انهى المخرج السينمائي بسام الذوادي فيلمه الثاني والذي يحمل اسم (الزائر) ويعد الفيلم باكورة انتاج شركة البحرين للسينما بالإشتراك مع المخرج الذوادي الذي كتب القصة وأعد السيناريو والحوار: فريد رمضان وبسام الذوادي، تدور أحداث الفيلم حول شخصية (فاطمة) التي يتراءى لها شخص غامض منذ ان كانت طفلة قبل اكثر من ٢٢ عاما، مما يسبب لها حالة نفسية شديدة الألم خاصة حين تبدأ في مشروعها الخاص بعمل فيلم وثائقي عن مقابر عالي الأثرية، حيث تتجسد لها هذه الشخصية الغامضة في أكثر من مكان، وتشعر بأنها محاصرة بها، وتكتشف وجود رابط خفي بين هذه القبور وبين الشخصية الغامضة، مما يدفع بها لمعرفة سر هذه الشخصية الغامضة. ويبدأ زوجها السابق (علي) وزميل عملها في التلفزيون بمساعدتها للخروج من هذه الأزمة النفسية التي أضحت تؤثر على مجريات حياتها. وتشكل مقابر عالي الأثرية موقعاً لتسلسل أحداث الفيلم، لتكتشف في النهاية هوية هذا الشخصية الغامضة، كما تقودها لمعرفة سرها الغامض الذي أدى إلى اختفائها منذ العام ١٨٩١. من جانب آخر يستعرض الفيلم شخصية رجل الأعمال (أحمد) الذي يحاول أن يحمي أخيه (خالد) الذي يسعى من جانبه على التمرد، ورفض الحياة التي يريدها له أخيه رجل الأعمال، فيبدأ بالسير في طريق المخدرات من خلال صديقه (أمين) وهو شاب غني له مبادئ في الحياة ويحاول هو الآخر الهروب من الوصايا التي تفرضها عليه عائلته. هذان الشابان يجدان في مقابر عالي الأثرية مكاناً مناسباً لعزلتهما عن شروط العائلة والمجتمع وممارسة حريتهما الشخصية. وتجمع المصادفات (فاطمة) و(علي) اللذين يذهبان إلى المقابر بالتعرف على هذين الشابين، ورجل الأعمال (خالد) الذي جاء أيضا في محاولة منه لإنقاذ أخيه من تعاطي المخدرات. وهناك وبين المقابر الأثرية تجد هذه الشخصيات ما لم يكن في حسبانها، حيث يحل الظلام عليهم، ويجدون صعوبة في الخروج من موقع المقابر. ومع تصاعد الأحداث وسط القبور والظلام تجد هذه الشخصيات الخمس نفسها محاصرة بين القبور الأثرية والشخصية الغامضة التي تتابعهم الواحد تلو الآخر، لتكشف عن علاقتها بكل شخصيات الفيلم. وأن لقاءهم في هذا المكان ليس محض صدفة، بل هي بإرادة من الشخصية الغامضة. أن الفيلم لا يعتمد إظهار حالة من الرعب، بل يقدم مجموعة من الأفراد الذين يجدون أنفسهم في صراع غامض مع شخصية تريد النجاة من عذاباتها القديمة، لتكشف لهم حقيقة ما حدث لها في العام ١٨٩١م، ولكي يتحقق لها ذلك فأنها تدفع بهؤلاء الأفراد إلى كشف مخاوفهم المدفونة، وواقعهم القديم المرتبط بهذه الشخصية الغامضة، وان كان ارتباطاً غير مباشر. أنه يضعهم أمام معنى الحياة والتشبث بها، رغم الخسارات المتوالية مع أحداث الفيلم. ومع تصاعد الأحداث تبقى (فاطمة) هي الحلقة المعنية بفهم كل ما يحدث حولها لتتحرر الشخصية الغامضة من عذابها القديم، فتظل تتابع ما يتعرض له الآخرون من أحداث قاسية، ساعية لتتحرر من كوابيسها التي تعذبها منذ الطفولة. التي يحاول الفيلم سبر أعماقها النفسية المعذبة وفهم العلاقة بين هذه الشخصيات وبين الشخصية الغامضة التي تحيطها بين القبور الأثرية. ويحاول الفيلم فنيا من تقديم تقنيات عالية في مجال الخدع السينمائية عبر استخدام البرامج المخصصة إلى ذلك، كما أنه أول تجربة خليجية تستخدم نظام الصوت (ديجيتل دولبي) المعمول به في السينما العالمية.
قصة: بسام الذوادي سيناريو وحوار: فريد رمضان/ بسام الذوادي إخراج: بسام الذوادي مساعد مخرج: خالد جناحي مونتاج: راشد عبيد خدع ومؤثرات صورية: خالد جناحي وراشد عبيد مدير الإنتاج: محمد عبدالخالق مدير التصوير: أحمد الذوادي هندسة الأضاءة: عبدالله جميل هندسة صوت: يونس الكوهجي طبع وتحميض: معامل أثينا / اليونان
تمثيل: فاطمة عبدالرحيم علي الغرير أحمد مبارك أمين الصايغ أحمد عقلان ضيف الشرف: مصطفى رشيد مشاركة خاصة: الفنان القدير جمعان الرويعي حريدة الأيام في 7 ديسمبر 2003 |
بسام الذوادي ينتهي من إخراج فيلمه "الزائر" رؤى: المحرر الثقافي |