نبيلة عبيد والعرش المستحيل طارق الشناوي |
صفحات خاصة
|
كان المخرج خالد الحجر يقطع الطريق لكي يصل إلي نبيلة عبيد وكانت نبيلة علي الجانب الآخر تسعي للوصول إلي خالد الحجر وجاء اللقاء بينهما به كثير من خالد الحجر وقليل من نبيلة عبيد!! لم تستطع نبيلة ان تتفهم روح الفيلم في نفس الوقت لم تستطع ان تصل إلي روح الفيلم رغم انها علي التترات هي بطلة الفيلم ولكنها مثل ملكة بريطانيا تملك ولاتحكم.. بطلة بلا بطولة حقيقة!! اننا بصدد فيلم موسيقي هذا حجر هو البناء الذي وضعه المخرج خالد الحجر واعتمد بالدرجة الأولي علي موسيقي عمر خيرت وأشعار كوثر مصطفي ولكن من الواضح أن نبيلة عبيد كانت جزءا اساسيا في تنفيذ هذا المشروع السينمائي.. وشركة الانتاج فرضت اسمها.. لان المخرج عندما يسند دور إلي نجمة كبيرة فهو إما يبحث عن الممثلة داخل هذه النجمة التي تستطيع ان تقدم له التعبير الذي يحلم به.. ونبيلة لم يكن لديها ما تمنحه للدور كممثلة ولا الفيلم كنجمة وكان من الممكن أن أتفهم استعانته بنبيلة عبيد لو كانت لاتزال لها تلك الجاذية في شباك التذاكر إلا ان واقع الارقام بالطبع ينفي ذلك وآخر افلامها 'قصاقيص العشاق' لم يستطع الوصول إلي الجمهور ولا الصمود ولو لمدة اسبوع واحد في دور العرض كما ان نبيلة عبيد لم تستوعب مفتاح الآداء البسيط السهل التلقائي الذي تتميز به مثل هذه الأفلام .. كانت تبيل ولاش عبء علي الفيلم والفيلم ايضا يشكل عبئا عليها وتواجدها لغزا يحتاج الي فك رموزه فلا هي أفادت ولا استفادت!! سيطر المخرج علي اداء كل نجومه ما عدا نبيلة التي كانت تطبق قواعدها هي.. خالد ابوالنجا في دور مخرج الفيديو كليب الذي يكتشف الوجه الجديد 'أروا' التي تلعب دور ابنة نبيلة عبيد وتحلم بأن تصبح مطربة فيديو كليب وتتعدد المواقف وتتباين الاتجاهات بينها وبين أخيها 'أحمد عزمي' وشقيقتها 'رولا محمود' والجارة 'سوسن بدر'.. الأسرة البسيطة التي تقف علي حدود خط الفقر ولكن لديهم أحلامهم المشروعة في الحياة الكريمة بعد ان تركهم الأب يواجهون قسوة العيش بلا عائل ولا سند مادي.. الأحداث تقدم بأسلوب موسيقي استعراضي والاداء الغنائي البسيط الريستاتيف هو بديل الحوار الدرامي وبالطبع فإن هذه تعد مغامرة علي مستوي الشكل السينمائي المصري التي كانت لها ارهاصات سابقة بالطبع في فيلم مثل 'أضراب الشحاتين' للمخرج حسين الإمام والذي وضع موسيقاه علي إسماعيل وذلك قبل 40 عاما.. كما ان المخرج شريف عرفه والكاتب ماهر عواد ومعهما واضع الموسيقي مودي الإمام حاولوا علي استحياء في نفس الاتجاه في فيلمي 'سمع هس' و'يامهلبية يا' إلا أن مغامرة 'الحجر' أكثر جرأة.. وتلعب دائما الأغنية دورا قافزا للدراما والأغنية لاتستعيد الموقف ولاتردده لكنها تدفع به للأمام وبالتأكيد سوف تصطدم هذه الحالة السينمائية بالجمهور المتشوق الي الحدوته المباشرة والذي سيجد صعوبة في اكتشاف مفتاح الاداء والتعبير الحركي والغنائي ويبتعد لاشعوريا ليس عن الفيلم كحالة خاصة ولكن عن الحكاية التي سوف يراها ربما لاتستحق ان يقدم عنها فيلما إلا أنه حتي لو لم يستحوذ الفيلم علي القسط الوافر من الجمهور فإن هذا لايعني ان يراهن فقط صناع السينما علي ما يريده الجمهور.. المغامرة مطلوبة ولن يتقدم الفن إلا بمثل هذه المغامرات ولكن يحسب علي المخرج انه علي مستوي الصورة والحركة كان ينبغي ان يبحث عن المعادل السينمائي الجذاب والممتع وأن يقود جمهوره بسلاسة إلي قانون الصورة الإيقاعية الجذابة حتي يستطيع ان يتجاوز الخط الدرامي المباشر لكن خالد الحجر لم يستطع أن يقدم دائما هذا الاحساس الخاص بالألق السينمائي وافتقدنا في العديد من مشاهد الفيلم ثراء الكادر الغني بالتفاصيل ويبقي له فقط جرأة الإقدام علي هذه التجربة التي خرج خلالها عن الطابور بل وراهن بقوة علي الوجه الجديد 'أروا' التي اراها مشروع ممكن لنجمة قادمة ترقص وتغني وتمثل وهي تملك حضورا خاصا وبينها وبين الكاميرا تلك الكيميائية النادرة.. كانت سوسن بدر تعرف ان المساحة محدودة والدور تابع للبطلة لكنها فرضت حضورها.. خالد ابوالنجا تلقائية وفهم واضح وبه أيضا ابتكار ولمحات خاصة لشخصية المخرج ساعده إلمامه بالتعبير الحركي والصوتي علي نجاحه في الدور.. ولكن هل عادت نبيلة للسينما بفيلم 'مفيش غير كده'؟! ام انها تريد فقط أن تقرأ اسمها علي الافيش لتشعر انها لاتزال مطلوبة سينمائيا ولتقنع أيضا السينمائين انها تتنفس وتقاوم.. أتصور ان الاختيار الثاني كان هو الهدف ان المخرج معروف عنه مقدرته علي الاتصال بمختلف المهرجانات فهو يعرف مفاتيح وشفرة عدد كبير منها ولهذا اتوقع أيضا أن ينجح في تحقيق شرط التواجد لنبيلة وفيلمه خارج الحدود.. وعلي هذا فإن الفيلم سوف يضمن لها الحضور الذي أراه لايمكن أن يصبح هو الهدف لأن مفعوله لايمتد طويلا ومع الايام ينسي الناس كل 'البروباجندا' التي صاحبت الفيلم ولايتبقي سوي الفيلم.. هل كان فيلما يحسب لنبيلة.. الحقيقة انه ليس فيلمها ولامنهجها في الاختيار تاريخها يؤكد ذلك.. الواضح ان كل من الطرفين هي والمخرج كان بحاجة الي الاخر ليتم تنفيذ مشروع الفيلم.. كل منهما كان مجبرا علي ان يتحمل الآخر فلم تقدم نبيلة السينما التي تقدمها وتريدها وتعود عليها ايضا الجمهور وعلي المقابل لم يستطع خالد ان يطوع اداء نبيلة عبيد الي منهجه والي اسلوب الفيلم كما انها فقدت الكثير من قدرتها علي التعبير بوجهها فكنت اراه ثابتا في كثير من الأحيان.. بتعبير واحد.. وجه مشدود شمعي الإحساس!! نعم كانت نبيلة هي البطلة علي التترات وفي الأفيش وكثيرا ما وضعها المخرج اثناء تنفذ الديكوياج التقطيع الفني للقطاعات في البؤرة علي حساب المنطق الدرامي الذي كان يفرض في هذه اللقطات ان تصبح ابنتها 'أروا' في المركز.. كما انه اضاف لها بعض المشاهد مع خالد ابوالنجا التي احدثت ثقلا علي الدراما كل ذلك من أجل إقناعها بأنها هي مركز الفيلم ولهذا كانت الدراما تفقد اتزانها.. كانت نبيلة عبيد تحلم بأن يضع المخرج خالد الحجر بعد سنوات الغياب التاج السينمائي علي رأسها لكنها فوجئت بأنه يتوجها بالسلطانية!! أخبار النجوم في 31 مارس 2007
|