شعار الموقع (Our Logo)

 

 

حقق فيلم الخيال العلمي «حرب النجوم ـ الجزء الاول: خطر الشبح» عدداً من الانجازات التكنولوجية عندما عرض في العام 1999، ومن اهمها استخدام اسلوب العرض الالكتروني الجديد للفيلم في عدد محدود من صالات العرض الاميركية التي افتتح فيها الفيلم والتي زاد مجموعها على 300 من صالات العرض، وبذلك شكل الجزء الاول من السلسلة الثلاثية الثانية لافلام «حرب النجوم» محطة مهمة في التقدم التكنولوجي السينمائي.

وحقق الفيلم هذه الانجازات التكنولوجية الى جانب تحطيمه لعدد من الارقام القياسية في الايرادات على شباك التذاكر، وقد بلغت الايرادات العالمية الاجمالية لهذا الفيلم 950 مليون دولار، مما يضعه في المركز الثالث بين الافلام التي حققت اعلى الايرادات في تاريخ السينما بعد فيلمي «تايتانيك» 1997 ـ 835,1 بليون دولار.

و«سيد الخواتم، عودة الملك» 2003 ـ 093,1 بليون دولار، ومن الانجازات الفنية الاخرى لفيلم «حرب النجوم ـ الجزء الاول: خطر الشبح» استخدام المؤثرات الخاصة التي تم تطويرها باستخدام الكمبيوتر في الفيلم 2200 مرة، وهو عدد لم يسبق له مثيل في أي فيلم سينمائي.

واحدث العرض السينمائي الالكتروني ثورة تكنولوجية تعد اهم تطور تكنولوجي شهدته السينما منذ اكثر من 50 عاماً وبالتحديد منذ عرض اول فيلم سينمائي ناطق وهو فيلم «مغنى الجاز» للمخرج آلان كروسلاند والممثل المغني آل جولسون في العام 1927.

وقد تم اختيار عدد من دور السينما في ولايتي كاليفورنيا ونيوجيرسي للعرض السينمائي الالكتروني الجديد لفيلم «حرب النجوم ـ الجزء الاول: خطر الشبح» كتجربة رائدة وفريدة من نوعها، حيث تم العرض بواسطة ملف رقمي ينقل من مزود جهاز التخزين في الكمبيوتر الى صالات العرض المختارة باستخدام 9,3 ملايين مرآة دقيقة الصغر.

وذلك عوضاً عن نقل العرض من الشريط السينمائي فحسب، بل ايضاً في طريقة توزيع الفيلم التي كانت تتم بواسطة نقل علب ثقيلة الوزن تحتوي على بكرات الفيلم الى دور السينما حول العالم.

ومن الميزات العديدة الواضحة للعرض السينمائي الالكتروني ان كل فيلم يعرض بهذه الطريقة في اي صالة للعرض يكون مطابقاً تماماً لفيلم الاستديو الاصلي من حيث الدقة والوضوح، ولا يكون عرضة للخدش او لتراكم الغبار، كما لا تبهت الوانه مع مرور الوقت او عند عملية النسخ او النقل من صورة الى اخرى، ويقول مخرج ومنتج فيلم «حرب النجوم» جورج لوكاس ان نسخ الافلام بالاساليب الكيماوية القديمة يذكره بالقرون الوسطى مقارنة بالتكنولوجيا الجديدة للعرض السينمائي الالكتروني.

ولا يخفى على السينمائيين ان الاستغناء عن الشريط السينمائي التقليدي المصنوع من مادة السليولويد سيوفر مبالغ طائلة حيث ان نسخة الفيلم السينمائي المصنوعة من هذه المادة تكلف نحو 1500 دولار، ويتم طبع حوالي 500 نسخة منها للفيلم الواحد، بتكلفة اجمالية تبلغ 5,7 ملايين دولار تضاف الى تكاليف انتاج الفيلم.

ويضاف الى ذلك مئات الآلاف من الدولارات لشحن علب الافلام التي تحتوي عادة على ست بكرات من الاستديو الى دور السينما المنتشرة في سائر انحاء العالم، في حين ان تكاليف ارسال الفيلم الرقمي من الاستديو الى صالات العرض تقتصر على تكلفة عملية الارسال عن طريق الاقمار الصناعية او الالياف البصرية.

ويشير خبراء الشئون السينمائية الى ان التوفير الناتج عن عدم انتاج نسخ للافلام المصنوعة من مادة السليولويد للعرض المحلي داخل الولايات المتحدة وحدها سيوفر على استديوهات الانتاج السينمائي في هوليوود 600 مليون دولار في السنة.

ومن الميزات العديدة لنظام العرض السينمائي الالكتروني انه سيمكن دور السينما التي تستخدم هذا الاسلوب التحول من عرض فيلم لآخر بمجرد الضغط على زر على الكمبيوتر، كما ان بوسعها تغيير لغة العرض الى لغة اخرى، كالتحول من الانجليزية الى الاسبانية بنفس السهولة.

كما يمكن استخدام نظام العرض الرقمي في دور السينما لنقل الاحداث الرياضية والحفلات الفنية وغيرها من الفعاليات الحية بأدق وأوضح درجة ممكنة للصورة والصوت.

إلا ان التحول من العرض التقليدي للأشرطة السينمائية الى الافلام الرقمية عملية مكلفة لدور السينما، اذ ان تكلفة عملية التحويل تبلغ حوالي 150 ألف دولار لكل شاشة، وهو مبلغ كبير يرفض معظم أصحاب دور السينما تحمله، هذا بالإضافة الى المشكلات التي يتوقعون مواجهتها مع نقابة مشغلي اجهزة عرض الافلام التي سيتم الاستغناء عن عمل اعضائها اذا ما تم التحول الى نظام العرض الالكتروني الرقمي الجديد.

ويتضح من ذلك ان المستفيد الأول من التوفير في النفقات نتيجة التحول الى نظام العرض الجديد سيكون استديوهات الانتاج السينمائي، في حين أن اصحاب دورالسينما سيتحملون تكاليف تحويل صالات العرض للنظام الجديد. ومن المتوقع ان يتم تقاسم هذه النفقات بين الجانبين عندما يدخل التحول الى نظام العرض الالكتروني الجديد على نطاق واسع حيز التنفيذ.

ولعل أكبر مواطن ضعف نظام العرض الالكتروني أو الرقمي احتمال تعرضه للقرصنة من قبل خبراء اجهزة الكمبيوتر الذين يمكنهم سرقة أو تحويل العرض الرقمي خلال البث الى اجهزتهم الخاصة وتسجيله وعرضه بدون مقابل. ويمثل ذلك احد العوامل الكثيرة التي يتم اتخاذ التدابير الوقائية لها حالياً قبل أن تترجم فكرة العرض الالكتروني الرقمي الى حقيقة واقعة.

ويتوقع خبراء الشئون السينمائية ان تكون شركات الانتاج السينمائي المستقلة الصغيرة سباقة في تجربة نظام العرض السينمائي الالكتروني الجديد، لما يعود عليها ذلك من توفير في نفقات الانتاج السينمائي المتزايدةولعل ذلك يذكّرنا بما حدث في فترة العشرينيات من القرن الماضي عندما ظهر الفيلم الناطق.

فقد رفضت تكنولوجيا الفيلم الناطق عندما عرضتها شركة «ويسترن إليكتريك» في العام 1925 على استديو باراماونت، أكبر استديوهات السينما الأميركية آنذاك، كما رفضتها جميع شركات السينما الكبرى الأخرى لأسباب متعددة، من أهمها ارتفاع تكلفة أجهزة التصوير والعرض ودور السينما في عملية التحويل من السينما الصامتة إلى السينما الناطقة ورضاها عن الحالة القائمة التي كانت تحقق لها أرباحاً طائلة.

وبعد أن فشلت جميع محاولات شركة «ويسترن إليكتريك» مع شركات السينما الكبيرة توجهت في العام 1926 الى شركة «الأخوة وارنر» التي كانت آنذاك شركة صغيرة على حافة الافلاس، ولم تستطع هذه الشركة مقاومة إغراء الاختراع الجديد، إذ لعله ينقذها من أزمتها المالية. وقامت شركة «الاخوة وارنر» باختبار السوق بتقديم سلسلة من الافلام القصيرة الناطقة على مدى أكثر من عام قبل أن تقدم فيلم «مغني الجاز» في العام 1927.

وسرعان ما انضمت إليها شركة سينمائية صغيرة أخرى كانت تعاني أيضاً من ضائقة مالية هي شركة «فوكس للقرن العشرين» في تقديم سلسلة من الأفلام القصيرة الناطقة والأفلام الإخبارية. وبحلول العام 1929 أصبح الفيلم الناطق هو الفيلم السائد في هوليوود بعد أن ركبت جميع استديوهات هوليوود الكبرى موجة الأفلام الناطقة بعد أن تخلى الجمهور بسرعة عن مشاهدة الأفلام الصامتة.

ويبدو أن التاريخ السينمائي يعيد نفسه. فخلال فترة زمنية قصيرة تحول نظام العرض السينمائي الإلكتروني من موضوع للنقاش في اجتماعات الشركات الصناعية وفي الجلسات المغلقة للشركات السينمائية، وللتكهن في المجلات والمطبوعات الفنية الى حقيقة واقعة آخذة في الانتشار. فبعد استخدام هذا النظام في عرض فيلم «حرب النجوم ـ الجزء الأول: خطر الشبح»، ولو على نطاق محدود، استخدم أيضاً في عرض أفلام مثل فيلم الرسوم المتحركة «طرزان» وفيلم «زوج مثالي».

ويقام منذ أكثر من عشر سنوات مهرجان السينما الإلكترونية الدولي الذي يمنح جوائز لأفضل الأفلام الالكترونية. كما تقام منذ أربع سنوات مسابقات للأفلام الرقمية في مهرجان هوليوود للأفلام الرقمية على الانترنت.

البيان الإماراتية في  22 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

بدخول نظام العرض الإلكتروني

التكنلوجيا تعجل بنهاية الشريط السينمائي التقليدي

محمود الزواوي