عندما قرر سلفستر ستالون ان يقدم سيناريو كتبه ممتزجاً بالدموع وقرر فيه قتل روكي.. وكتب المشهد في آخر صفحة من سيناريو فيلم (روكي ـ الجزء 5) عام 1991.. وامتزجت دموعه بالحبر.. لكن ماذا عن ردة الفعل لدى الشركة وهو الذي شعر بالغثيان بعد ٣١ عاماً وخمسة من أفلام روكي ونصف مليار دولار مبيعات التذاكر. أقول عندما قدم ستالون السيناريو المبلل بالدموع إلى شركة يونيتد ارتستس، الاستوديو المالك لسلسلة أفلام روكي وأفلام جيمس بوند التي رفض موت روكي الذي كتبه سيلفستر.. ورغم قوته ومكانته انهزم وقرر التراجع عن قتل روكي.. لتجهز الشركة لروكي سادس.. ولتدر الربح المادي من جديد من خلال تلك الشخصية التي تحولت إلى كتلة من الأسلحة.. والقوة.. والربح.. لكن ماذا قال بسام الذوادي عن شخصيات فيلمه "الزائر" الذي عاد به للإخراج في السينما.. لكن بشكل مغاير لعمله السابق والوحيد. شعرت بذلك خلال لقائي مع بسام الذوادي.. وفريد رمضان في جلسة رمضانية طالت حول "الزائر" تلك التجربة التي لا نقول عنها إلا أنها جريئة.. وبها الكثير من المخاطرة لكي نبدأ صناعة سينمائية غير تقليدية.. وجريئة.. وقد تدخلنا في درب السينمائيين.. وتستمر فيه دون تقطع.. وتوقف .. ومد.. وجزر هذه الخطوة التي أتوقع انها ستكون الخطوة الاجرأ والأفضل للإخراج والسيناريو. والفنيين.. والممثلين.. وليصبح عندنا هنا.. سينما.. لكن أكثر تطوراً.. وأقرب إلى الواقع.. والاقناع. بسام يقول عن التجربة: هي صراع بين قاص ومخرج فقد طرحت الفكرة في نوفمبر بعد ان شاهدت عرض مسرحية "نبيكم ويانا" الأول وجمعت أبطال المسرحية التقيت على الغرير، أحمد مجلي، أحمد مبارك وأمين الصايغ.. ثم محمد عبدالخالق وبدأت بطرح فكرة عمل فيلم بنفس الفريق الفني للمسرحية. جاءت الموافقة من الشباب مفرحة.. ومشجعة ومليئة بالحماس حماس أكبر للعمل في هذا الفيلم.. والبدء بالخطوات الاسرع.. ثم بدأنا بتكوين فريق عمل.. ولعمل الأفلام فقط.. بعدها بدأنا في كتابة الفكرة التي سنبدأ بتفنيذ خطوات الفيلم الأولى منها.. للممثلين.. ولاحداث الفيلم واستخدام كل فنياته.. ولوازمه.. مرت أربعة شهور.. بعد أن دخلت مجموعة أخرى فريد رمضان.. أنور أحمد.. فاطمة عبدالرحيم.. أحمد عقلان وجاءت هذه الأسماء كفريق مكمل للعمل.. وبدأنا في توسيع العمل في الفيلم، ويضيف بسام بعد فترة بدأت أشعر ان الفريق اكتمل.. فريد كاتب سيناريو والممثلون أيضاً شبه مكتملون وأنور بدأ مشرفاً على العملية الإنتاجية ثم بدأنا بتحديد فريق العمل الفني، وطرحت أسماء كثيرة منها عبدالرحمن الملا وعبدالنبي فردان للعمل كتجربة أولى، ولكن بسبب انشغال هذ الأسماء في أعمال درامية خارج البلاد كان الاتفاق مع أحمد الذوادي ليخوض التجربة معنا بكل مخاطرها.. وفريق العمل الباقي هو الذي رافقني لمدة تزيد على 15 عاماً كمهندس اضاءة عبدالله جميل وفي الصوت عبدالله الكوهجي وفي الكهرباء عبدالله الذوادي والماكياج علي سيف. ويكمل بسام حديثه عن تجربة "زائر": كانت التجربة التي بدأها معي الفريق قبل ان نتفق كان الفنان خالد جناحي والمونتير راشد عبيد اللذان كانا قد بدءا معي قبل ان تتبلور فكرة الفيلم، كان لهما الاسهام بالشكل الأكبر والمؤثر في تجسيد المونتاج بشكله الصحيح عملوا معي لمدة شهر كان العمل عندي في البيت، تخلا عن كل التزاماتهما العائلية وعاشا معي وكأننا في معسكر مغلق.. كنا نعمل ٤٢ ساعة متواصلة.. ولا نعرف النوم لكن بالنهاية خرجنا بعمل اقتربنا فيه كثيراً من تحقيق.. احلامنا.. ويضيف الذوادي قائلاً: النقطة الأساسية انني وفريد لم تكن لنا التجربة التي نقدمها الآن.. لم نكن قد قمنا بعمل من هذا النوع يعتمد الاثارة في لعبته.. لكن هذه الفكرة وبعد ان اكتملت كل أمورها بدأنا أمام جدار كبير قد يحطم كل احلامنا.. وآمالنا.. والطريق الذي قطعناه لشهور.. واجهتنا عملية الدعم المالي للفيلم ولكن كان الموقف الجميل لشركة البحرين للسينما هي من اعاد لنا الأمل.. والحركة.. والمضي في المشروع. فعندما وافق المسئولون بالشركة واعنى موقف د. عصام فخرو وأحمد راشد هي اللذان شجعانا بإكمال المشروع ودخلوا كمنتج ممول لعمل سينمائي.. واعطوا الشباب العاملين بالفيلم الدافع ليواصلوا العمل.. وكل هدفهم انجاز الفيلم ليصل لصالة العرض. رحلة السيناريو.. بعد الاطمئنان على التمويل يستلم فريد رمضان الحديث.. ليكمل ما بدأه بسام الذوادي بالحديث عن الفيلم.. يبدأ فريد بكل حماس مثلما انتهى بسام: بدأنا رحلة السيناريو بعد ان طمأننا الاخوة بشركة البحرين للسينما انهم سيكونون المنتج الممول للفيلم.. وكان لعلاقتنا أنا وبسام دورا أساسياً في استكمال السيناريو بعد ان استلمت من بسام »الحدوته« التي سينطلق منها العمل اتفقنا في نفس الوقت ان نبدأ الكتابة فالوقت ليس في صالحنا.. وما يجب ان نفعله هو ان نقهر كل الظروف.. وفعلاً كنت أكتب من موقعي وباسم من موقع آخر.. تصور اننا كنا نطلع كلاً منها الاخر على ما توصلنا إليه من خلال المراسلات الالكترونية يصحح لي بسام بعض المواقف.. واصحح له مواقف أخرى ونستمر في الكتابة.. فنحن لدينا الأساس.. ومسار الفيلم.. كنا أيضاً نلتقي في العديد من المشاهد دون ان ندري.. وكانت الاستفادة بيننا تعمق الفكرة.. في خدمة السيناريو. ويواصل فريد: عندما كتبنا العمل حددنا الأشخاص وأدوارهم وان الفيلم بطبيعته الاثارة فهو لذلك بحاجة الى كمية كبيرة من الاندهاش والخوف.. والهلع.. والغموض، كانت هذه الشروط قد وضعناها أمامنا ونحن نكتب احداث الفيلم، لنخرج بالنهاية بعمل فيه الاثارة والمتعة معاً.. ويضيف فريد لذلك كنا كثيراً ما نتوقف عندما تمر علينا مشاهد بعيدة عن الاثارة وكنا قد حددنا بأن يكون ايقاع الفيلم سريعاً حتى لا تشتت فكر المشاهد ومتابعته لاحداث الفيلم. هذا ما جعلنا ان نصلح أفكار بعضنا البعض.. وان نحذف العديد من المشاهد التي تعترض هذه الفكرة.. وتبعد الفيلم عن الخط الذي رسمناه له لنعيد كتابتها.. واستبدالها في أكثر الاحيان، كان النص يعتمد الكثير من الموسيقى والمؤثرات الصوتية، وكان مازن كمال ونواف كمال اللذان ألفاً الموسيقى التصويرية للفيلم واسامة آل سيف كان لهم الجانب الموسيقى الهام في الفيلم وهو ما أكمل النص رغم ان التجربة هي الأولى لهم، ذلك ما ساعد في خلق موسيقى مختلفة غير المعتاد عليها. ويضيف فريد: جاءت المؤثرات الصوتية مرسومة بشكل تصاعدي مع احداث الفيلم ولم تكن بعيدة عن الاحداث والمؤثرات في الفيلم. وكنا نحرص على ان تكون جزء من مشاهد الفيلم وقد وفق الشباب فيها لدرجة كبيرة وملفتة. وجاء الجرافيك الذي استخدم بشكل جميل للمرئيات، ويتسلم بسام دفة الحوار ليعود الحديث عن رحلة اثينا وكيف أمضى ٨١ يوماً في المكساج والطبع والتحميض.. ويقول: كنت اتابع الفنيين وهم يدخلون الصوت في مشاهد الفيلم التي كنا نتصور انها ميتة.. ويعيدون لها الروح والجمال.. وكنت امضى الساعات الطويلة اتأمل نظراتهم.. ولغتهم الخاصة ولا أدري النتيجة.. لكنهم في النهاية طمأنوني ان ما قمنا به من عمل كان جميلاً.. وان الممثلين ابلوا بلاء حسناً.. وان الفيلم لا يحمل أي مشاكل تذكر.. وهي المشكلة التي واجهتني في البحث عن شركة دولبي توافق ان تضع اسمها على فيلم خليجي هو الأول الذي يعمل بنظام الدولبي خصوصاً ان هذه الشركات كبيرة ولا تقبل أي عمل ما لم يكن يحمل نسبة كبيرة من النجاح.. والشركة التي وضعت لنا المكساج والصوت كانت قد عملت في افلام كبيرة منها الملك الأسد وافلام جيمس بوند وكان مهندس الصوت "نيك" هو نفسه الذي عمل معنا.. وفي تلك الأفلام، وهو نفس المعمل الذي طبعت فيه الأفلام العربية والأوروبية وهذا المعمل يمتلك فريقاً متميزاً. ويكمل بسام: هي التجربة البعيدة عن تجربتي السابقة في فيلم الحاجز لان الأول كان منفصلاً وفي هذا الفيلم العمل مختلف، كان الحوار مع الشخصيات، ومشاكل في الجسد العام للفيلم واستطاع فريق العمل في اثينا تجاوز كل هذه المشاكل وحلها. ويعود فريد للحوار: الشك كان يرافقنا من البداية نكتب والخوف أمامنا حتى وبسام في اليونان كنت دائماً على اتصال به لاطمئن على المولود هل يحمل جزء من الاعاقة، هل هو مكتمل الاطراف.. تقاطعه كما توقعناها عندما كان جنينا.. هل نحن قد وفقنا في هذا المولود.. هل ستكون البداية السعيدة لعلاقة في الكتابة استمرت لشهور.. ومعاناة في مواقع التمثيل.. وكل العاملين كانوا يعانون.. إلى ان عاد بسام.. وقبلها اتصل ليطمئن كل الأمور تسير أفضل مما كنا نتوقع. والآن.. نحن بانتظار ان تعلن الشركة عن تحديد العرض وهي لابد تعد للدعاية.. وللوقت الأفضل.. والمناسبة الأجمل التي ستطرح من خلالها "زائر".. وإلى تلك اللحظة.. سنبقى نحمله في قلوبنا وأحلامنا.. زائراً فيه الكثير من عدم الوضوح.. والضبابية.. والخوف.. إلى ان يطرق اعين المشاهد.. ونستمع إلى رده الفعل التي هي الحكم.. والدرب الذي سنواصل عليه.. رسم الأعمال القادمة. حريدة الأيام في 26 نوفمبر 2003 |
في حديث مع مخرج ومؤلف أول فيلم خليجي بنظام الدولبي.. بسام وفريد: زائر تجربة سينمائية أولى مع أفلام الإثارة والتشويق حاورهما: عبد الرحمن صالح |