الديجيتال.. ثورة السينما العربية تحقيق ـ علا الشافعي ـ أحمد سعد الدين |
صفحات خاصة
|
منذ بداية السينما وتقديم الأخوين لوميير لأول عرض سينمائي في فرنسا, تم انتقال فن السينما إلي معظم دول العالم, لم تعد وظيفتها تقتصر علي الترفيه والتسلية بل أصبحت صناعة السينما من الصناعات الثقيلة في العالم, وفي مصر كانت بمثابة الثروة القومية الثانية بعد صناعة القطن. وشهدت السينما علي مدار تاريخها قفزات سريعة, ليس فقط علي مستوي الموضوعات التي عالجتها ومازالت فهي تحاكي الواقع وترصده وتعود إلي التاريخ لتناقش مشاكل حياتية وسياسية, وكثيرا ما تتنبأ بأحداث كبري, واليوم تشهد السينما العالمية والعربية طفرات تكنولوجية هائة انعكست علي شكل الصورة وتقنيات العمل. فلم يكن أحد يتخيل التأثير الذي أدخله وجود كاميرا الديجيتال علي السينما إذ ساهمت في ظهور تيارات سينمائية جديدة, وها هو المهرجان القومي للسينما المصرية يعلن في دورته المقبلة عن قبول أفلام الديجيتال التي طالما رفضها القائمون عليه, وأيضا اتجهت المؤسسة العامة للسينما في سوريا إلي تصوير العديد من الأعمال بكاميرا الديجتال أوHidelentlon والأكيد أنه سيظل لقاعة العرض السينمائي سحرها وجمالها وللفيلم الـ35 مللي تأثيره مع أن كل الشواهد تؤكد أن التطور التكنولوجي سينعكس وبشكل كبير علي آليات العرض في المستقبل حيث سيتم بث الأفلام عبر الستالايت في جميع أنحاء العالم, ليس ذلك فقط بل إن المشاهد الذي سيجلس في دور العرض, سيشعر في المستقبل ـ وكأنه جزء من أحداث العمل الذي يشاهده فقد يشتم الروائح, أو يتدخل في نهاية أحداث الأفلام التي يراها. بالتأكيد لم يكن أحد يتخيل ما وصلت إليه التكنولوجيا الحالية, من تطور وانعكاس ذلك علي السينما وقد يأتي علينا اليوم الذي نحن فيه للأفلام التي نراها حاليا أو ظروف العرض المتعلقة بها تماما مثل الحنين الذي تحمله الأفلام الأبيض والأسود. وحسبما يري الناقد السينمائي د. رفيق الصبان فإن السينما في الأساس اختراع حديث لكن قفزت قفزات كبيرة في الفترة الأخيرة بعد أن كانت صامتة وتحولت إلي الأبيض والأسود, ثم دخلت الألوان وتم استعمال النظارات المعظمة والخدع السينمائية, وبالتأكيد التطور التكنولوجي وظهور الكاميرات الرقمية فتح المجال لكل عشاق السينما لإنتاج أفلام متوسطة التكلفة. تطور تكنولوجي.. ولكن يري المخرج الكبير نادر جلال: أنه وبرغم التطور الهائل الذي تشهده السينما, واختلاف أساليب العرض.. وظهور الإنترنت وتأثير ذلك علي قرصنة الأفلام, وجلوسنا في منازلنا للاستمتاع بكل الأفلام الجديدة في العالم, إلا أنني أراهن علي بقاء دار العرض السينمائي والتي قد تشهد هي الأخري تطورات تقنية وتكنولوجية هائلة ولكن أهم ما ينقصنا في مصر والعالم العربي هو التنظيم, ففي أمريكا مثلا كل شيء منظم لخدمة صناعة السينما والفيلم السينمائي حتي فيما يتعلق ببث الفيلم وعرضه علي الإنترنت وغيرها من وسائل العرض الحديثة. ويراهن جلال علي الديجيتال والكاميرات الأعلي تقنية منه في جعل المشهد السينمائي يختلف عن الآن.D.V.D والإنترنت والموبايل والفضائيات وأتمني أن تتعامل الحكومات العربية مع السينما بوصفها صناعة ثقيلة لو تم الاهتمام بها وأخذت الدعاية الكافية حتي ستنعكس إيجابا علي الدخل القومي.. لا سيما وأن أوروبا وأمريكا يملكون مستقبل السينما أكثر منا* من نفس وجهة النظر ينطلق الناقد طارق الشناوي والذي يؤكد أن دور العرض ستتطور في الفترة المقبلة وتكون صالحة لعروض الديجيتال ومن الممكن أيضا أن تتصل شاشات العرض بأجهزة المحمول, ويرفض الشناوي الرأي الذي يقول إن دور العرض ستلغي لا سيما وأن السينما في كل الأحوال طقس يعتمد علي سيكولوجية المشاهد, وعاداته الإنسانية وتفضيله النزول من منزله لمشاهدة الجديد من الأفلام. وأضاف الشناوي أن ثورة الديجيتال ستنعكس بشكل كبير علي عملية الإنتاج السينمائي لأنه مع الوقت ستنخفض أسعار كاميرات الديجيتال وستزداد تقنيته, وسيساهم ذلك في تقديم نجوم جدد وتجارب مختلفة. أما المخرج السينمائي البحريني بسام الذوادي فيؤكد تفاؤله بصناعة السينما العالمية والعربية وستساهم التكنولوجيا بنصيب كبير في تطور مستقبل السينما ويكفي أن تلك القفزات التكنولوجية ساعدتنا في الخليج علي بدء تقديم تجارب سينمائية جديدة ليس ذلك فقط بل ظهر العديد من شباب السينمائيين الذين أصبحوا يصورون الأفلام بكاميراتهم الخاصة ويقومون بعمل العمليات الفنية لها في منازلهم وذلك بفضل الثورة الرقمية, كما أن دور العرض أصبحت تشهد تطورات مهمة.. ويكفي أن هذا التطور ساهم في ظهور اتجاهات سينمائية جديدة ومستقلة لم يكن يعترف بها من كبريات المهرجانات حاليا ومستقبلا سيكون لها كل تقدير, ومن نفس وجهة النظر يتحدث الناقد السينمائي أحمد صالح, والذي يري أن العالم أصبح يحني رأسه لكل ما هو جديد في صناعة الفيلم والطفرات التي ستحدث في دور العرض فمن كان يتخيل أن يأتي علينا الوقت الذي نشتم فيه رائحة البارود مثلا لمعركة تدور في أحد مشاهد الفيلم.. لذلك فالتكنولوجيا ستكون في خدمة الفنون كلها وليس السينما فقط ودعونا نتساءل عن المسرح أيضا حيث أصبحت توظف فيه الإمكانيات التكنولوجية لتقديم مؤثرات صوتية وسينوغرافيا أفضل بكثير تخدم دراما العمل.. لذلك أتوقع أن القادم سيكون أعظم بكثير. وبدأت الناقدة ماجدة خيرالله حديثها قائلة سيظل الذهاب إلي دور العرض السينمائي متعة في حد ذاته فالناس تذهب إلي الفسحة والترفيه وهذا لا ينفي بالتأكيد أن حجم التطور الذي سنقبل عليه في المستقبل سيكون مذهلا وقد نشاهد نماذج جديدة ومتطورة لدور العرض وطرق البث مثلما ظهرت سينما السيارات مثلا, وقد تساعد التكنولوجيا علي أن يمتلك كل فرد شاشة عرضه السينمائي في منزله. ولا أحد يعرف فالقفزات التكنولوجية أصبحت هائلة وسريعة. أما المخرج اللبناني أسد فولادكار فيؤكد علي أن التطور التكنولوجي في مجال السينما وتأثيره علي مستقبلها أصبح صعب التخيل خصوصا في ظل اللهاث التكنولوجي الحادث.. إنني أراهن علي زيادة دور العرض وتطورها واختلاف آليات العرض, ليس ذلك فقط بل قد يأتي علينا الوقت الذي نسمع فيه عن عروض سينمائية تقام فوق القمر. ويلفت فولادكار الأنظار إلي أنه وبرغم هذا التطور التكنولوجي الهائل فإن السينما العربية مازالت تحبو وأغلب البلدان العربية لا تعرف صناعة السينما بل لاتزال تقدم تجارب متنوعة.. لذلك فالتطور التكنولوجي قد يساعدنا في إرساء دعائم سينما مختلفة, وبالتأكيد ستفيدنا كاميرات الديجتال في تقديم تجاربنا. بنفس المنطق يتحدث المخرج السوري عبداللطيف عبدالحميد والذي يري أن أزمة السينما العربية أكبر بكثير من السينما العالمية التي تتجه نحو المستقبل بقوة وفيما عدا مصر والمغرب فالدول العربية في حاجة ماسة إلي تنظيم صناعة السينما وبناء دور عرض متطورة خصوصا وأن الكثير من أبناء الدول العربية أصبحوا يفضلون بناء المخابز أو افتتاح المحال عن افتتاح دور العرض برغم أن السينما صناعة مربحة ولا تخسر طوال المستقبل لا سيما مع تعدد وسائل العرض في الماضي, ثم ظهر الفيديو, وحاليا أصبح هناك السي. دي والفيديو الأهرام العربي في 7 أبريل 2007
|