سينماتك

 

نجمة الأوسكار الجديدة الممثلة هيلين ميرين ..

الموهبة والفتنة

عمان - محمود الزواوي

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

ضمن التجسيد الواقعي لشخصية الملكة إليزابيث في فيلم الملكة للممثلة البريطانية هيلين ميرين فوزها بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في دور رئيس، خاصة بعد أن اكتسحت جميع جوائز روابط نقاد السينما الأميركية الرئيسة، تماما كما كان فوز الممثل الأسمر فوريست ويتاكر بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور رئيس في حكم المؤكد عن تقمصه لشخصية الرئيس الأوغندي الراحل عيدي أمين في فيلم آخر ملوك اسكتلندا . وفازت الممثلة هيلين ميرين عن أداء دور الملكة إليزابيث بسبع وعشرين جائزة، مقارنة بتسع عشرة جائزة لفوريست ويتاكر عن أداء دور عيدي أمين. وشملت جوائز هيلين ميرين عددا من الجوائز السينمائية المرموقة، ومنها جائزة الكرات الذهبية، وجائزة المجلس القومي الأميركي لاستعراض الأفلام السينمائية، وجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون، وجائزة مهرجان البندقية السينمائي التي قوبل الإعلان عن فوزها بها بتصفيق استمر أكثر من خمس دقائق. وسبق للممثلة هيلين ميرين أن رشحت لجائزة الأوسكار مرتين عن دوريها في كل من فيلم جنون الملك جورج (1994) وفيلم متنزه جوسفورد (2001).

قامت الممثلة هيلين ميرين عبر مشوارها السينمائي الذي امتد قرابة 40 عاما ببطولة أكثر من 50 فيلما سينمائيا، وحصدت 56 جائزة سينمائية، شملت إضافة إلى جائزة الأوسكار اثنتين من جوائز مهرجان كان السينمائي، وجائزة مهرجان البندقية السينمائي وثلاثا من جوائز الكرات الذهبية، وأصبحت ثالث ممثلة تفوز بجائزة الكرات الذهبية مرتين في العام نفسه بعد الممثلتين سيجورني ويفر وجون بلاورايت. وفازت أيضا بجائزة الجمعية القومية لنقاد السينما الأميركيين مرتين، وبجائزة نقابة ممثلي السينما والتلفزيون الأميركيين أربع مرات. كما رشحت لجائزة لورنس أوليفييه المسرحية البريطانية مرتين، ولجائزة توني المسرحية الأميركية مرتين، وفازت بجائزة إيمي التلفزيونية ثلاث مرات. وتعكس هذه الجوائز العديدة المرموقة الإنجازات الهامة التي حققتها هذه الممثلة المتعددة المواهب في المسرح والسينما والتلفزيون بصورة متواصلة، مما يضعها في مصاف أعظم الممثلات البريطانيات قبل أن تثبت مكانتها في هوليوود وفي مسارح برودواي.

ولدت الممثلة هيلين ميرين، واسمها الحقيقي إيليانا ليديا ميرونوفا، في لندن. ومع أنها متحدرة من أسرة روسية أرستقراطية، فقد نشأت في بيئة بريطانية متواضعة، وأظهرت ولعا بالتمثيل منذ سن مبكر.

وعملت كمنادية لجلب الزبائن في مدينة للملاهي قبل متابعة دراستها في كلية للمعلمين، التي التحقت بها لإرضاء أسرتها. إلا أن موهبة التمثيل الفطرية غلبت عليها وانضمت أثناء الدراسة إلى مسرح الشباب القومي البريطاني، حيث ظهرت بوادر مواهبها في التمثيل. ومهّد لها النجاح الكبير الذي حققته في تجسيد شخصية كليوباترا في مسرحية أنطوني وكليوباترا لشيكسبير في مسرح أولد فيك الشهير بلندن في العام 1965، وما رافق ذلك من إطراء للنقاد، الطريق للانضمام إلى فرقة شيكسبير الملكية البريطانية في العام 1967، وهي الفرقة التي تخرج منها على مر السنين عدد كبير من نجوم المسرح والسينما البريطانيين، الذين يضمون عددا من أقدر الممثلين في العالم. وحازت هيلين ميرين على إعجاب النقاد في مسرحية تلو الأخرى في فرقة شيكسبير، كمسرحية هامليت ومسرحية ترويلوس وكريسيدا ، وهما من روائع شيكسبير.

ظهرت هيلين ميرين في باكورة أفلامها، وهو فيلم حلم ليلة صيف (1968) المبني على مسرحية شيكسبير الشهيرة حين كانت في سن الثالثة والعشرين. وكانت تلك بداية مشوار سينمائي طويل شمل العديد من الروائع السينمائية. إلا أن هيلين ميرين لم تنقطع عن المسرح حبها الأول، حيث قامت ببطولة عشرات المسرحيات في مسارح لندن وبرودواي بنيويورك، كما امتد نشاطها إلى التلفزيون، حيث ظهرت في عشرات المسلسلات التلفزيونية وقامت ببطولة المسلسل التلفزيوني البريطاني البوليسي المتهم الرئيسي ، وهو واحد من أكثر المسلسلات التلفزيونية شعبية في فترة التسعينيات.

جمعت أفلام الممثلة هيلين ميرين في سبعينيات القرن الماضي بين إظهار مواهبها الفنية ومفاتنها الجسدية، كفيلمي المسيح المخلّص الوحشي (1972) و كاليجولا (1979)، إلا أن فترة الثمانينيات شهدت نقلة نوعية في أفلامها الجادة كفيلم الجمعة العظيمة الطويلة (1981) وفيلم كال (1984) الذي فازت فيه بجائزة مهرجان كان السينمائي، و الليالي البيضاء (1985) و ساحل موسكيتو (1986) و جزيرة باسكالي (1988) و الطباخ واللص وزوجته وعشيقها (1989) المثير للجدل. وواصلت الممثلة هيلين ميرين أفلامها المتميزة منذ ذلك الوقت مثل فيلم جنون الملك جورج (1994) الذي رشحت عنه لجائزة الأوسكار، و السباق الخاسر (1996) و الرعاية الحرجة (1997) و عاطفة أين راند (1999) ومتنزه جوسفورد (2001) الذي رشحت عنه لجائزة الأوسكار للمرة الثانية و تربية هيلين (1994) ثم فيلم الملكة (2006).

في العام 1996 رفضت الممثلة هيلين قبول لقب ديم الذي يمنح للشخصيات النسائية البريطانية والمقابل للقب سير الذي تمنحه الملكة إليزابيث لكبار الشخصيات البريطانية من الرجال، إلا أنها قبلت هذا اللقب عندما منح لها في العام 2003. وقالت هيلين ميرين حول ذلك أنه لشرف كبير، ولكنني فكرت في ذلك جديا طوال أسبوعين، وفي النهاية استسلمت لكبريائي .

يقول الناقد السينمائي الأميركي المعروف لينارد مالتين إن عبارة شجاعة أو لا تعرف الخوف أطلقت على ممثلات كثيرات، ولكن هذه العبارة تنطبق في حقيقة الأمر على هيلين ميرين أكثر من سواها، فهي تستطيع أن تفعل كل شيء يناسب شخصيتها السينمائية، وأظهرت استعدادها للقيام بأدوار سينمائية استثنائية وفريدة ومثيرة للفكر.

الرأي الأردنية في 11 أبريل 2007