سينماتك

 

بطلة فيلم «الآنسة بوتر» و «رجل سندريلا» الحائزة أوسكاراً تتحدث عن شركائها الممثلين...

رينيه زيلويغر لـ «الحياة»: راسل كرو كائن مفترس... في الليل

باريس - نبيل مسعد

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

اشتهرت الممثلة الأميركية رينيه زيلويغر في العام 1996 بفضل دورها المميز في فيلم «جيري ماغواير» الذي شاركت بطولته مع توم كروز وحصلت على جوائز أميركية وأوروبية عدة من بينها لقب «أحسن ممثلة خارقة» الذي يمنحه سنوياً النقاد الأميركيون لممثل أو ممثلة في دور متفوق. وتوالت البطولات من بعد ذلك في حياة زيلويغر بواسطة أفلام شعبية ناجحة مثل «مذكرات بريدجيت جونز» المصور في جزأين، و «أنا ونفسي وأيرين» و «الممرضة بيتي» إلى أن شهد العام 2003 اسم زيلويغر يلمع فوق لافتات ثلاث من أكبر وأهم أفلام ذلك العام وهي «شيكاغو» الذي تقاسمت بطولته مع ريتشارد غير وكاترين زيتا جونز، و«الورد الأبيض» و «فليسقط الحب». هكذا تحولت الممثلة المعروفة إلى نجمة عالمية وانهالت عليها العروض السينمائية على شكل سيناريوات بواسطة وكيل أعمالها.

ومن أبرز الأعمال التي اختارتها زيلويغر وأدت بطولتها، يحتل فيلم «رجل سيندريلا» مكانة مهمة جداً بفضل جودة السيناريو والحبكة والإخراج ثم الأداء الذي أتت به هي شخصياً ولكن أيضاً شريكها النجم الأسترالي راسل كرو (بطل فيلم «غلادياتور») في دور ملاكم فاشل يسعى بشتى الوسائل إلى استعادة كرامته ولو من طريق الفوز بمباراة واحدة، علماً أن القصة مأخوذة عن أحداث وشخصيات واقعية وليست نابعة من خيال مؤلف ما. ثم هناك فيلم «الجبل البارد» الذي تقاسمت زيلويغر بطولته مع كل من نيكول كيدمان وجود لو وفازت من أجله بجائزة «أوسكار»، وحديثاً جداً فيلم «الآنسة بوتر» الذي يحكي قصة حياة المؤلفة بياتريكس بوتر التي عاشت بالفعل في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وكتبت روايات للأطفال لا تزال تباع بملايين النسخ في العالم كله. وتقاسمت زيلويغر بطولة هذا الفيلم مع النجم البريطاني إيوان ماكغريغور الذي سبق ومثل معها في «فليسقط الحب».

وتشتهر زيلويغر، المولودة في ولاية تكساس الأميركية، بموهبتها في استيعاب اللكنات المختلفة والتكلم بها من دون صعوبة، فكم من مرة أدت شخصية إمرأة إنكليزية أو أسترالية أو أميركية تنتمي إلى منطقة معينة من الولايات المتحدة لا علاقة للكنة سكانها بلكنة ولايات أخرى، وفي كل مناسبة تدربت زيلويغر على اللفظ الصحيح وأتقنته بأسلوب مدهش أمام الكاميرا.

لمناسبة نزول فيلم «الآنسة بوتر» إلى دور السينما التقت «الحياة» رينيه زيلويغر في باريس وحاورتها.

·     ما هي ذكرياتك عن عملك مع راسل كرو في فيلم «رجل سيندريلا» خصوصاً أنه يتمتع بسمعة الرجل الذي يتعاطى الكحول ويترك العنان لمزاجه الصعب فيتصرف بشكل غير لائق مع زميلاته الممثلات؟

- كنت متأثرة أساساً لمجرد فكرة الظهور في لقطات واحدة معه، خصوصاً أن بعضها تضمن مواقف عاطفية حميمة، فمن هي الممثلة التي ترغب مشاركة رجل يتمتع بسمعة مثل التي ذكرتها أنت للتو، لقطات عاطفية ملتهبة. لكن اتضح لي لاحقاً ومع التقدم في العمل، أن راسل كرو، على عكس ما كنت سمعته عنه، يتمتع بروح مهنية متفوقة جداً وأنه يضع مصلحة العمل فوق أي اعتبارات أخرى فيترك مزاجه الصعب على باب الأستوديو في بداية كل يوم من أيام العمل ولا يستعيده إلا وهو خارج منه في آخر النهار. أعني انه يعامل غيره، والنساء أيضاً، باحترام مميز ولا يسعى اطلاقاً إلى انتهاز مناسبة اللقطات العاطفية مثلاً، من أجل الخروج عن حدود الأدب والذوق والأخلاق. وهذا كله أثناء أوقات العمل. وأما في الليل أي بعد إنتهاء التصوير، فمشاهدته يتحول إلى كائن مفترس ومتعطش الى العلاقات العاطفية السريعة، خصوصاً مع الكومبارس والممثلات الناشئات وعاملات الماكياج مثلاً. اما أنا شخصياً فلم أحضر الكثير من السهرات التي كانت تقيمها الشركة المنتجة وكنت أفضل البقاء في غرفتي ومراجعة المشاهد التي ستصور في اليوم التالي، ثم الخلود إلى النوم في ساعة مبكرة نوعاً ما. وهكذا تفاديت فخ الاضطرار إلى إفساد علاقتي الحسنة مع راسل في حال تماديه معي أي شكل من الأشكال.

·         هل تفهمين تصرفات الممثلة ميغ ريان التي تركت زوجها وعائلتها من أجله؟

- الحب لا يخضع لأي قانون منطقي، وبالتالي ليس علي أن أحكم على ميغ ريان، كل ما أعرفه هو أنه تركها بعد حوالي شهر واحد من بدء علاقتهما. وللرد على سؤالك بأسلوب أوضح، أقول انني لا أترك زوجي من أجله.

أنانية مطلقة

·         هل تأثرت طريقتك في مواجهة العمل مع كبار النجوم بتجربتك المهنية مع توم كروز في بداية مشوارك السينمائي؟

- لا أبداً، وعلى رغم كوني وجدت نفسي منذ بدايتي الفنية في صحبة كروز الذي هو من أشهر النجوم في العالم ومن أكثرهم فعالية في ما يتعلق بالروح المهنية، بحسب تقديري الشخصي، لا أزال أتأثر بشهرة الأشخاص الذين أجد نفسي أمامهم في أفلامي. فأنا مثلاً كنت ارتكبت كثيراً خلال مشاركتي المواقف الفكاهية في فيلم «أنا ونفسي وأيرين» مع جيم كاري، لأن جيم عبارة عن بهلوان لا يكف عن سرد النكات طوال الوقت، وهذه مشكلة فعلية تمنع الذين يعملون معه من التركيز على الأشياء التي عليهم تأديتها. لقد وجدت صعوبة هائلة في العمل معه لذلك كنت مرتبكة بسبب نجوميته وثقته الكبيرة جداً بنفسه، ثم لأنه فعل كل ما في وسعه حتى يزرع البلبلة في عقلي ويمنعني من ممارسة عملي مثلما أردته. أنه على عكس راسل كرو تماماً، وأقصد أن روحه المهنية كبيرة طالما أنها تخصه وحده، لكنها معدومة إذا تعلقت بغيره، فهو لا يبالي إلا بنفسه وبالتالي لا يعير أي أهمية لنوعية العمل ككل شرط أن يخرج هو شخصياً من المغامرة مرفوع الرأس، وهذا ما يسمى الأنانية المطلقة.

·         أنتِ عملتِ أيضاً مع ريتشارد غير وجود لو ونيكول كيدمان، فهل ارتبطت بصداقة ما مع أي من هؤلاء؟

- إحتفظت بعلاقة جيدة مع ريتشارد غير ومع نيكول كيدمان، ولكن صديقتي الحقيقية في المهنة الفنية هي الممثلة ريز ويثرسبون.

حيوان أليف

·         أنت فزت بجائزة أوسكار عن دورك في «الجبل البارد»، فماذا فعلت بالتمثال؟

- أضعه في غرفة مختلفة من بيتي في كل شهر، وبعدما يكون قد طاف كل الغرف يعود إلى نقطة الصفر ويبدأ جولته من جديد، وإذا سافرت لقضاء عطلة في بيتي الريفي، آخذه معي.

·         أنت فخورة جداً به؟

- نعم جداً جداً، فمن يدري إذا كنت سأحصد غيره في المستقبل.

·     ألا تبالغين بعض الشيء، علماً أنك رشحت مرات عدة لأكبر الجوائز وفزت ببعضها غير الأوسكار مثل تمثال «غولدن غلوب» ولقب «أحسن ممثلة خارقة» وغيرهما؟

- كلامك صحيح، لكنني أظل أعتز بالأوسكار أكثر من أي جائزة أخرى، وبالتالي أتولى تدليله وكأنه حيوان أليف اقتنيته أو بمعنى أصح فزت به في مسابقة وعلي رعايته والحرص على راحته.

·         تفضلين العمل في الأفلام الرومانسية عموماً أليس كذلك؟

- لا أبداً، والصدفة هي التي شاءت أن تكون أفلامي الأخيرة تقريباً كلها رومانسية ما يعطي عني انطباع الممثلة العاطفية. لكن «جيري ماغواير» و «سعر أغلى من الروبي» و «شيء واحد حقيقي» و «شيكاغو» و «فليسقط الحب» وخصوصاً «الورد الأبيض» حيث أقدم على الانتحار في النهاية، ليست رومانسية اطلاقاً، اذ انها تنتمي إلى ألوان أخرى مثل الدراما والإثارة والمغامرات والجريمة وحتى الفكاهة. وفي الحقيقة لا أفضل أي لون عن غيره طالما أن الدور المطروح علي يسمح لي بتحقيق ذاتي فنياً وخصوصاً بتقديم ما هو جديد للجمهور.

·         في فيلم «شيكاغو» تغنين وترقصين، فهل تعلمت كل ذلك من أجل هذا الدور أم أنك تجيدين الغناء والرقص أصلاً؟

- لم أتفوه بنغمة واحدة أو أقدم على خطوة راقصة واحدة في حياتي كلها قبل «شيكاغو»، لكنني عندما تلقيت عرض المشاركة في الفيلم، قضيت عشرة شهور في التعلم والتدريب مع كاترين زيتا جونز التي تتقن الغناء والرقص والتي شاركتني بطولة الفيلم. أنها ليست معلمة، ولكنها علمتني رغماً عن أنفها، ذلك أنها كانت تتدرب لنفسها وكنت أراقبها وأقلدها من دون أن أسألها عن أي شيء أو أن أطلب منها أدنى نصيحة.

·         معروفة بإتقانك اللكنات المختلفة، فكيف تتعلمينها؟

- أتمتع بسهولة فائقة في تعلم اللغات واللكنات، وأتوقع أن تكون هذه الصفة نابعة من كون والدي من أصل سويسري وكبر في أستراليا قبل أن يستقر في تكساس، وأمي من أصل نروجي، الامر الذي جعلني أقضي طفولتي في سماع لكنات غريبة عجيبة إضافة إلى لكنة ولاية تكساس حيث ولدت ونشأت. ويكفيني سماع لغة أو لكنة معينة حتى أكتسب قواعدها بسرعة فائقة، ثم يلعب التدريب دوره بطبيعة الحال إذا أردت التمعن في إتقان لكنة أو لغة ما.

·         حدثينا عن فيلمك «الآنسة بوتر»؟

- يتجه هذا العمل أصلاً إلى جمهور الأطفال، فهو يحكي كيف كانت المؤلفة بياتريكس بوتر تسأل شخصيات رواياتها عن رأيها في ما يجب أن يحدث لكل منها فوق صفحات كتبها. ونرى في الفيلم الشخصيات على شكل رسومات متحركة تغني وترقص وتتحدث إلى المؤلفة مقدمة إليها النصيحة. وإلى جوار هذه الناحية الساذجة اللطيفة، يسرد السيناريو الصعوبات التي واجهتها الآنسة بوتر حتى توصلت إلى النجاح والعثور على من ينشر لها رواياتها، ثم كيف التقت الرجل الذي كان سيشاركها حياتها في ما بعد. إن «الآنسة بوتر» من أكثر أفلامي رومانسية مع «مذكرات بريدجيت جونز» طبعاً.

الحياة اللندنية في 6 أبريل 2007