سينماتك

 

مهما عنا التدمير مناررات الحضارة فى بغداد لن تموت فى زمن العمامة والأمية

فيلمان تسجيليان لماضى بغداد التى تموت

دمشق- خالد يعقوب عويس

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

يقول المخرج السينمائى العراقى باسم قهار ان الوطن الذى يتذكره من خلال فيلمين من المقرر عرضهما هذا الشهر لم يعد بامكان جيل الفنانين العلمانيين الذين ينتمى اليهم تمييزه.

ويحكى فيلم "الخاتون" قصة 62 ممثلة عراقية غادرن العراق على مراحل أغلبهن بعد الغزو الذى قادته الولايات المتحدة له قبل نحو أربع سنوات، أما فيلم "سفير فى القهوة" فيدور حول أبو حالوب وهو يسارى عراقى يعيش فى المنفى الذى دأب على مدى سنوات على الذهاب الى مقهى الروضة فى دمشق والجلوس على نفس الطاولة كل يوم.

ويقول قهار ان هذا الصنف من الفنانين والمثقفين الذين تمتعوا يوما ما باحترام كبير اخذ فى الانقراض فى العالم العربى الذى يتحول على نحو متزايد الى التوجهات الاسلامية.

وقال قهار لرويترز أتخيل بغداد الان محاطة بعمامة كبيرة وملتحية، واضاف هم كانوا جزءا من النوع المتقدم والتنوع والانوثة العراقية، هم لا ينتمون للعراق الجديد لان العراق الجديد تحكمه العمامة وما يتبعها من سياسيين أميين، الامية السياسية تتواصل فى العراق منذ عقود .

وقال ان الغزو الامريكى ساهم فى مجيء طبقة سياسية مهيمنة متحالفة مع رجال دين يقومون بمحو الفن والفكر العلمانى اللذين قاوما حتى الفكر الخانق لحزب البعث "المنحل" الذى كان يتزعمه الرئيس الراحل صدام حسين.

وقال هذه الشخصية "أبو حالوب" بغدادية بروحها.. وبغداد الان تموت بتفاصيلها وبشخصيتها وباشارتها بالملامح الخاصة بها كشخصية حزينة... احكى عن الخصوصية البغدادية التى وان فيها الرسم والغناء وروح البيت الذى تدخله.. "فيها" طريقة التعامل مع الاخر والهوية فى المقهي.. طريقة الذهاب الى السينما.. وجود المتاحف.. كل شئ كان له هوية بغدادية .

وقال قهار "ان المثقفين والفنانين والرسامين ظلوا يعملون فى بغداد رغم غياب الحريات تحت حكم صدام حسين ولكنهم بدأوا فى الانقراض".

وقال الشخصية البغدادية التى كانت قادرة على النهوض بالوطن ثقافيا وعلميا واقتصاديا انقرضت الان، ان روح بغداد قد هجرتها.. أخرجت من مكامنها ومن بيوتها ومن شوارعها.. أزيحت هذه الشخصية ليحل بدلا منها قانون لا ينتمى على الاطلاق للمدينة الحديثة.. فبالتالى نحن عدنا قرونا الى الخلف .

وعندما عاد قهار الى بغداد بعد الغزو للمرة الاولى منذ غادرها فى عام 1991 حيث تنقل بين سبع دول لم يشعر بالانتماء للمدينة.

ويقول ان قلة من النساء يمتلكن الجرأة حاليا على السير بشوارع بغداد دون ارتداء الحجاب، وكان ارتداؤه بات شائعا بالفعل خلال حكم صدام حسين ومع الانهيار الاقتصادى الذى ساهمت فيه عقوبات الامم المتحدة.

وكان من السهل الحصول على المشروبات الكحولية قبل الغزو غير أنه منذ ذلك الحين فجر متشددون كثيرا من متاجر بيع الكحوليات، كما اصبح أساتذة الجامعات هدفا مفضلا لعمليات الاغتيال.

ويضيف المخرج العراقى أن بغداد حاليا تفقد التعددية حيث غادرت أقليات من بينها الاقلية المسيحية فى مجموعات، كما دمر عدد من تماثيل الشعراء والشخصيات العلمانية الاخري.

وأصبح العنف وسيلة مألوفة للتعامل مغ الانشطة التى تعتبرها ميليشيات وجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة مخالفة للشريعة الاسلامية.

ودرس قهار الاخراج فى بغداد وهو متخصص أصلا فى المسرح غير أنه بدأ مؤخرا فى عمل أفلام وثائقية بشأن العراق من أجل الوصول الى جمهور أكبر.

وقال قهار ان الظهور الاول لفيلم "سفير فى القهوة" سيكون على شاشة قناة الجزيرة الفضائية فى ابريل نيسان، كما يأمل المخرج العراقى فى عرض الفيلمين خلال مهرجانات دولية فى أوروبا هذا العام.

ويقضى قهار -43 عاما- وقته بين سيدنى ودمشق التى أصبحت الى جانب بيروت وبدرجة أقل عمان مركزا للكتاب والفنانين العراقيين فى المنفي.

وشملت أعماله اخراج مسرحية "ذا ميدز" الخادمات لجان جينيه بمسرح سيدنى ارت، كما عرضت له فى دمشق مسرحية ارابيا التى تدور حول الفوضى التى أعقبت سقوط بغداد.

وقال قهار أنا الان انظر الى العراق بغضب، هنالك علاقة متوترة بينى وبين وطنى على طريقين، طريق ان وطنى محتل وطريق ان هناك عنفا طائفيا مركزا ينفى بالنسبة لى مفهوم الوطن بما يحمل من امن وسلام وطمأنينة، حتى ذكرياتى فى هذا الوطن بدأت اشك بها هل هى حقيقة ام مجرد احلام لا تنتمى لوطن .

ويتذكر بحنين بغداد التى نشأ فيها كعاصمة شهدت ازدهارا للفن والثقافة العلمانية فى بعض الاوقات رغم أن عددا كبيرا من الفنانين مثله غادروا البلاد خلال فترة الحظر الذى فرضته الامم المتحدة فى التسعينات.

ورغم تزايد نفوذ الدين خلال العقد الاخير من حكم صدام حسين الا أن المطربين والموسيقيين كانوا لا يزالون يتجمعون أسبوعيا فى متحف ببغداد على ضفة نهر دجلة للعزف على الات التخت.

وكان الاستقرار والامن بالشوارع يسمحان لعدد أكبر من الناس بالذهاب الى المسرح من الان رغم أنه لم يكن يتم التسامح مع أى انتقادات لصدام أو لنظام حزب البعث.

ويرى قهار أن أحد التوابع المأساوية لما بعد الغزو هو الحط من قدر النساء وتاكل حقوقهن، وقال انهن تعرضن للاضطهاد خلال حكم صدام وان كثيرات منهن غادرن بدلا من اعلان الولاء له غير أن ذلك الاضطهاد كان أقل درجة مما يتعرضن له الان.

وفى الفيلم الوثائقى تتحدث الممثلات عن الخوف الذى انتابهن من العيش فى بغداد بعد الغزو لانهن معروفات كممثلات، وكانت الممثلة فى السابق يمكنها تحقيق النجاح اذا ظلت بعيدة عن السياسة.

وقال المرأة محرومة من كل حقوقها فى الشارع ومهدورة فى القتل.. لانها لا تلبس حجاب.. فلا مساواة ولا ديمقراطية فى وطن كانت فيه اول وزيرة فى الشرق الاسط اسمها الدكتورة نزيهة الدليمى سنة 1959 وكانت تلبس التنورة بجانب الرئيس عبد الكريم قاسم.

العرب أنلاين في 4 أبريل 2007