صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

115

114

113

112

111

 

دروسٌ عملية في السينما التسجيلية ـ الدرس الأول

ترجمة صلاح سرميني/باريس

 
 
 
 

مقدمة تعريفية

هذه النصوص (الدروس) هي خلاصاتٌ نظريةٌ لوثائق سمعيّة/بصرية، وأفلاماً تسجيلية عن التفكير في السينما التسجيلية، متاحة للمُشاهدة العامة من خلال قناة افتراضية هي Canal-U، مشروعٌ يخصّ المجتمع الأكاديميّ، بدأ منذ عام 2000 بقيادة "الهيئة الرقمية للتعليم العالي" التي تتبع "وزارة التعليم العالي، والبحوث"، ويُشرف على هذا المشروع "مركز الموارد، والمعلومات الخاصّ بالوسائط الإعلامية للتعليم العالي".

Canal-U هي موقعٌ مرجعيٌّ للمواد السمعية/البصرية للتعليم العالي، وخزينة أفلام رقمية، بإمكان الأساتذة، والطلبة أن يجدوا فيها برامج ثرية تتضمّن وثائق تربوية معتمدة من طرف الهيئات العلمية للجامعات الرقمية المُتخصصة، وتتوجه هذه القناة إلى الطلبة، والأساتذة، والباحثين بمُقتضى محورين :

ـ توفير موارد تعليمية بالإضافة إلى المناهج المُعتادة.

ـ مواكبة تطورات الجامعة الفرنسية بتطوير استخدام تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات في مجال التعليم العالي.

ومن بين المُشاركين في هذا المشروع "السينماتيك الفرنسية" التي تحتوي خزينتها على مؤتمراتٍ مصوّرة، ولقاءاتٍ حول السينما. 

***

التفكير في السينما التسجيلية، موردٌ، ومصدرٌ تعليميٌّ يتكون من 9 دروس فيديو تحت إشراف جان لوك ليّوو، وباسكال سيزارو.

محصورٌ بين المتطلبات المتناقضة، كان من الصعب دائماً تعريف الفيلم التسجيلي.

ومع ذلك، يمثل الفيلم التسجيلي اليوم "فناً سياسياً جديداً".

يمكننا محاولة وصفه بموضوعه، وهدفه: أن نقول شيئاً عن العالم ...

 

*****

 

عناوين الدروس

·      مخرجو الأفلام التسجيلية، وأدواته عبر العصور (التفكير في السينما التسجيلية: الدرس الأول، التاريخ - 1/2).

·      روبرت فلاهيرتي، واكتشاف التجسيد التسجيليّ (التفكير في السينما التسجيلية: الدرس 1 - التاريخ، 2/2).

·      محاولات لتعريف الفيلم التسجيليّ (التفكير في السينما التسجيلية: الدرس الثاني).

·      نظرية الفيلم التسجيليّ (التفكير في الفيلم التسجيليّ: الدرس الثالث).

·      التصميم الاخراجيّ/أو الإخراج التسجيليّ (التفكير في السينما التسجيلية: الدرس 4، 1/2).

·      مناظرة حول التصميم الاخراجيّ/أو الإخراج التسجيليّ (التفكير في السينما التسجيلية، الدرس 4، 2/2).

·      الصور التسجيلية، والأرشيفية (التفكير في السينما التسجيلية: الدرس الخامس).

·      الأنماط المختلفة للفيلم التسجيليّ (التفكير في السينما التسجيلية: الدرس السادس).

·      استراتيجيات صناعة الأفلام التسجيلية (التفكير في السينما التسجيلية: الدرس السابع).

 

الدرس 1 (الجزء الأول).

مخرجو الأفلام التسجيلية، وأدواتهم عبر السنين

وُلدت السينما التسجيلية من اللقاء بين رغبة سينمائيين في اكتشاف العالم، وعشق مُكتشفين في تسجيل الواقع:

بين الأخوين لويّ، وأوجوست لوميير اللذان صورا غداءً عائلياً صامتاً بواسطة كاميرا سينماتوغرافية بالأبيض، والأسود، ودومينيك كابريرا تصور نفسها بكاميرا رقمية بالألوان، والصوت، هناك مئة عام من الكتابة التسجيلية، والاختراعات التقنية.

أراد السينمائيون نقل الحياة اليومية لمُعاصريهم مع إبداء وجهة نظرهم بالاقتراب تدريجياً من حميميتهم إلى درجة أنهم أصبحوا في بعض المرات "ممثلين" لأفلامهم، ومن أجل تحقيق ذلك، تمّ تأسيس حواراتٍ دائمة بينهم، وتوّجب على المخترعين، والمهندسين:

ـ التفكير بتخفيف الكاميرات.

ـ وضعها على حوامل ثلاثية يمكن تحريكها في كلّ الاتجاهات بطريقةٍ انسيابية.

ـ ترويض ألوان الشريط السينمائي.

ـ الإقدام على فتحٍ حقيقيٍّ لسماع الأشخاص الذين يصورهم المخرجون مباشرةً.

ـ جمع الصورة، والصوت في شريطٍ واحدٍ مع وصول الفيديو.

ـ اكتشاف تقنياتٍ جديدة للمونتاج أكثر بساطةً، وسهولة.

ـ تصغير كلّ التجهيزات حتى الوصول إلى الكاميرا التي نعرفها اليوم.

(خلاصةٌ نظرية مأخوذة من الفيلم التسجيلي: "مخرجو الأفلام التسجيلية، وأدواتهم عبر السنين"، إخراج "كاترين جوبيل"، 53 دقيقة، إنتاج عام 2003).

 

تفاصيل محتوى الفيديو

تاريخ ما قبل السينما.

الاخوان لوميير، وشارل باثي.

روبرت فلاهيرتي

جون جريرسون

دزيجا فيرتوف

المدرسة الإنجليزية

هنري ستورك، ويوريس إيفينز

 الحرب العالمية الثانية

 الموسيقى، والتعليق

جان روش، والصوت المباشر

 ميشيل بروو، والصوت المتزامن

 فيديو التدخل

جان بيير بوفيالا المخترع

 الكتابة السينمائية بالفيديو

التسجيلي، والتلفزيون.

التصوير بمفرده/أو بمفردها

دائماً السينما

السيرة الذاتية

 

وثائق تعليمية

شاهد مقتطفات من الأفلام التي تمّ تحليلها في الدرس:

"دخول القطار إلى محطة لاسيوتا"، لويّ لوميير، وأوجست لوميير، 1895 - فرنسا - 35 ملم.

"نانوك الأسكيمو" (أو نانوك الشمال)، روبرت فلاهيرتي، 1922 - الولايات المتحدة - 64 دقيقة - 35 ملم.

"رجلُ الكاميرا"، دزيجا فيرتوف، 1929 - الاتحاد السوفياتي - 67 دقيقة - 35 ملم .

Drifters (تائهون)، جون جريرسون، 1929 - بريطانيا العظمى - 49 دقيقة - 16 ملم.

"بؤس في بوريناج"، هنري ستورك، ويوريس إيفينز، 1933 - بلجيكا - 28 دقيقة - 35 ملم.

"كلّ ذاكرة العالم"، آلان رينيه، 1956 فرنسا، 35 مم.

"الأسياد المجانين"، جان روش 1958 - 29 دقيقة - 16 ملم.

"شهر مايو الجميل"، كريس ماركر، وبيير لوم، 1962 - فرنسا - 80 دقيقة - 35 ملم.

 

 

الدرس 1 (الجزء الثاني).

يُصوّر كي يشاهد

روبيرت فلاهرتي، واكتشاف الإخراج التسجيلي.

تسجيليّ: تمّ توثيق هذا الوصف التعريفيّ منذ عام 1876 (قاموس روبير)، وبدأ تطبيقه على الفيلم في عام 1896.

في عام 1915 أصبحت كلمة (Documentaire) في اللغة الفرنسية وصفاً، وفي عام 1967 تمّ توثيق الاختصار (docu)، ولكن، بإمكاننا الافتراض بأنها وُجدت قبل ذلك التاريخ في اللغة المحكية، بينما الكلمة المُركبة (docucu) أكثر حداثةً، وتُستخدم بمعنى تحقيريّ (فيلمٌ تسجيليّ متواضع).

في اللغة الإنكليزية، ظهرت كلمة (documentary) عام 1926 في مقالة كتبها جون جريرسون في  New York Sun حول فيلم "موانا" لـروبيرت فلاهرتي.

(موانا، تقريرٌ بصريٌّ لأحداثٍ من الحياة اليومية عن شباب سكان جزر المحيط، وعائلاتهم، يمتلك قيمة تسجيلية).

وُفق بول روثا، (الكلمة مُستعارة من الفرنسية، وتُستخدم إذاً في تصنيف أفلام الرحلات، والاكتشافات، وهي ليست تقارير ممّلة عن رحلات).

بدون شكّ، ساهمت المقالة التي كتبها جريرسون في جعل روبرت فلاهرتي شخصيةً أسطوريةً "أبّ السينما التسجيلية".

تاريخياً، هذه المكانة محلّ دراسة: منذ عام 1895 ظهرت أفلام ٌيمكن تصنيفها تسجيلية، وقد يصبح النقاش التاريخي، والنظريّ حول هذا الموضوع بلا نهاية، ومعقداً إلاّ من أجل الانتباه إلى الملاحظات التالية:

كحال الأدب، يتوّجب علينا تحديد تاريخ ظهور نوعاً سينمائياً عندما يتمّ التعرّف عليه، وتحديده،

بإمكاننا اعتبار الأفلام التي سبقت هذا التاريخ وعوداً، بدايات، تفريخات  ..

فقط، مفهومٌ غائيّ من تاريخ الفن يمكن أن يسمح بضمّها لاحقاً إلى نوعٍ ما، وتقييمها تعسفياً تحت خانة البدايات.

لن يكون هناك أصلاً، ولكن بدايات، إذاً، من غير المُجدي البحث بأيّ ثمنٍ عن أول "فيلم تسجيلي في تاريخ السينما الفرنسية"، لقد نشأ النوع بالتدريج، وظهر ما بين 1915 (فرنسا)، و1926 (بريطانيا).

تعرضت كلمة "تسجيلي" مثل كلّ كلمات اللغة إلى تحولاتٍ في المعنى، حتى أنّ متفرج اليوم يعاني من بعض الصعوبات في قبولها على هذا النحو، على سبيل المثال، "رجل آران"، أو "قصة لويزيانا"، بنظرةٍ معاصرة، وبالاستناد على إدارة الممثلين غير المحترفين، ونظام السرد الطفيف (وُفق تعبير بول روتا)، سوف يضعها بالأحرى في جانب الأفلام الروائية، علينا إذاً القبول بأن أفلاماً تمّ تصنيفها تسجيلية، اليوم، يمكن أن لا ننظر إليها بمُقتضى نفس التصنيفات، ويُعتبر هذا التغيير جزءاً من تاريخ النوع.

"تسجيليّ : "هو فيلمٌ تعليميٌّ يُظهر وقائع حقيقية، وليست متخيلة" (قاموس روبير).

يتوضح الهدف التعليميّ للفيلم التسجيلي من الاسم نفسه، اشتقاقياً، الكلمة مأخوذة من اللاتينية (docere)، وتعني: تعليم، تثقيف، تبيين، Un documentum هي مثال، نموذج، درس، تعليم، إظهار، هنا أيضاً، علينا الأخذ بعين الاعتبار التحولات التاريخية للكلمات.

حالياً، بدأنا نعتبر نقل المعارف في فيلم تسجيلي من الآثار الجانبيةّ، وليس بالضرورة أساسياً، ويكمن الجوهري إذاً في منح وجهة نظر حول حقيقة ما.

(ملاحظات مأخوذة من مقالة كتبها بيير بودري : بعض المعارف الأساسية للتفكير في الفيلم التسجيلي، نُشرت في ملفٍ بعنوان "الإخراج التسجيلي"، نصوصٌ جمعها "جيل ديلافوو"، إصدار عام 1994.

هذه الملاحظات أيضاً، هي خلاصةٌ نظرية مأخوذة من الفيلم التسجيلي: "يُصور كي يشاهد، روبيرت فلاهرتي، واكتشاف الإخراج التسجيلي"، إخراج جيل ديلافو، 41 دقيقة، إنتاج عام 1994).

 

تفاصيل محتوى الفيديو

نانوك، أو اكتشاف الفيلم التسجيليّ.

التصميم الاخراجيّ/أو إخراج الواقع.

الفضاء (المكان)، والشاشة.

القطع المونتاجيّ، والإيقاع.

اللقطة الدخيلة، واللحظة.

الإنسان، والعالم.

سينماتك في ـ  24 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 27.10.2022

 

>>>

115

114

113

112

111

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004