سينماتك

 

المهرجان الأول لإفلام المرأة في القاهرة:

قهر النساء في السينما

نيللي يوسف

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

تمحورت الأفلام المعروضة في المهرجان حول أشكال متنوعة من القهر الذي تتعرض له المرأة في مختلف دول العالم. تقرير بقلم نيللي يوسف

قدم المهرجان 65 فيلما من دول مختلفة منها 46 لمخرجين مصريين و6 لمخرجات عربيات والباقي من مختلف أنحاء العالم. وهو أول مهرجان من نوعه في مصر نظمته مؤسسة مدنية يطلق عليها "كادر" معظمها من الشباب في محاولة للتخلص من الضغط الحكومي على الفن والثقافة ومعظم أشكال الإبداع في مصر.

وبرغم الإقبال الجماهيري الكبير في بعض أيام المهرجان إلا أن المحصلة النهائية تؤكد أن الحضور كان ضعيفا، الأمر الذي أرجعته المخرجة المصرية علية البيلي رئيسة المهرجان إلى تقلص الفئة المستهدفة من مثقفين ومهتمين بالسينما في مصر نظرا للجو الخانق الذي تشهده مصر حاليا.

وعبرت عن البيلي من أنه قد يكون هذا المهرجان هو الأول والأخير لعدم وجود جهة تموله أو رعاة رسميين فتم تقليص الميزانية من 60 ألف إلى 20 ألف جنيها فقط للمواد الدعائية والمطبوعات، بالإضافة لعمل كافة موظفي المهرجان بشكل تطوعي. وقالت علية البيلي التي لم تتقاضي أي أجر مالي عن رئاستها للمهرجان أن وزارة الثقافة ساهمت بالمكان الذي عرض فيه المهرجان.

للكبار فقط

ومن الملاحظ وجود لافتة " للكبار فقط" على بوستر المهرجان. والسبب يعود حسب قول علية البيلي إلى كون المهرجان تابع لوزارة الثقافة في مكان عرضه، فأجبرهم ذلك على عرض الأفلام على الرقابة لإجازتها. وكان الحل الوحيد للابتعاد عن مقص الرقيب جعل المهرجان "للكبار فقط"، وخاصة أن المهرجان عرض فيلمين ممنوعين من العرض العام والذين أنتجهما المعهد العالي للسينما وهما "المهنة امرأة" و"أصوات".

الفيلم التسجيلي "المهنة امرأة" للمخرجة الشابة هبة يسري، مدته 12 دقيقة وإنتاج عام 2005 ويدور حول العاهرات في شوارع مصر وحظي بتصفيق حاد من الجمهور الحاضر بعد نهايته.

وأثناء الندوة مع مخرجته أكدت أنها اعتمدت فيه على تصوير حياة ثلاث فتيات احترفن البغاء ويمثلن شرائح عمرية مختلفة وأظهرتهن بشكل مختلف وبصورهن الحقيقية دون إخفاء عيونهن، لكن واجهتها مشكلة إيجاد الفتيات، فاضطرت هبة إلى انتحال صفة رجل للعثور على أبطال فيلمها من الشارع.

واستغرب الجمهور الحاضر من عدم عرض هذا الفيلم الهام من قبل، فأكدت هبة أن الفيلم هو مشروع تخرجها في الفرقة الثالثة بمعهد السينما وهو من إنتاج المعهد ورغم ذلك تم سحبه من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام الروائية والتسجيلية دون سبب واضح ولكنها تعتقد أن الفيلم منع "لأننا شعوب تخاف من إظهار الحقيقة برغم أنه عرض في مهرجان روتردام وحصل على منحة وشهادة تقدير".

البلطجة الفكرية

كما عرض لهبة يسرى في افتتاح المهرجان الفيلم الروائي "عشق آخر" وهو يدور حول قصة حياتها والتي جسدتها في الفيلم بنفسها، الفتاة التي تعشق التمثيل وتحلم باقتحام المجال الفني إلا أن والدها وعائلتها تقف في طريقها لأنهم يرون أن الفن "عيب وحرام".

من الأفلام الأخرى الممنوعة والتي حازت على إقبال جماهيري كبير الفيلم الروائي "أصوات" ومدته 22 دقيقة من إخراج أسامة أبو العطا عن رواية للكاتب سليمان فياض تحمل نفس العنوان و يدور حول الابن المهاجر الذي يعود بعد 30 عاما إلى قريته في الريف مع زوجته الفرنسية "سيمون" وتقوم نساء أسرته بإجراء عملية ختان لزوجته أثناء غيابه فتموت.

تفاعل الجمهور مع الفيلم بشدة واستقبلوا مخرجه بالتصفيق الحار. وقال المخرج أن الفيلم يلخص نظرة الرجل الشرقي للمرأة الأجنبية والغرب بشكل عام، وأن حادثة الختان في الفيلم ترمز إلى علاقتنا بالآخر فالختان نموذج صارخ في رأيه على عقلية الشرق المنغلقة التي ترفض الاختلاف وتحاول فرض رأيها على من يختلف معها.

ويقول المخرج أسامة أن المعهد هو الذي أنتج الفيلم وفي نفس الوقت هو الذي منع عرضه كنوع من البلطجة الفكرية والتناقض.

نظرة إلى السماء

ومن الأفلام المميزة التي عرضت بالمهرجان فيلم "نظرة إلى السماء"إخراج كاملة أبو ذكري ويدور حول فتاة مراهقة محجبة تسرق لحظات الحب مع شاب على كوبري 6 أكتوبر بالقاهرة ويراها عمها فتضطر للكذب والإنكار أمام والدها.

ومن الأفلام التي أثارت الإعجاب في المهرجان فيلم "مفرش أزرق " للمخرج مايكل بيوح ومدته 15 دقيقة ويتناول قضية اغتصاب أب لابنته. وأكد مايكل أنه ينتج أفلامه بنفسه لعدم وجود جهات إنتاج مستقلة لمثل هذه الأفكار الجريئة التي تطرح موضوعات يريد المجتمع لها أن تظل في طي الكتمان.

وعرض في الافتتاح الفيلم المصري الروائي "صباح الفل" مدته 9 دقائق وأخرجه شريف البنداري وبطولة الممثلة التونسية هند صبري وقد تفاعل معه الجمهور بقوة لأنه يصور المعاناة اليومية للمرأة المصرية المتزوجة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وبحثها عن لحظات الحب القليلة مع زوجها.

أفلام فلسطينية وسعودية

وعرض المهرجان الفيلم التسجيلي الفلسطيني "بعد السماء الأخيرة" سيناريو وإخراج علياء أرصغلي ويحكى عن امرأة فلسطينية تدعى "ناهدة" من قرية "برعم" التي دمرت وحل محلها كيبوتز إسرائيلي وعلاقة هذه السيدة بامرأتين إسرائيليتين من الكيبوتز.

وسنح للجمهور المصري أيضا مشاعدة أول فيلم تسجيلي سعودي "نساء بلا ظل" سيناريو وإخراج هيفاء المنصور، الذي أثار جدلا واسعا عند عرضه لأول مرة في منزل القنصل الفرنسي في مدينه جدة. ويعد أول فيلم عن المجتمع السعودي ترصده امرأة سعودية ويتناول علاقة المرأة بالرجل في المجتمع السعودي.

إشكالية الرقابة

وقال الناقد السينمائي سمير فريد رئيس مؤسسة " كادر" أن منع الأفلام أمرا يحدث كثيرا في مصر التي تقتل فيها المواهب، معبرا أن ما ينقصنا في مصر الحرية وليس الإمكانيات المادية أو البشرية.

فالحرية على حد تعبيره ليست مهاجمة رئيس الجمهورية فقط ولكن الحرية حتى في قصة الحب التي تقدم في السينما، فإذا كان السياق الدرامي يتطلب قبلة بين البطل والبطلة فلابد منها، مندهشا من القول السائد حاليا في مصر بالسينما النظيفة الخالية من القبلات والمشاهد الساخنة.

حقوق الطبع قنطرة 2006

موقع "قنطرة" في 11 أبريل 2007