تذهب سوف تعود
يا من تنام سوف تصحو
يا من تمضي سوف تبعث".
وكأن شادي عبد السلام يريد أن يقول من خلال هذه المقدمة وهذا الفيلم أن
الجد القديم سوف يعود.. وكما يقول هو عن الفيلم " أريد أن أعبر عن نفسي وعن
مصر.. أريد أن اعبر عن شخصية الإنسان المصري الذي يستعيد أصوله التاريخية
وينهض من جديد.
وقد نال فيلم المومياء... يوم ان تحصى السنين العديد من الجوائز في
المهرجانات العالمية منها جائزة (سادول) وجائزة النقاد في مهرجان
قرطاج 1970 م وغيرهما.. ومن اجل فيلم المومياء استحق شادي عبد السلام أن
يكون واحداً من أبرز مخرجي العالم.. فقد اختير ضمن أهم 100 مخرج على مستوى
العالم خلال تاريخ السينما في العالم من رابطة النقاد الدولية في فيينا.
وقد احتل المومياء المرتبة الأولي في استطلاع الأفلام الأجنبية الذي أجري
في فرنسا عام 1994م.
انجازاته كمصمم ديكور
ترك شادي عبد السلام بصمته على ديكور وملابس الأفلام التي شارك فيها ومنها:
وا إسلاماه - عنتر بن شداد - ألمظ وعبده الحامولي - الخطايا - شفيقة
القبطية - رابعة العدوية - أميرة العرب - أمير الدهاء - بين القصرين -
السمان والخريف - أضواء المدينة.
كما صمم الديكورات والملابس للفيلم التاريخي الكبير " الناصر صلاح الدين "
من إخراج يوسف شاهين.
عمل شادي في وظيفة مدير مركز الأفلام التجريبية بوزارة الثقافة 1970 م. قام
شادي عيد السلام أيضا بالتدريس بالمعهد العالي للسينما – قسم الديكور
والملابس والإخراج في الفترة من عام 1963 م- 1969 م
أحلامه ومشروعاته وطموحاته
لقد ظل شادي عبد السلام يبحث عن التاريخ الغائب وعن الهوية وعن الجذور وقد
أحب التاريخ الفرعوني.. وتاريخ قدماء المصريين.. وأراد أن يوظفه من أجل بعث
الهمة في روح الشعب المصري..وأراد أن يستخلص منه دروساً تفيد الأجيال
القادمة من خلال تعميق فكرة الانتماء لديهم وربطهم بماضيهم وحضارتهم
وجذورهم.
ولذلك عكف شادي بعد الانتهاء من فيلمه الكبير " المومياء " في مشروعه
الكبير الثاني – والذي لم ير النور حتى الآن – وهو فيلم " مأساة البيت
الكبير " أو كما عرف باسم (إخناتون) نسبة إلى الشخصية المحورية فيه
شخصية إخناتون.. وقد ظل يعيد في كتابته عشر سنوات.. وأثناءها قام بإعداد
تصميمات وديكورات الفيلم بالإضافة إلى الأزياء والإكسسوارات الخاصة
بالفيلم.وقد قدمت له عدة عروض لإنتاج الفيلم ولكنه رفضها جميعا حيث كان
يرفض المنطق التجاري من أساسه.. وسعى إلى أن تقوم وزارة الثقافة بإنتاج
الفيلم الذي يتطلب تكلفة إنتاجية عالية لكن جهوده باءت بالفشل.
وفاته
توفي الفنان العبقري شادي عبد السلام في أكتوبر من عام 1986 م. قبل أن يتم
أحلامه للسينما والفن والتي بدأها برائعته" المومياء ".. الفيلم الذي نال
إعجاب العالم كله.
وعندما احتفلت مكتبة الإسكندرية بمرور 75 عاماً على مولد شادي عبد السلام
(عام 2005 م.) تم تخصيص قاعة بالمكتبة لأعماله تتضمن أزياء وديكورات
وإكسسوارات ورسوماً وضعها خلال مسيرته الفنية. بينما تأسست جمعية أصدقاء
شادى عبد السلام بعد وفانه وقامت بجمع تراثه السينمائي المكون من لوحات
واسكتشات رسمها لمناظر وأزياء في افلام اشتغل عليها سواء من إخراجه أو
إخراج غيره إلى جوار الاحتفاظ بمكتبته وأوراقه وصوره المختلفة التي تجمعه
مع أقرانه المبدعين العرب والعالميين في أكثر من مناسبة، كما وتضم نصوص
سيناريوهات أفلامه وملخصات لأفكار حضارية وثقافية، وهناك مكتبة ضخمة في شتى
المعارف الإنسانية، ومن ضمنها الحضارة المصرية القديمة، وأيضا هناك مقتنيات
من حلي واكسسوارات ولملابس خاصة واكسسوارات. |