صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

100

99

98

97

96

 

ما هي جماليات الفيلم؟

ترجمة: محمد زرزور

 
   
 
 

تُشير الجماليات إلى أسلوب، ومظهر الفيلم، حيث يستخدم المخرج مجموعةً من العناصر لبناء أسلوب الفيلم الذي يدفع الجمهور للردّ على الشخصيات، والمواقف، والمواقع بطريقةٍ محددة.

كما يسمح بناء المشهد/الفيلم أيضاً للمخرج باستكشاف الموضوعات، وتطوير الرسائل للجمهور.

التصوير السينمائي هو فنّ الكاميرا، وأين يتمّ وضعها، وكيف تتحرك، وكيف تُضاء اللقطة.

عندما ندرس كيفية بناء المشهد، فهذا عنصرٌ أساسيٌّ للتفكير في كيفية تموضع الجمهور.

هل نحن قريبون من الموضوع؟ ولماذا؟

هل هذا يجعلنا نشعر بالراحة، والأمان، أم أننا "قريبون جداً من الراحة"؟

يجب أن نفكر أيضاً في المدة التي يستغرقها المخرج ليُرينا هذه اللحظة (المونتاج).

 

أنواع لقطات الكاميرا

1_اللقطة القريبة جداً Extreme close-ups، وهي مخصصةٌ للحظات العاطفة الشديدة، والحميميّة.

2_ اللقطة القريبة Close-up، وهي تسمح للجمهور بالتواصل عاطفياً مع الشخصيات.

3_اللقطة المتوسطة Medium/Mid shot، وهي عادةً من الجذع إلى الرأس.

4_اللقطة العامة Long shot، تُظهر الطول الكامل للشخصية، ويمكن استخدامها لإظهار عُزلتها.

5_اللقطة البعيدة Extreme long shot، تُستخدم غالباً كلقطةٍ تأسيسيّة لتحديد موقع، أو إظهار المؤثرات الخاصة المُذهلة.

6_لقطة الزاوية المرتفعة High Angle shot، عندما يتمّ وضع الكاميرا في مكانٍ مرتفع يُظهر الموضوع من الأعلى، يمكن استخدامها للإشارة إلى أنّ الشخصية خاضعة، أو غير مهمّة، أو ضحية، لأنّ الكاميرا في وضعٍ قويٍّ "تنظر إليهم بدونية"، وتُسمّى لقطات الزوايا العالية جداً بــ "لقطات عين الطائر".

7_اللقطة ذات الزاوية المُنخفضة Low angle shot، عندما تكون الكاميرا أسفل الموضوع، مما تضعها في موضع قوة (الشخصيات)، والجمهور في حالةٍ أقلّ، "ينظر إليهم"، تُسمّى الزوايا المنخفضة جداً "لقطات الرؤية بالعين الدودية".

8_تُستخدم لقطات بزاوية 60 درجة 60° angle shots (لقطات خارج المركز)، وزوايا الإمالة الهولندية/غير متوقعة، لتصوّر إحساساً بعدم اليقين، وأنّ "شيئاً ما ليس طبيعياً".

9_لقطة وجهة النظر الذاتية، POV shots ، تكون هذه اللقطات من خلال "عينيّ" الشخصية، مما يسمح للجمهور بمشاركة تجربتها، وعادةً ما يتبع ذلك لقطة ردّ فعل، حتى يتمكن الجمهور بعد ذلك من ملاحظة استجابة الشخصيات.

 

هل نحن بعيدون عن الموضوع؟ لماذا؟

ماذا يريد المخرج أن يلاحظ الجمهور هنا؟

لماذا سمح لنا برؤية "الصورة الكبيرة" في هذه اللحظة بالذات؟

كيف تعتقد أنه من المفترض أن نشعر تجاه الموضوع في هذه اللحظة؟

كيف ملأ المخرج الكادر، ولماذا؟

 

حركة الكاميرا

1/ الحركة الجوية (Aerial): عادةً ما يتمّ التقاط هذه اللقطات من طائرة هليكوبتر، وتسمح للجمهور بالاستمتاع بمشهد المناظر الطبيعية.

2/ الرافعة (Crane ): عندما يتمّ وضع الكاميرا على رافعة، فإنها تسمح للقطات بـ "مسح" حركة المشهد.

3/ البانوراما (Pan)، وهي حركة الكاميرا أفقياً على محورٍ ثابت.

4/ whip-pan وهي الحركة السريعة جداً، مما يؤدي إلى إرباك الجمهور، وخلق إحساسٍ بالواقعية.

5/ Tilt، وهي حركة الكاميرا عمودياً على محورٍ ثابت.

6/ حركة التتبع/ لقطة دوللي (Tracking/ Dolly shot) يتمّ وضع الكاميرا على مسارٍ في "دوللي" (مثل مسار قطار، وسيارة)، ثم يتمّ دفع الدوللي جنباً إلى جنب مع الحركة/الفعل، بشكلٍ سلسٍ للغاية.

7/ الستيديكام (Steadicam )، وهي اللقطة (أو المشهد) المحمولة باليد، تُستخدم عادةً عامل التثبيت لجعل حركة الكاميرا سلسة، كما يمكن أن تكون اللقطات المحمولة باليدّ "مُتذبذبة"، وغير مستقرّة، مما يخلق تأثيراً أكثر واقعية، وخيالياً.

8/ الزووم Zoom وهو تحريك اللقطة باستخدام عدسة الكاميرا، بتصغير حجم اللقطة، أو تكبيره، من لقطةٍ قريبةٍ إلى لقطةٍ عامة، أو بالعكس.

 

الإضاءة

عند التصوير في أستوديو، أو في أيّ موقع تصوير، تكون الإضاءة التقليدية عبارة عن ضبط 3 نقاط، وعادةً ما يكون Key Light هو الضوء الرئيسي، ويُوضع أمام الموضوع المُصوّر، ويُشكل المصدر الرئيسي للضوء، ويتمّ استخدام ضوء خلفي back light لفصل الشخصية عن الخلفية، وُيستخدم ضوء ملء الظلال fill light لإضاءة الظلّ.

1/الإضاءة العالية السطوع High Key Lighting

هي الإضاءة الرئيسية عالية السطوع بشكلٍ كامل، ويستخدمها المخرج للإشارة إلى مزاجٍ متفائل، ومُفعمٍ بالأمل، وغالباً ما تُستخدم في الأفلام الكوميدية، والموسيقية.

2/الإضاءة منخفضة السطوع Low Key Lighting

هي الإضاءة المُنخفضة الرئيسية المظلمة، والمليئة بالظلال، ويستخدمها المخرج للإشارة إلى الغموض، والخوف، وعدم اليقين، وهي شائعة الاستخدام في أفلام الرعب، والإثارة.

3/ الإضاءة الطبيعية Natural Light

عند التصوير في الموقع، يُفضّل استخدام الضوء الطبيعي، ولكن، هناك حاجةٌ إلى إضاءةٍ إضافية لإنشاء تأثيراتٍ معينة، مثل "تأثير الهالة" التي تنشأ بواسطة الإضاءة الخلفية للإشارة إلى سمةٍ جماليةٍ داخل الشخصية.

 

نشاط التصوير السينمائي:

لديك 10 لقطات لتقديم شخصية "المُعلم الجديد"، حيث يدخل إلى الصف لأول مرة، لا يوجد حوارٌ في المشهد.

بدايةً، عليك أن تقرر ما إذا كان بطل الرواية (بطلٌ)، أم خصمٌ (شرير)، سيُساعدك هذا في اختيار نوع اللقطات التي تحتاج إلى استخدامها.

ارسم، أو التقط صوراً لإنشاء لوحة عمل (ستوري بورد) أساسية من 10 لقطات/صور.

اعرض الـ"ستوري بورد" على المجموعة - هل يمكنهم معرفة ما إذا كانت الشخصية بطل الرواية، أم خصماً استناداً إلى المكان الذي قررتَ وضع الكاميرا فيه فقط؟

المُرشحات اللونية:

تُعتبر هذه أداة قوية جداً للمخرج، يمكن استخدام درجات اللون الأزرق للإشارة إلى الاضمحلال، والموت، ويمكن أن تعطي درجات اللون البني الداكن الدافئ حنيناً، واطمئناناً.

 

الاخراج (Mise-en-scene  ):

هو مصطلحٌ فرنسيّ يعني "كل شيء في الإطار"، وهذا يشمل ترتيب، وتصميم كلّ الأشياء من الأزياء، والأداء، والموقع، والديكور، وكذلك المؤثرات الخاصة.

ويشكل تحليل الأسلوب المختار لعناصر الميزانسين مساحةً غنيةً جداً لإظهار المعنى.

 

مواقع التصوير:

 يجب أن تفكر إلى من ينتمي الفضاء/المكان؟ وماذا تقول عنه؟ إن استكشاف الفضاءات الشخصية للشخصيات مثل غرفهم، أو منازلهم، يُعتبر امتداداً لشخصيتهم، فما الذي تخبرنا به عن آمالهم، وأحلامهم، ومخاوفهم؟

تصميم الفضاءات/الأماكن لخلق معنى، وهي امتدادُ للجماليات التي يستخدمها المخرجون، لكننا نحتاج أيضاً إلى التفكير في كيفية تصويرها، وما الزوايا، والمرشحات التي تمّ استخدامها؟ وماذا يمكن أن يعني ذلك عن مكانة ذلك المكان، والأشخاص في داخله؟

 

الإكسسوارات:

 هذه ميزة تصميم جمالية أخرى يمكن اعتبارها امتداداً للشخصية، وما يمكن أن تُمثله عنها؟

 

الأزياء، والماكياج:

 تُعبّر هذه العناصر المُصمّمة عن نيّة الشخصيات، ومزاجها، وخلفيتها القصصية، إن اختيار اللون، والملمس، والموضة، والشعر، والمؤثرات الخاصة التي قام بها فريق التصميم، يمكن أن يخبرنا كلّ شيءٍ عن الشخصية دون أن تتحدث.

 إن تصميم الشخصيات يمكن أن يعكس عصوراً، أو أنواعاً، أو أنماطاً مختلفة لحثّ الجمهور على قراءة تلك الشخصية بطريقةٍ مختلفة.

 

نشاطٌ إخراجيّ/تمرين اختباريّ:

صمّم خصماً لفيلمٍ ببطلٍ خارق، وفكرّ في الأزياء، والشخصيات، والاكسسوارات، واللون.

ضعّ الأشرار في غرفهم/ معملهم/ سيارتهم.

الآن، غيّر شيئاً واحداً للإشارة إلى أنّهم "ليسوا جميعاً سيئين"، حيث يوجد في أعماقهم الخير.

كيف تجعل هذه الشخصية أكثر إثارةً للجمهور؟

 

المصدر

منصة https://www.wjec.co.uk/

الموسوعة المنسية ،،المصور السينمائي بنجامين شكوان

سانتينو قبريال ميول

مصطفى بيونق*

هناك أعلام وقامات لا يمكن للتاريخ أن يتجاوزهم لما قدموه لشعوبهم ومجتمعاتهم من خدمات إنسانية جليلة، لا يمكن نسيانها ،والمصور السينمائي وعمنا الراحل بنجامين شكوان ،واحد من أولئك النفر ،رجل كرس حياته خدمة لمجتمعه في مجال أحبه منذ أن كان شابا يافعا،حتى تاريخ إنتقاله إلى رحاب الله شيخا طاعنا في السن ،بحيث لم يبارح ذلك المبنى ،الذي شهد مراحل تكون شخصيته المهنية وإكتسابه لخبرته الطويلة في مجال السينما وتسجيل الأفلام الوثائقية.

لقد وثق الفيلم الوثائقي الموسوم ب( ارشيف السودان المنسي) ،والذي أنتجته قناة الجزيرة الوثائقية القطرية ،وثق لجزء مهم من تاريخ الراحل ،وأظهر بجلاء تلك المجهودات التي بذلت لحفظ إرث وتاريخ السودان السينمائي والوثائقي ،وكان وراء ذلك الجهد جندي مجهول يدعى بنجامين شكوان ، بمعاونة زميله العم عوض الضو ،رغم الطرق البدائية التي كانوا لايزالون يباشرون فيها عملهم، لكبح جماح التغييرات المناخية التي تؤثر في اشرطة الفيديو الخاصة بالعديد من الافلام التسجيلية لعدم توفر الدعم اللازم من قبل الجهات المعنية كوزارة الثقافة السودانية ،وكافة الجهات ذات الصلة بالعمل السينمائي،إلا أنهم لم يدخروا جهدا في سبيل المحافظة على ذلك الإرث الإنساني العظيم.

هذه محاولة متواضعة منا لكتابة ولو جزء يسير عن تاريخ الراحل ،وكاتب المقال لا يدعي المعرفة الكافية بكل تلك التفاصيل المتعلقة بالتجربة المهنية عن العم بنجامين شكوان ،إنما بالبحث الذي قمنا به ،وتحصلنا من خلاله على بعض المصادر القليلة جدا ،و هي التي قامت بالكتابة عنه،علاوة على الفيلم الوثائقي أنف الذكر،

النشاة، والمراحل التعليمية.

ولد العم بنجامين شكوان في مدينة ملكال في الثلاثينيات من القرن الماضي،ينحدر من قبيلة شلو(الشلك) ،تلقى تعليمه الأولي في مدارس الإرساليات بملكال ،ثم إلتحق بمدرسة عطار الوسطى في مدينة رمبيك ،ثم مدرسة الخرطوم الثانوية القديمة،

إلتحق بعد ذلك بالمعهد الفني ( جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حاليا)، عقب تخرجه ،عمل بوزارة الثقافة والإعلام،تحصل على دبلوم الصحافة في مجال الإنتاج السينمائي في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية ،ابتعث للدراسات العليا في المملكة المتحدة في عهد الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري.

من أعماله السينمائية، حظيرة الدندر ،وجبل مرة ،وأعمال اخرى كثيرة.كان يجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة يحسد عليه ،كما كان حاضرا عندما ،افتتح الزعيم الازهري ،مركز افلام السودان في الستينات ،

العم بنجامين شكوان أول مصور سينمائي من جنوب السودان ،ومن مؤسسي مركز أفلام السودان ،ويعتبر من الرعيل الأول الذين أدخلوا نظام التلفزيون الملون للسودان وذلك في العام ١٩٧٧م ،مع مجموعة من المهندسين ،ناقلين التجربة من جمهورية المانيا الإتحادية،تلمذ على يده العديد من الاساتذة منهم لاسو قالا وزير الدولة بالاعلام سابقا ،والاستاذ فرتاك فرانسيس ،وغيرهم،

رحلة المعاناة

عقب إستقلال البلاد عن السودان ،لبث المصور السينمائي في السودان ،وفضل البقاء هناك ،لأنه لم يتلقى أي دعم ،أو دعوة من الجهات الرسمية في الدولة للإستفادة من تجربته وباعه الطويل في المجال ،حتى من قبل الحكومة السودانية حيث اهمل تماما،ولم توفيه حقه ،كانت السنين التي أعقبت انفصال البلاد بمثابة سنين عجاف ،بالنسبة للمصور السينمائي البارع ،عانى ايما معاناة ،ومع ذلك أثر الصمت و واصل فيما احبه وافنى زهرة شبابه وسنوات عمره فيه ،كان المرتب الذي يتلقاه نظير عمله ضعيفا جدا ،بالكاد يفي بالإلتزامات الأساسية له ولأسرته ، وهو الذي يقطن في ضواحي العاصمة ،في منطقة جبل اولياء،كان أقصى ما كان يتمناه هو أن يجد التقدير والثناء على المجهودات التي قام بها خلال تلك السنين الطويلة ،ظل المصور السينمائي على تلك الحال إلى أن أسلم روحه إلى بارئها في حادث حركة اليم في طريق عودته إلى المنزل قادما من مقر عمله.،نسأل الله له الرحمة والمغفرة.

بقي أن أضيف ،أن شخص بمكانة و إرث الراحل ينبغي أن لا يذهب مجهوداته سدى ،ما يعني أن نرد له ولو جزء قليل من الدين بتجميع افلامه الذي انتجهم، وحفظهم في الأرشيف الخاص بتاريخ بلادنا ،عوضا عن إنشاء مركز ثقافي سينمائي يحمل اسمه ،وكذا تسمية إحدى الشوارع بإسمه،كل ذلك يصب في الحفاظ على إرثه ،فهو ذلك الموسوعة المنسية ،في الحقيقة،ومن هذا المقام اناشد وزارة الإعلام ،والإخوة السينمائيين وكل المهتمين للقيام بخطوات جادة املا في إحياء إرث الراحل ،القامة بنجامين شكوان ،في الختام ،هذه السيرة القصيرة لا يمثل تاريخ الراحل بالضرورة ،فهناك جوانب ومعلومات سنعمل في الحصول عليها مستقبلا ،ويحدونا كبير امل في أن نوفق بكتابة مقالة توثيقية أخرى عن الراحل المقيم ، في القريب العاجل حتى تعم الفائدة.

_____________________

هوامش

١/تاريخ السودان المنسي ،فيلم وثائقي ،انتجته قناة الجزيرة ،يحكي عن تاريخ الافلام التسجيلية والوثائقية السودانية ،وتوثيق عن الراحل.

٢/مقتطفات من مقال ،للاستاذ والإعلامي/ مصطفى بيونق

سينماتك في ـ  20 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 18.08.2022

 

>>>

100

99

98

97

96

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004