بعدما تحولت نقابة الممثلين إلي جهة ضبط تقبض عليهم
نادية خليفة |
صفحات خاصة
|
فجأة أصبحت الاستعانة بالوجوه الجديدة في الأعمال الفنية السينمائية والتليفزيونية والمسرحية مشكلة كبري.. النقابة تطارد الوجوه الجديدة.. بل وتقبض عليهم لتمنعهم من العمل.. بحجة أن من يعمل بالتمثيل عليه أن يكون عضواً في نقابة المهن التمثيلية وإلا فليتحمل هو والمنتج والمخرج الذي اختاره العواقب. فهل الموهبة في حاجة إلي شهادة من اكاديمية الفنون أو ترخيص من النقابة رغم أن نجوماً في حجم رشدي أباظة وعمر الشريف وسعاد حسني ومرفت أمين وعادل إمام لم يدرسوا الفن ولم يكونوا أعضاء في نقابة الممثلين يوم اختارهم المخرجون والمنتجون للعمل لأول مرة، قضية ناقشناها مع أطرافها من المخرجين والمنتجين ونقيب الممثلين. · هل تقف قوانين النقابة عقبة في سبيل اختيار الوجوه الجديدة؟ هاني جرجس فوزي: - طبعاً، تقف عقبة كبيرة، لأنها تمنعهم من العمل، وتمنع الأفلام التي تشارك فيها وجوه جديدة بعدم حصولها علي تصريح عرض، وأيضاً لمجرد اشتراكه في العمل بعدم تصريح نقابة يحبس، الممثل ومنتج العمل، ولكننا وصلنا معهم أخيراً إلي اتفاق هو أن نستعين، باثنين في كل عمل، من غير أعضاء النقابة، لكن هذا لا يحل المشكلة نهائياً. مع أنه الطريق الوحيد لتجديد صورة حياتنا علي الشاشة، حالياً، أنا في طريقي لإنتاج عشرة أفلام من هذه النوعية، منهما ثمانية أفلام تقريباً انتهينا منهم، ولا حل سوي أن تنظر نقابة المهن التمثيلية لهذا الواقع. محمد العدل: - بعد هذا الاتفاق لا أري أي عقبة، رئيس النقابة يقول لك لو لديك أي عروض جديدة فأنت تتحمل النتيجة في النهاية. · ما رأيك في قانون ضبط الممثل والمنتج من جهة النقابة؟ هاني جرجس فوزي: ما نحتاج إليه حالياً هو أن نعقد اجتماعاً في غرفة صناعة السينما، ونذهب لمقابلة وزير العدل، لأن مثل هذه القرارات لا تصدر إلا من وزير العدل، لأنه لا يصح أن يكون في النقابات زميل لي، ويأتي يقبض علي زميل له. المخرج: د. خالد بهجت · علي أي أساس يتم اختيارك للوجوه الجديدة؟ - فرصتي في معهد السينما، وفي معهد الفنون المسرحية بالأكاديمية، وكذلك في قسم المسرح بجامعة حلوان، هذا بالإضافة إلي الجامعة الأمريكية، من هنا ترين أن كل الأجيال الجديدة من الموهوبين، ماثلين أمامي. ومن هنا يتاح لي التعرف علي ملامحهم، وامكانياتهم، ولكن اختياري لأي وجه جديد يخضع لمعايير القدرة علي الأداء، درجات التعبير لهذا الوجه، هل هي مناسبة لهذا الدور أو ذاك، وإلي أي حد يستطيع تجسيد الشخصية، وفي نفس الوقت توجد مغريات أخري، فكل ما هو جديد، ومشرق، يكون له بريق علي الشاشة، وإن لم تكن ناجحة إلي حد ما، إنما هو طعم جديد، هذا ما يشجعني أن أعطي فرصاً للممثلين وممثلات جدد، خاصة أنه يكون لديك نجوم كبار، ونعلم أن النجوم الكبار تكون «شايلة»، المسلسل بأدائهم المتميز، وبالتالي عندما تضعين أمامهم دماً جديداً، فهو أيضاً، يكتسب خبرة. أحياناً تغامرين بوجة جديد بدلا من نجم، لخفض ميزانية العمل، لأن الممثل المشهور قد يبتلع أكثر من ربع الميزانية. المخرج: د. إبراهيم ذكي يقول: - علي أساس الدور المناسب لأي وجه جديد، بحيث أجد فيه مثلاً القدرة علي تجسيد هذه الشخصية، شكلاً وموضوعاً قد يحدث أن يصبح هذا الوجة الجديد نجماً بعد عام أو عامين. المخرجة: اسماء البكري تقول: - في فيلم «العنف والسخرية» جميعهم وجوه جديدة، الأغلبية من مسارح في الإسكندرية، كانوا قد كونوا فرقة هواة مسرح، وليسوا محترفين، أقمنا كاستنج من حوالي سبعين ممثلاً، وممثلة وجوهاً جديدة، وأخترت منهم من لديهما القدرة علي تجسيد مالدي من شخصيات المنتج والمخرج: هاني جرجس فوزي: - عندما أختار الوجوه الجديدة، فاختياري يقوم علي أساس كاست العمل، أنا عندي الدور هذا يتطلب شخصا بالتركيبة المحددة، أي شخصية الدور: هذا الشاب فقير، أم شاب شيك، فتاة فقيرة، أم فتاة ثرية، وإن كانت فتاة ثرية وأصبحت فقيرة، أعني تاريخ الشخصية، والحالة النفسية، فهي تعطيني طابع وشكل الشخصية مباشرة، وعندما تعمل كاستنج نختار من الذي يصلح للدور الموجود. المنتج محمد العدل: - اختارهم بالاتفاق مع المخرج، بناء علي السيناريو المكتوب، والشخصية الملائمة لتجسيد الدور الموجود. · هل تقف قوانين النقابة عقبة في سبيل اختيار الوجوه الجديدة؟ د. خالد بهجت: - لا أتصور أن الدكتور أشرف زكي، هذا الفنان، خريج معهد فنون مسرحية، وعلي درجة الدكتوراه، وراجل أستاذ، ونقيب، وأنا أعرف أشرف علي المستوي الإنساني، والشخصي، لا أتصور عدم موافقته علي وجود الوجوه الجديدة، من الجائز أن سلوكه قد فسر خطأ من الناحية الإعلامية، ولكنه كرجل فنان، ولا ننسي انه مخرج، فمن حق أي منتج أن ينتج 100، 150 فيلماً بوجوه جديدة، وليست نقابية، هذا حقه، ولكن عليهم أن يسددوا للنقابة ما تستحقه، وهذا القرار الذي اتخذته النقابة، أن يجيب دفع رسوم لكل ممثل غير نقابي، فهو قرار سليم 100%. المخرج إبراهيم زكي: - لا طبعاً، تقف عقبة لماذا، أنا اختار وجهاً جديداً، فهذا الوجه الجديد، يمكنه ببساطة أن يحصل علي تصريح من النقابة، ثم بعد عدد من التصريحات يقبل عضواً عاملاً بها فلا توجد مشكلة، المشكلة هي أن المفروض علي الشركة المنتجة أن تدفع الرسوم المطلوبة، وغالباً لا يحدث ذلك، من هذا تنشأ العقبة الرئيسية، أما ما دفعه في مجال التليفزيون، الوجه الجديد يوفر كثيراً، لأن أجره في الحلقة الواحدة، لا يتعدي المائة وخمسون جنيه كان المتبع أن يجري اختبار للوجوه الجديدة، وبعد ذلك يتحدد أجرهم، أو ينتهي الاختبار بعدم صلاحيته، أنا أعتقد إلي أن كانت هذه اللجنة سوف تختبر برؤية المخرج، لكنني كمخرج لي رؤية أخري، لا اعتقد أنها رؤية اللجان ومن هنا المشكلة فلا يوجد مخرج علي حساب عمله أو يعني بعمله عليهم فقط عندما يكتشفون وجا جديداً، يشجعونه بدل ما يجهدوه. نبيل عبد العظيم: - رشدي أباظة، وزكي رستم، وحسين رياض، شفيق نور الدين، واسماعيل ياسين، هل هؤلاء درسوا في معهد فنون مسرحية، أو معهد السينما، الجواب لا: هؤلاء هم الذين بنوا نفسهم بأنفسهم، أريد أن أفهم كيف تصنع النقابة اليوم شروطاً، بأن لابد ممن يدخلون السينما أن يكونوامقيدين بالنقابة لماذا؟ أنا ممكن اتحصل منهم علي رسوم، ولكن رسوم رمزية، لكي نشجع، ونكتشف نجوما جدداً، عندما تطلب النقابة من شابة أو فتاة وجه جديد رسوماً، تصل إلي الألف، أو ألفين جنيه، من أين يأتون بهم، هذا ثانوية عامة، ولكنه فنان موهوب، ويمثل، عمرو عبد الجليل، ومحمد هنيدي، كانوا طلبة في كلية الحقوق، وقد شاهدتهما علي مسرح جامعة القاهرة، يؤديان دورهما في مسرحية في منتهي الجمال، من الممكن أن اتحصل علي أجور رمزية، من هذه الوجوه الجديدة، لكي أشجعهم، وعنما يبدأون في الاحتراف، علي العين والرأس ممكن أخذ منهم ماتحتاجه النقابة، ولكن ليس من البداية أشرط عليهم بمبالغ لن يستطيعوا تدبيرها. > هذه هي خيوط القضية المطروحة الآن، وكان لابد من التوجه إلي مصدر كل هذه المشاكل وأعني بها نقابة المهن التمثيلية، وكان هذا اللقاء مع النقيب الفنان أشرف زكي: · مع ظهور أجيال جديدة، كان لابد من اختيار وجوه تعبر عن هذه الأجيال، وغالبا يختارهم المخرج ممن لم يسبق لهم العمل في مجال السينما، وبالتالي فهم ليسوا أعضاء نقابة، ما موقف النقابة إزاء هذه المشكلة؟ - أولا ليس المخرج الذي يختار، المنتج هو الذي يختار أغلب الوجوه الجديدة، ونحن اتفقنا علي أن من حقهم أن يختاروا اثنين في كل فيلم سواء، فتاتين، أو شابين، أو فتاة وشاب، ولا أعتقد أنه لا يوجد في المعاهد، والأكاديميات، والمسارح، وجوها تناسب في السينما، فهل هو شرط أن يكونوا جميعهم من الشارع، كلا بالطبع، ورأينا أن يدفع المنتج، لكل وجه جديد مصري مبلغا يقدر بألف جنيه للترخيص الأول، وبعد ذلك يدفع ألفين للترخيص الثاني، وإذا ما وصل إلي خمسة تراخيص يصبح من حق الممثل أن يكون عضوا بالنقابة. · اذن لو فرض وحصل الممثل علي خمسة تراخيص فهل توجد شروط أخري؟ - كلا لا توجد أية شروط، فهو يصبح عضوا عاملا، ويدفع رسوما بسيطة لا تتعدي المائة جنيه. · لو فرض وكان الممثل من بلد آخر من لبنان، أو سوريا مثلا فما موقف النقابة منه؟ - لو كان عضوا في نقابة في بلده فعليه ان يدفع عشرة آلاف من الجنيهات، وان لم يكن عضوا بنقابة في بلده فعليه أن يدفع عشرين ألفا من الجنيهات. · ظاهرة جديدة هي القنوات الخارجية المنتجة للأفلام، والمسلسلات هل يمكن تطبيق قانون نقابة مصرية علي منتج غير مصري مع أن الكاست من المصريين؟ - طبعا، طالما العمل يتم علي أرض مصرية، فلابد ان يخضع لقانون النقابة المصرية. · ما يحدث أن يتم القبض علي بعض العاملين في مجال التمثيل، فما رأيك في هذه المشكلة؟ - في الحقيقة هؤلاء ليسوا بزملاء، ولكنهم أشخاص خارجة عن اللوائح، وبالتالي فهم مخالفون لقوانين العمل، ومن حقنا أن نقوم بتصحيح الأوضاع، وهذا أمر طبيعي. رغم كل هذا فمازالت هناك مشكلة هي التعامل مع التليفزيون المصري، في مختلف قطاعاته، وكذلك صوت القاهرة، ومدينة الانتاج الإعلامي، المشكلة هي تحديد أجر الممثل الجديد، فهذه المؤسسات الانتاجية لا تتعامل إلا مع أعضاء النقابة. فأي عقد يوقع بين الممثل وجهة الانتاج، تجد في أعلاه رقم عضوية النقابة، ورقم البطاقة الضريبية دون ذلك يتم النظر في طلب الممثل. جريدة القاهرة في 3 أبريل 2007
|