شعار الموقع (Our Logo)

 

 

عاشت الفنانة زوزو حمدي الحكيم لفنها وعشقته حتي النخاع. هي واحدة من رواد فن التمثيل اقتحمت هذا المجال في وقت لم تكن فيه التقاليد المصرية والعربية تقبل عمل الفتاة بالفن، ورغم انها صعيدية من اسيوط حيث تحترم التقاليد بصرامة الا انها التحقت بمعهد التمثيل الاول عندما انشأه الرائد زكي طليمات وكان التحاقها به سنة 1935 وبرحيلها منذ ايام تكون السينما المصرية والمسرح قد فقدا واحدة من الرائدات الكبار لهذا الفن، وقد سبقتها الي الدار الاخرة اثنتان من الرائدات امينة رزق وامينة نور الدين.

وزوزو حمدي الحكيم، لم تكن ممثلة عادية، لكنها كانت واحدة من المثقفات وكانت من المغرمات بالقراءة والبحث عن المعرفة في كل مصادرها وهي ايضا من كبار رواد الندوات الثقافية والصالونات التي كانت لها سوق رائجة في ثلاثينيات واربعينيات وخمسينيات القرن الماضي. وكانت حافظة للشعر ومن اللاتي يجدن القاءه في مثل هذه المحافل.

وفي واحدة من ليالي الصالونات هذه، كان لقاؤها بالشاعر الرومانسي الطبيب الرقيق ابراهيم ناجي احد شعراء مدرسة ابولو التي انشأها احمد زكي ابو شادي سنة 1932 ويبدو ان ثقافة هذه الفنانة جذبت الشاعر الرقيق فارتبط بقصة حب رومانسية مع زوزو حمدي واصبحت ملهمته كما قالت هي مرات ومرات وكتب حبا فيها قصيدة الاطلال التي شدت بها كوكب الشرق ام كلثوم كما كتب لها عدة قصائد اخري. ويوم رحيله في سنة 1953 رثته الفنانة زوزو بكلمات مؤثرة جبل نحت في الصخر .

ولا شك في ان رحيل زوزو حمدي الحكيم، كان نهاية لعصر كامل من الفن لمع فيه عدة فنانات نحتن في الصخر لصنع تاريخ طيب لفن التمثيل المصري، هذا الجيل الذي بدأ بسلطانة الطرب منيرة المهدية مرورا علي الرائدات روز اليوسف وفاطمة رشدي وامينة رزق واسيا وامينة محمد وفردوس حسن وامينة نور الدين وامينة البارودي وماري كويني وهي الوحيدة الباقية علي قيد الحياة من الرائدات اطال الله بقاءها.

البداية

وزوزو حمدي من مواليد اسيوط عروس الصعيد سنة 1916 تلقت تعليمها في مدارسها وعندما جاءت الي القاهرة احبت التمثيل واصبحت عاشقة له مواظبة علي مشاهدة الفرق المسرحية التي كانت منتشرة في ذلك الزمن مثل رمسيس والريحاني وعلي الكسار وغيرها وفي سنة 1934 التحقت بمعهد التمثيل وتلقت فيه علوم الدراما علي ايدي كبار الاستاذة وفي سنة 1935 التحقت بالفرقة القومية التي انشأتها الدولة وتولي رئاستها شاعر القطرين خليل مطران.

اسندت اليها ادوار هامة في المسرحيات الشهيرة مثل النسر الصغير واليتيمة والدفاع والملك لير كما كانت لها مساهماتها في عدة فرق اخري غير القومية وكانت لها ادوار هامة مثل الستات مايعرفوش يكدبوا و عفريت مراتي وغيرهما.

وقد ساعدتها ثقافتها المتنوعة علي اداء الاعمال المسرحية الشعرية باجادة تامة وامتازت في ادوارها المسرحية بالاداء العالي وتقمص الشخصية بلا مبالغات في الاداء وتميزت في هذه الجزئية عن كثير من الرائدات زميلاتها وحتي من جئن بعدها.

وتزوجت الفنانة الراحلة الصحافي الكبير محمد التابعي، لكن الزواج لم يستمر كثيرا.


زوزو في السينما

وكان لنجاحها في المسرح صداه، لتكون واحدة من نجمات السينما، فكان ان اندفع المخرجون في اسناد الادوار المتنوعة للفنانة القديرة واستطاعت ان يكون لها لونها المميز في التمثيل السينمائي، وليس ادل علي ذلك من البصمة الواضحة التي تركتها في فيلم ريا وسكينة اذ استطاع المخرج العبقري صلاح ابو سيف ان يوظف امكاناتها وزميلتها نجمة ابراهيم لخدمة دوري المرأتين الشريرتين اللتين ازعجتا المجتمع المصري بالجرائم البشعة في الاسكندرية خلال عشرينات القرن الماضي.


افلامها

قدمت زوزو عشرات الافلام قبل ريا وسكينة واول فيلم مثلته كان الدفاع سنة 1935 مع بدايات السينما المصرية ثم تتابعت افلامها بعد ذلك الي الابد سنة 1941 ليلي بنت الفقراء والام وقصة غرام 1945، ملائكة في جهنم والستات ما يعرفوش يكذبوا والنائب العام ويد الله ورواية سنة 1946، نور من السماء وامل ضائع سنة 47، وارواح هائمة (49)، وغضب الوالدين (51)، ونساء بلا رجال في نفس العام الذي قدمت فيه ريا وسكينة (53)، وموعد مع السعادة (54)، واسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة (55) وكذا بنات الليل، وفي عام 1956 قدمت هارب من الحب وعام 57 ليلة رهيبة ، و58 امسك حرامي وعام 59 السابحة في النار ، وعام 61 قدمت واإسلاماه و صراع الابطال ، وعام 64 قدمت الرجال لا يتزوجون الجميلات وعام 67 بيت الطالبات و المتمردون و75 المومياء و78 حب فوق البركان و79 قاهر الظلام و اسكندريه ليه و81 العرش داخل الانسان و87 وصية رجل مجنون .

القدس العربي في  31 يناير 2004

كتبوا في السينما

 

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

ورحلت

زوزو حمدي الحكيم

عبد الفضيل طه