سينماتك

 

ليل ونهار

في شقة مصر الجديدة!

محمد صلاح الدين

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

مقالات ذات صلة

سينماتك

 

الحنين الجارف الذي ينتابنا حينما نشاهد أفلاما قديمة.. مبعثه "الحب".. إننا نحب الحب الذي كانوا يقدمونه بصدق ممزوج بالوداعة والحياء.. الحب الصافي البعيد عن الخشونة المادية التي احتلت حياتنا الآنية.. فأحالتنا إلي أشباح أو ديناصورات!!

فيلم "في شقة مصر الجديدة" يلعب علي هذا الوتر الجميل "الحب". وحسناً أهدي المخرج محمد خان فيلمه إلي ليلي مراد. وأغنيتها الشهيرة "قلبي دليلي" التي هي في الواقع المفتاح الحقيقي لهذا الفيلم.. فقلب البطلة الصعيدية نجوي "غادة عادل" كان دليلها في رحلة البحث عن مُدرستها المحبوبة.. فتحولت إلي رحلة بحث عن الحب.. حب القدوة الجميلة قادها إلي حب الشخص الجميل.. برغم ما بدت حياة هذا الشخص "خالد أبوالنجا" من عبثية لاهية. تستغرقه الحياة المادية البشعة.. من أول صعود وهبوط الأسهم في البورصة.. إلي صعود وهبوط علاقة نسائية منحصرة في الحس المادي فقط مع لاهية أخري "مروة حسين" فلا يشعر بطعم الراحة أو السكينة. بل لا يشعر انه "بني آدم" إلا عندما التقي بالنقاء العفوي الأصيل الذي يذكره بروائح الزمن الجميل!

نص وسام سليمان مكتوب ببراعة فائقة. لأنه مغزول بخيوط الحب والأصالة منع الحرفية. تتفاعل معه عناصر فنية بارعة. مديرة التصوير نانسي عبدالفتاح وموسيقي تامر كروان وديكور محمد عطية ومونتاج دينا فاروق.. اوركسترا يؤدي معزوفة خان الشجية في حب القاهرة. وكأنه جبرتي السينما المعاصرة.. بحرص واضح علي جماليات فن السينما من تشكيل في الكادرات وتنسيق بصري واضح. تحابا فيه النص مهع المنظر بصورة تدعم الموقف الدرامي للعمل!!

كان أداء الممثلين زاخرا بالحرص علي مفاتيح الشخصيات من أول غادة عادل التي تلمست عمق الشخصية. ساعدتها هذه الملامح المصرية الأصيلة. وكأنها تمثال فرعوني لكنه حي بالإنسانية والمشاعر بحيث نجدها وقد عقصت شعرها طوال الوقت. لم تحرره سوي في مشهد النهاية.. وبعده ظلت تردد رقم تليفونه ليوحي لنا بالتواصل حتي بعد الختام الذي رأيناه.. وكذا خالد أبوالنجا الذي يزيد بالمزيد من التلقائية. ومروة حسين وعايدة رياض وحتي يوسف داود في دوره الصغير والبليغ!
قد يكون الموتوسيكل آلة غير طبيعية في رسم شخصية البطل الطموح. ولكنه حيلة درامية استخدمها المخرج في صلب الكثير من الأحداث. وكذا العفاريت التي تخيلوها في العمارة. ولكنها حيلة أخري لإظهار اختلاف الثقافات. كما كانت إفيهاً طريفاً يخفف من وقع صلابة المكان وجفافه!

لفت نظري في هذا الفيلم أيضاً.. ذلك الافيش أو الملصق الجميل الذي يشبه لوحة تشكيلية شديدة التعبير. صورة لغادة عادل وهي واقفة أمام باب الشقة كالنخلة السامقة أو فلنقل كعود القصب الصعيدي ما بين ظل وضوء.. شامخ وعفي.. ولكنه سكر طبيعي نقي.. ليس به كوليسترول الأفلام إياها.. أو وحشية الكليبات الضارية!!

Salaheldin-g@Hotmail.com

الجمهورية المصرية في 4 أبريل 2007