صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

100

99

98

97

96

 

ذئابٌ لا تأكل اللحم

كتابة: صلاح سرميني

 
 
 
 

(ذئاب لا تأكل اللحم، إخراج اللبناني سمير أ. خوري، إنتاج مصر/لبنان/الكويت عام 1973)، هذا الفيلم، لو شاهدته منذ سنواتٍ، وأقصد عندما كنت متحمساً للنقد المُراهق، لكنتُ اعتبرته واحد من أسوأ الأفلام العربية، وحفرت بمعولي النقديّ حفرة عميقة له..

اليوم، وبعد أن هدأ ذاك الحماس النقدي، أعتبر هذا الفيلم "قطعة سينمائية أثرية"(وهذا التوصيف يختلف عن معنى "التحفة الأثرية") يتوّجب علينا إعادة قراءته من منظوراتٍ مختلفة بغضّ النظر عن المستوى النوعيّ للفيلم الذي يتناسب ونوعية أفلام جماهيرية أُنتجت في فرنسا فترة السبعينيّات، وكانت تجذب إليها جمهوراً واسعاً.

هناك تقاطعاتٌ مثلاً بين "ذئاب لا تأكل اللحم"، وأفلام المخرج الفرنسي جان فرانسوا ديفي الذي كان يبحث عن الإثارة فقط، بينما أيّ مخرج عربي، ولأسبابٍ رقابية رسمية، وغير رسمية، لا يكتفي بها، وإنما يمزجها مع مشهيات سينمائية أخرى.

مثلاً، من بين الملاحظات التي خطرت على بالي: إمكانية تصوير الفيلم بكامله في دولة الكويت في بداية السبعينيّات (مع مشاهد العريّ الكامل لبطلاته، والمثلية الجنسية النسائية).

أكان التصوير في الكويت، أو في مصر، أو في أيّ بلد عربيّ آخر، فهذا يعني، بأن السينما وقتذاك كانت أكثر حريةً من اليوم، وبالتالي، كان الجمهور العربي منفتحاً، ومتسامحاً إلى درجةٍ كبيرة.

من خلال أفلام كهذه يمكن قراءة تلك المجتمعات، أو إعادة قراءتها: العادات، السلوكيات، التفكير، الأخلاقيات....

ومن أجل هذه الأغراض الدراسية، والبحثية مترافقة مع متعة مشاهدة تراث السينما، فإنّ مشاهدة هذه الأفلام، وحتى إعادة عرض مختاراتٍ منها في الصالات التجارية، ضرورة حتمية سوف يثبتها المستقبل القريب.

أسعار تذاكر السينما في فرنسا

استعادة بعض الحقائق، وبعض الأفكار المُسبقة.

سعر تذكرة السينما في فرنسا موضوعٌ متكررٌ للنقد المُوجّه إلى صالات السينما من قبل الجمهور، والصحافة، غالباً ما ينتج عن ضعف المعلومات عن الواقع، وتنوّع المواقف.

يُجري "الاتحاد الوطنيّ لصالات السينما" في فرنسا بانتظامٍ دراساتٍ بناءً على بيانات التذاكر: تُظهر هذه الدراسات أن ثلثيّ التذاكر المُباعة خلال عامٍ هي في الواقع بأسعارٍ مخفضّة.

سنجد أدناه بعض الحُجج حول هذا الموضوع الشائك الذي ينقل العديد من الأفكار المُسبقة:

 

سعر تذكرة السينما ليس 10 يورو.

تتقاضى بعض صالات السينما الواقعة في باريس حداً أقصى للسعر الكامل يبلغ حوالي 10 يورو، أو أكثر (وهي تمثل جزءا فقط من التذاكر المُباعة)، بصرف النظر عن هذه الحالات المحددة، فإنّ الأسعار الكاملة التي يتمّ تحصيلها أقلّ من 10 يورو.

وُفقًا للتقرير السنويّ للمركز الوطني للسينما بباريس، يبدو أن 66٪ من التذاكر بيعت في 2018 بأقلّ من 7 يورو، وأن 48٪ من التذاكر بيعت بأقلّ من 6 يورو.

وبالتالي، فإن متوسط ​​سعر تذاكر السينما، والذي يشمل جميع الأسعار المعروفة، وجميع مبيعات التذاكر، هو أداة التحليل الأكثر صلة.

بلغ متوسط ​​سعر تذكرة السينما 6.64 يورو عام 2018 (المصدر: المركز الوطني للسينما بباريس).

على مدى السنوات العشر الماضية (2009-2018)، ارتفع متوسط ​​سعر التذكرة بنسبة 8٪، بينما ارتفع التضخم العام للأسعار (باستثناء التبغ) بنسبة 9.6٪.

مع استثناءاتٍ نادرة للغاية، يرتفع سعر التذكرة كلّ عامٍ بسرعةٍ أقلّ من التضخم.

من المُحتمل جدا أن يكون نظام التشغيل، والاستثمار السينمائي الفرنسي هو الذي طوّر سياسات التسعير الأكثر ديناميكيةً في العالم.

طورت جميع صالات السينما أسعاراً تتناسب مع جمهورها، أو أوقات العرض:

أسعارٌ مخفضّة للطلاب، أسعارٌ مخفضّة للعائلات الكبيرة، أسعارٌ مخفضّة لكبار السن، أسعارٌ مخفضّة للأطفال، والشباب أقلّ من 12 أو 14 أو 16 أو 18 أو 26، أسعار مخفضّة في العروض الصباحية، نظام بطاقات الاشتراك، نظام بطاقات زبائن صالات معينة، نظام البطاقات الشهرية للمُشاهدة غير المحدودة في كلّ الصالات، نظام الأسعار المُخفضة لتجمعات الشركات، إلخ.

في حين كانت التعرفة المعيارية في السابق هي التعرفة القياسية، فإنّ السعر الكامل اليوم هو مجرد تعرفة واحدة من بين العديد من التعرفة.

يبقى الذهاب إلى السينما في فرنسا أرخص نزهة: فمتوسط ​​الأسعار التي تتقاضاها أماكن المعارض التشكيلية، أو المسارح، أو قاعات الحفلات الموسيقية، أو الملاعب أعلى.

 

سعر تذكرة السينما في فرنسا عام 2021

هذا العام، لشراء تذكرة سينما في فرنسا، تبلغ التكلفة 10 يورو، ويمكن أن ينخفض ​​هذا السعر إلى 8 يورو، ويرتفع إلى 13 يورو حسب الموقع، هذا السعر لتذكرة السينما أقلّ تكلفةً من السعر المُلاحظ في المتوسط ​​في فرنسا (بنسبة 0٪).

المهرجانات السينمائية (1)

صلاح سرميني

هل تختار المهرجانات الأجنبية أفلاماً دون المستوى؟

هناك آلاف المهرجانات الأجنبية : المحلية، الإقليمية، والدولية، الصغيرة، الكبيرة، والمتوسطة، العامة، والمتخصصة.

واختيار فيلم في أحدها ليس مقياساً على جودة الفيلم، أو ضعفه، هناك خطة برمجية لكلّ مهرجان، وآليات اختيار محددة.

هذا الفيلم الذي تمّ اختياره في مهرجان (أ) لا يصلح لمهرجان (ب)، واختياره في مهرجان (أ) لا يخضع لمعيار الجودة، أو الرداءة.

مثلاً :

لنفترض بأن هناك مهرجان للمثلية الجنسية، إذا وصله من بلدٍ عربيّ سوف يهتم به، بغضّ النظر عن الجودة، والرداءة.

بالتأكيد، سوف ينتقي الأفلام الجيدة أولاً، ولكن هذا المهرجان المُتخصص يهدف إلى أهدافٍ أبعد من السينما، ومنها الترويج لأفلام المثلية الجنسية، وثقافتها، وتطبيع المتفرج معها.

هذا الفيلم سوف ترفضه معظم المهرجانات العربية بغضّ النظر عن جودته، أو رداءته.

مثال آخر:

فيلمٌ تجريبيٌّ من العراق، أو من السعودية، سوف تتهافت عليه المهرجانات الأجنبية المتخصصة بالسينما التجريبية، بينما لن يقبله مهرجان عربي واحد، وإذا شاهده أحدٌ من المحيطين بالمخرج، ربما يقال له: هذا ليس فيلماً، وإنما خرابيط.

من جهة أخرى :

قراءة الفيلم، أيّ فيلم، بالنسبة للمهرجانات الأجنبية، مختلفة تماماً عن قراءة المهرجانات العربية لنفس الفيلم.

عندما يصل الفيلم إلى مهرجانٍ متخصص بأفلام المدينة، سوف يتم مشاهدة الفيلم، واختياره من هذه الزاوية تماماً.

بينما، المهرجانات العربية المتخصصة قليلة جداً، وفي معظم الأحيان، هذا التخصص يتمحور حول تيماتٍ عامة جداً: أفلام المرأة، السينما الأفريقية، أفلام دول البحر المتوسط.

لا يوجد حتى الآن مهرجانات عربية تخصصية جداً: التجريبية، أفلام البحار، والمحيطات، أفلام الجزر، الأفلام البوليسية، الخيال العلمي...

المهرجانات السينمائية (2)

صلاح سرميني

هل تختار المهرجانات الأجنبية أفلاماً دون المستوى؟

لا يوجد أيّ مقارنة ما بين المناخ السينمائيّ في بلدٍ أجنبي، وآخر عربي، الأطفال، ومنذ سنواتهم الأولى، يتعودون الذهاب إلى صالات السينما، والسينما، في معظم الأحيان، جزءٌ من المواد التربوية، والتعليمية التي تقدمها لهم المدارس، والأفلام متوفرة للصغار، والكبار في كلّ مكان.

وينشأ الطفل الأجنبي، ويكبر في أجواءٍ سينمائية كافية لأن تجعله يناقش "أجدع ناقد سينمائي أجنبي"، وقد تابعت عروضاً للأطفال، والصغار، واستمعت إلى مناقشاتهم للأفلام بعد العروض.

وهذا يعني، بأن الثقافة السينمائية، والمعرفة السينمائية مختلفة تماماً بين الأجنبي، والعربي، وعندما تفكر مجموعة أجنبية ما بتأسيس مهرجان سينمائي، فـ هم، وبحكم علاقتهم الوثيقة، والقريبة بكل ما يحدث في بلادهم، يعرفون ما معنى تظاهرة، أو مهرجان، ومتى يكون المهرجان محلياً، أو إقليمياً، أو أوربياً، أو دولياً، ويختارون عن دراسة، وتقييم تيمة المهرجان، وطبيعته .

وهؤلاء الذين تشبعوا بالأفلام، اكتسبوا إمكانية التذوق العام للسينما، وبالتحديد، تيمة مهرجانهم، بالإضافة إلى أن الأفلام متوفرة لهم، بإمكانهم جلبها، أو استحضارها من أيّ مكان في العالم بكبسة زرّ، فكيف يمكن أن نتوقع بأنهم يختارون أفلاماً رديئة، أو ضعيفة المستوى؟

وإن فعلوا ذلك مرة واحدة، فسوف يتوقف مهرجانهم، لأن الجمهور الأوروبي ليس ساذجاً إلى هذا الحدّ كي يتقبل مهرجاناً يقدم أفلاماً رديئة.

هذا التحليل ليس نظرياً، حيث تابعت، وأتابع عن قرب المهرجانات الأوروبية، والفرنسية بالتحديد، وفي كل مرة، أصاب بالصدمة، وأقول لنفسي :

ـ يااااه، بعد كلّ هذه المشاهدات الكثيرة، خلال سنوات إقامتي الطويلة في باريس، يبدو بأنني لا أعرف أي شيء عن السينما، ومهما حاولت تجاوز هذا النقص، لن أتمكن من اللحاق بما وصلت إليه الثقافة السينمائية الأجنبية.

فنانون فاسدون

السينما على هامش الذوق، والأناقة، والسياسة

الفتيات السيئات يذهبن إلى الجحيم (Bad Girls Go to Hell).

محرقة آكلي لحوم البشر (Cannibal Holocaust).

حواء، والعامل الماهر (Eve and the Handyman).

من خلال فحص الانبهار المُستمرّ لثقافة السينما بالوجوه الدنيئة، والسيئة، والخسيسة للسينما، يجمع كتاب Sleaze Artists   خبراء السينما الذين لديهم اهتماماً مشتركاً بالأسئلة التي تطرحها الأفلام السيئة السمعة، والسينما المشبوهة.

إنهم يستكشفون جودة "الفساد" التي لا تُوصف فيما يتعلق بمجموعةٍ من القضايا، بما في ذلك حقائق الإنتاج للأفلام الجماهيرية منخفضة التكاليف، والتضاريس المُتغيرة باستمرارٍ للاستقبال، والذوق.

عند الكتابة عن أفلام الرعب، والأفلام الجماهيرية منخفضة التكاليف، والاستغلال الجنسيّ، يتعمّق المُساهمون في موضوعاتٍ تتراوح من مكان "فيلم رعب الأزتك" في المناقشات حول الهوية الوطنية المكسيكية إلى سلسلة أفلام الستينيّات التي تستكشف الرغبة الجنسية المثلية في الجيش.

قام أحد المُساهمين بتتبع ملحمة التوزيع لفيلم ماريو بافا Lisa and the Devil لعام 1972 من خلال الارتفاعات، والانخفاضات في السينما الفنية، والتلفزيون الهامشيّ، ودوائر الصالات التي تعرض فيلمين بثمن تذكرة واحدة (صالات الأحياء)، وأسواق أقراص DVD المُتخصصة.

يقدم آخرٌ منظوراً جديداً لعمل دوريس ويشمان، ربة منزل نيويوركية تحولت في الستينيّات إلى مخرجة أفلام جنسية منخفضة التكاليف، وأصبحت شخصيةً بارزة في دوائر السينما السيئة على مدار العقد الماضي.

يُحلل مساهمون آخرون العلاقة بين الصورة والصوت في الأفلام الجنسية منخفضة التكاليف، وأفلام الرعب الإيطالية، واستراتيجيات الإعلان التي اعتمدها منتجو الاستغلال الجنسيّ في أوائل الستينيّات، والعلاقة بين الفن، والقمامة في أعمال تود هاينز، والطرق التي تُعقدّ بها سلسلة الجمعة 13 التمييز بين السينما "المهملة"، و"الشرعية".

يختتم الكتاب الجماعيّ بمقالٍ عن سبب حبّ عشاق السينما لكراهية الأفلام.

 

المُساهمون: هاري إم بنشوف، كاي ديكنسون، كريس فوجيوارا، كولين جونكيل، جوان هوكينز، كيفن هيفرنان، مات هيلز، تشاك كلاينهانز، تانيا مودلسكي، إريك شايفر، جيفري سكونسي، جريج تايلور.

الناشر: دار نشر جامعة ديوك. طبعة مصورة (24 أكتوبر 2007)

اللغة: الإنجليزية

عدد صفحات الطبعة المطبوعة: 351 صفحة

سينماتك في ـ  20 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 28.08.2022

 

>>>

100

99

98

97

96

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004