سينماتك

 

مقعد بين الشاشتين

مفيش غير كده .. والسينما الناقصة

بقلم : ماجدة موريس

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

* أول مايفاجئك في الفيلم السينمائي الجديد "مفيش غير كده" هو النجمة نبيلة عبيد التي ودعت عهد البطولة الفردية ورضيت بقسمة الجماعة. فشاركت خمسة من كبار وصغار الفنانين والفنانات في أدوار تكاد تكون متساوية وهم سوسن بدر وخالد أبو النجا ورولا محمود وأحمد عزمي وأروي. والثلاثة الأخيرون قاموا بأدوار أبنائها في الفيلم. وتلك مفاجأة جديدة من صاحبة دور "العمة نور" التليفزيوني الشهير. أما المفاجأة الأهم في رأيي فهي أن الأبطال كلهم غنوا ورقصوا بجانب التمثيل في مواقف داخل نسيج الدراما وليس علي هامشها وهو مايجعل "مفيش غير كده" يختلف عن الأفلام الغنائية المعتادة التي قام ببطولتها نجوم الغناء منذ عبدالوهاب وأم كلثوم. ويدخل في دائرة الدراما الاستعراضية الغنائية التي يصبح الغناء والرقص فيها جزءاً عضوياً لا يمكن الاستغناء عنه وقد رأينا هذا في أفلام عديدة منها روائع مثل "مولد يادنيا" لحسين كمال و"سمع هس" ويا "مهلبية يا" لشريف عرفة ولأنها أفلام مُكلفة بضم الميم ومجهدة فنياً فقد ظلت تتناقص حتي وصل عددها للصفر حتي عادت بفضل فريق عمل مجتهد علي رأسه المخرج خالد الحجر والكاتبتان عزة شلبي كاتبة السيناريو والحوار وكوثر مصطفي صاحبة القصة وكلمات الأغاني والتي استلهمت بعض افكار الكاتب الألماني الكبير بريخت التي بدت واضحة في بعض أجزاء الفيلم حينما تتجسد الأفكار والنوايا في كلمات وأفعال يوجهها طرف لطرف آخر دون تخفيف لحدتها ومثال ذلك مانراه في استعراض قصير طريف بين ضدين هما الأم ناهد "نبيلة عبيد" والمنتج "خالد أبو النجا" الذي فتح الأبواب لابنتها لكي تصبح نجمة لكن بشروطه وهو مايستفز الأم التي تدرك فضله كما تدرك استغلاله في الوقت نفسه ولا تستطيع الاستغناء عنه ويدور بينهما حوار طريف بالغناء والايقاع الراقص عنوانه "ابوسك.. وأدوسك" يعبر عن تفكير كل طرف منهما في الآخر في تعبير عن علاقات الاستغلال السائدة في مثل هذه الأوساط التي يجتمع فيها الباحثون عن الفلوس والمجد مع أصحاب قنوات الفرص. وهي علاقة يطرحها الفيلم بصراحة ووضوح ولكنه أي السيناريو ينهيها نهاية ملفقة حين تعلن الأم تكوينها لشركة انتاج فني. عائلية. معتقدة أن هذا هو الحل.. وياله من حل سهل..!

بين الواقعية والاستعراض

* من جانب آخر. يقع الفيلم في نصفه الأول في أسر حدوتة واقعية جادة تفلت من بنائه الاستعراضي في اطار لفت النظر لقضية الأم التي هرب زوجها وترك لها أبناء ثلاثة تعولهم بلا موارد. وهو خط درامي كان يصلح وحده ليحمل فيلماً. لكن واقعيته الشديدة ذابت في الاطار الذي اختاره المخرج. والذي اجتهد بالفعل في تدريب ممثليه وقيادتهم إلي أداء شامل يجمع بين الحركة والغناء والتمثيل فتفاوت مستواهم. ولكن جمال كلمات الاستعراضات وموسيقي الفنان عمر خيرت الرائعة عوضت التفاوت ولكنها أيضاً أبرزت قدرات لم نكن نعرفها عند نبيلة عبيد وسوسن بدر. كما أعادت اكتشاف قدرات رولا محمود الفنانة الشابة التي تألقت في أول أعمالها مع داود عبدالسيد في "مواطن ومخبر وحرامي". كذلك قدم خالد الحجر "آروي" كاسم جديد لفنانة تمتلك مقومات شكلية عالية بملامح مصرية سمراء ولديها مرونة أداء ترشحها للتقدم أما الممثل القدير أحمد كمال والشاب أحمد عزمي فلم يقدما جديداً في دوريهما. بقي خالد أبو النجا في دور يطرحه بسهولة كنجم استعراضي. وأداء تجاوز فيه حاجز السن "بدون الشعر الأبيض".. إنه نجم السنوات القادمة.. بقي شيء يخص تقنيات الفيلم وهو الألوان التي بدت فجة في بعض الأجزاء. تأخذ من جماليات التصوير. كذلك الاطالة في بعض الأجزاء أو الاستعراضات التي كان من الأفضل التزامها بالتوظيف الدرامي لها.. مع ذلك.. فنحن أمام فيلم يعيد فتح ملفات النوع السينمائي وربما يفتح شهية صناع السينما لاكتشاف أهمية وجمال السينما الغنائية الاستعراضية.. خاصة أن اغلب ابطال الآن من المغنين والمغنيات.. لكنهم للأسف. يظهرون في الأفلام الحديثة كما ظهر آباؤهم وجدودهم منذ مائة عام في الأفلام الغنائية حينما كان المغني يقف. وتتوقف حركة الفيلم. أو يتمايل. ويتمايل معه السنيدة. حتي ينتهي من الغناء.. بينما من المفترض أن يصبح غناؤهم اضافة للفيلم وليس عبئاً عليه.. وهذا ما لا يحدث الآن ومن هنا تبدو قيمة هذا الفيلم الممتع "مفيش غير كده" كنموذج للسينما عندما تجمع بين التمثيل والغناء والرقص في وعاء واحد..

الجمهورية المصرية في 4 أبريل 2007