الأحد بالإسكندرية
سمير فريد |
صفحات خاصة
|
تعرض مكتبة الإسكندرية في السابعة مساء الأحد القادم ضمن ملتقي الأفلام القصيرة الأفلام الثلاثة التي أخرجتها المخرجة والكاتبة الفلسطينية ليانا بدر أعوام 1999 و2000 و2003 عن الشاعرة الفلسطينية الكبيرة فدوي طوقان. وعن أشجار الزيتون التي تقتلعها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وعن حصار رام الله من 29 مارس إلي 24 ديسمبر 2002. والذي سجلت وقائعه في تلك الفترة. فيلم "الحصار" صورته المخرجة بنفسها وقام بالمونتاج سائد أنصوني وبتأليف موسيقاه بشار عبدالله. وهو مؤلف موسيقي الفيلمين الآخرين. يوميات الحصار يبدأ فيلم "الحصار" من أول أيام حصار رام الله "29 مارس 2002" إلي أول أبريل حيث تم منع التجول إلي 5 أبريل يوم أول رفع لمنع التجول. إلي 26 أبريل حصار وزارة الثقافة. إلي 29 أبريل تخريب مقر الوزارة. إلي 2 مايو مقر الرئيس عرفات. ثم عودة إلي نفس المقر وقد أصبح أطلالاً يوم 29 مايو. وسط مدينة رام الله تدب فيه الحياة من جديد في أول يونيو. الفنانون يقيمون نصباً تذكارياً من الحطام في 23 يونيو. تدمير النصب في 28 يونيو. منع التجول في يوليو. 17 أغسطس انسحاب الجيش الإسرائيلي من وزارة الثقافة للمرة الثالثة. أول سبتمبر عيد ميلاد في ظل منع التجول. 8 سبتمبر مقر الرئيس. 26 سبتمبر الرئيس في مكتبه المدمر. 3 أكتوبر الانسحاب من وزارة الثقافة للمرة الرابعة. 28 أكتوبر معرض لوحات في مركز قطان الثقافي ينجو من الدمار. نوفمبر المشاهد من بيت مؤلفة الفيلم. 15 نوفمبر الحواجز: أبواب رام الله المغلقة. 21 ديسمبر جين فوندا تحتفل بعيد ميلادها مع نساء فلسطين وسط الحصار. 24 ديسمبر ليلة عيد الميلاد ورفع الشموع من أجل السلام. زيتونات عن فيلم "زيتونات" الذي صوره عبدالسلام شحادة وقام بمونتاجه قيس الزبيدي تقول ليانا بدر: ما هو سر العلاقة الفريدة بين النساء الفلسطينيات وشجر الزيتون؟ اعتقد الفلسطينيون أن شجرة الزيتون هبة الله للأرض. وكانت الشجرة منذ أقدم الأزمنة. مصدراً للنور والنار. والغذاء والشفاء. نقرأ في أنحاء غصونها تاريخ وجودنا علي هذه الأرض. وفي تعرجات جذوعها أساطير الأيام السالفة. تمثل هذه الشجرة عند الفلسطينيين بيت الحياة. ويقوم الاحتلال الإسرائيلي حالياً بتقطيع أوصال الأرض الفلسطينية. وتدمير أشجار زيتونها. وشق الطرق الالتفافية علي أنقاض حقولها. نري التدمير الشامل لأشجار الزيتون المقدسي الواقعة في أرض الشهابي بعد أن صادرتها السلطات الإسرائيلية لكي تشق طرقاً التفافية وتزور منتزهاً توراتياً علي أرض لا تملكها. سامية حلبي فنانة هجرت من فلسطين عام 48 إلي الولايات المتحدة الأمريكية ترسم اكتشاف العلاقة مع زيتون الأرض/الانتماء. أما أم طالب النعسان من المغاير فإنها تخبرنا عن قطع انتقامي لزيتوناتها عدة مرات من قبل مستوطنين إسرائيليين.. وتحكي لنا أم عصام من القدس حكاية بيتها الذي مازالت تدافع عن وجوده ليحفظ لأحفادها الحب والرعاية. ويروي لنا صمت إيمان الحزين استحالة وصولها إلي زيتوناتها في أرضها المجاورة للمحكمة العسكرية الإسرائيلية في بيت إيل. أم أحمد من سلفيت تروي لنا جمال وبهجة طقوس القطاف يقوم بها الرجال والنساء في عالم من المساواة خلال موسم الزيتون. عن فيلم "فدوي" الذي صوره بيير دوبوي وقام بمونتاجه قيس الزبيدي. والذي أصلح وثيقة نادرة بعد وفاة فدوي طوقان تقول ليانا بدر: ارتبط اسم الشاعرة الكبيرة فدوي طوقان كشخصية ثقافية مرموقة مع اسم مدينتها "نابلس". هناك حيث عاشت أجيال من الفلسطينيين مخلصة لأحلامها بالحصول علي الحرية والاستقلال. لقد كافحت فدوي وعملت طويلاً دون كلل. وهي تطلق أشعارها معبرة عن أحلام الفلسطينيين بصوتها النسائي الخاص. وسط فترات تاريخية لم يكن فيها صوت المرأة مسموعاً. وقد عاشت فدوي كي تكون شاعرة كبيرة لها وزنها ودورها المميز. ومعها نري كيف يمكن لفتاة حرمت من الذهاب إلي المدرسة أثناء شبابها المبكر أن تتطور بمساندة أخيها الشاعر البارز إبراهيم طوقان. وأن تنقل قضية مدينتها ووطنها إلي الدنيا خلال أحلك الأوقات. وأصعب الأزمات. قمت في هذا الفيلم بتقديم حكاية الشاعرة فدوي طوقان عبر الضوء والظلال. بحثت عن انعكاسات لألوان قوس قزح التي أضاءت طفولتها بين البيت القديم والحمام العربي. وأردت لنافورة الدار أن تعكس عبر ألوان مياهها تقلبات حياتها الخاصة. لم أفتش عن حكايتها وحدها. وإنما بحثت عبرها عن هويتي وهوية النساء المبدعات اللواتي ينظرن إلي الإبداع كأجنحة للتحليق في فضاء الحرية. هذا هو الفيلم الفلسطيني الأول من نوعه الذي يتعرض لحياة شاعرة تجسد حكايتها تقلبات حياة شعبها ومراحل مأساته.. تقول فدوي بأنها جنباً إلي جنب مع الحلم والإرادة استطاعت أن تقلب مسار حياتها لكي يعرفها العالم لا لكي تتعرف وحدها عليه. في هذا الفيلم نشاهد حكاية شاعرة فلسطينية إسمها فدوي طوقان.. وعلاقتها بمدينتها "نابلس". مدينة ارتبط اسمها في العادة بأعطر صابون وأرق كنافة. فدوي ستحكي الحكاية كلها. قصة كفاح كل منهما. هي والمدينة. من أجل الحصول علي حق الاختيار والحرية. قد نكتشف أن الشاعرة استمدت قوتها في جميع معارك حياتها غير المتكافئة أبداً. من قوة حضور المدينة في التاريخ. واحتمالها لتعاقب العصور والحضارات والغزاة. التراث نابلس مدينة تنهض علي كتفي جبلين: جرزيم وعيبال.. داخل الهوة السحيقة بين الجبلين يتآخي التراث الكنعاني مع آثار الرومان الذين نحتوا حجارة المدينة واسمها معاً.. وعلي وهاد نابلس تتناثر علامات تسامح الأديان السماوية وتآخيها. وصخرة التضحية التي شهدت تقديم إسماعيل قرباناً للرب الخالق. وبئر النبي يعقوب الذي أنجب الأنبياء والحكايات عن الصبر والأذي. إلي جانب قبور ومقامات القادة المسلمين الذين قهروا غزو الفرنجة. وعلي مقربة بقايا الكنيسة التي تحمل ذكري قطع رأس يوحنا المعمدان صاحب نبوءة الخلاص. وفي أعلي القمم تحافظ الطائفة السامرية الفلسطينية علي تقاليدها طوال قرون كما حافظت المدينة القديمة علي أصالتها وعراقتها.. جميعهم صبروا علي الزمن وقاوموا نسيانه لهم.. وكذلك فعلت فدوي. الجمهورية المصرية في 11 أبريل 2007
|