صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

60

59

58

57

56

 

(فيلم اشتراكيّة) جان لوك جودار

بدون تعليق (1)

كتابة: صلاح سرميني ـ باريس

 
 
 
 

يبدأ "فيلم اشتراكيّة" جان لوك جودار بلقطةٍ سريعة جداً لببغاويّن.

تظهر العناوين، وتتوالى على الشاشة بسرعةٍ لا تمنحُ المُتفرج إمكانيّة قراءتها.

لقطةٌ لمياه البحر ليلاً.

(من خارج الكادر) حوارٌ مُتبادلٌ بين شابٍ، وفتاةٍ أقرب إلى الإلقاء المسرحيّ المُفتعل.

الشاب: المال مُمتلكاتٌ عامّة /  L’argent est un bien public

الفتاة: مثل الماء إذاً /  Comme l’eau alors

الشاب: بالضبط /  Exactement

وينتهي الفيلم بجملةٍ مكتوبة على الشاشة:

Quand la loi n'est pas juste, la justice passe avant la loi

عندما لا يكون القانون عادلاً، فإنّ العدالة تتخطى القانون.

 

وما بين هاتيّن الفكرتيّن، تتدفقُ المَشاهد مشحونة بكمٍّ من اللقطات التمثيليّة، التسجيليّة، والأرشيفيّة، تُجسّدُ ذاكرةً صوتيّة، وبصريّة لأحداثٍ من الماضي، والحاضر، مبعثرةً في إطار الصورة، وخارجها، وشخصيات تجتمعُ في باخرةٍ تشقّ مياه المُتوسط، أو تستقرّ في محطة بنزين على جانب طريقٍ في عمق الريف الفرنسيّ، تتباعدُ، تتقارب، تظهر، تختفي، تحبّ، تكره، وتُمثل بتصنعٍ واضحٍ أدواراً حقيقيّة، أو مُتخيلة وُفق معالجةٍ سينمائيّة نحيفة، وأسلوباً في التصوير يعتمدُ في معظمه على الارتجال، كي يصبح العمل في  محصلته "كتابةً مونتاجيّة".

*****

بدون معرفةٍ مُعمّقة بتاريخ السينما الطليعيّة، ومتابعة مسيرتها منذ العشرينيّات، وحتى اليوم، سوف يُواجه الناقد السينمائيّ العربيّ (قبل المُتفرج) صعوبةً كبيرةً في تحليل، وتفكيك الفيلم، ورُبما فهمه.

ببساطةٍ، لا يمكن لثقافةٍ سينمائيّة تُواكب السينما السائدة (المُصطلح ليس تحقيراً)، وتتجاهلُ ما يحدث بالتوازي معها إلاّ الإعجاب المُصطنع بالفيلم، والانبهار بتجريبيّته (المألوفة)، وذلك فقط، لأنه من صُنع واحدٍ من أقطاب "الموجة الفرنسيّة الجديدة" المُخلصين لها شكلا، ومضموناً، ونالَ شرف العرض في قسم "نظرة خاصة" للمهرجان الأشهر على الإطلاق.

لو افترضتُ عرض الفيلم نفسه على مجموعةٍ من النقاد بدون معرفتهم اسم صانعه، رُبما ينتفضُ البعض منهم استياءً، تذمراً، مللاً، وحتى الخروج من صالة العرض "الافتراضيّة"، وذلك، لأنّ اهتمامات هؤلاء، ومنذ زمنٍ بعيد، توجهت نحو السينما السائدة، وتمحورت حول الأفلام التي تُعرض في الصالات، ومهرجانات الأفلام الروائيّة الطويلة، وهو السبب الذي يجعلهم يتوجهون إلى مهرجان كان بالتحديد، وليس إلى عشرات المهرجانات المُتخصصة بسينماتٍ، وتيماتٍ أخرى.

بفخرٍ، يُسجل تاريخ الثقافة السينمائيّة العربيّة، بأنني بدأتُ الكتابة عن "السينما التجريبيّة" منذ بداية الثمانينيّات، ولكن، المُفارقة، بأنّ إدارة "المهرجان الدولي للأفلام التسجيليّة، والقصيرة" في الإسماعيليّة، تذكرت فقط في عام2005  (أو 2006) إدراج مسابقةٍ خاصة للأفلام التجريبيّة.

في تلك الفترة، التقيتُ في باريس بأحد المخرجين الفرنسيين الذين شاركوا بفيلمه، فقال لي:

ـ فيلمي ليس تجريبياًّ، ولا أعرف لماذا تمّ اختياره في هذه المُسابقة.

وعندما شاهدتُه، وجدتُ بأنه يحكي حكايته بطريقةٍ مختلفة عن المألوف، وهي خاصيّة لا تستدعي أبداً وصفه "تجريبيّاً"، وتعكسُ مفهوماً قاصراً عن "التجريب في السينما".

وعندما قمتُ بتنظيم برنامج للأفلام التجريبيّة في الدورة الثانية لمهرجان الشاشة العربيّة المُستقلة في الدوحة/قطر (17 -23 مارس 2001)، كانت القاعة فارغة تماماً من المُتفرجين المُحترفين (الجمهور الوحيد للمهرجان).

وفي مناسبةٍ أخرى، ليست أقلّ دلالةً، أتذكرُ جيداً ردود أفعال جمهورٍ من المُبتدئين، والمُحترفين تساءلوا بدهشةٍ عارمة عن هدف تنظيم برنامجٍ للأفلام التجريبيّة الفرنسيّة في الدورة الثانية لمُسابقة أفلام من الإمارات/أبو ظبي (5 -10 مارس2003)، وكيف كانوا يخرجون من الصالة واحداً بعد الآخر، يعبرون عن امتعاضهم بتنويعاتٍ من الأسئلة:

ـ ما هذه الأفلام التي جلبتها يا صلاح؟

ومع ذلك، كانت مفاجأة الدورة التالية، مشاركة دزينة من الأفلام الخليجيّة الطامحة للتجريب، وفي السنوات اللاحقة، أصبح المخرجون، وبعض المتفرجين المُتنوّرين يبحثون عن الأفلام التجريبيّة في برامج القسم الدوليّ المُوازي للمُسابقة.

وحتى وقتٍ قريب، كان بعض النقاد من الوسط السينمائيّ العربيّ يجهلون تماماً معنى "التجريب في السينما"، ويعتبرون حركة كاميرا عشوائيّة "لعباً صبيانياًّ"، قبل إدراكهم بأنّ جودار نفسه يفعلها منذ نهاية الخمسينيّات.

في صيف عام 2004، وفي مقصورة قطارٍ عائد من "كان" إلى "باريس"، تصادف مقعدي بجانب الناقد السينمائي اللبناني إبراهيم العريس، كانت فرصةً نادرةً، بالنسبة لي على الأقلّ، للحديث معه، بدون إحساسي بأنه مُرهقٌ، مهمومٌ، ومشغولٌ، وبدون سماع عباراته الجارحة بأنه لا يتذكرني، ولم يقرأ لي في حياته، وسألته:

ـ هل تصفحتَ الكتابيّن عن "السينما التجريبيّة" اللذين قدمتهما لكَ؟

 بقرفٍ واضح، وغرورٍ فاضح، قال لي بالحرف الواحد:

ـ لا، ولا أعتقدُ بأنني سوف أتصفحهما، هذا الموضوع لا يهمّني، أنا رجلٌ أعيش في الماضي، ...

كيف لهذا الناقد الكبير (وهي صفةٌ ليست من اختراعي)، أو غيره من الصغار، الإعجاب/أو الاستياء من فيلمٍ تجريبيّ، وهو الذي ترك الكتابيّن ـ رُبما ـ في غرفة الفندق التي كان يقطن فيها، إن لم يضعهما في المزبلة.

فيلم "جودار" تجريبيّ تماماً، ويُعتبر امتداداً لحركات، اتجاهاتٍ، ومُمارساتٍ بدأت في العشرينيّات (الماضي) في فرنسا، والولايات المُتحدة بشكلٍ خاصّ، و(سينما الماضي) هذه مهدت لكلّ الموجات السينمائيّة المعروفة، والتي يتباهى بها الكثيرون في كتاباتهم، وخاصة "الموجة الفرنسيّة الجديدة" التي تجلى إخلاص "جودار" لها على طول مسيرته السينمائيّة، ويُعتبر "فيلم اشتراكيّة" أكثرها راديكاليّة.

الذين أُعجبوا كثيراً بأفلامه الأولى المُنجزة في (الماضي): على آخر نفس، المرأة هي المرأة، الاحتقار، اسمي كارمن، وموسيقانا، ....وقفوا اليوم حيارى في مُواجهة الفيلم "الأحجيّة".

بنباهةٍ، وضعهم جودار في حالةٍ من الاٍرتباك، ورُبما أثار تساؤلاتٍ (لا يتجرأ أحدٌ على طرحها) حول صلابة ثقافتهم السينمائيّة، واقتصارها على السينما السائدة، وحتى عجزها عن فهم فيلمٍ، أو تصنّع الإعجاب به، هو الذي قدم لهم رسالة تحدي، وأنجز فيلماً مُغايراً، مختلفاً، موازياً، بديلأ،....وحتى خدع المهرجان الأكبر، والأشهر بفيلمٍ، يُدركُ العارفون بالسينما التجريبيّة، بأنهم يشاهدون المئات من الأفلام التي تشبهه، وتتفوّق عليه "تجريبياًّ" .

المهرجان الذي يُساهم في ترويج السينما السائدة، وتعليب الذوق العام، اختار جودار قبل أن يختار "فيلم اشتراكيّة".

في نهاية الخمسينيّات، وبداية الستينيّات، هذا الثمانينيّ الذي (أصاب الشيّب شعره فقط، ومازال لمّاعاً فريداً) ـ على حدّ قول الشاعرة السينمائيّة السوريّة هالة العبد اللهـ هزّ بعنفٍ (سينما الماضي)، واليوم، بحنكة الفيلسوف السينمائيّ، يهزّها اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى بفيلمٍ يحظى على مكانةٍ مُعتبرة في (سينما الحداثة) مُستعيناً بمفرداتٍ جماليّة مُستخلصةً من تاريخٍ حافلٍ بالتطوّرات التقنيّة، والهزّات السينمائيّة التي تجعل السينما تتخطى الأزمنة الثلاثة: الماضي، الحاضر، والمُستقبل.

هامش

الجزء الأول من دراسةٍ مُطوّلة حول (فيلم اشتراكيّة) جان لوك جودار.

أنياب محمد شبل، وتعويذته

الفيلم الروائي الطويل "أنياب" من إنتاج عام 1981، وإخراج المخرج المصري الراحل محمد شبل

واحدٌ من الأفلام النادرة باختلافها في المشهد السينمائي المصري، والعربي.

هناك خلطةٌ طريفةٌ في هذا الفيلم، ومنها :

يجمع بين التجريب النخبويّ، والتوجه الجماهيري.

من إنتاج شركة أفلام مصر العالمية "يوسف شاهين".

محسن نصر مدير تصوير، عادل منير مونتير، عاطف الطيب مساعد مخرج....

وعلى الشاشة: أحمد عدوية، علي الحجار، منى جبر.... وحسن الإمام.

تمصير لأسطورة دراكولا، وإسقاطها على المجتمع المصري في الثمانينيّات.

رعبٌ، مصاصو دماء، زومبي، كوميديا موسيقية، رقصٌ، غناءٌ.....واقتباساتٌ من هنا وهنا، ومنها التعبيرية الألمانية...

سذاجةٌ، وجديةٌ، وقضيةٌ مجتمعيةٌ مصيرية...

الطريف في هذا الفيلم (الثوريّ شكلاً حتى يومنا هذا) بأنّ مصاصي الدماء، وقبل أن يكون الحاكم، والنظام نفسه.. هم :

السمكري، الطبيب، مُدرّس الدروس الخصوصية، الميكانيكي، سواق التاكسي.....

باختصار: الشعب.

طبعاً، وأيضاً مصاصو الدماء في القصر..

أتذكر فشل الفيلم نقدياً، وجماهيرياً.

اليوم، وبعد مشاهدة الفيلم، أفهم لماذا يرفض الجمهور المصري مثل هذا النوع من الأفلام.

كيف تدعوه إلى مشاهدة فيلم، وتقدم له رسالةً واضحةً بأنّه هو نفسه مصاص دماء...كلّ واحد يمصّ دمّ الآخر.

والطريف، بأنّ المخرج يمصّ دماء الجمهور عن طريق أسلوبٍ تجريبيّ لم يعهده من قبل أبداً، ولا أعتقد بأنّ جمهور اليوم سوف يتسامح معه (مع أنه فيلمٌ يستحق إعادة الاعتبار له نقدياً على الأقلّ).

توفى المخرج محمد شبل صغير السنّ.

هل كان موته صدفة؟

*****

وبقدر ما وجدتُ تجريباً، وتجديداً، وندرةً في فيلم "أنياب" بقدر ما وجدتُ سطحيةً، ومباشرةً، ورجعيةً في فيلمه "التعويذة" إنتاج عام 1987.

وهنا علينا الاعتراف بأنّ الكثير من الأفلام، وبدل أن تطوّر من عقلية المتفرج، فقد ساهمت في تخلفه، وتعطيل تفكيره، وتغييبه، وإغراقه في تراثٍ ماضويّ.

إنكار العلم، وإزاحته في هذا الفيلم لصالح الخرافات، والخزعبلات، وإنهاء الأحداث بالانتصار على الشرّ (الشيطان)، وإنهاء الفيلم بأصوات المؤذنين، هو ذروة في الفكر المُتخلف.

ولو كان المخرج محمد شبل على قيّد الحياة، لذكرتَه بأنّ هذا العلم الذي أزاحه من فيلمه هو بالضبط الذي جعله ينجز فيلماً تتحرك شخصياته على شاشة.

أفلامٌ مُنتظرة لنجوم بوليوود في 2022

جمال الدين بوزيان/الجزائر

من المُنتظر صدور عدة أفلامٍ لعددٍ من نجوم الصف الأول في السينما الهندية، مثل شاهد كابور، الذي ينتظر صدور فيلمه Jersey قصة، وإخراج Gowtam Tinnanuri، الفيلم المُنتهي منذ مدة تعطل عرضه الأول بسبب جائحة كورونا، وكلّ متحوراتها المختلفة وصولا إلى متحور أوميكرون، الذي تسبب في تعطيل الصدور مؤخراً

قصة الفيلم عن لعبة الكريكيت، لذلك، نتمنى أن يكون حظه أفضل من حظّ زميله رانفير سينغ الذي كان فيلمه الصادر "83" مؤخراً أيضا عن لعبة كريكيت، ولم يلقى الحظّ الكبير المُنتظر منه.

ويعمل شاهد كابور أيضا على إنهاء تمثيل فيلم آخر، قد يصدر في منتصف هذا العام، أو في أواخر 2022، عنوانه Bloody Daddy من إخراج علي عباس زافار.

ويخوض هذا العام، شاهد كابور تجربة التمثيل التلفزيوني لأول مرة، في إنتاج ضخم لشركة أمازون، ومن المقرر بثّ المُسلسل على المنصات الإلكترونية، لكن تفاصيل العمل لا تزال غير واضحة.

أتوقع أن تتطور الدراما التلفزيونية الهندية، عبر الإنتاج المُشترك مع منصات العرض المعروفة، والمواقع الشهيرة مثل نت فليكس، وآبل، وأمازون، سيكون لها شأن كبير، وتغيرٌ ملحوظ، مقارنة بالدراما التلفزيونية المنتجة محلياً، والتي لا ترقى لمستوى احترافية الأعمال السينمائية.

ممثلٌ آخرٌ، كينغ بوليود شاروخان، لديه أربعة أفلام هذا العام، اثنان منها مشاركة شرفية فقط، واثنان بطولة مطلقة كالعادة، فيلمه Pathan الذي أخرجه  Siddharth Anand، ويشاركه في البطولة جون أبراهام، وديبيكا باديكون، انتهى تصويره منذ أشهر، وكان جاهزا للعرض فترة أعياد الميلاد، لكن تعطل الصدور لعدة مشاكل.

ديبيكا باديكون تعود بهذا الفيلم مع شاروخان الذي بدأت معه في Om Shanti Om في أول ظهور بوليودي لها، ولديها فيلم مع زوجها رانفير سينغ في الصالات حالياً، هو فيلم 83.

جون أبراهام أيضاً، يتمّ تكريسه في هذا الفيلم في دور الشرير، وهي نوعية الأدوار التي أصبحت تقدم له مؤخراً، وهو أمرٌ معروفٌ، وتقليدٌ متعارفٌ عليه في بوليود، بعض النجوم يتحولون لأدوار الشرّ بعد فترةٍ من النجومية، ويتمّ حصرهم في هذا الإطار مع تقدمهم في السن.

الفيلم الثاني المنتظر لشاروخان لم يتمّ الكشف عن عنوانه، وقصته، ولا يبدو أنه سوف يصدر قريباً، ربما نهاية العام، المُؤكد أنه من إخراج Arun Kumar المعروف بإسم Atlee.

سينماتك في ـ  09 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 27.02.2022

 

>>>

60

59

58

57

56

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004