سينماتك

 

جائزة لجنة التحكيم الخاصة للجزائر وتنويه الجمهور لتونس...

القضايا الاجتماعية والعلاقات الإنسانية تحصد جوائز مهرجان فريبور السويسري

فريبور (سويسرا) - أيمن يوسف

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

أكثر ما يميز مهرجان فريبور السويسري الذي يقام سنوياً منذ أكثر من عقدين، جديته في التعاطي مع السينما وتجنبه الأضواء الإعلامية والأجواء الاستعراضية الزائفة. لا بذلة سموكنغ رسمية في الافتتاح هنا ولا ضرورة وضع ربطات العنق. النجومية هنا الأفلام بنوعيتها المختلفة وقوتها التي تأخذ الأولوية من الاهتمام.

رسالة المهرجان المعهودة منذ إنشائه قبل 21 عاماً، هي «مد جسر من التواصل الثقافي السينمائي بين الشمال والجنوب» من خلال عرض «سينما الجنوب المجهولة»، أو التي كانت مجهولة على الأقل في ذلك الوقت المبكر، بالنسبة إلى المشاهد السويسري – الأوروبي. وعرض هموم الجنوب نفسها ومناقشة قضاياه الملحة والمتجددة على أصعدة إنسانية واقتصادية وسياسية في دول القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

ولكن في هذا العام الذي يبلغ فيه المهرجان سن الرش بدا واضحاً انه يواجه مخاطر فقدانه تلك المميزات إذ اضطر مديره الفني مارسيال كنيبل إلى تقديم استقالته بعد خمسة عشر عاماً من العطاء المتفاني واهتمام غير مسبوق بسينما الجنوب الفقير ومشكلاته الكثيرة، وذلك بعد أن طالبت أقلام صحافية، من ورائها أصوات مغرضة لا تريد للمهرجان الاستمرارية على ذلك النحو الحميمي النبيل، بتحويله إلى «مهرجان تجاري كبير». فالضرب تحت الحزام موجود حتى في سويسرا.

وهكذا خيمت على هذه الدورة الحادية والعشرين أجواء من الترقب والتوتر لم يقلل من حدّتها سوى قوة الأفلام المعروضة فيها سواء أكانت داخل المسابقة أم في أقسامها الأخرى. الأفلام كانت قوية هذا العام في صورة استثنائية خصوصاً إذا ما قورنت بالدورات الثلاث السابقة وكأن مدير المهرجان يريد أن يقول ها أنا ذا فلنر ماذا سيقدمون في العام المقبل!

السينما الأفريقية

حظيت السينما الأفريقية بتواجد مميز في هذه الدورة إذ خصص قسم لسينما جنوب أفريقيا بعنوان «في ما وراء الحرية: هوية مخرجي جنوب أفريقيا»، وعرض فيه 26 فيلماً تراوح إنتاجها ما بين عامي 2004 و2006. أما من شمال القارة فشاركت كل من الجزائر وتونس في المسابقة الرسمية، الأولى بفيلم «روما ولا أنتما» لطارق ثقية والذي فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وتونس بفيلم «جنون» لفاضل جعايبي الذي حظي بتنويه خاص من جمهور المهرجان.

شرق أفريقيا كان حاضراً أيضاً في المسابقة الرسمية من خلال الأزمات السياسية والاختلافات العرقية التي عصفت في موريتانيا عند نهاية عقد الثمانينات وكما صورها فيلم «الرجال الغارقون» للمخرج البلجيكي بيير - إيف فاندرويرد.

وتنوعت مشاركات الأفلام الأفريقية على أقسام المهرجان الأخرى ففي البرنامج الرسمي خارج التسابق عرض لتونس فيلم «كحلوشا» من إخراج نجيب بلقاضي وإنتاج عماد مرزوق وكلاهما في الثلاثين فقط من عمرها. وعرض لتشاد فيلم «دارات» أو «موسم جاف» لمحمد صالح هارون والذي ما زالت المهرجانات المختلفة تحرص على عرضه رغم أن عرضه الأول كان في مهرجان «كان» في العام 2006. كذلك عرض في البرنامج الرسمي فيلم فرنسي للمخرج البلجيكي المعروف ماريون هانسيل بعنوان «أصوات الرمال» ويحكي عن مشاكل افريقية عدة إنما من دون تحديد بلد معين في القارة.

أما قسم «صور من الحياة الحضارية» فقد عرض الفيلم التونسي «عرس الديب» لجيلانو سعدي، والفيلم المصري «البنات دول» لتهاني راشد، والفيلمان كما هو معروف يخلوان من أي صور حضارية. وكان هذا هو المقصود، على أي حال، من عنوان القسم التهكمي الذي عرض في إطاره أيضاً صوراً مماثلة من البرازيل والنمسا وكوريا وبريطانيا وسويسرا نفسها. وشاركت موزمبيق في قسم «سينما كوكبيه» بفيلم «البازار الكبير» وفي القسم نفسه شارك المخرج الممثل الجزائري محمد زموري بفيلم فرنسي الانتاج بعنوان «الخبز أم الكسكسي».

إذاً هي مشاركات أفريقية عدة هذا العام على وجه الخصوص، تُوجت ببعض جوائز المهرجان، فإلى جانب الفيلمين الجزائري والتونسي، حصل فيلم «رجال غارقون» على ثلاث جوائز، كأفضل فيلم في المسابقة من لجنة التحكيم الدولية للنقاد ولجنة تحكيم تنشيط الحوار بين الشمال والجنوب وأخيراً جائزة لجنة تحكيم الجمعيات السينمائية الدولية.

جائزة المهرجان الكبرى «نظرة الذهب» (30 ألف فرنك سويسري) ذهبت الى الفيلم البرازيلي «منزل أليس» المتحدث عن مشاكل تواجهها امرأة في منتصف العمر في وقت واحد إذ ضاعت بين الأم المريضة والأبناء غير المبالين بأي شيء وزواج أصبح على كف عفريت وظروف عمل غير مواتية. فاز الفيلم أيضاً بجائزة لجنة تحكيم الشباب.

لا ندري لماذا أغفلت لجان التحكيم المختلفة فيلماً فيليبينياً رائعاً على مستويات عدة بعنوان «باتاد» أثار إعجاب كثير من الصحافيين والنقاد وجمهور المهرجان. ولا ندري كذلك لماذا كان ذلك الغياب الملحوظ للسينما الإيرانية التي كانت تصول وتجول كل عام في أقسام المهرجان المختلفة إذ شاركت إيران في مسابقة هذا العام بفيلم فقط «بعد بضعة أيام». لكن في المقابل لم تشارك في الأقسام الأخرى سوى بفيلم واحد من إنتاج 2005 وكان هذا في قسم سينما كوكبية، والذي نرجوه هو ألا يكون مد الأزمة السياسية الإيرانية وصل لأروقة فريبورج كما كان الحال في مهرجان «كان» في العام المنصرم. 

الحياة اللندنية في 6 أبريل 2007