مكتبة سينماتك

 
 

               

 

 

 
 

جديد الكتاب

 
 
 

الإنسان والصورة

تأليف:

أحمد العجمي

إصدار دار فراديس للنشر والتوزيع

البحرين 2024

 

 الإنسان والصورة

أحمد العجمي

 
 
 
 
 

عن الكتاب

     
     
 

المقدمة

 
     
 

مع ظهور الإنسان العاقل قبل ما يقارب 35 ألف عام، الذي شكل نقلة مهمة في التطور البيولوجي والثقافي، استطاع بتطور إدراكه ووعيه وتراكم خبراته المعرفية، وعلى مدى صيرورة تاريخه ضمن حقب وثورات حضارية حتى عصرنا الرقمي، أن يعطي الصورة مفاهيم عقلية وثقافية وفنية وعلمية ووظيفية وتمكن من إنتاجها عبر المحاكاة ومن خلال التخيل والإبداع.

ومع تطور الإنسان تتطور ثقافة الصورة وتتعاظم طاقتها في تغيير حياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية، خاصة بعد أن تمكن من إنتاجها بنفسه لأهداف غرضية أو أرواحية أو روحية أو ثقافية أو فنية.

فتاريخ الصورة ساهم في معرفة تاريخ الأرض وتاريخ الإنسان، وجعله متصلاً بالماضي الذي أظهرته رسوماته فوق الصخور وعلى جدران الكهوف والمقابر وعلى الأشياء التي أنتجتها من أجل غرضية البقاء وغرضية العيش ومن أجل المتعة.

وحين نتكلم عن تاريخ الكتابة فإننا لابد أن نجد أثراً للصورة في أشكال الأحرف الهجائية التي استخدمها الإنسان وما يزال، كالخط المسماري، والحروف الهيروغليفية (الفرعونية) والتي هي عبارة عن صور للكائنات.

وتاريخ الفن هو تاريخ للصورة في تسلسل الأنساق الثقافية الحضارية المشبعة بمفاهيم ثقافية وفلسفية وفنية، ولا يمكن فصل قاعة السينما عن الكهف الذي تشتعل فيه النار وتنعكس ظلال الحاضرين على جداره.

والصورة عنصر مهم في الأدب وخاصة في الشعر، ولا يمكن تصنيف أي كتابة خالية من الصورة بالفن الأدبي. ولا يستطيع العلم أن يمحو أثر الصورة في سيرورة تطوره بيولوجيا وجيولوجيا وفيزيائياً وهندسياً، العين تتعلم بالصورة.

ومع كل حقبة حضارية أعلى تأخذ الصورة مساحة أكبر وأدواراً أكثر في حياة الإنسان، وقد تعاظم أثرها مع الثورة الصناعية وما أنتجته من آلات، مثل الكاميرا والمطابع، قادرة على إنتاج الصورة وتكرارها بملايين النسخ، وكذلك إنتاج الأفلام السينمائية وأفلام التلفزيون.. إلخ.

إنما عصر ما بعد الحداثة في شكله الرقمي أصبح يطلق عليه عصر الصورة نتيجة لوجود أجهزة وبرامج رقمية قادرة على إنتاج ونشر الصورة بسهولة وفيضية عبر العالم من خلال الجميع بمن فيهم الأطفال.

لم تكن الصورة التي أنتجها أو تصورها أو تخيلها الإنسان ساكنة فقط، إنما متحركة أيضاً وذات تأثير على المجتمع ضمن دوائرها المفاهيمية، فبعض الصور ساهمت في إدخال الخوف وتعزيزه على الإنسان، وبعضها أدخلت التخيل والابتكار، وبعضها مارست التنميط وبعضها ضخمت الذات، كما نمت ذائقة الجمال.. إلخ.

وقد أثرت الثقافة الرقمية أو ثقافة الصورة في صياغة ثقافة معولمة تلغي الحدود وتصغر المكان وتسرع الزمن وتمزج اللغات والثقافات والفنون، وأصبح الجميع تحت تأثيراتها المتعاظمة، وسيكون المستقبل ملكاً للصورة.

ومن أجل إلقاء بقعة من الضوء الثقافي في معركة الصورة وأنواعها وتحولاتها النسقية وتأثيراتها على الإنسان الفرد والمجتمع، ومن أجل تعميق الرؤية والالتفات إلى ما يمكن قراءته في الصورة ومن خلالها على اختلاف تمظهراتها يأتي هذا الكتاب المتواضع، الذي حاول تتبع الصورة وأشكالها وتأثيراتها على المتلقي منذ أن أدركها الإنسان وحتى اللحظة الراهنة من الزمن، وخاصة تحت تأثير الذكاء الاصطناعي.

 
     
     
 

سينماتك في

 
 

14.06.2024

 
     
     
     
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004