شهد فيلم ارفع رأسك يا اخي الوثائقي اقبالا كبيرا من الحضور في مجمع ابوظبي الثقافي، ويؤرخ الفيلم وهو للمخرج اللبناني سايد كعدو، لفترة زمنية من حياة الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر ويحمل رسالة واضحة الي الشعوب العربية يدعوهم فيها الي التمسك بالعروبة علي اعتبار انها سبيلنا للتحرر من السيطرة الاستعمارية الجديدة في العراق وفلسطين وانتج هذا الفيلم بالتعاون بين المخرج ومؤسسة جمال عبدالناصر والمنتدي القومي العربي في لبنان بأسلوب سينمائي فريد توثيقا لفترة زمنية امتدت علي مدي 28 عاما من دون الاعتماد علي الشهادات او الروايات وإنما فقط علي صوت وصورة الزعيم الراحل. ويقول سايد كعدو ان فكرته الاساسية عن الفيلم اتكأت علي اعداد مادة وثائقية تستجمع صورة مسؤول عربي وسط مرحلة من القلق الحالي السياسي العربي وكيفية تعامله مع معطيات تلك المرحلة، ويضيف قائلا: تجسدت واقعيتـــه السياسية في عدم تنازله عن المبادئ مع وعيه التام لعدم توازن القوي. انه المسؤول العربي الوحيد الذي اعترف بمسؤوليته عن الاخطاء واستقال . وقال ان سر نجاح عبد الناصر انه خاطب المواطنين كمواطنين وليس كرعايا او جزء من امتعته الشخصية، وحدد مضمون مفرداته مثل الحرية والديمقراطية والاشتراكية فيما تعاطي معها الآخرون بديماغوجية، مؤكدا ان عبد الناصر شكل صمام أمان للشعوب العربية وأن اختياره للفيلم لم يكن بهدف الدفاع عنه، فهو ليس بحاجة لذلك، وإنما للدفاع عن أي شيء ايجابي في حياتنا، لأن ما يسعي اليه اعداؤنا اليوم هو تيئيس شعوبنا وافقادها أي ثقة بالنفس. ويضيف: اخترت عبدالناصر لأنه أحد الشخصيات الاساسية التي جري تشويهها ووقع عليه ظلم كبير، ولأنه كان أحد اللاعبين الاساسيين في الشرق الاوسط بل والعالم، ولأن آراءه تنطـبق تماما علي الوضع الحالي، موضحا انه رغم مرور 34 عاما علي وفاته ما زال للعديد من المسؤولين حسابات معه ما يعد دليلا علي ان مواقفه ما زالت حية، واعتبر ان السبب الرئيسي لمحاربة عبد الناصر هو عدم خضوعه وتراجعه عن مواقفه ومبادئه. ويبدأ الفيلم بمشهد لعبد الناصر خلف مكتبه يلقي خطابه الشهير عقب حرب يونيو (حزيران) 1967 استمرارا لأسلوب المصارحة الذي انتهجه وتتابع مشاهد الفيلم الذي استغرق 48 دقيقة وتبرز الوجوه العربية والعالمية الممتدة من يوليو (تموز) 1952 الي رحيل عبد الناصر 1970، وتتوالي الاحداث عبر محطات بارزة في حياة الزعيم: الاصلاح الزراعي، تأميم قناة السويس، العدوان الثلاثي عام 1956، الوحدة ثم الانفصال مع سورية، ثورة اليمن، اوضاع الجزائر، ولم يغفل الاحداث الدولية الكبري مثل تأسيس حركة عدم الانحياز، انتهاء بمشهد رحيله وجنازته الاسطورية، وختم الفيلم الذي عرض بالابيض والاسود بمشهد ملون لمياه النيل، ونشاهد نسراً محلقاً في السماء تعبيراً عن بقاء روح الزعيم وتغلغل ضميره القومي في وجدان الشعوب العربية. وأبرز المخرج عددا من العبارات السياسية الشهيرة التي رددها عبد الناصر لافتا الي ان تلك العبارات تنطبق تماما علي الواقع الحالي اقليميا ودوليا رغم انه رددها قبل ما يزيد علي الثلاثين عاما. ويقول كعدو ان هذا العمل استغرق اعداده ستة اشهر وتم تنفيذه بمناسبة الذكري الخمسين لثورة يوليو (تموز) تعبيرا عن لحظة الأمل والفرح اللتين وفرهما عبدالناصر للجماهير العربية. يذكر ان مخرج الفيلم نفذ 12 عملا سينمائيا روائيا ووثائقيا ابرزها وثائقي قانا في عام 1997 عن المجزرة الاسرائيلية التي وقعت في 18 ابريل (نيسان) 1996 في جنوب لبنان وراح ضحيتها اكثر من مئتي مدني اغلبهم من النساء والاطفال والذي حاز علي الجائزة الثانية لمهرجان بيروت السينمائي 1997 والجائزة الاولي للافلام الوثائقية في مهرجان ايران السينمائي للعام نفسه. وله فيلم وثائقي آخر عرض عام 2000 في الأمم المتحدة هو تقاسيم من بغداد ويعرض سبل مقاومة الشعب العراقي لمآسي الحصار الدولي، وشارك هذا الفيلم في مهرجانات سينمائية عدة ابرزها مهرجان السينما العربية في معهد العالم العربي في فرنسا، ومهرجان حقوق الانسان في كوريا الجنوبية والمهرجان الرابع للسينما العربية في لوس انجليس. القدس العربي في 20 أبريل 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
صورة جمال عبدالناصر في مواجهة الإستعمار الجديد للعراق وفلسطين فيلم "إرفع راسك يا أخي" رسالة عربية للتمسك بالهوية جمال المجايدة |
|