شعار الموقع (Our Logo)

 

 

شهد موسم العام 2003 اكثر من محطة سينمائية على الصعيد المحلي سواء في وفرة عدد الصالات الجديدة المجهزة وفق احدث النظم التقنية والكمبيوترية في العالم، او على صعيد محاولات انتاج اعمال بصرية لمجموعة من الشباب المتخرجين حديثا في حقول متنوعة من المعرفة وآثروا ان يدخلوا مجال البحث والانتاج والاخراج السينمائي مبتدئين بكاميرا الفيديو «ديجيتال» الرقمية على امل ان يشقوا طريقهم في المجال السينمائي قريبا، وكان فوق هذا كله تلك الحيوية والاثارة التي تميزت بها عروض الصالات المحلية التجارية وبدأت تستقطب اهتمام قطاع اوسع من الجمهور والتنويع في خيارات افلامها ولئن ظلت مثل هذه التجربة ينقصها الكثير من المنافسة بين الصالات، وظلت الافلام اسيرة الوان المغامرة والكوميديا والفيلم الخيالي العلمي دون اي اكتراث في الحياد عن المفاهيم التي تنطلق منها السينما الهوليوودية بحكم عوامل العرض والتوزيع السائدة في السوق. 

بيد ان العام 2003 غطى مثل هذا النقص من خلال تلك العروض السينمائية التي اقامتها افلام المجموعة الاوروبية في مهرجانها الاخير الذي صار يعقد بصورة سينمائية ويقدم مزيجا من الافلام الاوروبية المتنوعة والمثيرة باحداثها ومواضيعها والقريبة من المستوى التقني والفني الذي تنهجه افلام المهرجانات الكبرى «كان»، «البندقية»، «برلين»، واغلبها رشح لجوائز الاوسكار، وكذا الامر بالنسبة لمهرجان الفيلم العربي- الفرنسي المشترك الذي يتيح الفرصة للمشاهد المحلي بالاطلاع على نماذج سينمائية عربية من خارج الاطار التجاري السائد، والذي يدخل اغلبها في مشاركة العديد من المهرجانات العربية والدولية، وتحظى باعجاب النقاد والجمهور وتمنح الجوائز لها.

ومن اكثر محطات العام 2003 اهمية يأتي تشكيل الهيئة الملكية للافلام التي تم الاعلان عنها مؤخرا، وهو بلا شك حدث بارز ستكون له اهميته على صعيد المشهد السينائي المحلي لما يشكله من مسؤولية رسمية في الاهتمام بتنمية الانتاج السينمائي والاعمال السمعية البصرية من تلفزيون وفيديو وكمركز جذب استثماري لمشاريع الانتاج وتطوير البيئة المناسبة لتلك المشاريع لانجاز صناعة فنية رائدة ومتميزة وصالحة للتصدير حسب ما جاء في قانون الهيئة.

وفي هذه الفترة بدأت عملية احياء لجنة صناعة الافلام التي بزغت مع احتفالات اختيار عمان عاصمة للثقافة وعلى النسق ذاته بدأت محاولة مجموعة من الشباب الاردني في تأسيس تعاونية صناعة افلام الفيديو التي بدأت فعلا في تدريب الشباب على انتاج واخراج وتصوير اعمال فيديوية قصيرة يقف وراءها المخرج الشاب حازم البيطار الذي درس في الولايات المتحدة وحقق فيها هناك اكثر من عمل تسجيلي قصير قبل ان يعود للاردن ويعمل في منظمات دولية مثل اليونيسيف ويحقق فيها مجموعة من الافلام القصيرة ويقرر لاحقا ان يتفرغ للتعاونية في تدريب مخرجين شباب على كاميرا الفيديو «الديجيتال» الرقمية وكان ثمرة ذلك مجموعة من الافلام القصيرة: «بوكس» لاحمد حميض، «الارض الى 121» دينا رعد يغنم، «ازواج على السطح الفضي» عمل جماعي لعمار فاخوري، سيما زريقات، ومنى الاسمر، «السيارة الايطالية الحقيقية الرجل الايطالي الحقيقي» ليزن دوغان، وعلاء ذياب، «كوابيس  الواقع» لرازان الخطيب، واصيل منصور، و«روك في اماكن صعبة» لمنى الاسمر، و«دمى» لنجاح فتال، اضافة الى ما يحقق الشباب المتخرجون حديثا من جامعة اليرموك والجامعة الاردنية وكليات الفنون المتخصصة في الخارج يجمعهم حب الصورة.

ومن بين حصاد عروض الصالات تبرز افلام مثل: «طريق الهلاك» لسام ميندز، «الناقل» كورن يوفو، «علامات» لنايت شمالات، «زوجتي اليونانية» جويل زويك، «عصابات نيويورك» مارتن سكورسينري، «سيد الحلقات»، «شيكاغو»، «فولاذ» جيرار بيرس، «سولاريس» لستيفن سوديبرغ، «ارق» كريستوفر نولات، «8 ميل» تونيت هانون، «امسكني ان استطعت» ستيفن سبيلبرغ، «دموع الشمس» انطوان فانوا، «التحكم بالغضب» بين سيجال، وجميعها افلام عرضت في صالاتنا المحلية، تفاوت فيها اقبال الجمهور حسب اهمية كل منها، لكنها ظلت من بين افضل ما قدمت تلك الصالات.

وعلى صعيد السينما العربية قدمت الصالات مجموعة من الافلام المصرية تجاوزتها مرتين فقط في تقديم اعمال عربية من فلسطين ولبنان وهي من المرات النادرة التي تلجأ فيها الصالات الى تقديم افلام فنية مثل: «يد الهية» لايليا سليمان، و«طيارة ورقية» لرندة الشهال لكن الاقبال التجاري لم يكن حسب المأمول، لكن يحسب للفيلم المصري «سهر الليالي» قدرته على جذب جمهور عريض الى الصالات التي عرض فيها وتوقف عنده كثير من النقاد العرب لبراعة مخرجه وقدرته على التأثير عليهم وعلى شباك التذاكر بات من قادوا الى التنافس على مسابقة الاوسكار لافضل فيلم اجنبي.

ومن خارج عروض الصالات قدمت لجنة السينما في مؤسسة شومان وامانة عمان الكبرى ودارة الفنون والسفارة الفرنسية والسفارة الالمانية والسفارة الايطالية والسفارة الصينية العديد من العروض السينمائية المتنوعة والهامة من بينها: «لونا بابا»، «فيراسات»، «لون الجنة»، «اطفال الجنة»، «بيلي ايليوت»، «الطريق الى البيت»، «في مزاج الحب»، «اسطورة 1900»، «غرفة الابن»، «الآن سيداتي سادتي»، «بعيدا عن الجنة»، «الجدار»، «اساطير الخريف»، «الطريق»، «ماما روما»، «الموت بالبندقية»، «النزل الاسباني»، «ما وراء الصمت»، اضافة الى اكثر من فيلم تسجيلي يبرز من بينها: «اجتياح» لنزار حسن، «اوراق الغرفة 8» لعطيات الابنودي، «جنين» لاياد الراوود، «المربع»، «هؤلاء والاخرون» لسوسن دروزة، «الطير الاخضر» لليانة بدر، «قطاع غزة» لجيمس لونفلي، «الحضرة»، «لاجئون» لمحمد وراج، «البتراء الحلم الوردي».

وعلى صعيد الثقافة السينمائية قدمت وزارة الثقافة من منشوراتها كتاب «شاشات العتمة.. شاشات النور كتابة في افلام رديئة قصيرة» لكاتب هذه السطور، ومن دمشق صدر للناقد السينمائي عدنان مدانات ترجمة لكتاب «انا وغريفيث والسينما».
وعلى الرغم من افتتاح صالات سينما جديدة الا انه للاسف حمل العام 2003 خبر اغلاق اكبر صالة عرض في الاردن وهي صالة سينما ومسرح قصر فيلادلفيا.

وخصص التلفزيون الاردني العديد من الحلقات عن السينما العربية والعالمية ونجومها من بينها برنامج «سينما كول»، الذي اخرجه قيس الياس وانتاج سهيل الياس ومثل ذلك كان في الاذاعة الاردنية التي قدمت الثقافة السينمائية في احد برامجها على اذاعة «عمان إف.إم» قدمته واعدته الاذاعية سمر غرايبة.

اذن حصيلة العام 2003 مليئة بالخيارات والاحداث والنشاطات السينمائية المتعددة، وتراكمها لا بد ان يؤدي في القريب العاجل الى خلق ذائقة بصرية امام المشاهد والمهتم العادي بالفن السينمائي وامام صناع الافلام الذين بدأوا يتخطون مرحلة البدايات الى آفاق جديدة ومبشرة.

جريدة الرأي في  31 ديسمبر 2003

كتبوا في السينما

 

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

حصاد وفير من الأفلام الجديدة في عام 2003

ناجح حسن