يفتتح مهرجان برلين للسينما عروضه يوم الخميس القادم بفيلم »العودة الى الجبل البارد«، وهو ملحمة تاريخية امريكية حول الحب والحرب، فيلم يتسم بالرومنطيقية والدعوة الى السلام فيعكس الاجواء التي ستسيطر هذه السنة على التظاهرة حيث تمتزج الاثارة بالسياسة، والفن بالنجوم. وعلى البساط الاحمر لمهرجان برلين الدولي الرابع والخمسين للسينما في ساحة مارلين ديتريش في قلب العاصمة الالمانية سيتعاقب كبار النجوم بينهم »جود لو« و»جاك نيكولسون« و»روبن ويليامز« و»جولييت بينوش« و»كارول بوكيه« و»كايت بلانشيت« و»ساندرين بونير« و»سيلفي تيستود« و»نيك نولتي« وغيرهم من ابطال الافلام الـ٠٠٤ تقريبا التي ستعرض خلال المهرجان المستمر حتى ٥١ فبراير. ويتنافس ٣٢ فيلما بينها ٥١ فيلما اوروبيا للفوز بالدب الذهبي الذي تمنحه في ٤١ فبراير لجنة التحكيم برئاسة الممثلة الامريكية »فرانسز ماكدورمند« الحائزة جائزة اوسكار لافضل ممثلة عن دورها في فيلم »فارغو«. وتعرض ٩١ من هذه الافلام في عرض اول عالمي، وبينها عملان اولان. وبين المخرجين القدامى المشاركين البريطاني »كين لوتش« الذي يواصل في خط السينما الاجتماعية مع فيلمه »اي فوند كيس«، واليوناني تيو انجيلوبولوس الذي يعرض الفيلم الاول من ثلاثيته »الارض تبكي«، والفرنسي »اريك رومير« واقتباسه الشخصي لفيلم التجسس مع »عميل لثلاث جهات«، والبريطاني »جون بورمان« الذي يعرض تأملا سياسيا حول جنوب افريقيا ما بعد الفصل العنصري في فيلم »كانتري اوف ماي سكال« من بطولة »جوليات بينوش« و»سامويل جاكسون«. كما يشارك جيل الشبان في مهرجان برلين. ومن بين الوجوه الجديدة في السينما »عمر نعيم«، مخرج امريكي لبناني الاصل يعرض في السابعة والعشرين من العمر فيلمه الاول »ذي فاينل كات« وهو فيلم اثارة من نوع الخيال العلمي من بطولة روبن وليامز، والفيلم الثاني للمخرج»فاتح اكين« وهو الماني من اصل تركي يعرض فيلم »عند الحائط«، والارجنتيني »دانيال بورمان« مع فيلمه »ايل ابراثو بارتيدو« والامريكي »جوشوا مارستون« مع فيلمه »ماريا، يينا ايريس دي غراثيا« الذي يروي قصة فتاة كولومبية تقوم بنقل مخدرات من اجل ان تبدل مصيرها. تأسس مهرجان برلين غداة الحرب العالمية الثانية، عند بدايات الحرب الباردة، وكان بمثابة نافذة مفتوحة على العالم الحر. وهو يستقطب مجموعة هائلة من النجوم بدون ان تغيب عنه الاهتمامات الاجتماعية والسياسية، فيعالج مواضيع مثل ضواحي بوينس ايرس الفقيرة واوساط الدعارة في كوريا الجنوبية (مع فيلم »ساماريا« للمخرج كيم كي دوك) والقمع العائلي والديني الذي تعاني منه فتاة المانية-تركية وقصة فيتنامية شابة تبحث عن والدها الامريكي. ويسلط مهرجان برلين الرابع والخمسين الاضواء على جنوب افريقيا التي تحتفل هذه السنة بالذكرى العاشرة لنهاية نظام الفصل العنصري، وعلى امريكا الجنوبية. وستسلم احدى جوائز الدب الذهبي للمخرج الارجنتيني الملتزم سياسيا »فرناندو سولاناس« الذي سيعرض فيلمه الوثائقي »ميمورياس ديل ساكيو« حيث يعالج الازمة الاقتصادية والعولمة. كما ستكون الارجنتين حاضرة باحد وجوهها التاريخية في فئة »بانوراما« من المهرجان، مع عرض فيلمين وثائقيين حول تشي غيفارا، هما »ترافلينغ ويذ تشي غيفارا« (التجوال مع تشي غيفارا) لجياني مينا مع البرتو غرانادو الذي رافق ارنستو غيفارا الشاب وهو في سن الثالثة والعشرين حين انطلق لاستكشاف امريكا اللاتينية على دراجة نارية، و«لي اولتيمي اوري ديل تشي« (ساعة تشي الاخيرة) حيث يحقق رومانو سكافوليني في موت الزعيم الثوري في بوليفيا.
ويعرض المنتدى الرابع
والثلاثين للسينما الشابة الذي تأسس عام
١٧٩١ ضمن مهرجان برلين ويعرض افلاما
مستقلة وافلاما تنتج في دول نامية وافلاما طليعية ووثائقية، برنامجا يتضمن
عشرة
افلام متوسطة تسرد »قصصا حقيقية في افريقيا الجنوبية الحرة«.
مدير مهرجان برلين للسينما مهرجان برلين »الأكثر طليعية« اعتبر ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين للسينما الذي يفتتح في الخامس من فبراير الجاري، ان هذا المهرجان هو »الاكثر طليعية« بين مهرجانات السينما الاوروبية الكبرى، مؤكدا تمسكه بـ»التقليد السياسي« الذي درجت عليه هذه التظاهرة، جاء ذلك خلال حوار قصير أجرته معه وكالة (أ.ف.ب) الإخبارية:
- سوف نركز اهتمامنا على افريقيا وامريكا اللاتينية. ونحن نحتفل بصورة خاصة بالذكرى العاشرة لنهاية نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، كما سنعرض برنامجا خاصا من الافلام النيجيرية« ان ٤٤٪ من سكان امريكا اللاتينية يعيشون ما دون عتبة الفقر، إذا حان الوقت لنذهب الى هناك ونرى ما يجري. وعندما ننتهي من مشاهدة الافلام الشجاعة التي صورها المخرجون من امريكا اللاتينية، لن نعود ننظر النظرة ذاتها الى هذه الدول. ومع ان مسألة توسيع الاتحاد الاوروبي من مواضيع الساعة، الا ان المسابقة الرسمية لا تتضمن افلاما من اوروبا الشرقية. لم نحصل على الخيار او النوعية التي كنا ننتظرها. لكنني آمل ان يتبدل الامر في غضون سنة او سنتين«.
- ان الافلام التي تم اختيارها تتضمن تأملا في التحولات التي تحل بعالمنا. وهذه مقاربة سياسية بالتأكيد، انما بمفهوم اوسع، من منظار العلاقات الشخصية وانعكاس تحولات المجتمع على حياة الناس« ان مهرجان برلين سيبقى سياسيا طالما انني في منصبي. لطالما كان هذا تقليده، سواء قبل الجدار او خلاله او بعده«.
- ان مهرجان كان هو اشهر مهرجان، ومهرجان البندقية اقدمها. اما نحن، فالاكثر طليعية. كان والبندقية متشابهان. وما يميزنا نحن هو ان عشرات آلاف المشاهدين يأتون لمشاهدة الافلام. إنه مهرجان من اجل الجمهور. لكن الحظ لم يحالفنا هذه السنة، اذ ان ثلاثة افلام اخترناها فضلت الذهاب الى مهرجان كان. ان الامر كان مزعجا بعض الشيء. لكنه يثبت ان مهرجان برلين بلغ مستوى معين يجعل من الممكن للافلام ان تعرض على حد سواء فيه او في كان«. جريدة الأيام في 3 فبراير 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
برلين - (اف ب): مهرجان برلين 2004: فن ونجوم وسياسة "الحل النهائي" أبرز عروضه السينمائية |
|